الفائزون بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية استلموا دروعهم التكريمية

الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل حضر شعراً وفناً حفل افتتاح فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 21

تصغير
تكبير
• ابراهيم الشطي: لم يبخل الكويتيون بالعطاء لوطنهم على مدى تاريخهم وفي جميع الظروف

• سلمان الحمود: الكويت تحرص على تشجيع الإبداع والمبدعين في جميع فروع الثقافة والفنون
في سياق ما تشهده الكويت خلال هذه الايام من حراك ثقافي متميز، وما تحظى به الحياة الثقافية المحلية من تفاعل مثمر مع الشأن الانساني... انطلقت مساء اول من امس فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 21... والذي يحتويه برعايته سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وكان فضاء مسرح السالمية الجديد هو المكان الذي اتسع لإقامة فقرات هذا الاحتفال المتنوع.

وحفل الافتتاح احتوى على تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وحفل موسيقي شدا فيه الفنانون بقصائد للشاعر- الغائب الحاضر - فائق عبدالجليل.

وفي استهلال الحفل ألقى وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود نيابة عن راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك كلمة حيّا فيها الحضور وقال: «يطيب لي ان اكون بينكم في هذا العرس الثقافي الرفيع، لنحتفل معا بافتتاح مهرجان القرين الثقافي في دورته الحادية والعشرين تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله الذي شرفني ان انوب عن سموه، لحضور حفل الافتتاح، حيث تتواكب الوان الابداع بتجلياتها المختلفة من ادب وفكر وفن بالتزامن مع تكريم نخبة من ابناء الكويت الذين استحقوا جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لما قدموا لبلدهم وامتهم العربية من جهد فكري وتميز ابداعي في مجالات المعرفة على اختلافها».

واضاف: «تأتي الدورة الحادية والعشرين من هذا المهرجان الذي تزدهر فعالياته عاما بعد عام متزامنة مع اعياد ومناسبات وطنية عزيزة على قلوبنا جميعا حيث تتأهب البلاد للاحتفال بمرور اربعة وخمسين عاما على الاستقلال، واربعة وعشرين عاما على التحرير، وتسعة اعوام على تقلد حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، قائد العمل الانساني، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم في البلاد».

«ما بين احتفال العالم العربي بتتويج الكويت عاصمة للثقافة العربية عام الفين وواحد واحتفال العالم اجمع عام الفين واربعة عشر بتسمية الامم المتحدة، دولة الكويت (مركزا انسانيا عالميا) ومنحها حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه (قائدا للعمل الانساني)، يؤكد ان ثقافة الكويت الانسانية متأصلة في الفكر والتاريخ الكويتي، فاضت خيرا على شعوب المعمورة مواكبة للاحتياجات التنموية والإغاثية، للإنسان في كل مكان، بمبادرات قادها قائد العمل الانساني رعاه الله وساندتها اياد كويتية خيرة بيضاء فجاءت انسانية الكويت مكتملة الاركان، شفافة المقاصد، عابرة لحدود الدين واللون والعرق والمعتقد السياسي ايمانا من دولة الكويت بدورها الريادي لتعزيز الاستقرار العالمي على جميع الصعد، تأسيسا على قاعدة الاخوة الانسانية».

واكد بقوله: «حملت الكويت مشعل الثقافة العربية منذ امد بعيد وسخرت لها كل ما يلزم من امكانات ولها الحق ان تفخر بهذه الريادة التي تلقى جميع انواع الرعاية والدعم والتأييد، من قبل سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد قائد العمل الانساني الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم، وما الانجازات والصروح الحضارية في مجال الثقافة والفنون والاداب، التي شهدتها دولة الكويت خلال عام الفين واربعة عشر، إلا دليل على إيمان الكويت المطلق، قيادة وشعبا على اهمية دور الثقافة في تحرير العقل وتنوير الفكر، لغرس وتأصيل قيم الخير والمحبة والتسامح والاخاء والبناء والتنمية».

وقال وزير الاعلام: «تؤكد دولة الكويت حرصها الدائم، على السير قدما في سياسة رعاية الثقافة والفنون والانطلاق بها الى آفاق اكثر اشراقا ورحابة، من خلال تواصل سلسلة المشاريع ذات الصلة بتطوير البنية الثقافية الكويتية بمستويات قياسية عالمية من تحديث المتحف الوطني وافتتاح مكتبة الكويت الوطنية وافتتاح مسرح السالمية الذي يشهد احتفالنا هذا واطلاق مشروع مركز عبدالله الجابر الثقافي والمراكز الثقافية الاخرى بالمحافظات، اضافة الى استمرار اعمال ترميم وصيانة المنشآت والمباني التاريخية استنادا الى خطة ثقافية استراتيجية على المدى الطويل، لتوزيع بؤر الاشعاع الثقافي على خريطة البلاد، حرصا على تفعيل الرسالة الثقافية وايصالها الى المواطن والمقيم بأيسر الطرق وافضل الوسائل، ولفتح باب التفاعل الثقافي، واستكشاف المواهب الناشئة».

وفي ما يخص تشجيع الابداع قال الحمود: «ان دولة الكويت تحرص على كل ما من شأنه تشجيع الابداع والمبدعين في جميع فروع الثقافة والعلوم، فكان الوفاء دائما لهؤلاء المبدعين، تقديرا وتشجيعا وتكريما بأشكال مختلفة، وعلى رأسها جوائز الدولة التقديرية، وجوائز الدولة التشجيعية التي سنسعد بتقديمها لهم خلال هذا الاحتفال، انطلاقا من رهان الكويت وايمان القيادة السياسية العليا، على مر العصور ان الثقافة قاعدة اساسية للفكر التنويري والتنمية الشاملة، التي تعود خيرا ورخاء على الاوطان والشعوب، على اختلاف عناوينها وتنوع مجالاتها».

كما تحدث عن فعاليات المهرجان بقوله: «يراودنا امل كبير بأن تكوين فعاليات وندوات مهرجان القرين الثقافي، من خلال المشاركات الفاعلة لرموز الثقافة والفنون والآداب العرب، في دوراته المتعاقبة قد نجحت في وضع الاسس الكافية لتطوير رؤى واستراتيجيات العمل الثقافي العربي المشترك، بشكل يسهم فعليا في النهوض بالانسان العربي علميا ومعرفيا وتأصيل هويته الحضارية بأبعادها الانسانية، وتعزيز مساهمته في تنمية وطنه ومجتمعه، وانفتاحه الواعي على باقي ثقافات العالم، بإشاعة وإثراء الفكر التنويري للأمة وشبابها على وجه الخصوص».

في ما ألقى الكاتب ابراهيم الشطي كلمة الفائزين بجوائز الدولة والتي قال فيها: «اود ان اعرب اولا وقبل كل شيء عن تهنئتي الخالصة لأخواني وزملائي الفائزين بحصولهم على جائزة الدولة التقديرية فهم اهل لها وعطاؤهم لوطنهم مشهود له، وهو عطاء مميز له مكانته المميزة لدى ابناء وطنهم ومن يعملون معهم ولدى كل من يعرفهم على كل المستويات، ولا شك ان هذا التقدير له معنى خاص واهمية خاصة ذلك لأنه صدر من اللجنة العليا للجائزة وهي التي تضم شخصيات علمية وادبية وثقافية بارزة لها بصماتها الواضحة في هذه المجالات فهم اهل علم ومعرفة نعرفهم بعطاءاتهم الجزيلة لوطنهم، ومن خلال تأليفهم وبحوثهم وكتاباتهم التي ارشدتنا الى سبل العلم والثقافة وانارت طريقنا لفهم المزيد من حقائق الحياة ومعانيها». واضاف الشطي: «في هذه الايام تمر الكويت ومنطقتنا الخليجية، بل والمنطقة العربية بأحداث متسارعة لها خطورتها تدعونا إلى ان نحمي بلادنا من كل شر وليس هناك سور يحمي الوطن اكثر قوة ومتانة من الاخلاص والمحبة لهذا الوطن، فالاحداث الخطيرة ليست بغريبة على الكويت فقد واجهها ابناء هذه الارض عبر تاريخهم بالاخلاص والتضحية والفداء فبقيت الكويت عزيزة شامخة لتتسلمها الاجيال المتعاقبة بلدا كريما وعلى ابناء هذا الجيل والاجيال المقبلة ان يدركوا ان سلاح الوفاء والاخلاص هو السلاح الحقيقي الذي يحفظ الاوطان... ان محبة الوطن والاخلاص له اذا انعكس على اداء الواجب وتحمل المسؤولية ظهر الوفاء من خلال ذلك والاعتراف بالجميل لارض لم تقصر بالعطاء لكل ابنائها فقد اعطتهم الكثير وهي ترضى بالعطاء القليل».

واكد بقوله: «ان محبة الاوطان تشتعل في النفوس عندما يتعرض الوطن لكارثة او مأساة» فنحن ما زلنا نتذكر ما تعرض له وطننا المسالم من فاجعة العام 1990 حيث اظهر كل كويتي محبته النقية الصافية لهذه الارض فقدموا لها التضحيات بكل انواعها ولم يبخلوا على وطنهم بأي شيء مهما كان غاليا وثمينا. قدموا الارواح، وقدموا الشهداء، وقدموا الممتلكات، وقدموا النفس والنفيس، وسطروا اروع البطولات في التضحية والفداء، ضحوا بكل شيء، وتمسكوا بالارض، ارض الآباء والاجداد، الارض التي لا يعادلها ثمن. فالكويتيون لم يبخلوا بالعطاء لوطنهم على مدى تاريخهم وفي جميع الظروف وكلما عود المواطن نفسه على العطاء لوطنه كلما كان الوطن عزيزا شامخا فالحياة بلا عطاء لا طعم ولا معنى لها».

ثم عرض لقطات مصورة قصيرة للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، ثم تقدم وزير الاعلام

وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة لتكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية. وحظي الفائزون بالجوائز بحفاوة الجمهور الذي اكتظت به قاعات المسرح.

وفائق عبدالجليل بتوهجه الشعري وألقه الانساني كان حاضرا من خلال قصائده الغنائية التي شدا بها المطربون على خشبة مسرح السالمية، كي يغني المطرب حسين الخشاب اغنية «لو محبك» وهي من ألحان الفنان طلال المداح، واغنية «نساي» من ألحان الفنان عبادي الجوهر واغنية «انت بديت» من ألحان الفنان عبدالله الراشد.

في ما غنى المطرب خالد المسعود اغنية «وهم» من ألحان الفنان عمر كدرس وغنى المطرب احمد الحريبي اغنيتي «في الجو غيم» و«بعاد» من ألحان الفنان يوسف المهنا بالاضافة الى «المعازيم» من ألحان الفنان عدنان خوخ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي