لقد تأذّى كثيرا غالبية أهل الكويت من التصريح الاستفزازي الذي أطلقه أحد نواب مجلس الأمة، والذي طالب فيه بإباحة بيع الخمور داخل الكويت، معللا ذلك بأن شرب الخمور كان من عادات وتقاليد أهل هذه البلاد، وبأن المنع تم بسبب سطوة التيار الديني وسيطرته على الفكر في الكويت خلال السبعينات والثمانينات.
هذا التصريح اللامسؤول دفع رابطة دعاة الكويت وجمعية الإصلاح الاجتماعي ونقابة الخطباء والأئمة الكويتية إلى إصدار كل منها بيانا منفصلا استنكرت فيه هذا التصريح الذي لا يمكن أن يصدر عن مسلم لديه أدنى معرفة بأحكام الشريعة الإسلامية، أو يمكن أن يجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهي مسألة تحريم شرب الخمر أو بيعها أوترويجها.
وزاد الطين بلّة عندما زعم زورا وبهتانا أن شرب الخمر كان من عادات وتقاليد أهل الكويت !!
إن أهل الكويت مشهود لهم منذ القديم بارتياد المساجد وحلقات القرآن ، وامتداد أياديهم البيضاء للمحتاجين داخل وخارج الكويت .
وإن من غريب تصريحات النائب أنه مشفق على السكران الفقير الذي يلجأ إلى المخدرات لارتفاع سعر الخمر بسبب منع بيعها !!!
ويزعم بأن منع الخمور والحفلات تسبب في زيادة الدعارة والفجور في المجتمع.
والرد عليه لا يحتاج إلى طول تفكير، فمن المعلوم أن الخمر هي «أم الخبائث» كما سمّاها بذلك النبي عليه الصلاة والسلام، وبالنظر إلى بعض الإحصائيات العالمية نجد أنها تشير إلى أن احتساء الخمور تسبب في ارتكاب الكثير من الجرائم ومنها السرقة والاغتصاب والقتل، ولقد نُقل لنا في كتب الأثر قصة رجل استدرجته امرأة إلى بيتها ثم خيرته بين ثلاثة أمور: إما شرب الخمر أو الزنا أو قتل غلام، فاستسهل الخمر فشرب كأسا فلعبت في رأسه فطلب كأسا آخرى ثم وقع بالزنا وقتل الغلام.
الصحوة الإسلامية والتيارات الدينية هي صمام أمان للمجتمع، وإذا أردت أن تلوم أحدا على انتشار الفساد فعليك أن توجه السؤال للمؤسسات الرسمية المخولة من قبل القيادة السياسية بمحاربة الفساد والأخذ على يد مرتكبيه ومروجيه، وليس إلقاء اللوم على الدعاة الذين لا يملكون سوى الدعوة إلى الله، ورفع القضايا ضد المفسدين.
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
ولو ألف بانٍ خلفهم هادم كفى ... فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم
أتمنى من مكتب مجلس الأمة محاسبة النائب على ما صدر منه من تصريحات مسيئة للمجلس نفسه وللدين والمجتمع، وأن يكون ذلك عبرة لغيره.
Twitter : abdulaziz2002