عددهم بالمئات ... ينتظرون تأشيرة خروج من ذويهم الذين يكتفون بزيارتهم في فترات متباعدة لرفع الحرج

مسنون كويتيون «نسيهم» أبناؤهم في المستشفيات و«القلوب الجافة» ترفض عودتهم الى الرعاية المنزلية

تصغير
تكبير
مسؤول في «الصحة» فجر قضية إنسانية:

- هم نزلاء في المستشفيات ضد إرادتهم فقد تلقوا كل العلاج ولم يبق ما يمكن تقديمه لهم ... كل ما يحتاجونه رعاية منزلية وليست طبية

- غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة ويتلقون رعاية الممرضات بدل احتضان الأهل لهم

- يشغلون غرفا خصوصية هناك مرضى آخرون أولى بها منهم

- لا خيار أمامنا إلا الانتظار...هل نطردهم؟ وإلى أين يذهبون؟

- فاتحنا كثيرين من الاهل بضرورة «استعادة» مرضاهم ولقينا جوابين ... واعداً وساخطاً

- غالبية المرضى يتلقون إعانة من وزارة الشؤون وحاولنا أكثر من مرة إقناع الأهل بتسلمهم أو تقطع عنهم الإعانة ... فلم يستجيبوا

- وزارة الصحة أولت المسنين جل الرعاية والاهتمام ولن تقصر ... لكنها صرخة إنسانية نأمل أن تصل
فجر مسؤول في وزارة الصحة قضية على قدر كبير من الأهمية، بإعلانه أن في المستشفيات الكويتية المئات من الكويتيين المرضى من كبار السن، الذين يتوجب أن يعودوا الى منازلهم ليحظوا بالرعاية فيها، وسط أجواء عائلية حميمية، إن لم تساعد على شفائهم، فهي حتما تسعدهم وتقلل من أوجاعهم.

وأوضح المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن اسمه أن العشرات من هؤلاء المرضى، وتحديدا بين 60 و90 مريضا، لم يعد لهم علاج طبي بعد أن استوفوه إلى الآخر، وبات عليهم العودة الى أحضان العائلة ودفئها... ولكن.


لماذا لا يعودون؟ عن السؤال أجاب المصدر: «ربما القلوب الجافة هي السبب وأقصد بها الأبناء والأقارب الذين أودعوا مرضاهم المستشفى للعلاج، واكتفوا بزيارتهم بين فترة وأخرى، أحيانا تكون متباعدة لدى البعض، ربما للاطمئنان وربما لرفع العتب في مجتمع يضع اعتبارا كبيرا للعلاقات الاجتماعية والعائلية، وعلى ذلك تنتهي الزيارة ويبقى المريض في المستشفى لأشهر».

هل فاتحتم أقارب المرضى بضرورة إعادة مرضاهم الى بيوتهم؟

يقول المسؤول إنه تمت مفاتحة الكثيرين منهم، وكانت إجابة البعض مجرد وعود بتحقيق ما لم يتحقق، فيما امتعض آخرون من مفاتحتهم، واعتبروا ان الأمر تدخل في شؤونهم، بل ووجهوا سهام اللوم الى الجسم الصحي بانه لا يريد أن يتحمل مسؤوليته تجاه مواطنين مرضى ويريد أن يتخلى عنهم، فيما الحقيقة غير ذلك تماما.

وأوضح المصدر أن المرضى المقصودين هم من المصابين بأمراض مزمنة لم يعد من باب أمل للشفاء منها، وتلقوا العلاج اللازم، ويتلقون حاليا عناية الممرضات، في أمور من الممكن أن يتم القيام بها في المنزل.

ولفت الى أن غالبية هؤلاء، إن لم يكونوا كلهم يقيمون في المستشفى في غرف خصوصية، فيما هناك مرضى في أمس الحاجة الى هذه الغرف،«ونحن واقعون بين نارين، فلا نستطيع أن نقدم فوق ما قدمنا لشاغليها، ولا نقدرعلى استقبال نزلاء جدد هم في حاجة اليها، إضافة الى أننا غير قادرين على إخلائها ولو بقوة القانون، فكيف تطرد كويتيا من غرفته في المستشفى، خصوصا وأن لا ذنب له في بقائه فيها، وهو لا يمانع سؤاله أن يتركها لغيره، لكن إلى أين يذهب إن لم يكن ذووه راغبين في احتضانه وإعادته الى الدفء العائلي والرعاية المنزلية؟».

وذكر المصدر أن غالبية النزلاء في المستشفى ممن يحظون برعاية الدولة من خلال مساعدات وزارة الشؤون، التي تصرف للمرأة التي يتجاوز عمرها الخمسين عاما مبلغ 559 دينارا شهريا، وفي حال توفي زوجها يصرف لها معاشه التقاعدي، إضافة الى أن للرجل راتبا تقاعديا، وهناك رعاية للمسنين وطبيب يزورهم في المنزل وتصرف حفاظات وأسرة طبية لهم، ونحن نعاود التذكير في هذا السياق بالمكانة التي أولتها وزارة الصحة للمسنين، وجعلتهم في طليعة أولوياتها واهتماماتها، وهو الأمر الذي يؤكده ويحرص عليه وزير الصحة الدكتور علي العبيدي والوكيل الدكتور خالد السهلاوي والقيادات في الوزارة، من باب رد الجميل لهؤلاء الذين لم يقصروا في البذل والعطاء عندما كانوا في زمن العطاء.

وأوضح، أنه في ظل هذه الرعاية التي يحاط بها المسنون، فإن أقرباءهم لن يكونوا مضطرين الى أن يمدوا أياديهم الى جيوبهم للصرف عليهم، بل قد يكونون هم المستفيد من المخصصات لأهلهم المرضى.

وأشار الى أن معظم المرضى لديهم بطاقات إعاقة، بمعنى انه يتم صرف مبلغ مالي مهم لهم شهريا، ولقد حاولت الوزارة أكثر من مرة خلال تولي جاسم التمار مسؤولية هيئة ذوي الاعاقة ارسال أسماء المرضى لمحاولة اقناع الاهل بأنه سيتم قطع الاعانة عنهم في حال لم يرغبوا في تسلم مرضاهم،، هذا هو الحل الوحيد لاقناع الاهل لكن للأسف لم يتجاوبوا، وكلما طلبت وزارة الصحة منهم تحويلهم الى وزارة الشؤون كانوا يرفضون، علما بأن كل ما يحتاجونه رعاية منزلية مثل الاكل والتنظيف وليس الرعاية الطبية.

ووجه المصدر رسالة إلى «من نسي ذويه في المستشفى» بأن يراجع نفسه وضميره وإنسانيته، وأن يدرك أن لا بديل عن العائلة والدفء الأسري في رعاية ذويهم المرضى، لاسيما وأن هناك خدمة الممرضات المنزليات، اللواتي يقعن تحت عين وزارة الصحة التي ترخص لهن وتمنحهن بطاقات لمزاولة المهنة، ويكن بذلك عونا لمن يريد الاستعانة بهن في خدمة أهلهم المرضى العائدين من المستشفيات إلى رعاية العائلات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي