لو سألت نفسك هل أنت ممن يُحب الناس مجالسته أم ممن يبغضون؟، وهل قدومك على الآخرين يعتبر مصدر سعادة أم بؤس؟، وهل أنت ممن يفرح الناس بالحديث معه أم ممن يتحاشون كلامه؟
لقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام أن أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلسا يوم القيامة من يألف الناس ويألفونه، بينما شر الناس يوم القيامة هو الذي يترك الناس الحديث معه اتقاءً لفحشه.
عندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل المسلمين قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فهل تعتقد أنك من هذا النوع؟
نظرةٌ إلى مجالسنا وديوانياتنا، تجد أن بعض الناس لا يسلم من سلاطة لسانه أحد، وآخر لا يتوقف عن نفث سموم سيجارته على من حوله فيجبر الآخرين على التدخين السلبي معه، وثالث مستمر في أكل لحوم الناس وغيبتهم.
في طرقاتنا تشاهد ذلك الذي يطير بسيارته وكأنه يسابق الزمن، وآخر يقود مركبته عكس السير وثالث يتجاوز الإشارة الحمراء، ومجموعة تقوم بالاستعراض «التقحيص» عند التقاطعات والإشارات الضوئية، غير عابئة بالأضرار التي يمكن أن يتسببوا فيها بتعريض أرواح الآخرين للخطر، ولعل من أقبح الأفعال ما تم قبل فترة من حادثة تعطيل السير وإعاقة سيارة الإسعاف عن إنقاذ أرواح الناس، وفوق ذلك الاعتداء بالضرب على رجل المرور الذي تدخل لتنظيم السير وسلب سلاحه!!
هناك أذى يصدر من البعض عند ذهابه للمسجد من أكل بعض الأطعمة والتي تتسبب بروائح غير طيبة، وآخر بسبب الثياب غير النظيفة فهل راعينا ذلك خاصة أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.
ما زال عند البعض حرفة تتبع عورات الناس وتصيد عثراتهم، والحرص على نشرها، وهذا خلاف ما أمرنا به الإسلام من ستر العورات، والتجاوز عن الزلات.
أعجبتني كلمة منقولة عن أحد الصالحين يقول فيها : «ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تُفرحه فلا تغُمّه، وإن لم تمدحه فلا تذمه».
نتابع في وسائل الإعلام المختلفة بعض الشخصيات ممن يلجأ إلى الكذب والافتراء ضد خصومه من أجل الانتقاص منهم أو التشكيك في مصداقيتهم، فيتّهمهم بما ليس فيهم، ومثل هذا نقول له لا تفرح كثيرا بقدرتك على تشويه سمعة الآخرين بأكاذيبك، لأن عاقبة ذلك ستجدها لا محالة في الآخرة ففي الحديث :»من رمى مسلما بشيء يريد شينه به (أي الإساءة له) حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال».
مرّت جنازة بالنبي عليه الصلاة والسلام فقال : «مستريح ومُستراح منه» ثم قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب».
فهل ستكون ممن سيستريح من الدنيا أم ممن يُستراح منه؟
Twitter :abdulaziz2002