الكتاب تضمن سلسلة مقالات اجتماعية وصدر عن «مكتبة آفاق»

قراءة / فهد الوردان يرصد ويحلّل ويطرح القضايا... «في بيتنا»

تصغير
تكبير
• الكاتب كشف عن آلام المهمّشين والمنسيين طارحاً مواضيعه في أنساق إنسانية متوهجة بالحب والرغبة في التغيير

• خاض في الكثير من القضايا التي تهم المجتمع عبر لغة صحافية يغلب عليها الطابع الأدبي وبأسلوب اتسم بالصدق
تتمتع مقالات الزميل في جريدة «الوطن» الكاتب الصحافي الدكتور فهد الوردان بقدر وفير من المصداقية والموضوعية في طرح الرؤى والمواضيع، وذلك وفق منظومة إنسانية ذات دلالات موحية ومعبرة عن روح الحياة، التي يسعى إليها الوردان بجمالها، وإخلاصها.

وبالتالي جاء كتابه «في بيتنا؟»- ضمن إصدارات مكتبة آفاق- كي يجمع مقالاته الكثيرة والمفيدة في إصدار ليكون مرجعا إنسانيا، لمن يرغب في تصحيح مساره الاجتماعي، وتحديد أهداف المنية على المحبة.

وتنقّل الكاتب عبر إصداره في الكثير من المواضيع، التي تبدو في مجملها، متوغلة في الضمير الإنساني، وملتصقة بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه كل فرد في المجتمع بكل توجهاته وأحلامه، وقناعاته.

ويسعى الوردان في كتابه إلى طرحه الأسئلة ومن ثم استشراف الإجابة من هذه الأسئلة المطروحة، وهو أسلوب اتسم به الكاتب على مدى ما أنجزه من مقالات.

والكتاب يتضمن 295 من القطع المتوسط، ويحوي الكثير من المقالات، تلك التي تعبر عن محتوى اجتماعي... خصصه الكاتب في الكثير من مواضيعه لرؤى إنسانية، تساهم في اختراق المسكوت عنه، وتتحاور مع العقل بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.

وحينما نتأمل الدلالة الفنية التي دفعت الكاتب لاختيار العنوان «في بيتنا»... ومن دون تحديد ما الشيء الذي «في بيتنا»... سنجد أنه تأهيل لوجدان المتلقي من أجل استيعاب مضامين الكتاب، الذي يحتوي على رؤى تريد أن تستفهم، وتحلل وتضع الإجابة في إطارها الحسي، ثم جعل البيت عاما للجميع لنا وله ولهم «بيتنا» للتأكيد على الشمول والاحتواء، ومن ثم جاء العنوان كاشفا عن التكنيك الذي وضعه الكاتب لإصداره.

في ما عبر الإهداء عن هذه الروح الإنسانية الأسرية حينما كتب إهداء كتابه بقوله: «إلى والدي الغالي أسأل الله أن يطيل عمره، وأن يرزقني بره... إلى زوجتي تلك الدرة الغالية والجوهرة الثمينة... إلى أبنائي وبناتي الذين هم أغلى ما أملك».

في ما جاءت مقدمة الكاتب توضيحا من الكاتب أن مقالاته ما هي الا تجارب واقعية لامست شغاف الأحاسيس المستترة خلف الأقنعة الزائفة التي جاهد بإخفائها عن الآخرين، وكشف أن استعارته لجملة «والله من وراء القصد»- لزمة الكاتب الكبير المرحوم محمد مساعد الصالح- في كل مقال خطه قلمه، أنقذته من أولئك الذين يصطادون في المياه العكرة، أو تلك النوعية التي اعتادت على صب الزيت على النار من أجل المزيد من التوتر، ومن ثم أسكتت أفواههم. وقال رئيس مجلس إدارة تلفزيون الوطن نائب رئيس تحرير جريدة «الوطن» وليد جاسم الجاسم في تصديره للكتاب في حديثه عن مقالات الكتاب: «هذه المقالات... اختزال جميل لتجربة إنسانية طويلة، تجربة مع النفس البشرية الصعبة والمعقدة، تجربة معجونة بأعمال الخير ومساعدة الأيتام، والمسنين والمعاقين، والنهوض بنفوس دمرتها الظروف حتى صارت ركاما».

وفي تصدير آخر قال عضو مجلس الأمة السابق نائب الأمين العام لمكتب الإنماء الاجتماعي عضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية صباح أبو شيبة: «ما إن تتصفح جريدة إلا وتجد صفحات وصفحات وزوايا كلها تتناول الأحداث السياسية سواء الداخلية أم الخارجية، لذا تجد الكثير من الكتاب وكثيرا من القراء قد أدمنوا متابعة الأحداث السياسية، كتابة وقراءة وتحليلا، ما جعل الكثير منهم يتشبع ويعزف عن متابعة تلك الأحداث التي باتت حديث الساعة الممل، ما أوجد فراغا في جوانب أخرى لا تقل في أهميتها عن السياسة، وبما أنني أحد المتخصصين في المجال الاجتماعي وجدت في زاوية دروب الخير نقطة مضيئة ومنهلا صافيا وماء رقراقا يسلط الضوء- في وجود العتمة- على قضايا اجتماعية تم إغفالها في خضم الانشغال القصري في شؤون ودهاليز السياسة».

وبالتالي فقد أبحر الدكتور فهد الوردان في كتابه عبر الكثير من القضايا الملحة، تلك التي تعاني منها المجتمعات كافة، كما كشف عن آلام المهمشين والمنسيين، طارحا مواضيعه في أنساق إنسانية متوهجة بالحب والرغبة في التغيير، الذي ينهض بالمجتمع، ويساعد على حل المشاكل والمعوقات، التي تقف في طريق الاستقرار الاجتماعي. ليكتب الوردان عن مشروع «أبو اليتيم»... الذي حقق نجاحاته المتميزة على أرض الواقع، كما تطرق إلى مجال الحضانة العائلية عبر مقال «الإمام الصغير»، بالإضافة إلى مشروع «أنت قدوتي»، في حين تحدث عن مشاعر إنسانية مختلفة مثل السعادة والقيم والطموح، وأشار إلى المراهق في مقال «في بيتنا مراهق»، وكشف بعض الجوانب الإنسانية في الصديق، وأفسح المجال لقلمه كي يكتب عن المسن والأم وبر الوالدين والمجلس الأعلى للأسرة، وفرحة العيد ووفاء الزوجة والطفولة ومنارات كويتية والتربية... وغيرها.

وتحدث عن الظواهر السلبية في المجتمع مثل الواسطة والبخل والجحود وذي الوجهين والمدلس والحاسد وناكر المعروف والأحمق والثرثار والكذاب والنمام.

ومن ثم فإن الوردان قد خاض في الكثير من القضايا التي تهم المجتمع، وذلك عبر لغة صحافية يغلب عليها الطابع الأدبي، وبأسلوب اتسم بالصدق، والقدرة على اختراق مشاعر المتلقي، والتواصل مع الأذهان الباحثة عن الأمان والسلام.

إنها تجربة كتابة متألقة، وكاشفة للكثير من المواضيع الاجتماعية سواء كانت سلبية أم إيجابية، وبالتالي وضع الحلول المقترحة لها، ليس من خلال أسلوب مباشر، ولكن بأسلوب التحليل والكشف والاستلهام، وهو أسلوب اتصف به كاتبنا عبر رحلته الشاقة والشيقة مع الكتابة الصحفية. ومن هذا المنطلق فإن كتاب «في بيتنا؟»، عبارة عن رحلة قطعها الكاتب الدكتور فهد الوردان في دهاليز وشوارع ومنعطفات الحياة، من أجل رصد رؤى ومواقف وملامح كثيرة، ومن ثم التفاعل معها بالكلمة، وتحديد مساراتها، والتواصل مع معانيها، في سياق خدمة المجتمع عن طريق الكلمة، وهي خدمة من أرقى وأعظم خدمة ممكن أن يقدمها كاتب إلى مجتمعه أولا... ثم المجتمع الإنساني الكبير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي