تقرير
أين أصبح «داعش» مع انتهاء 2014 ؟
الكلام على خسارة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) او ربحه على أرض المعركة لا يكتمل ما لم تُقدَّم الخريطة العسكرية لتواجده في بلاد الرافدين وبلاد الشام واي مكان آخر تمدّد إليه منذ اعلان «الخلافة».
ففي بداية 2014 كان هذا التنظيم يعرف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكانت مساحة وجوده تقتصر على مدن مبعثرة في البلدين. الا انه، وباحتلاله الموصل وإعلانه تغيير اسمه ليصبح «الدولة» فاجأ العالم كله - مهما تعددت الأسباب - بتوسُّعه وتقدمه السريع ليفاجئ نفسه ايضاً بالسيطرة على مساحات شاسعة واضعاً علمه حيثما وصلت آلياته، وهو ما دفعه الى نشر قواته على الجهات الأربع شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً ليشكل خطراً على بغداد نفسها قبل ان تتدخل الطائرات الغربية والعربية لتنتزع منه جزءاً مما أخذ.
ورغم ان التنظيم خسر بعض المناطق وتأقلم مع الضربات الجوية، الا انه لا يزال اقوى بكثير مما كان عليه قبل احتلال الموصل، فقد جذب بقوته أعداداً هائلة من المتطوعين العراقيين في الانبار خصوصاً وفي مناطق اخرى عموماً، ولم يظهر اي انشقاق في صفوفه، كما انه جذب تنظيمات سورية متعددة كانت تحاربه مما رفع تعداد أفراده الى عشرات الآلاف بل تعدت الارقام لتصل الى 200 ألف بحسب ما زعم مسؤول كردي في العراق.
وقد اكتسب «داعش» ولايات متعددة في غزة وفي سيناء وفي ليبيا والجزائر ولكنها كلها لا تعطي الانطباع بأن هذا التنظيم قد تمدّد ليصل الى أقاصي الأرض. فأتباع ومناصرو «القاعدة» منتشرون ايضاً في الشرق الأوسط، وهذه ليست دلالة ان «الخليفة ابو بكر البغدادي» أصبح فعلاً رقماً صعباً في المعادلة الشرق اوسطية، بل ان «داعش» حالة موجودة.
وبالنظر الى حجم العمليات العسكرية ضد «داعش» نجد ان تحالف اكثر من 40 دولة يشن من عشر الى ثلاثين غارة يومياً على امتداد مساحة توازي 620 ألف كيلومتر مربع بينما شنّت اسرائيل 300 غارة يومياً على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع في لبنان اثناء حرب يوليو 2006، وهذا يدلّ على ان التحالف غير معني بالقضاء على «داعش» بالسرعة المطلوبة، ما يشكل عبئاً مادياً وبشرياً على ايران و«حزب الله».
وهكذا نرى ان مسرح عمليات «داعش» يخدم مصالح متعددة على حساب اخرى وان الجهد العسكري الذي انصبّ من قبل «حزب الله» وايران ضد اسرائيل قد أوجد معادلة جديدة وأصبح الصراع والخطر الذي يمثله هذا التنظيم أعظم من خطر اسرائيل، ما يدفع الى الاعتقاد ان أمد المعركة سيطول لسنوات عدة، وإن كان لا احد يعلم كيف ستتطوّر هذه المعركة التي أصبحت تقترب من ابواب اسرائيل على حدودها في القنيطرة حيث بدأت بعض الفصائل من المعارضة بإعلان الولاء والبيعة للتنظيم، وكذلك فان العلاقة الدولية - العربية لم تتقبّل استمرار الرئيس بشار الاسد في السلطة بعد، ووجود «داعش»على حدود لبنان يدقّ ناقوس الخطر فيه وإن كانت مرابطة «حزب الله» على الحدود تُعتبر بنظر الغرب كافية لإنهاك وإشغال الطرفين.
ففي بداية 2014 كان هذا التنظيم يعرف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكانت مساحة وجوده تقتصر على مدن مبعثرة في البلدين. الا انه، وباحتلاله الموصل وإعلانه تغيير اسمه ليصبح «الدولة» فاجأ العالم كله - مهما تعددت الأسباب - بتوسُّعه وتقدمه السريع ليفاجئ نفسه ايضاً بالسيطرة على مساحات شاسعة واضعاً علمه حيثما وصلت آلياته، وهو ما دفعه الى نشر قواته على الجهات الأربع شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً ليشكل خطراً على بغداد نفسها قبل ان تتدخل الطائرات الغربية والعربية لتنتزع منه جزءاً مما أخذ.
ورغم ان التنظيم خسر بعض المناطق وتأقلم مع الضربات الجوية، الا انه لا يزال اقوى بكثير مما كان عليه قبل احتلال الموصل، فقد جذب بقوته أعداداً هائلة من المتطوعين العراقيين في الانبار خصوصاً وفي مناطق اخرى عموماً، ولم يظهر اي انشقاق في صفوفه، كما انه جذب تنظيمات سورية متعددة كانت تحاربه مما رفع تعداد أفراده الى عشرات الآلاف بل تعدت الارقام لتصل الى 200 ألف بحسب ما زعم مسؤول كردي في العراق.
وقد اكتسب «داعش» ولايات متعددة في غزة وفي سيناء وفي ليبيا والجزائر ولكنها كلها لا تعطي الانطباع بأن هذا التنظيم قد تمدّد ليصل الى أقاصي الأرض. فأتباع ومناصرو «القاعدة» منتشرون ايضاً في الشرق الأوسط، وهذه ليست دلالة ان «الخليفة ابو بكر البغدادي» أصبح فعلاً رقماً صعباً في المعادلة الشرق اوسطية، بل ان «داعش» حالة موجودة.
وبالنظر الى حجم العمليات العسكرية ضد «داعش» نجد ان تحالف اكثر من 40 دولة يشن من عشر الى ثلاثين غارة يومياً على امتداد مساحة توازي 620 ألف كيلومتر مربع بينما شنّت اسرائيل 300 غارة يومياً على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع في لبنان اثناء حرب يوليو 2006، وهذا يدلّ على ان التحالف غير معني بالقضاء على «داعش» بالسرعة المطلوبة، ما يشكل عبئاً مادياً وبشرياً على ايران و«حزب الله».
وهكذا نرى ان مسرح عمليات «داعش» يخدم مصالح متعددة على حساب اخرى وان الجهد العسكري الذي انصبّ من قبل «حزب الله» وايران ضد اسرائيل قد أوجد معادلة جديدة وأصبح الصراع والخطر الذي يمثله هذا التنظيم أعظم من خطر اسرائيل، ما يدفع الى الاعتقاد ان أمد المعركة سيطول لسنوات عدة، وإن كان لا احد يعلم كيف ستتطوّر هذه المعركة التي أصبحت تقترب من ابواب اسرائيل على حدودها في القنيطرة حيث بدأت بعض الفصائل من المعارضة بإعلان الولاء والبيعة للتنظيم، وكذلك فان العلاقة الدولية - العربية لم تتقبّل استمرار الرئيس بشار الاسد في السلطة بعد، ووجود «داعش»على حدود لبنان يدقّ ناقوس الخطر فيه وإن كانت مرابطة «حزب الله» على الحدود تُعتبر بنظر الغرب كافية لإنهاك وإشغال الطرفين.