بسمة الكويتية لـ«الراي»: العزوبية أفضل... من «سي السيد»

حوار / «الانتقادات الجارحة ضريبة يدفعها الفنان الناجح»

تصغير
تكبير
• عشرة آلاف دينار أجري في الحفلات الغنائية

• أنصاف النجوم غزوا الفضائيات... واجتاحوا الغناء

• من دون واسطات أوعلاقات... الصوت الجميل لا يساوي

• «هلا فبراير» وطني القشرة فقط... لكن «اللُب» عربي
«الموهبة وحدها لا تكفي»... فمن دون أجنحة من الجمال والعلاقات، فإنها غير قادرة على الطيران بصاحبها إلى القمة...

هذه هي الحكمة التي استخلصتها الفنانة الشابة بسمة الكويتية، وتمثل خلاصة تجربتها، لأن الذكاء الفني والعلاقات الشخصية والجمال كلها عوامل مهمة لنجاح المطربة.


وترى بسمة التي وضعها البعض في خانة مغنيات الإثارة، وتواجه اتهامات بإفساد الذوق العام وخدش الحياء، بسبب آخر أغنياتها «قولوله تعبانة»، أن الموهبة الحقيقية عليها أن تقاوم، وتقبض على فنها وموهبتها ولا تخشى الفشل، وأن سهام النقد الجارحة ضريبة يدفعها الفنان الناجح، كلما ارتفعت أسهمه في بورصة الغناء، «فلا تُرمى بالحجارة سوى الشجرة المثمرة».

وفي حوارها لـ«الراي»، استغربت بسمة الانتقادات التي وجهت إليها بأسلوب جارح وغير مبرر، لكنها قللت من شأن الحملة الشرسة التي تعرضت لها بسبب أغنيتها، مشيرة إلى أنها دأبت على مجابهة العقبات منذ بداية مشوارها الفني، ومشددة على أنه لن يعيقها من أسمتهم «أعداء النجاح» عن تحقيق أحلامها.

وأوضحت أن فكرة تكرار تجربة الزواج غير واردة، بعد انفصالها أخيراً، مبينة أنها تفضل العزوبية على الارتباط برجل غيور ومتزمت يشبه «سي السيد»، يكبل حريتها ويحول بينها وبين عملها الفني.

وعلى الصعيد الغنائي، كشفت بسمة عن أنها انتهت أخيراً، من تسجيل أغاني ألبومها الجديد، الذي سيحمل عنوان «جلسة طرب بسمة 2015»، ويضم مجموعة من الأغنيات الشعبية، التي أنضجتها جيداً، لتقديمها للجمهور كوجبة غنائية ساخنة، وتحدثت عن أغنياتها وحفلاتها وعائلتها، والتفصيل في السطور التالية:

• بعدما طرحت أغنية «قولوله تعبانة»، كيف وجدت الأصداء لدى الجمهور؟

- كانت الأصداء طيبة إلى حد ما، حيث تباينت ردود فعل الجماهير بين مؤيد ومعارض لغنائي لمثل هذه النوعية، من الألوان الغنائية المزدوجة ذات الإيقاعات العراقية والنكهة الموسيقية المغربية، وأبدع الشاعر إياد إبراهيم في صياغة كلماتها، كما تألق أسامة المهنا في تلحينها.

• لكنك تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب جرأة الكلمات؟

- أنا لا أرى تفسيراً مقنعاً للحملة الجائرة والشرسة من جانب البعض ضد الأغنية، خصوصاً أن الكلمات ليست جريئة إلى هذا الحد، الذي يستحق هذه الانتقادات الشديدة، وتفسيري الوحيد هو أن هذه ضريبة النجاح، التي تزداد كلما ارتفعت أسهم الفنان في بورصة الغناء، وفي النهاية فإن الشجرة المثمرة وحدها هي التي تكون هدفاً لقذفها بالحجارة.

• هل أنت مع مقولة إن النجاح سهل وإن المحافظة عليه أصعب، وما جديدك لمواصلة مشوار نجاحك؟

- الفنان الموهوب لا يخشى الفشل، وإذا كنت لم أحظ حتى الآن بالشهرة والنجومية، فأنا على يقين من أنني سأحقق أحلامي، وأرى أن الطريق لا يزال طويلاً، ولا أزل في بداية مشواري الفني. أما بالنسبة إلى جديدي الغنائي، فقد انتهيت من تسجيل ألبوم، عبارة عن جلسة طرب، وهو من إنتاج مركز نواف اليافعي، وسيتم طرحه قريباً في الأسواق. كما أجهز حالياً مجموعة من الأفكار الغنائية المبتكرة، التي أنضجها على نار هادئة بمعية عدد من الشعراء والملحنين، لتقديمها كوجبة غنائية ساخنة للجمهور، لكن لن أفصح عنها قبل أن تتضح ملامحها بشكل نهائي.

• كمغنية شابة... ما هي الصعوبات التي تواجهك؟

- لا شك أن عدم وجود شركات إنتاج تتبنى المواهب الغنائية، هو بمثابة حجر عثرة في طريق كل الفنانين الشباب، خصوصاً أنني شخصياً كنت أتوّلى تمويل جميع الأغاني، التي طرحتها في السابق من حسابي الخاص، ما أرهقني مادياً وأشعرني بالإحباط، غير أنني سأواصل المضي في طريقي، ولن أضعف أو أستكين، حتى ولو تراكمت العقبات وازدادت العراقيل.

• لكن كيف تقومين بتسجيل الأغاني وتصويرها، خصوصاً أن الكلفة المادية باهظة للغاية؟

- أعتمد على الحفلات التي أقيمها بين حين وآخر، فضلاً عن مدخول غنائي في الأعراس والمناسبات، والحمد لله أنها تسهم بشكل جيد حتى الآن في تمويل الأغاني التي أقوم بتسجيلها.

• وما قيمة الأجر المادي الذي تتقاضينه نظير مشاركتك في الحفلات؟

- أجري لا يقل عن عشرة آلاف دينار، نظير غنائي في المهرجانات، أو حفلات الزفاف أو المناسبات الخاصة.

• لكن ألا ترين أن هذا الأجر مبالغ فيه، لاسيما أنك مغنية شابة؟

- أنا لا أبالغ إطلاقاً، وإنما هذه الحقيقة، والعديد من المطربين من جيلي يتقاضون ذات الأجر، بل إن البعض منهم يتقاضى أكثر من ذلك بكثير.

• هناك من يرى أن جيلكم غير محظوظ، كونه جاء في عصر الإنترنت، وانهيار سوق الكاسيت؟

- على العكس تماماً، فإن الإنترنت و«يوتيوب»، إضافة إلى مواقع التواصل، كلها وسائط خدمت هذا الجيل، وساهمت إلى حد كبير في انتشار الفنانين والمطربين، ولو ظلت الحال كما السابق، لما رأينا هذه الجيوش الجرارة من المطربين وأنصاف المطربين، تغزو الفضائيات وتجتاح الغناء العربي. أما في ما يتعلق بانهيار سوق الكاسيت، فأعتقد أن الفنان لم يتأثر كثيراً بهذا الانهيار، لأن المطرب يعوِّض ذلك من خلال الحفلات.

• أقمت قبل فترة حفلاً ضمن مهرجان «رد الجميل» إلى جانب نجوم مصريين، كيف كان شعورك؟

- كانت المشاركة رائعة بكل المقاييس، خصوصاً أنني أقمت الحفل مع نخبة من نجوم الغناء المصري، منهم المطربة أنوشكا والفنان خالد بيومي وغيرهما، وقدمت ثلاثة أغنيات أولها مهداة إلى قائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بعنوان «ما هي غريبة عليك»، للشاعر حيدر الهزاع ولحنها إسلام شكري. كما قدمت أيضاً رائعة «يا حبيبتي يا مصر» للمطربة الكبيرة شادية، التي ألفها الشاعر الكبير محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، إضافة إلى أغنية «حضن الدفا» كلمات ناصر البناي وألحان أحمد الرويشد.

• لكن ألم تخشي غناء «يا حبيبتي يا مصر» للمطربة الكبيرة شادية أمام جمهور مصري؟

- لا أخفي أنني شعرت بالخوف الشديد، قبل بداية وصلتي الغنائية، وخشيت المقارنة بين أدائي للأغنية وأداء الفنانة الكبيرة شادية، لكن سرعان ما زال القلق وتنفست الصعداء، عندما وجدت التفاعل من الجمهور، وعلى وجه الخصوص مع أغنية «يا حبيبتي يا مصر» التي نالت الاستحسان، ما أشعل حماستي لتقديم أفضل ما لدي، في تلك الليلة الطربية بامتياز.

• غناؤك باللهجة المصرية وبلا أخطاء، أثار الدهشة، لدرجة أن البعض شكك في أنك تتحدرين من أصول مصرية؟

- لا أرى ما يدعو إلى الدهشة، خصوصاً أن اللهجة المصرية ليست صعبة، كما أننا جميعاً ومنذ الطفولة تربينا على الأفلام المصرية، وتشرّبنا روائع العمالقة، أمثال عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، والقائمة طويلة. وأنا شخصياً ارتويت فناً من نهر النيل، وتشبعت طرباً في أرض الكنانة.

• أين المواهب الكويتية من المشاركة في مهرجان «هلا فبراير»؟

- «هلا فبراير» هو مهرجان وطني إذا نظرنا إليه من القشور فقط، لكن عندما نتمعن إلى لب المهرجان من الأعماق، فإنه لن يبدو كذلك، حيث تغيب المواهب الكويتية ويحضر الأشقاء العرب، وبالتالي فإنه لم يعد مهرجاناً وطنياً، بقدر ما أضحى مشروعاً تجارياً، لجني المال وكسب المزيد من الأرباح.

• في رأيك، ما هو الأهم في الغناء، الصوت الجيد، أم الوجه الحسن، أم العلاقات والواسطات؟

- أنا أرى أن كل ذلك مهم بالنسبة إلى الفنان لتحقيق معادلة النجاح. فالصوت الجميل ربما لا يساوي شيئاً، من دون باقي أطراف المعادلة، من إطلالة مقبولة أو علاقات فنية وغيرها، والعكس صحيح أيضاً.

• إذا انتقلنا إلى حياتك الأسرية، فكيف توفقين بين أعمالك الغنائية وواجباتك العائلية؟

- بالرغم من انشغالي الشديد في إحياء الحفلات وتسجيل الأغنيات، إلا أنني لا أضن على ابنتي الوحيدة «فاطمة» بالرعاية والاهتمام، بل أحرص باستمرار على التنزه معها، واصطحابها للترفيه واللعب.

• وألم تفكري في الزواج بعد انفصالك عن والد «فاطمة» قبل سنوات، أم أن الفن والزواج لا يلتقيان؟

- إن لم يكن شريك الحياة من الوسط الفني، فلن يستمر الزواج، لذا فأنا لا أبحث عن زواج مؤقت، وأرى أن العزوبية أفضل، ومن أراد الإرتباط بفنانة، عليه ألا يكون غيوراً ومتزمتاً، ويتصرف كأنه «سي السيد»، بل يجب أن يتفهم وضعها الفني والتزاماتها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي