بلسم روح الحياة

سر النجاح

u062au0647u0627u0646u064a u0627u0644u0645u0637u064au0631u064a
تهاني المطيري
تصغير
تكبير
أراد أحد الآباء أن يعلم أولاده فن الرماية. فأحضر الأب نموذجاً لطائر وأخبرهم أن الهدف هو عين الطائر. وطلب من الابن الأكبر أن يصيب الهدف، فركز الابن على الطائر، لكنه فشل في اصابة الهدف.

وأعاد الابن الثاني المحاولة، فركز على الطائر ولكن الحظ لم يحالفه أيضاً. وجاء الابن الثالث الذي ركز على عين الطير فأصاب ذلك الهدف. لقد عرف الابن الأخير هدفه وحدده بوضوح، فاستطاع أن يصيبه.

يقول الكاتب الأميركي سيسل بي- ديميل: «الشخص الذي يصنع نجاحاً في الحياة هو الشخص الذي يرى هدفه بثبات ويسعى إليه مباشرة».

إن من أهم أسرار النجاح والسعادة والراحة النفسية والبدنية في حياة الانسان، والتي أصبحت مطلب وغاية كل واحد منا، هي معرفة الإنسان لدوره الحقيقي في هذه الحياة، من خلال معرفته لأهدافه بشكل واضح.

فالهدف هو الحلم الذي نتمناه ونرغب في تحقيقه، وذلك من خلال التخطيط له بطريقه صحيحة ومدروسة، مع بذل الجهد والاجتهاد والعمل بإرادة وإصرار قويين بعد التوكل على الله، عندها يتحول الحلم إلى واقع نعيشه ونستمتع به.

ولكن إذا ما بقى ذلك الحلم دون عمل وبذل للجهد ودون وضع الخطط اللازمة لتحقيقه فستظل أهدافنا مجرد حلم في خانة الأمنيات.

وقد أثبتت عدة دراسات أن كثيراً من الناجحين في الحياة هم الذين كان لديهم أهداف واضحة سعوا بجدية لتحقيقها.

وإنني ومن خلال الأشخاص الذين ألتقيهم في مجال عملي في الاستشارات الحياتية، والذين غالباً ما يكونون في حالة نفسية مشوشة، ويواجهون صعوبات في حياتهم, يتفاجئون عندما أطرح عليهم سؤال: ماذا خططت لحياتك؟ وما هو هدفك في هذه الحياة؟, فتكون ردود أفعالهم مزيجا من الغضب والعصبية ليأتي جوابهم المعتاد، لو كنا موقنين ماذا نريد من هذه الحياة لما جئنا نطلب المشورة والنصيحة!

بالفعل ومن حيث المبدأ كلامهم صحيح, لأن الإنسان بلا هدف هو انسان بلا هوية، متخبط وتائه، لا يدري في أي اتجاه يمضي في هذه الحياة، سهل الانقياد وراء أفكار ومعتقدات الآخرين والتأثر بها.

يقول الدكتور الأميركي روبرت شولر في كتابه القوة الايجابية: «الأهداف ليست فقط ضرورية لتحفيزنا ولكنها أيضاً شيء أساسي يبقينا أحياء».

فالإنسان المدرك لأهميته في الحياة، الواعي لأهدافه والعامل على تحقيقها، يتميزعن غيره بمجموعة من السلوكيات والمواصفات أهمها:

- ثقته العالية بنفسه.

- يمتلك القدرة على التعامل الصحيح مع كل التحديات التي تواجهه في حياته.

- لديه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة بكل يسر وسهولة.

- وهو أقدر الناس على تنظيم حياته عن طريق ترتيب أولوياته بطريقة صحيحة.

- كما أنه يمتلك من المهارات الرائعة في كيفية استثمار وقته بطريقة نافعة ومنتجة.

- ولا ينسى مطلقاً واجباته والتزاماته تجاه الآخرين.

والسؤال المطروح هنا, كيف نحدد أهدافنا في الحياة؟ وكيف نضمن تحقيقها؟

- إن أول خطوة,هو أن تختلي مع نفسك في جلسات مطولة,تكتشف فيها هدفك الذي تطمح إليه، وترغب في تحقيقه.

- قم بكتابة أهدافك بشكل واضح ومحدد حتى لا تغيب عن ناظريك، فإنك حين تكتبها ستصبح أكثر تركيزاً عليها، مما يحدو بك الى مزيد من النجاح والإنجاز، فتتحسن حياتك، وتصير أكثر طاقة وحيوية، وفي هذا وصول إلى درجة عالية من السعادة.

- بعد ذلك، ابدأ بوضع الخطط الواقعية اللازمة لتحقيق ما تصبو إليه، وتحديد فترات زمنية مناسبة للوصول إلى ذلك الحلم.

- وضع كل الاحتمالات الممكن حدوثها، والتي يمكن أن تعيقك في تحقيق هدفك، وتذكر دائماً ضرورة وضع الخطط البديلة، لضمان استمرارية السعي في تحقيق الهدف.

- لا تستعجل الحصول على نتائج جهدك، فعليك أن تتحلى بمهارة الصبر الجميل.

- اكسر حاجز الخوف في داخلك، لأن الخوف يعتبر الحاجز الأكبر الذي يمنع الانسان من تحقيق حلمه، كالخوف من الفشل ومن المستقبل وشبح المجهول، تحدى خوفك، وسوف تتفاجأ بأن مخاوفك كانت مجرد أوهام.

- ودائماً ابدأ بالتوكل على الله، وكن واثقاً ومؤمناً بامكاناتك وقدراتك بأنك قادر على تحقيق هدفك.

إن صناعة النجاح معادلة ليست بصعبة: استثمار الثروة الذاتية التي حباك الله بها في عقلك وفكرك ومواهبك مع بذل الجهد والاجتهاد تصل للنجاح الذي تنشده. فلننطلق لنتعلم كيف نضع أهدافنا ونصنع نجاحنا.

* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

talmutairi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي