?عائشة عبدالمجيد العوضي? / في العمق

يكفي شرف المحاولة !

تصغير
تكبير
بدون مقدمات، أكتب اليوم عن العوائق الفكرية التي تحول دون التجديد والتغيير وتُعطّل مهارة المحاولة، قد يكون جزء من تلك العوائق واقعيا يحتاج إلى تعامل معين بعيداً عن الاستسلام لكنني أكاد أجزم أن الجزء الأكبر منها وهمي، الاستماع للأشخاص المحبطين، ثم استشراف النتائج بنظرة سلبية وحصر التوقعات بنسبة الفشل دون النظر لاحتمالية النجاح، إضافة إلى الصور الذهنية الخائبة عن النفس وإمكاناتها، كلّها مجتمعة تشكّل سداً نفسياً منيعاً يقاوم التغيير، يُعزز الجُبن ويخشى التجربة.

من ينتظر الفرص المضمونة سيقضي العمر منتظراً، ومن يهاب المحاولة سيفر منه التميّز، ومن يقنع بالواقع قناعةً سلبية سيضعه الواقع على سلم متحرك هابط ينزل به إلى القاع حيث لا طموح، لا تجديد، ولا رغبة بالنهوض، إننا على مسرح الحياة نلعب لعبة اللامضمون، نحاول، نغامر، نبذل، نسعى، نخطط وننفذ، كل تلك الجهود الجهيدة تُبذَل تحت مسمى التجربة إذ لا ضمان، والحقيقة الأكيدة أن المحاولة هي الطريقة الوحيدة لتحقيق شيء ما في هذه الحياة.


إن النظرة المجردة لمفهوم المحاولة على إنها خطوة تحتمل الفشل بقدر احتمالها للنجاح تبخسها أبعادا جميلة أكثر عمقاً وأقل تجريداً، إن للتجربة وإن كانت فاشلة امتدادات أخرى تجاه النفس والشخصية، هل تستوي شخصية الفرد المقدام الراغب بالتطوير مع المتخاذل المنكفئ على نفسه؟ أيمكن مقارنة النضج العقلي لإنسان صقلته التجارب بآخر يدندن حول مفهوم غريب يسميه القناعة؟!

إنني في هذا المقال أنبذ التخوف والتقاعس لكنني أيضاً لا أدعو إلى التهور والطيْش، هناك نقطة وسط بينهما هي ما أصبو إليه، التعقّل بإيجابية، المغامرة برزانة، الاستعداد لتقبل الفشل لأنه أمر وارد، هو ما أدعو إليه، وفي الحقيقة إن الفشل يفوق النجاح بمراتب في قدرته على تربية النّفس، إنضاجها، تطويرها، وبنائها، فلا تخشى الفشل ويكفيك شرف المحاولة!

[email protected]

Twitter: @3ysha_85
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي