مسؤولو «البترول العالمية»: منفذ آمن للنفط الكويتي على المدى البعيد

مصفاة فيتنام على سكّة التنفيذ السريع

تصغير
تكبير
• الفريح: بدء تشغيل المصفاة ومصنع البتروكيماويات والإنتاج بحلول 2017

• القلاف: بداية توريد المعدات الرئيسية إلى المشروع في النصف الأول من 2015

• الشماع: 4 آلاف عامل في موقع المشروع... سيرتفع عددهم إلى 30 ألفاً منتصف 2016

• العتيبي: مصفاة فيتنام توفر منفذاً على المدى البعيد لنحو 200 ألف برميل يومياً من الخام الكويتي

• 1.6 مليار دولار قدّمتها البنوك حتى الآن من إجمالي التمويل البالغ 5 مليارات
بعد سنوات من الجدل حول الاستمرار في الشراكة بمشروع مصفاة فيتنام، البالغة قيمته 9 مليارات دولار، أو التخارج منها، انطلق أخيراً بالسرعة القصوى، فيما وصلت نسبة الإنجاز حالياً إلى 30 في المئة، وفق ما كشفه لـ «الراي» مسؤولو المشروع.

المشروع الاستراتيجي كما يوصف، يتعبر منفذاً آمناً على المدى البعيد لنحو 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام الكويتي، ويحقق التكامل بين نشاطي التكرير والبتروكيماويات لتحقيق العوائد المرجوة، يتوقع المسؤولون أن يبدأ الانتاج فيه بحلول العام 2017.


«الراي» حاورت عدداً من المسؤولين الكويتيين في المشروع، والذين أكدوا أن بداية توريد المعدات الرئيسية لمصفاة فيتنام ستكون في النصف الأول من عام 2015، وأن عملية التمويل مستمرة حيث بلغ ماتم تمويله من قبل البنوك حالياً نحو 1.6 مليار دولار من إجمالي الرقم المخصص للمشروع.

نائب الرئيس التنفيذي لشركة البترول العالمية لقطاع آسيا ناصر الشماع أوضح أن هناك 12 مهندساً كويتياً يعملون في إدارة المشروع مع أكبر الشركات العالمية، لافتاً الى أن عدد العاملين بالموقع حالياً نحو 4 الاف عامل، وسيصل إلى 30 ألف عامل منتصف 2016.

وفي لقاء خاص لـ«الراي» مع المسؤولين عن مشروع مصفاة فيتنام، كشف الشماع أن ما تم تمويله من البنوك حتى الآن يبلغ 1.6 مليار دولار من إجمالي 5 مليارات، بالإضافة إلى جزء من حصص الشركاء، حصة الكويت منها 523 مليون دولار.

القلاف

من جانبه، كشف مدير مجموعة إدارة ملاك الشركة عدنان القلاف أن بداية توريد المعدات الرئيسية لمصفاة فيتنام في النصف الأول من عام 2015، معتبراً أنها خطوة مهمة تكفل سير الاعمال الانشائية بحسب الخطة الموضوعة، مثنياً على البنوك المحلية من خلال مساهمتها الفعالة بالمشروع وكذلك الشركاء.

وقال القلاف إن «البترول العالمية» وشركاءها بالمشروع حريصون على القيام بدور فعال فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية تجاه دولة فيتنام، لتوطيد العلاقات بين البلدين وخدمة المشروع، مضيفا «تم تشكيل فريق عمل من مختلف الشركاء للعمل على خدمة المجتمع الفيتنامي من خلال مساهمات مجتمعية فعالة».

وفيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية تجاه دولة فيتنام، قال القلاف ان البترول الكويتية العالمية حريصة على أن يكون لها دور فعال في هذا المجال، لتوطيد العلاقات بين البلدين وخدمة المشروع، من خلال شركة الشراكة المالكة للمشروع، قائلاً «تم تشكيل فريق عمل من مختلف الشركاء للعمل على خدمة المجتمع الفيتنامي من خلال مساهمات مجتمعية فعالة».

واضاف القلاف ان فريق عمل مشروع مصفاة فيتنام أثنى على كل من شركائنا الفيتناميين واليابانيين والذي جسد تعاونهم معنا عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين الكويت وجمهورية فيتنام واليابان بالإضافة إلى تعاملهم المهني والمميز من خلال الاجتماعات الدورية.

العتيبي

من جانبه، قال مدير مجموعة تطوير الأعمال غانم العتيبي ان مصفاة فيتنام توفر منفذا آمنا على المدى البعيد لنحو 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام الكويتي، ويحقق التكامل بين نشاطي التكرير والبتروكيماويات لتحقيق العوائد المرجوة.

واوضح العتيبي ان الدخول مع شركاء عالميين في المشروع لتقليل المخاطر، وضمان تسويق منتجات الوقود في السوق الفيتنامي ذي الطلب العالي وبالأسعار العالمية، مشيراً إلى ان مشروع فيتنام عبارة عن بناء مصفاة لتكرير النفط الخام الكويتي بنسبة 100 في المئة وبطاقة تكريرية تبلغ 200 ألف برميل يومياً بالتكامل مع مصنع للبتروكيماويات، وتقع في منطقة (ني سون) على بعد 200 كم جنوب العاصمة الفيتنامية هانوي الواقعة في الجزء الشمالي من فيتنام.

وقال العتيبي ان الهدف من بناء مصفاة في فيتنام للعديد من الأسباب أهمها ان يقع المشروع ضمن الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول، والتي من أهمها تحقيق قيمة مضافة للنفط الخام الكويتي، وتوفير منفذ آمن على المدى البعيد لنحو 200 ألف برميل يومياً من النفط الخام الكويتي. بالإضافة الي تعزيز العلاقات الدولية النفطية لدوله الكويت مع جمهوريه فيتنام و الشركاء العالميين.

وأرجع العتيبي اختيار جمهورية فيتنام للمشروع دون غيرها من دول شرق آسيا إلى أنها من الدول ذات النمو الاقتصادي المرتفع والأسواق الواعدة في آسيا، كما أن بنيتها التحتية (كالطرق ومحطات توليد الطاقة و غيرها) في تطور مستمر بالإضافة الى الكثافة السكانية العالية والنقص الشديد لمنتجات الوقود، إذ تعتمد فيتنام حاليا على استيراد 70 في المئة من احتياجاتها من تلك المنتجات، بالإضافة إلى حزمة من الحوافز للمشروع قدمتها الحكومة الفيتنامية لتحقيق العوائد المرجوة.

وأوضح العتيبي أن المشروع يتم بالشراكة مع شركاء عالميين إذ تمتلك كل من شركة البترول الكويتية العالمية «كي. بي. آي» وشركة «أديمتسو كوسان» اليابانية حصصاً متساوية بنسبة 35.1 في المئة لكل منهما من الشركة المشتركة التي تحمل اسم «ني سون» لتكرير البترول والبتروكيماويات، في حين تمتلك شركة «بتروفيتنام» الحكومية نسبة 25.1 في المئة، بينما تعود الحصة المتبقية والبالغة 4.7 في المئة الى شركة «ميتسوي» اليابانية للكيماويات.

ولفت العتيبي إلى ان تمويل مشروع المصفاة في فيتنام تم من خلال توقيع الشركة المشتركة اتفاقيات تمويل للمشروع تصل نسبتها الإجمالية لنحو 54 في المئة من التكلفة الكلية مع مؤسسات تمويل عامة وبنوك تجارية عالمية ومحلية كويتية.

وأكد العتيبي انه حتى هذه اللحظة تم استلام عدد من الدفعات لهذه القروض من تلك البنوك والمؤسسات العالمية كما هو مخطط له، مضيفاً ان الشركاء سيتحملون تمويل النسبة المتبقية من التكلفة الكلية للمشروع والتي تعادل 46 في المئة وبشكل مباشر، من ضمنها نسبة تتكفل بها شركة البترول الكويتية العالمية طبقا لحصتها من المشروع.

الفريح

أما مدير المشاريع المشتركة في شركة البترول العالمية الكويتية سعد الفريح فأكد أن المشروع يسير وفق المخطط له في خطة العمل والجدول الزمني المعد له، حيث قاربت نسبة الإنجاز الكلي الان 30 في المئة، كما ان تنفيذ الأعمال الهندسة التفصيلية قاربت من الانتهاء فيما تستمر أعمال شراء المواد وتوريدها للموقع مع استمرار الأعمال الانشائية.

وتوقع الفريح تشغيل المصفاة ومصنع البتروكيماويات وبدء الانتاج بحلول عام 2017، مشيراً إلى ان المقاول المنفذ لمصفاة فيتنام هو تحالف ياباني فرنسي كوري متحد باسم شركة مشتركه تسمى JGCS كونسورتيوم مكون من خمس تحالفات مقاولين لتنفيذ المشروع من مؤسستي (جيه.جي.سي.كورب) و(تشيودا كورب) اليابانيتين وشركة (تكنيب) الفرنسية فرع مكتب ماليزيا وشركتي (جي.اس) و (اس. كيه) الكوريتين الجنوبيتين للهندسة والإنشاءات.

وأوضح الفريح أنه تم اختيار المقاول الأفضل عطاء مقارنة بالعطاءات الأخرى، وأن ما يميز المقاول المنفذ عند اختياره بمقارنته مع التحالفات الأخرى خبرته السابقة في بناء المصفاة الأولى في فيتنام، ما أكسبته خبرة في العمل في الظروف البيئية والتنموية بتلك البلد، مؤكداً أن هذا التحالف يعتبر في عالم المشاريع النفطية من أقوى التحالفات النفطية بما تحمله هذه الشركات المتحالفة من خبرة وسمعة سابقة في مشاريع النفط والغاز.

ولفت الفريح إلى ان الذي يدير المشروع فريق فني مشترك من الشركاء المالكين للمشروع ومن المستشار شركة فوسترويلر المعين للمشروع يسمى IPMT (Integrated Project Management Team) قائلاً «يتشكل الفريق المشترك للاشراف على تنفيذ المشروع من مهندسين فنيين يمثلون الشركاء متمثلة في شركة البترول الكويتية العالمية (KPI) وشركة (أديمتسو كوسان) وشركة (بتروفيتنام) الحكومية وشركة (ميتسوي) اليابانية للكيماويات حيث يتداخل معهم مهندسون فنيون من المستشار المعين»فوسترويلر«للاشراف علي تنفيذ المشروع».

وأكد الفريح أن «البترول العالمية» قامت بانتداب عدد من الموظفين الكويتيين من ذوي الخبرة من الشركات النفطية الزميلة للعمل في دائرة العمليات والصيانة وتدريبهم مع زملائهم من شركائنا الدوليين على أحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا ادارة تشغيل وصيانة المصافي للوصول بهم لدرجة جاهزية عالية قبل البدء بمرحلة التشغيل.

وأضاف الفريح انه يوجد فريق كويتي مشارك من مهندسين من ذوي الخبرة موزعين علي جميع المكاتب الهندسية للمقاول، وأيضا يوجد فريق كويتي متواجد في مكتب الشركة بالعاصمة هانوي ليساهم في إعداد فريق العمليات عند تشغيل المشروع.

واشار الفريح إلى أن الشباب الكويتي العامل بمشروع مصفاة فيتنام ينتمون لشركات مؤسسة البترول الكويتية ومن ضمنها شركة البترول الكويتية العالمية (KPI) وشركة صناعة الكيماويات البترولية (PIC) وشركة البترول الكويتية الوطنية (KNPC) وشركة نفط الكويت (KOC)، إذ ينصب هذا التعاون في تحقيق استراتيجية التكامل بين مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة Think K.

واضاف ان «البترول العالمية» قامت بإلحاق مجموعة من مهندسين حديثي التخرج للعمل في المكاتب الهندسية المختلفة التابعة لمقاول المشروع مما أسهم في اكتسابهم للخبرات الفنية والمهنية العالية في تنفيذ المشاريع الضخمة على أن تتحقق الخبرة المتكاملة لديهم عند انتقالهم قريبا لموقع العمل للمشاركة في الأعمال الانشائية.

وفيما يخص الانظمة الصحة والسلامة، أكد الفريح ان المشروع يخضع لأعلى درجات أنظمة الصحة والسلامة والبيئة العالمية بالإضافة الى القوانين و اللوائح المحلية المتبعة في جمهورية فيتنام، ولم يتم تسجيل أي حادثة بيئية منذ بداية المشروع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي