رسالتي

سجين الرأي

تصغير
تكبير
عندما يؤمن الإنسان بفكرة، أو يعتقد بأنه يحمل رسالة عظيمة يرى أهمية إيصالها للناس، فإن عليه أن يستعد لدفع الثمن، من وقته أو ماله أو حريته، أو حتى لو وصل الأمر إلى التضحية بحياته.

رأينا كم ضحى أهل الباطل بحياتهم من أجل أفكار ضالة ومنحرفة تخالف حتى الفطرة السليمة، فكيف الحال إذا كنت تحمل رسالة عظيمة قائدك فيها هو محمد «صلى الله عليه وسلم».


الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حمل راية الدفاع عن السنة، ولم يقبل ببدعة خلق القرآن، فسجن وعذب، لكنه ثبت، وانتصرت إرادته على خصومه، وبقي صيته إلى يومنا هذا، والإمام ابن تيمية رحمه الله ناله من التعذيب ما ناله، ومات وهو مسجون لكنه لم يتخل عن مبادئه، ولم يصمت عن قول الحق.

سيد قطب رحمه الله سُجن وعُذب ثم أُعدم بسبب دعوته إلى أن يكون الحكم لله، ولرفضه حكم الطاغوت، وظلت كتبه تتدارسها الأجيال ومواقفه يخلدها التاريخ.

لقد قال كلمة رائعة وختمها بالفعل لتسري بعد ذلك في أرواح دعاة الحق: «إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت له الحياة».

لقد رفض سيد قطب أن يتم تحريف الدين الإسلامي عن مساره أو تفريغه من مضمونه أو جعله لعبة بيد الغرب يتقاذفونه بحسب مصالحهم، ولذلك قال في كلمة مشهورة عنه: «الإسلام الذي يريده الأميركان وحلفاؤهم ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان، ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم. إنهم يريدون إسلاماً أميركياً، إنهم يريدون الإسلام الذي يُستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، إنها لمهزلة بل إنها لمأساة»، ولعل مثل هذه العبارة هي التي عجلت بإعدامه.

اليوم يتم اعتقال الكثير من أبناء الدعوة الإسلامية في بعض البلدان العربية والغربية وبعضهم تتم تصفيته جسدياً، والسبب هو جهدهم الواضح في نشر الفكر الإسلامي الصحيح البعيد عن «الدروشة» أو الانعزال أو الركون إلى الظالمين، ولكن هذا الاعتقال أو التصفية هي شرف لصاحبها فلقد سبقه في ذلك الأنبياء والصالحون، ويكفي قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله».

على داعية الحق ألا يتمنى وقوع الضرر، لكن إن أصابه فعليه الصبر والثبات، وهو المنتصر بإذن الله.

أخي أنت حر وراء السدود

أخي أنت حر بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما

فماذا يضيرك كيد العبيد؟

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي