استطلاع / مع موجة العروض في موسمي يناير وفبراير
فنانو الأعمال المسرحية لـ «الراي»: «نتعنَّى» لإسعاد الجمهور ... ولا نعبأ بـ «الربح والخسارة»!
• هند البلوشي: الناس اعتادوا وجود مسارح ضمن فعاليات الاحتفالات في الأعياد الوطنية
• سحر حسين: أسبوعياً آتي إلى الكويت من قطر ... «أتعنّى» لأجل جمهوري
• طارق العلي: الغالبية في هذا الموسم «لاهية» في البر والأماكن العامة... وانصرفت عن المسرح
• هشام العوضي: مكسبٌ أن نجازف بـ «ينانوة الجليعة» ... ونربح البسمة وقبول الناس
• عبدالله البدر: بعد سنوات قليلة ... سيكون المسرح الكويتي «شغّال» على مدى العام
• عبدالمحسن العمر: المنافسة أصبحت شرسة بين كل شركات الإنتاج المسرحي
• عادل المسلم: بعض المنتجين ينزعجون من كثرة الأعمال المسرحية ... لكن الخسائر آخر همِّي
• عبدالعزيز النصار: موسم صحّي ... وهدفُنا أن نقدّم سهرة مسرحية مع جمهورنا... وهذا يكفينا
• سحر حسين: أسبوعياً آتي إلى الكويت من قطر ... «أتعنّى» لأجل جمهوري
• طارق العلي: الغالبية في هذا الموسم «لاهية» في البر والأماكن العامة... وانصرفت عن المسرح
• هشام العوضي: مكسبٌ أن نجازف بـ «ينانوة الجليعة» ... ونربح البسمة وقبول الناس
• عبدالله البدر: بعد سنوات قليلة ... سيكون المسرح الكويتي «شغّال» على مدى العام
• عبدالمحسن العمر: المنافسة أصبحت شرسة بين كل شركات الإنتاج المسرحي
• عادل المسلم: بعض المنتجين ينزعجون من كثرة الأعمال المسرحية ... لكن الخسائر آخر همِّي
• عبدالعزيز النصار: موسم صحّي ... وهدفُنا أن نقدّم سهرة مسرحية مع جمهورنا... وهذا يكفينا
بدءاً من مطلع العام ...
ومع برودة الأجواء التي تزداد بتعاقب أيام يناير ...
تشتعل أضواء المسارح في الكويت! وترفع كل فرقة مسرحية الستارة عن خشبتها، كي تخوض منافسةً شرسة لم يتعودها الجمهور الكويتي في عطلة الربيع كل عام! فهذا الموسم يتميز بأن «المنافسة» تتأجج بين تجارب مسرحية أكثر بكثير من الأعوام السابقة التي كانت الأعمال المعروضة خلالها محدودة، كما أن بعض المسرحيات المعروضة حالياً سوف تواصل عروضها إلى نهايات شهر فبراير المقبل لتتواكب مع مناسبات الأعياد الوطنية ومهرجان هلا فبراير. «الراي» جالت على الفرق المسرحية، وتحدثت إلى عدد من أبطالها وفنانيها، فأعربوا عن أن «ملاقاة الجمهور، سواء الأطفال أو الكبار، هي شيء ممتع ومرهق في الوقت نفسه»، مستدركين بأن الجمهور «يستاهل»، ويجب أن نستجيب له عندما يرغب في قضاء سهرة ممتعة مع فنانيه الذين يحبهم. وتابع كثير من الفنانين أنهم لم يفكروا في احتمالات الخسارة المادية، حيث غالبية الجمهور مسافرون أو في إجازة يقضونها في البر أو الشاليهات، منصرفين عن المسرح، وأكمل الفنانون أنهم ـ مع ذلك - غامروا وأعادوا أعمالهم الناجحة والبعض قدم أعمالاً جديدة في هذا الموسم. بين برودة الجو ودفء المسارح ... بين احتمالات النجاح وحسابات الربح والخسارة... بين رغبة الفنانين في إضفاء البسمة على وجوه الجمهور والمعاناة التي قد يتكبدونها في سبيل ذلك... بين الطموح في خوض المنافسة في مباراة مسرحية ساخنة ومخاوف من انصراف الجمهور إلى البر والشاليهات ... وبالرغم من كل هذه التناقضات تمحورت أحاديث الفنانين مع «الراي» حول مقولة واحدة: «هدفنا إسعاد الجمهور، بعيداً عن معايير المكسب والخسارة»! ويأتي حصاد جولة «الراي» في سياق السطور الآتية:
في البداية، تحدث إلى «الراي» الفنان طارق العلي، الذي يواصل كعادته تقديم أعماله المسرحية طوال السنة عدا شهري محرم وصفر، فقال: «بالرغم من أن الناس (لاهية) في البر أو الأماكن العامة بمناسبة إجازة الربيع، ولا يأتون كثيراً إلى المسارح، فإن حجوزاتنا مملوءة، ونحظى بإقبال جماهيري يرضينا»، مستدركاً: «مع هذا يتأثر الإقبال الجماهيري نوعاً ما، عكس الأشهر الباقية، ومع هذا رغبةً في التجاوب مع طلب الناس، سنواصل عروضنا سواء في الكويت أو في الخارج».
وأكمل: «رحلات قطارنا المسرحي مستمرة إلى دول الخليج في إطار جولاتنا المعتادة، لأن هذا هو دورنا، أن نقدم عملاً يقضي خلاله الحضور وقتاً ممتعاً، ومع أنني ممثل وملتزم بالمسرح، فإنني أحرص على أن أذهب في المسيرات، وأتمشى مع الناس في أعياد بلادي الكويت الوطنية الغالية على قلبي، وأتمنى أن تكون الاحتفالات بحدود المعقول»، مضيفاً: «ما نبي تقحيص ورش ماي».
وزاد: «إن هذا عيد وطني يجب أن يكون قوامه الفرحة والابتسامة، وألا يحوله البعض إلى إزعاج»، متابعاً: «هذه نصيحة مني بوصفي أخاً لكل مواطن ووافد وزائر».
بدورها، قالت الفنانة سحر حسين، التي تقدم مسرحية «مملكة الطيور»: «أجد أن شهري يناير وفبراير لهما طابع خاص، وهما وقت مناسب للعروض المسرحية، لأنه تكثر به الاحتفالات الوطنية الجميلة، وهناك عروض مسرحية عديدة أصبحت موجودة، ومع أننا نعرض مسرحيتنا في (الويك إند)، لكن نظراً إلى الإقبال الجماهيري الكبير أصبحنا نمدد العروض»، مضيفةً: «أسبوعياً أحضر إلى الكويت آتيةً من قطر لأجل الجمهور، فالمشاهدون يتعنّون من أجل الحضور إلى المسرح، ومن ثم يستاهلون أن أتعنّى وآتي لملاقاتهم كل أسبوع». وزادت: «لا أجد هناك خسائر، لا سيما في فبراير، لأن الناس لا يسافرون كثيراً، ويقضون أوقاتهم وسط الاحتفالات الوطنية والحفلات والفعاليات والمسارح، وللأمانة عروضنا (كاملة العدد)، ودليلي على ذلك أننا نمدد العرض أسبوعياً»، مواصلةً: «متعتي أن ألتقي جمهوري وأخصص لهم وقتي كي يلتقطوا معي صوراً في الكواليس، وهناك جمهور (يهبِّل) لا يكتفون بصورة، بل يريدون أكثر، وأنا لا أمانع إطلاقا، لأنني أعرف أنهم يجدون سعادتهم في ملاقاة فنانيهم المحببين والتفاعل معهم، ويكفي أنهم دفعوا قيمة التذكرة».
وأكملت: «أنا أتيح لجمهوري التقاط الصور معي - وكذلك لقطات (السيلفي) من دون أي مقابل مادي ... مستحيل، وأنا أرفض منذ بداياتي أن يكون لصوري ثمن»، مشيرةً إلى «أن كل طفل بيده هاتفه الخاص أو الآي باد، ويريد أن يلتقط صورة معي، وأجد متعتي حين أرى ابتسامة هؤلاء الأطفال». وختمت قائلةً: «بوسعي القول إن (مملكة الطيور) نجحت، وأتمنى أن نتميز أكثر، ونلاقي جمهورنا الأيام المقبلة أكثر وأكثر».
في السياق ذاته ،قال المنتج والفنان عادل المسلم، الذي يواصل عروض مسرحيته «هاجر»: «آخر همي الخسائر، منذ بداياتي تحديداً في 1984 كانت المسارح تبدأ من شهر أكتوبر، وكنا في العيد نعايد على أهلنا، إلى أن أصبح المسرح منحصراً في عيدي الفطر والأضحى، وربما كانت موجةً وهبّة جديدة».
وتابع: «نحن في مسرح السلام كسرنا الحاجز والمواسم، وأصبحنا ننزل ونعرض في موسم الصيف منذ بدايات مسرحياتنا التي تندرج في إطار الرعب، وحالياً في وقتنا الراهن أصبحت العروض تبدأ في عطلة الربيع، وهذا ينشط الحركة المسرحية»، موضحاً «أن كثرة العروض المتزامنة جعلت منتجين ينزعجون، من توزع الجمهور على الأعمال المسرحية»، ومستدركاً: «لكنني أسير على عكس تفكيرهم، معتمداً على قاعدة أن البقاء سيكون دائماً للأفضل، والجمهور لدينا واعٍ ويعرف كيف يختار».
من ناحيتها ،تحدثت إلى «الراي» الفنانة هند البلوشي، التي تقدم مسرحية «هند في الجيش» وهي موجهة إلى الأطفال والشباب بشكل خاص، فقالت: «اعتدنا أن تنتشر عروض المسارح في ثلاثة مواسم هي عيدا الفطر والأضحى، وهلا فبراير، بعدما صار الأخير ضمن المواسم المسرحية، وقد تعودنا أن نحضر له كما اعتاد الناس وجود مسارح ضمن فعاليات الاحتفالات في العيد الوطني والتحرير، ولكن هذا العام استجد شيء جديد، ألا وهو شهر يناير، وعطلة الربيع للطلاب والطالبات».
وتابعت: «لذلك كان النزول بمسرحيتنا في هذا الوقت بمنزلة مجازفة كبيرة، إذ إنها جديدة على الجمهور، والكثير من الناس يقضون إجازاتهم في المخيمات أو الشاليهات أو السفر، لذلك موضوع الربح والخسارة وارد، ولا بد أن نتقبله لأننا جازفنا بالنزول في هذا الموسم».
وزادت: «أنا سعيدة بوجود المسارح المتعددة طبعاً، كما أنا سعيدة للغاية بمشاركتنا في فعاليات الاحتفال بالأعياد الوطنية، خصوصاً أن الأعمال التي نقدمها تشكل رسالة هادفة، تدعم الولاء للوطن، وتعزز قيمته في ضمير المشاهدين، عن طريق الموضوع الجميل والحوار القيم، والأداء المؤثر ... وهذا ما اعتمدنا عليه في مسرحيتنا: هند في الجيش».
منتج مسرحية «مدينة البطاريق» (الجزء الثاني) وأحد أبطالها عبدالمحسن العمرقال لـ «الراي»: «الموضوع مهم جداً للحركة المسرحية الكويتية والخليجية كذلك، وفي هذا الموسم نستقبل زواراً كثيرين من أشقائنا الخليجيين الذين (يتعنون) كي يجيئوا إلينا ويفرحوا ويستمتعوا معنا بأعيادنا الوطنية»، مضيفاً «أن المنافسة أصبحت شرسة بين كل شركات الإنتاج، ونحن (مؤسسة ستيج غروب) من الضروري لدينا أن نلتقي جمهورنا، ولا نبخل عليه، لذلك عدنا إليه خلال يناير وفبراير مع (مدينة البطاريق - الجزء الثاني)، ونحن من نضحي كي نحقق هذا النوع من النجاح، كما فعل رواد الفن المؤسسون في الكويت في العصر الذهبي».
أما هشام العوضي، مؤلف مسرحية الرعب «ينانوة الجليعة»، التي خُصصت للعرض أول مرة ضمن شهري يناير وفبراير، فتحدث إلى «الراي» عن مسرحيته، مشيراً إلى «أنها أول عمل مسرحي يقدّم في موسم مهم ووطني، ونحن من الأعمال التي لم يسبق لها العرض، وأول عرض لها بدأ في عطلة الربيع والأعياد الوطنية وهلا فبراير»، مكملاً: «أشعر بأننا محظوظون بأن يكون لنا خطنا وفكرنا المتميزان، والجمهور الذي حضر منذ اليوم الأول أرضانا جداً وأنسانا التعب، وللأمانة: مكسب أن نجازف ونكسب أننا صنعنا البسمة، وفزنا بقبول الناس ومشاهدة سعادتهم ... هذا مكسبنا، وأعتقد أن جهدنا وتعبنا لم يذهبا لأننا فريق عمل واحد، وأتمنى التوفيق للكل».
الفنان والمنتج والمخرج محمد الحملي السبّاق في تقديم أعمال جديدة وغير مكررة، وهو قدّم ضمن هذا الموسم مسرحية «الأحدب» التي لقبها الجمهور بـ «العرض اللندني» ... الحملي تحدث إلى «الراي» فقال: «بلا شك، هذا الموسم وطني وجميل ومهم للغاية، ومع هذا دائماً من خطط (باك ستيج غروب) أن تقدم كل عمل جديد ومختلف عن الآخر».
وزاد: «نحن لا يلزمنا موسم محدد، فكل ما طق براسنا نقدم للجمهور ما لدينا، وحسابات الربح والخسارة لا تعنيني ... إذ يكفيني حضور الناس بهذا الكم الذي أدهشنا (شالوا الصالة)، وفكرت أن يكون عرضنا الأول في رأس السنة، لكن ظروفاً حالت دون ذلك، وبدأنا عروضنا مع يوم عيد ميلادي 14 يناير، ومنذ اليوم الأول ربحنا الربح الأهم سهرنا وكان الناس معنا في المسرح، والإطراءات أثلجت صدورنا جميعاً، أقصد فريق عمل الأحدب». «الراي» تحدثت مع مخرج مسرحية «نص الليل» وأحد ممثليها عبدالله البدر فقال: «لا نقيس الربح والخسارة مادياً بل معنوياً، والجمهور للأمانة متعطش إلى المسرح، وينتهز أي إجازة كي يحضّر للأعمال المسرحية، وفي السنوات الأخيرة أصبح شهر فبراير موسماً ضمن مواسم المسرح وهذا يرضينا»، مواصلاً: «صدقني، بعد بضع سنوات سيعمل المسرح الكويتي طوال العام».
وأكمل: «مسرحية (نص الليل) لم تبخل على جمهورها سواء في الكويت أو دول الخليج الشقيقة، وعرضنا في مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية، ووجدنا إقبالاً رهيباً وحضوراً جعل المسرح يهتز، وهدفنا من المسرح - كممثلين ومنتجين ومخرجين - أن نرسم البسمة على وجوه الجمهور».
أما الفنان الشاب عبدالعزيز النصار، وهو مخرج وأحد أبطال مسرحية «كشتة»، فأوضح لـ «الراي»: «أن نعرض مسرحية جديدة، في موسم جديد هذا أمر صحي وجيد، يصب في مصلحة الحركة المسرحية، ويفيدنا في أن يستمر المسرح طوال السنة، ولا يكون مقتصراً على موسم واحد». وواصل أن مسرحية «كشتة» خُصصت للعرض الأول في موسم يناير وفبراير، ولم تُعرَض من قبل، مضيفاً: «أتمنى أن نكون طوال السنة مستمرين، (شغالين)، لأجل المسرح الكويتي وجمهورنا الغالي، وربما تكون هناك خسارة وهناك ربح وفقاً لإنتاجية المسرح، وأنا لا أفهم في هذا الجانب، لكن يكفينا أن نقدم سهرة مسرحية مع جمهورنا، فهذا هو هدفنا، وأتمنى التوفيق للجميع».
ومع برودة الأجواء التي تزداد بتعاقب أيام يناير ...
تشتعل أضواء المسارح في الكويت! وترفع كل فرقة مسرحية الستارة عن خشبتها، كي تخوض منافسةً شرسة لم يتعودها الجمهور الكويتي في عطلة الربيع كل عام! فهذا الموسم يتميز بأن «المنافسة» تتأجج بين تجارب مسرحية أكثر بكثير من الأعوام السابقة التي كانت الأعمال المعروضة خلالها محدودة، كما أن بعض المسرحيات المعروضة حالياً سوف تواصل عروضها إلى نهايات شهر فبراير المقبل لتتواكب مع مناسبات الأعياد الوطنية ومهرجان هلا فبراير. «الراي» جالت على الفرق المسرحية، وتحدثت إلى عدد من أبطالها وفنانيها، فأعربوا عن أن «ملاقاة الجمهور، سواء الأطفال أو الكبار، هي شيء ممتع ومرهق في الوقت نفسه»، مستدركين بأن الجمهور «يستاهل»، ويجب أن نستجيب له عندما يرغب في قضاء سهرة ممتعة مع فنانيه الذين يحبهم. وتابع كثير من الفنانين أنهم لم يفكروا في احتمالات الخسارة المادية، حيث غالبية الجمهور مسافرون أو في إجازة يقضونها في البر أو الشاليهات، منصرفين عن المسرح، وأكمل الفنانون أنهم ـ مع ذلك - غامروا وأعادوا أعمالهم الناجحة والبعض قدم أعمالاً جديدة في هذا الموسم. بين برودة الجو ودفء المسارح ... بين احتمالات النجاح وحسابات الربح والخسارة... بين رغبة الفنانين في إضفاء البسمة على وجوه الجمهور والمعاناة التي قد يتكبدونها في سبيل ذلك... بين الطموح في خوض المنافسة في مباراة مسرحية ساخنة ومخاوف من انصراف الجمهور إلى البر والشاليهات ... وبالرغم من كل هذه التناقضات تمحورت أحاديث الفنانين مع «الراي» حول مقولة واحدة: «هدفنا إسعاد الجمهور، بعيداً عن معايير المكسب والخسارة»! ويأتي حصاد جولة «الراي» في سياق السطور الآتية:
في البداية، تحدث إلى «الراي» الفنان طارق العلي، الذي يواصل كعادته تقديم أعماله المسرحية طوال السنة عدا شهري محرم وصفر، فقال: «بالرغم من أن الناس (لاهية) في البر أو الأماكن العامة بمناسبة إجازة الربيع، ولا يأتون كثيراً إلى المسارح، فإن حجوزاتنا مملوءة، ونحظى بإقبال جماهيري يرضينا»، مستدركاً: «مع هذا يتأثر الإقبال الجماهيري نوعاً ما، عكس الأشهر الباقية، ومع هذا رغبةً في التجاوب مع طلب الناس، سنواصل عروضنا سواء في الكويت أو في الخارج».
وأكمل: «رحلات قطارنا المسرحي مستمرة إلى دول الخليج في إطار جولاتنا المعتادة، لأن هذا هو دورنا، أن نقدم عملاً يقضي خلاله الحضور وقتاً ممتعاً، ومع أنني ممثل وملتزم بالمسرح، فإنني أحرص على أن أذهب في المسيرات، وأتمشى مع الناس في أعياد بلادي الكويت الوطنية الغالية على قلبي، وأتمنى أن تكون الاحتفالات بحدود المعقول»، مضيفاً: «ما نبي تقحيص ورش ماي».
وزاد: «إن هذا عيد وطني يجب أن يكون قوامه الفرحة والابتسامة، وألا يحوله البعض إلى إزعاج»، متابعاً: «هذه نصيحة مني بوصفي أخاً لكل مواطن ووافد وزائر».
بدورها، قالت الفنانة سحر حسين، التي تقدم مسرحية «مملكة الطيور»: «أجد أن شهري يناير وفبراير لهما طابع خاص، وهما وقت مناسب للعروض المسرحية، لأنه تكثر به الاحتفالات الوطنية الجميلة، وهناك عروض مسرحية عديدة أصبحت موجودة، ومع أننا نعرض مسرحيتنا في (الويك إند)، لكن نظراً إلى الإقبال الجماهيري الكبير أصبحنا نمدد العروض»، مضيفةً: «أسبوعياً أحضر إلى الكويت آتيةً من قطر لأجل الجمهور، فالمشاهدون يتعنّون من أجل الحضور إلى المسرح، ومن ثم يستاهلون أن أتعنّى وآتي لملاقاتهم كل أسبوع». وزادت: «لا أجد هناك خسائر، لا سيما في فبراير، لأن الناس لا يسافرون كثيراً، ويقضون أوقاتهم وسط الاحتفالات الوطنية والحفلات والفعاليات والمسارح، وللأمانة عروضنا (كاملة العدد)، ودليلي على ذلك أننا نمدد العرض أسبوعياً»، مواصلةً: «متعتي أن ألتقي جمهوري وأخصص لهم وقتي كي يلتقطوا معي صوراً في الكواليس، وهناك جمهور (يهبِّل) لا يكتفون بصورة، بل يريدون أكثر، وأنا لا أمانع إطلاقا، لأنني أعرف أنهم يجدون سعادتهم في ملاقاة فنانيهم المحببين والتفاعل معهم، ويكفي أنهم دفعوا قيمة التذكرة».
وأكملت: «أنا أتيح لجمهوري التقاط الصور معي - وكذلك لقطات (السيلفي) من دون أي مقابل مادي ... مستحيل، وأنا أرفض منذ بداياتي أن يكون لصوري ثمن»، مشيرةً إلى «أن كل طفل بيده هاتفه الخاص أو الآي باد، ويريد أن يلتقط صورة معي، وأجد متعتي حين أرى ابتسامة هؤلاء الأطفال». وختمت قائلةً: «بوسعي القول إن (مملكة الطيور) نجحت، وأتمنى أن نتميز أكثر، ونلاقي جمهورنا الأيام المقبلة أكثر وأكثر».
في السياق ذاته ،قال المنتج والفنان عادل المسلم، الذي يواصل عروض مسرحيته «هاجر»: «آخر همي الخسائر، منذ بداياتي تحديداً في 1984 كانت المسارح تبدأ من شهر أكتوبر، وكنا في العيد نعايد على أهلنا، إلى أن أصبح المسرح منحصراً في عيدي الفطر والأضحى، وربما كانت موجةً وهبّة جديدة».
وتابع: «نحن في مسرح السلام كسرنا الحاجز والمواسم، وأصبحنا ننزل ونعرض في موسم الصيف منذ بدايات مسرحياتنا التي تندرج في إطار الرعب، وحالياً في وقتنا الراهن أصبحت العروض تبدأ في عطلة الربيع، وهذا ينشط الحركة المسرحية»، موضحاً «أن كثرة العروض المتزامنة جعلت منتجين ينزعجون، من توزع الجمهور على الأعمال المسرحية»، ومستدركاً: «لكنني أسير على عكس تفكيرهم، معتمداً على قاعدة أن البقاء سيكون دائماً للأفضل، والجمهور لدينا واعٍ ويعرف كيف يختار».
من ناحيتها ،تحدثت إلى «الراي» الفنانة هند البلوشي، التي تقدم مسرحية «هند في الجيش» وهي موجهة إلى الأطفال والشباب بشكل خاص، فقالت: «اعتدنا أن تنتشر عروض المسارح في ثلاثة مواسم هي عيدا الفطر والأضحى، وهلا فبراير، بعدما صار الأخير ضمن المواسم المسرحية، وقد تعودنا أن نحضر له كما اعتاد الناس وجود مسارح ضمن فعاليات الاحتفالات في العيد الوطني والتحرير، ولكن هذا العام استجد شيء جديد، ألا وهو شهر يناير، وعطلة الربيع للطلاب والطالبات».
وتابعت: «لذلك كان النزول بمسرحيتنا في هذا الوقت بمنزلة مجازفة كبيرة، إذ إنها جديدة على الجمهور، والكثير من الناس يقضون إجازاتهم في المخيمات أو الشاليهات أو السفر، لذلك موضوع الربح والخسارة وارد، ولا بد أن نتقبله لأننا جازفنا بالنزول في هذا الموسم».
وزادت: «أنا سعيدة بوجود المسارح المتعددة طبعاً، كما أنا سعيدة للغاية بمشاركتنا في فعاليات الاحتفال بالأعياد الوطنية، خصوصاً أن الأعمال التي نقدمها تشكل رسالة هادفة، تدعم الولاء للوطن، وتعزز قيمته في ضمير المشاهدين، عن طريق الموضوع الجميل والحوار القيم، والأداء المؤثر ... وهذا ما اعتمدنا عليه في مسرحيتنا: هند في الجيش».
منتج مسرحية «مدينة البطاريق» (الجزء الثاني) وأحد أبطالها عبدالمحسن العمرقال لـ «الراي»: «الموضوع مهم جداً للحركة المسرحية الكويتية والخليجية كذلك، وفي هذا الموسم نستقبل زواراً كثيرين من أشقائنا الخليجيين الذين (يتعنون) كي يجيئوا إلينا ويفرحوا ويستمتعوا معنا بأعيادنا الوطنية»، مضيفاً «أن المنافسة أصبحت شرسة بين كل شركات الإنتاج، ونحن (مؤسسة ستيج غروب) من الضروري لدينا أن نلتقي جمهورنا، ولا نبخل عليه، لذلك عدنا إليه خلال يناير وفبراير مع (مدينة البطاريق - الجزء الثاني)، ونحن من نضحي كي نحقق هذا النوع من النجاح، كما فعل رواد الفن المؤسسون في الكويت في العصر الذهبي».
أما هشام العوضي، مؤلف مسرحية الرعب «ينانوة الجليعة»، التي خُصصت للعرض أول مرة ضمن شهري يناير وفبراير، فتحدث إلى «الراي» عن مسرحيته، مشيراً إلى «أنها أول عمل مسرحي يقدّم في موسم مهم ووطني، ونحن من الأعمال التي لم يسبق لها العرض، وأول عرض لها بدأ في عطلة الربيع والأعياد الوطنية وهلا فبراير»، مكملاً: «أشعر بأننا محظوظون بأن يكون لنا خطنا وفكرنا المتميزان، والجمهور الذي حضر منذ اليوم الأول أرضانا جداً وأنسانا التعب، وللأمانة: مكسب أن نجازف ونكسب أننا صنعنا البسمة، وفزنا بقبول الناس ومشاهدة سعادتهم ... هذا مكسبنا، وأعتقد أن جهدنا وتعبنا لم يذهبا لأننا فريق عمل واحد، وأتمنى التوفيق للكل».
الفنان والمنتج والمخرج محمد الحملي السبّاق في تقديم أعمال جديدة وغير مكررة، وهو قدّم ضمن هذا الموسم مسرحية «الأحدب» التي لقبها الجمهور بـ «العرض اللندني» ... الحملي تحدث إلى «الراي» فقال: «بلا شك، هذا الموسم وطني وجميل ومهم للغاية، ومع هذا دائماً من خطط (باك ستيج غروب) أن تقدم كل عمل جديد ومختلف عن الآخر».
وزاد: «نحن لا يلزمنا موسم محدد، فكل ما طق براسنا نقدم للجمهور ما لدينا، وحسابات الربح والخسارة لا تعنيني ... إذ يكفيني حضور الناس بهذا الكم الذي أدهشنا (شالوا الصالة)، وفكرت أن يكون عرضنا الأول في رأس السنة، لكن ظروفاً حالت دون ذلك، وبدأنا عروضنا مع يوم عيد ميلادي 14 يناير، ومنذ اليوم الأول ربحنا الربح الأهم سهرنا وكان الناس معنا في المسرح، والإطراءات أثلجت صدورنا جميعاً، أقصد فريق عمل الأحدب». «الراي» تحدثت مع مخرج مسرحية «نص الليل» وأحد ممثليها عبدالله البدر فقال: «لا نقيس الربح والخسارة مادياً بل معنوياً، والجمهور للأمانة متعطش إلى المسرح، وينتهز أي إجازة كي يحضّر للأعمال المسرحية، وفي السنوات الأخيرة أصبح شهر فبراير موسماً ضمن مواسم المسرح وهذا يرضينا»، مواصلاً: «صدقني، بعد بضع سنوات سيعمل المسرح الكويتي طوال العام».
وأكمل: «مسرحية (نص الليل) لم تبخل على جمهورها سواء في الكويت أو دول الخليج الشقيقة، وعرضنا في مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية، ووجدنا إقبالاً رهيباً وحضوراً جعل المسرح يهتز، وهدفنا من المسرح - كممثلين ومنتجين ومخرجين - أن نرسم البسمة على وجوه الجمهور».
أما الفنان الشاب عبدالعزيز النصار، وهو مخرج وأحد أبطال مسرحية «كشتة»، فأوضح لـ «الراي»: «أن نعرض مسرحية جديدة، في موسم جديد هذا أمر صحي وجيد، يصب في مصلحة الحركة المسرحية، ويفيدنا في أن يستمر المسرح طوال السنة، ولا يكون مقتصراً على موسم واحد». وواصل أن مسرحية «كشتة» خُصصت للعرض الأول في موسم يناير وفبراير، ولم تُعرَض من قبل، مضيفاً: «أتمنى أن نكون طوال السنة مستمرين، (شغالين)، لأجل المسرح الكويتي وجمهورنا الغالي، وربما تكون هناك خسارة وهناك ربح وفقاً لإنتاجية المسرح، وأنا لا أفهم في هذا الجانب، لكن يكفينا أن نقدم سهرة مسرحية مع جمهورنا، فهذا هو هدفنا، وأتمنى التوفيق للجميع».