مثقفو الكويت «فرشوا» صفحات كتبهم ليدفئوا أطفال سورية
الأيادي البيضاء تلقفّت لاجئي سورية ... في حملة «ليان»
أعضاء حملة «ليان» الإنسانية (تصوير طارق عزالدين)
وردة ... مقابل معطف
الأيادي البيضاء تحتضن أطفال سورية
«خذ الكتاب الذي تريد ... وادفع ما تستطيع»
• الخطيب: الجرح السوري لا يزال غائراً في أجسادنا
• الرويشد: غايتنا توفير كسوة الشتاء ومستلزمات التدفئة
• «التخت العربي» زرعت «بستان ورد» في الأحياء الدمشقية
• الرويشد: غايتنا توفير كسوة الشتاء ومستلزمات التدفئة
• «التخت العربي» زرعت «بستان ورد» في الأحياء الدمشقية
حملة «ليان» تدعو إلى تضميد جراح السوريين، «#وردة _أغنية _ كتاب»... شعار رفعته الحملة، ونداء لإغاثة اللاجئين السوريين برغيف خبز وقرص دواء وغطاء يخفف - ولو قليلاً - من قسوة البرد الشتائي في العراء والضياع!!
فبقلوب يملأها الدفء والوفاء وبمشاعر حاتمية العطاء، غصت قاعة جمعية الخريجين في منطقة بنيد القار بالعشرات من أبناء الجالية السورية في البلاد من مثقفين وناشطين وأطباء ومهندسين، إضافة إلى حشد غفير من الشخصيات العامة، حيث تدفقت مشاعرهم من كل زاوية وزقاق تلبية لنداء الاستغاثة الذي حملته صرخات الثكالى مستنجدةً بضمير الإنسان، وتردد مع أنّات الأطفال السوريين اليتامى بعدما جار عليهم زمان الحرب والخراب...
الحدث مبادرة إنسانية نبيلة دعت إليها حملة «ليان» تحت شعار «#وردة _أغنية _ كتاب».
«خذ وردة وأعطني معطفاً»... «ادفع ما تريد واستمتع بالطرب الجميل»... «خذ الكتاب الذي تريد وادفع المبلغ الذي تريد»... «ارسم ابتسامتهم من جديد».
بهذه العبارات التي تزينت بها جدران الحفل، استيقظ الضمير الإنساني ودبت الهمة في القلوب الرحيمة، وامتدت الأيادي، تلبيةً للنداء وتضميداً للجراح، تعاطفاً مع أبناء الشعب السوري الذي يواجه جَور الاستبداد بطشاً وقتلاً وتنكيلاً، وتخاذل الإنسانية عن أداء دورها الإنساني في إغاثة المضطهدين ومد يد العون إلى المشردين داخل بلادهم وخارجها.
ولعل دواوين «عنترة بن شداد» و«لافتات أحمد مطر» وروايات «نجيب محفوظ» ومعلقات «العصر الجاهلي» التي حضرت وافترشت أسطح الطاولات والأرفف، كانت أكثر رأفةً وأرق قلباً على الأطفال والنساء والشيوخ في سورية من أصحاب القلوب الجافة والضمائر الغائبة المتوارين في خريطة العالم!!
الكتب التي تبرع بها نخبة من المثقفين الكويتيين، والتي عُرضت بأثمان زهيدة لا تساوي قيمتها الثقافية الحقيقية، كانت حافزاً ليس على الشراء فقط، بل على التبرع أيضاً... والريع يذهب بكامله إلى الشعب السوري.
الناشطة في حقوق الإنسان الدكتورة ابتهال الخطيب عبّرت عن حزنها العميق لما آلت إليه الأمور في سورية، «وما يواجهه الشعب السوري من موت جماعي في مخيمات النازحين، ولا سيما الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى الذين يكابدون ويلات الحرب والدمار، حيث الموت الآتي من كل اتجاه وبكل الأشكال والأوجه، سواء كان قتلاً بالأسلحة المحرمة أو جوعاً وعطشاً لنقص الطعام والماء، أو برداً في شتاء قسا صقيعه وشحّ فيه الغطاء فسقطوا ضحايا عواصف ثلجية لا تهدأ ورياح عاتية لا ترحم طفلاً ولا شيخاً».
وأردفت الخطيب قائلة: «لا يزال الجرح السوري غائراً في أجسادنا وموجعاً لأصحاب الضمائر الحية»، مشيرة إلى «أن أعداد النازحين والمشردين داخل الأراضي السورية وخارجها بلغت أرقاماً فلكية تفوق التوقعات، بل أنها تجاوزت حتى أعداد المهجرين الفلسطينيين منذ الاجتياح الإسرائيلي في العام 1948 وحتى يومنا المعيش».
وتابعت: «ما رأيته خلال زيارتي إلى مناطق اللاجئين لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، فهم يسكنون الخيام البالية ويرتدون الثياب الرثة والممزقة»، مضيفة: «نحن أمام فاجعة كبرى بكل ما تحمله الكلمة من معان، وكارثة إنسانية تقشعر لها الأبدان، ويندى لها جبين الإنسانية خجلاً، خصوصاً أن الوضع الإنساني في خيام اللاجئين وصل إلى أقصى مستويات التدهور والانهيار، وأضحى المنكوبون يدقون نواقيس الخطر بعدما تزايدت أعداد الشهداء والمصابين تحت لسعات البرد»، وداعيةً إلى «أننا يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي ونحتمي بموقف المتفرج، حتى يتساقط الأطفال واحدا تلو الآخر»، ولافتةً إلى «أن التاريخ لن يسامح المتخاذلين عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وسيكون الذنب كبيراً جداً».
في السياق ذاته، أبدى صاحب فكرة حملة «ليان» ومؤسسها مصعب الرويشد تفاؤله الشديد بأن «تمتد الأيادي البيضاء لدعم الشعب السوري الشقيق الذي يتجرع كأس المرارة بسبب ضنك العيش وقسوة الحياة، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية المريرة التي خيمت على كل منزل في بلاد الشام، فضلاً عن الفقر المدقع الذي أنهك أرباب الأسر وأقض مضاجعهم»، مشيراً إلى «أن المبالغ المالية التي سوف يتبرع بها أهل الخير سيجري تحويلها فوراً إلى لبنان حيث يتم شراء (البطانيات) وكسوة الشتاء والحطب وجميع مستلزمات التدفئة الأخرى، إضافة إلى المؤن الغذائية والمواد الطبية تمهيداً لإرسالها إلى المنكوبين بيسر وأمان».
وأشاعت فرقة «التخت العربي» السورية بقيادة عازف العود محمد حكيم أجواء البهجة والسرور في أركان قاعة الخريجين، كأنما هي تود أن تذكّر الحضور بأن الفن السوري سيظل يحيا في مواجهة الخراب، وفي الوقت نفسه تذكرهم بأن هناك - على الجانب الآخر من الأزمة - أناسا يصارعون الموت، ويحتاجون منا إلى الكثير كي يظلوا على قيد الحياة!!
وبعد ذلك أعادت «التخت العربي» الحاضرين إلى الزمن الجميل حيث الصوت الملائكي الوقور، عندما دندن قائد الفرقة وعازف العود رائعة السيدة فيروز «عودك رنان» التي عزفت على شغاف القلوب أجمل النغمات، تم توالت الروائع الغنائية إلى أن أدخلت الفرقة الحضور في «جنينة الحب» عبر بوابة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في الأغنية التي تمايلت لها الرؤوس طربا «قدك المياس»
فبقلوب يملأها الدفء والوفاء وبمشاعر حاتمية العطاء، غصت قاعة جمعية الخريجين في منطقة بنيد القار بالعشرات من أبناء الجالية السورية في البلاد من مثقفين وناشطين وأطباء ومهندسين، إضافة إلى حشد غفير من الشخصيات العامة، حيث تدفقت مشاعرهم من كل زاوية وزقاق تلبية لنداء الاستغاثة الذي حملته صرخات الثكالى مستنجدةً بضمير الإنسان، وتردد مع أنّات الأطفال السوريين اليتامى بعدما جار عليهم زمان الحرب والخراب...
الحدث مبادرة إنسانية نبيلة دعت إليها حملة «ليان» تحت شعار «#وردة _أغنية _ كتاب».
«خذ وردة وأعطني معطفاً»... «ادفع ما تريد واستمتع بالطرب الجميل»... «خذ الكتاب الذي تريد وادفع المبلغ الذي تريد»... «ارسم ابتسامتهم من جديد».
بهذه العبارات التي تزينت بها جدران الحفل، استيقظ الضمير الإنساني ودبت الهمة في القلوب الرحيمة، وامتدت الأيادي، تلبيةً للنداء وتضميداً للجراح، تعاطفاً مع أبناء الشعب السوري الذي يواجه جَور الاستبداد بطشاً وقتلاً وتنكيلاً، وتخاذل الإنسانية عن أداء دورها الإنساني في إغاثة المضطهدين ومد يد العون إلى المشردين داخل بلادهم وخارجها.
ولعل دواوين «عنترة بن شداد» و«لافتات أحمد مطر» وروايات «نجيب محفوظ» ومعلقات «العصر الجاهلي» التي حضرت وافترشت أسطح الطاولات والأرفف، كانت أكثر رأفةً وأرق قلباً على الأطفال والنساء والشيوخ في سورية من أصحاب القلوب الجافة والضمائر الغائبة المتوارين في خريطة العالم!!
الكتب التي تبرع بها نخبة من المثقفين الكويتيين، والتي عُرضت بأثمان زهيدة لا تساوي قيمتها الثقافية الحقيقية، كانت حافزاً ليس على الشراء فقط، بل على التبرع أيضاً... والريع يذهب بكامله إلى الشعب السوري.
الناشطة في حقوق الإنسان الدكتورة ابتهال الخطيب عبّرت عن حزنها العميق لما آلت إليه الأمور في سورية، «وما يواجهه الشعب السوري من موت جماعي في مخيمات النازحين، ولا سيما الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى الذين يكابدون ويلات الحرب والدمار، حيث الموت الآتي من كل اتجاه وبكل الأشكال والأوجه، سواء كان قتلاً بالأسلحة المحرمة أو جوعاً وعطشاً لنقص الطعام والماء، أو برداً في شتاء قسا صقيعه وشحّ فيه الغطاء فسقطوا ضحايا عواصف ثلجية لا تهدأ ورياح عاتية لا ترحم طفلاً ولا شيخاً».
وأردفت الخطيب قائلة: «لا يزال الجرح السوري غائراً في أجسادنا وموجعاً لأصحاب الضمائر الحية»، مشيرة إلى «أن أعداد النازحين والمشردين داخل الأراضي السورية وخارجها بلغت أرقاماً فلكية تفوق التوقعات، بل أنها تجاوزت حتى أعداد المهجرين الفلسطينيين منذ الاجتياح الإسرائيلي في العام 1948 وحتى يومنا المعيش».
وتابعت: «ما رأيته خلال زيارتي إلى مناطق اللاجئين لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، فهم يسكنون الخيام البالية ويرتدون الثياب الرثة والممزقة»، مضيفة: «نحن أمام فاجعة كبرى بكل ما تحمله الكلمة من معان، وكارثة إنسانية تقشعر لها الأبدان، ويندى لها جبين الإنسانية خجلاً، خصوصاً أن الوضع الإنساني في خيام اللاجئين وصل إلى أقصى مستويات التدهور والانهيار، وأضحى المنكوبون يدقون نواقيس الخطر بعدما تزايدت أعداد الشهداء والمصابين تحت لسعات البرد»، وداعيةً إلى «أننا يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي ونحتمي بموقف المتفرج، حتى يتساقط الأطفال واحدا تلو الآخر»، ولافتةً إلى «أن التاريخ لن يسامح المتخاذلين عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وسيكون الذنب كبيراً جداً».
في السياق ذاته، أبدى صاحب فكرة حملة «ليان» ومؤسسها مصعب الرويشد تفاؤله الشديد بأن «تمتد الأيادي البيضاء لدعم الشعب السوري الشقيق الذي يتجرع كأس المرارة بسبب ضنك العيش وقسوة الحياة، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية المريرة التي خيمت على كل منزل في بلاد الشام، فضلاً عن الفقر المدقع الذي أنهك أرباب الأسر وأقض مضاجعهم»، مشيراً إلى «أن المبالغ المالية التي سوف يتبرع بها أهل الخير سيجري تحويلها فوراً إلى لبنان حيث يتم شراء (البطانيات) وكسوة الشتاء والحطب وجميع مستلزمات التدفئة الأخرى، إضافة إلى المؤن الغذائية والمواد الطبية تمهيداً لإرسالها إلى المنكوبين بيسر وأمان».
وأشاعت فرقة «التخت العربي» السورية بقيادة عازف العود محمد حكيم أجواء البهجة والسرور في أركان قاعة الخريجين، كأنما هي تود أن تذكّر الحضور بأن الفن السوري سيظل يحيا في مواجهة الخراب، وفي الوقت نفسه تذكرهم بأن هناك - على الجانب الآخر من الأزمة - أناسا يصارعون الموت، ويحتاجون منا إلى الكثير كي يظلوا على قيد الحياة!!
وبعد ذلك أعادت «التخت العربي» الحاضرين إلى الزمن الجميل حيث الصوت الملائكي الوقور، عندما دندن قائد الفرقة وعازف العود رائعة السيدة فيروز «عودك رنان» التي عزفت على شغاف القلوب أجمل النغمات، تم توالت الروائع الغنائية إلى أن أدخلت الفرقة الحضور في «جنينة الحب» عبر بوابة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في الأغنية التي تمايلت لها الرؤوس طربا «قدك المياس»