الاختصاصي والاستشاري في علم النفس التطبيقي أول من يعتمدها في الخليج

هادي الأمير لـ «الراي»: جلسات الرسائل والصور الإرشادية ... الطريق نحو الحمل

تصغير
تكبير
• دورالزوج مهم جداً في التجاوب مع المرأة وتحفيزها

• الطريقة معتمدة في أميركا وأوروبا وتايوان وإيران والصين ... وعمرها 30 سنة تقريباً

• النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي ناجح جداً...لاعتماده على وجود الزوج أو الأقارب خلال الجلسات

• المرأة تهيّئ نفسها وجسمها لتقبّل الحمل

• في حال لم تستفد العميلة من الجلسات ... تستطيع استرجاع المصاريف المدفوعة

• يتراوح عدد الجلسات بين 7 إلى 10 ... ومدة الواحدة ساعة فقط

• يجب ألا تعاني المرأة من مشاكل وراثية
عشر جلسات قد تكون كافية لتُفرح قلب من حُرمت من شعور الأمومة...جلسات تأخذ المرأة إلى عالم تبحر فيه مع الثقة والاسترخاء، وتقبض على ما يزعجها وترميه كـ «الفضلات». الأمر ليس سحراً، ولا يمرّ من جانب الأدوية والعقاقير، بل يرتبط بالإرشاد...رسائل وصور، يقودها الدكتور هادي الأمير، الاستشاري والاختصاصي في علم النفس التطبيقي، ويطبّقها في جلسات «الرسائل الإرشادية والصور الإرشادية»، مرة مع من يلجأن إلى أطفال الأنابيب في مستشفى الولادة، وطوراً في مركز الرازي للاستشارات النفسية. «يجب ألا تعاني المرأة من مشاكل وراثية...لأن الجلسات الإرشادية لا يمكن أن تعالج الأمور الوراثية»، شرط يضعه الدكتور الأمير في بداية الطريق نحو نجاح الرحلة، موضحاً في حوار مع «الراي» أن من ترغب في الحمل يجب أن تكون البويضات لديها غير منعدمة وغير قليلة جداً، إضافة إلى عدم وجود مشاكل في جدار الرحم وبنائه. ويضيف إلى ذلك ضرورة عدم أن تكون الحيوانات المنوية لدى الزوج ضعيفة جداً، وهذه جميعها أمور خلقية صعبة التعامل معها الجلسات. الدكتور القادم من جامعة ليفربول، يسعى من خلال أبحاثه التي يشبع فيها نهمه للعلم كما رغبته في التوصل إلى جديد، إلى التغيير في المفهوم الطبي المسيطر، «فالجلسات النفسية الاستشارية يجب أن تكون متزامنة مع الأطباء المباشرين في المستشفيات ليعطوا نتيجة أفضل من خلال استخدام النموذج البيولوجي والنفسي والاجتماعي». و يقدم الدكتور الأمير جلساته مجاناً مع نساء «أطفال الأنابيب» و لفترة محدودة. أما في الجلسات التي لا تتزامن مع معالجة «أطفال الأنابيب»، فإن مركز الرازي مستعد لإرجاع ما تدفعه المراجعة داخله في حال عدم الحصول حمل، وذلك لتخفيف التوتر والقلق عند المرأة بشأن نتائج الحمل:

• بداية، كيف تعرّف بجلسات الرسائل الإرشادية والصور الإرشادية المحفّزة للحمل والاحتفاظ به؟


- يمكن تسميتها أيضاً التصوّر أو الرسائل القيادية أو الصور القيادية. ما يعني أنك تملك إرشاداً في الرسائل التي تريد قولها وإرشاداً في الصورة التي تريد أن تكون فيها. لنأخذ مثالاً على ذلك: امرأة تقول لنفسها أنا في طور الحمل الآن، و أنا عمداً أؤكد المساعدة والمحافظة على الحياة الجديدة داخل رحمي وأبذل قصارى جهدي لرعاية طفلي ونفسي. وأخرى ترشد نفسها وتقول: أنا ممتنة لذكاء رحمي لرعاية وتغذية طفلي.

وهذه الرسائل التي طورت بشكل إيجابي، تقود العقل والجسم إلى التصرف بالطريقة التي ترشدها.

• على ماذا تقوم جلسات العلاج المذكورة؟

- تقوم في العادة على ثلاثة محاور، الأول: منها يعتمد على تمارين التنفس التي تبعث على الاسترخاء، فتهيئ العقل والجسم لاستقبال الرسائل والصور الإرشادية. وخلال تمرين التنفس، يتم إرشاد المرأة كيف تستنشق الهواء عبر الشهيق المنظم وكيف تخرجه عبر الزفير. فيما المحور الثاني: يقوم على الرسائل الإرشادية. و من الجمل المستخدمة إرشادياً: «أنا أعرف أنني عندما أترك وأتخلى عن التوتر، أساعد هدف طبيعة جسمي لتكون في صحة وقوة خلال الحمل». وتقال هذه الكلمات بنبرة صوت معينة للتأثير الفعال وتتزامن موسيقى هادئة، وهذه الأمور كلها تكون مدرجة في قرص مدمج «CD» أو عبري أنا. أما المحور الأخير: فيقوم على التصوّر، مساعدة المرأة على التخيل مثل «رحمك وجنينك أصبحا متلاحمين بقوة مع بعضهما البعض لكي تنمو خلايا الجنين وهي في تغذية مستمرة لتصبح أعضاء كاملة». وتستطيع المرأة أن تتصور أنها حامل وهي تعطي أحد أصابعها لجنينها ليمسكه. أو أنها تمسح على رأس طفلتها. وهذا التصور يجعل كل أعضاء جسمها من القلب والرئتين وضغط الدم...الخ...تتفاعل لتشد من بعضها البعض لتثبيت الجنين في الرحم، فضلاً عن النمو الصحي.

هي إذاً مرحلة، ابتداء من تمرين تنفس، مروراً بالرسالة الإرشادية، وتنتهي بالتصوّر. مثلاً، النساء اللواتي استمعن إلى الـ «CD»، جميعهن يدلين بأنهن يسترخين وسعيدات حين وبعد الاستماع إلى الـ «CD». وأظهرت النتائج الأولية إيجابية بالحمل، وهي مطابقة لما جاء مع الدراسات العلمية.

• هل بإمكان أي امرأة أن تخضع لهذا النوع من الجلسات، أم إن هناك حالات لا يصلح معها الأمر؟

- يجب ألا تعاني من مشاكل وراثية، وهذا أهم شيء، لأن الجلسات الإرشادية صعبة جداً لتعالج الأمور الوراثية. وأقصد بالوراثية انعدام البويضات أو تكون البويضات غير ناضجة أو صحية، إضافة إلى ذلك، وجود مشاكل في جدار الرحم وبنائه. وأما من ناحية الزوج، قد تكون الحيوانات المنوية ضعيفة جداً أو غير صحية، وهذه جميعها أمور خلقية تكون صعبة التعامل معها خلال الجلسات الإرشادية.

• ما عدد الجلسات التي تحتاجها المرأة؟

- يتراوح العدد بين 7 إلى عشر جلسات في متوسط الحالات. ومن الممكن أن تزيد الجلسات إذا كانت الحالة استثنائية. وتأخذ السيدة معها إلى البيت «CD» يساعد و يعزز الجلسات الإرشادية.

• ما مدة الجلسة الواحدة؟

- ساعة واحدة في المتوسط.

• هل وجود الزوج إلى جانب زوجته في هذه الجلسات مهم؟

- مهم جداً، لأن العلاج الذي نستخدمه يسمى «Biopsychosocial model» أو النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي، وهذا النموذج ناجح جداً لأنه يعتمد على وجود الزوج أو الأقارب خلال الجلسات. وخلال الدارسة التي أقوم عليها حالياً، وهي حازت من قبل اللجنة الدائمة لتنسيق البحوث الطبية والصحية بموجب القرار الوزاري رقم 207 لسنة 2012 بالموافقة على إجراء البحث رقم (2014/100) تحت عنوان «فاعلية الرسائل الإرشادية والصور الإرشادية على النساء الحوامل اللاتي يتلقين معالجة التلقيح المخبري». وهذه الدراسة أتناول «أطفال الأنابيب» (IVF) فقط، وهي جلسات مجانية.

• وما دور الزوج في هذه المرحلة؟

- دوره مهم جداً في التجاوب مع المرأة وتحفيزها. تخيّل أن يقول الرجل لزوجته أنت لن تحملي أو أنك حظ غير سعيد عليّ، وهذان القولان حدثتني بهما سيدة. وحتى لو كان هذا الكلام من باب الدعابة، فمن الممكن أن عقل اللاوعي يعدّ هذا الكلام حقيقيا وقد تتجاوب بعض أعضاء الجسم من هذا الكلام ليؤثر سلباً على الرحم فلا يتم الحمل.

• خلال فترة الجلسات، هل من الضروري أن تقوم علاقة حميمة بين الزوجين؟

- من الأفضل أن يتم ذلك، إذ من الضروري أن تكون الحياة طبيعية كما هي.

• هل جميع الجلسات مجانية؟

- بالنسبة إلى تلك التي تقام في وحدة أطفال الأنابيب في مستشفى الولادة، فتكون مجانية، وهي عبارة عن جلسة واحدة فقط، تنتهي بإعطاء العميلة «CD». و حتى الآن إحدى العميلات ظهرت نتيجتها وتبيّن أنها حامل، فيما ننتظر نتائج الأخريات في الأسبوع المقبل. والجلسات التي أتبعها مع العميلات تزيد من نجاج عملية أطفال الأنابيب إلى أكثر من 30 في المئة ومع تزامن أطفال الأنابيب مع جلسات التصور فتصل نسبة المعالجة بواسطة أطفال الأنابيب إلى أكثر من 80 في المئة.

أما بالنسبة إلى الجلسات غير المرتبطة بأطفال الأنابيب، فيكون مقرها داخل العيادة في مركز الرازي للاستشارات النفسية، وعددها بين 7 و10 وتكون مدفوعة. لأن هذه الجلسات تحتوي على علم الإيحاء وتتطلب جهداً أكثر من إعطاء CD. ولكي نزيد الثقة والاطمئنان بالجلسات ونخفف القلق والتوتر عن المرأة، أعرض إذا لم تستفد العميلة من هذه الجلسات، أن أرجع لها المبلغ المدفوع من دون سؤال يسأل.

• هل أنت واثق إلى هذه الدرجة من نجاحك؟

- أنا لست واثقاً جداً، والعلم ليس به الكمال، ولكن السعي الحثيث بالعلم يصل بالإنسان إلى النجاح.

• هل هذه الجلسات مكلفة؟

- ليست مكلفة أبداً. إضافة إلى أنها لا تفيد في الحمل فقط، بل في أمور أخرى من الحياة.

• ما الذي دفعك إلى اعتماد هذه الجلسات في المساعدة على الحمل؟

- بسبب تجربة شخصية مررت بها، دفعتني إلى إكمال دراساتي العليا وإجراء الأبحاث.

• إلى أين ستصل بهذه الأبحاث؟

- هذه الأبحاث ستتوسع، والهدف منها أنني أريد أن أعزز المفهوم الطبي في الكويت، إذ حالياً يستخدم «Biopsychosocial model» أو النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي عالمياً. فالآن، الجلسات النفسية الاستشارية متزامنة مع الأطباء المباشرين في المستشفيات ويعطون نتيجة أفضل من خلال استخدام النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي.

• منذ متى بدأت بتطبيق هذه الجلسات؟

- منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وهو تاريخ بدء تطبيق بحثي في مستشفى الولادة، قسم أطفال الأنابيب وعيادة الدكتورة ماجدة اليتامى وعيادة الدكتور مصطفى تومسو ومستشفى السيف.

• وأين تُعتمد هذه الطريقة على صعيد العالم؟

- معتمدة في أميركا وكندا وأوروبا وتايوان وإيران والصين. عمرها تقريباً 30 سنة، وبدأ تطبيقها في الولايات المتحدة الأميركية. وجلسات العلاج هذه مشتقة من علم الإيحاء.

• هل يمكن اعتبارك أول دكتور يتبع هذه الطريقة في الكويت؟

- أنا لا أعلم إن كنت أنا الوحيد في الكويت ودول الخليج العربي. لكنني لم أجد أي بحوث نشرت عن هذا الموضوع في الأدبيات العلمية في الكويت أو دول الخليج، ولذلك يمكن أن أكون من أوائل الذين يطبقون هذا العلم في العقم والولادة.

• إلى أي مدى وجدت تقبلاً لدى المجتمع الكويتي؟

- إلى الآن لم يكتشفوا الطريقة. وحتى الآن هناك 17 مشاركة في الدراسة، وإن شاء الله يزداد العدد مستقبلاً بالتعاون مع الأطباء في مستشفى الولادة - وحدة أطفال الأنابيب، والعيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة، إذ من المهم أن يبادر الدكتور أو الدكتورة المعالجان في أطفال الأنابيب بإعلام مريضته ومريضتها بوجود دكتور مختص في جلسات الرسائل الإرشادية والصور الإرشادية المحفّزة للرحم للاحتفاظ بالجنين بواسطة الاسترخاء وتبعث على السكينة والاطمئنان. لأن معظم النساء اللاتي يتقلين معالجة أطفال الأنابيب يدلين بأن لديهن خبرات مجهدة قبل وأثناء وبعد عملية التلقيح الاصطناعي. كما أن تأثير الإجهاد وقلق الأمومة يؤثر على نتائج التلقيح الاصطناعي، وهي مسألة مهمة، لأن علاج التلقيح الاصطناعي يفرز ضغوطاً نفسية وعاطفية مثل فقدان الأمل والعقم الدائم. كما أن الدكتور والدكتورة في وحدة أطفال الأنابيب يقدران على تحفيز المريضة لتكتمل دائرة النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي. والشيء نفسه تستطيع السيدة التي تجري عملية أطفال الأنابيب أن تفعله، بأن تباشر بالاتصال بوحدة أطفال الأنابيب في مستشفى الولادة لتستفيد من هذه الخدمة المجانية المحدودة زمنياً أو مركز الرازي.

• بعيداً عن الانتشار...ما نريد أن نعرفه هو مدى تقبّل المجتمع الكويتي العربي الشرقي إلى كلمة «استشاري نفسي»، خصوصاً أن الغالبية لديها «فوبيا» من مصطلح «علم النفس»؟

- في حال أتى الإرشاد من الدكتور المعالج كما ذكرت سابقاً، فإن الأمر سيكون أبسط. لكن كما ذكرت أنت هناك خوف يصل إلى ما يسمى بـ «Stigma»، أي العار، من منطلق أنني حين أقصد استشارياً نفسياً، فسينسب إليّ أنني أعاني من أمراض نفسية فأتجنب مراجعة الاستشاري. علماً أن ما نقوم به هو جلسات استرخاء وتوجيهات إعادة فهم الدنيا بأطر مرجعية مريحة للعقل والقلب. فعلى سبيل المثال، حين نقول نعيد إطار مرجعية المشاعر السلبية والأفكار السلبية هي مثل الفضلات التي يفرزها الجلد من عرق والرئة والأظافر. فالشخص لا يتجادل مع نفسه حين يفرز الفضلات، يضبط سلوكه مثل غسل الوجه وتقليم الأظافر. والشيء نفسه حين تنمو الأفكار والمشاعر السلبية...لما يراها الشخص كفضلات، فهو ينبذها على السواء.

ومن بعد ذلك يتم تحويل المشاعر السلبية بواسطة الكلمات الإيجابية التي تبعث على المشاعر الإيجابية، وهي بحد ذاتها تؤثر على أعضاء الجسد مثل القلب وضغط الدم والرحم. على سبيل المثال، سيدة قالت لي «خائفة من فشل عملية أطفال الأنابيب»، وتكرار قول هذه الجملة قد يبعث على المشاعر السلبية، وهي بالتالي قد تؤثر على آلية الرحم لكي يحافظ على الأجنة حين إرجاعها إلى الرحم. ولتعزيز تثبيت والمحافظة على الأجنة في الرحم، تستطيع السيدة أن تقول لنفسها «ان عملية أطفال الأنابيب في طور النجاح الآن.» وهذه الجملة تعزز من التثبيت و المحافظة على الأجنة في الرحم، وذلك أثبت علمياً.

• في حال قصدتك إحدى النساء وهي غير مقتنعة بالفكرة، ولكنها فعلت ذلك من باب المحاولة...كيف يكون تأثير ذلك على العلاج؟

- عندما تقصدني، عندها سأغير قناعة الإطار المرجعي الفكري لديها. فعلم الإيحاء، يتعامل مع اللاوعي وهو الذي يحتوي على التجارب والخبرات والذكاء للشخص، وكذلك له علاقة مع النظام اللا إرادي، وهما ينظمان مثل دقات القلب، العملية التنفسية، الهضم و...إلخ. أما الوعي، فهو يتحكّم في توجيه ويتحكم في السلوك في الحاضر فقط، ما يجعل أعضاء الجسد لا تعمل بطريقتها الطبيعية. فمن النساء من تقوم بتدوير الأفكار السلبية والمشاعر، ما يؤثر على العمليات الطبيعية للا وعي واللا إرادية من دون علم بأنها تسيطر على الوعي باللا وعي. لذا، تقوم المرأة بتمارين التنفس والرسائل الإرشادية والصور الإرشادية، و التي بدورها تبعث الاسترخاء لكي يقوم الرحم و بقية أعضاء الجسم بعمله الطبيعي فتم الحمل.

• هل وجود العميلة معك في المركز نفسه أمر ضروري لإتمام هذه الجلسات، أم بإمكانك أن تتابعها معها عبر الهاتف أو وسائل الاتصال الحديثة؟

- ممكن ذلك، ولكن الأفضل أن يكون الأمر مباشراً، لأن الموضوع يعتمد على نفسية العميلة وقوتها. و هناك أناس أتواصل معهم عبر «انستغرام» و«واتس آب» أن شؤونهم الصحية و النفسية كانت أفضل بواسطة بعض الارشادات وأنا متعجب شخصياً من هذا الأمر.

• لنفترض أن إحدى العميلات، ومن بعد الجلسات حدث الحمل لديها. كم من الوقت عليها أن تتابع معك؟

- بحسب حالة كل واحدة. فقد تحتاج إلى جلسة واحدة في الأسبوع، أو جلسة أو اثنتين في الشهر طوال فترة الحمل، وهذا يأتي على أساس النمو الصحي للجنين وأن يكون الحمل ثابتاً ولا تكون هنالك عملية إجهاض، وصولاً إلى أن تضع المرأة جنينها بولادة يرافقها ألم خفيف أو من دون ألم.

قبل قليل سألتني «إلى أين تريد الوصول؟»...ما أريد الوصول إليه أن يتم من عملية العقم في التصوّر حمل صحي وطبيعي عبر الإيحاء. وأنا دائماً من النوع الذي لا يقف عند علم معيّن، بل أستفيد من جميع العلوم لأضعها في الإرشادات التي استخدمها. هي باختصار مزيج من العلوم، منها الجلسات السلوكية المعرفية وعلم الإيحاء وتمارين التنفس والإرشادات المؤسسة على الحلول وغيرها الكثير. حيث في إرشاداتي الاستشارية، لا أتطرق إلى الأمور الشخصية، وإنما نتخاطب مع ذكاء وتجربة وخبرات العقل للمرأة وهذه الأمور كفيلة بمعالجة الأمور النفسية والصحية للمرأة. وفي الدراسة الحالية، لا أتطرق إلى أسئلة حساسة، ولكن أسئلتي هي مثل «أجد زيادة الوزن خلال فترة الحمل مقلقة» و«هل تمارسين الرياضة»، وما هو عدد المرات التي قمت بعملية أطفال الأنابيب، وهذه الأسئلة مشفرة بأرقام لا تدل على المرأة. وهدف الدراسة إشاعتها ويستفيد منها الأطباء والنساء اللواتي يخضعن لأطفال الأنابيب على حد سواء.

• هل هو نوع من التخلص من التوتر والقلق؟

- صحيح، فخلال الحمل هناك الإجهاد الأمومي أو التوتر والقلق الذي يفرز هرمونات نراها بشكل واضح حين يغضب الواحد منا، وهو كيف يتغير لون الجلد. في الحقيقة ليس هناك تغيّر في اللون فقط، بل يحدث شد عضلي وهرمونات وإفرازات تجعل الجسم لا يعمل في حالته الطبيعية...وعند الاسترخاء يصحح الجسد ما أفسده التوتر والقلق، ولذلك تجد الجسد يصحح نفسه حين النوم والذي يجعل الجسم يسترخي.

• وهل هذه الجلسات تجنّب المرأة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟

- في الأكثر نعم. لأن أدنى منفعة من هذه الجلسات هو الاسترخاء. إذا أردنا أن نقيس، لنأخذ مثالاً على ذلك امرأة تعاني من التوتر لمدة خمس سنوات، فيما تعيش امرأة أخرى التوتر نفسه ولكن منذ سنة واحدة...المرأة الأخيرة تتخلص من ذلك التوتر في فترة أقل من الأولى، والسبب أن المشاعر تتخزن في الجسم كما تتخزن الأفكار في خلايا العقل.

• علمنا أن جلسات الرسائل الإرشادية والصور الإرشادية مرخصة من قبل وزارة الصحة. هل واجهت صعوبة في الحصول على الترخيص؟

- بالعكس. لم أواجه صعوبات، وأخص بالشكر الدكتور علاء الفرارجي ورئيس قسم الولادة في مستشفى الصباح الدكتور وليد الجسار. كانا وغيرهما متعاونين إلى أقصى الدرجات. كما أشكر الدكتور جاسم الخواجة في جامعة الكويت وأيضاً الدكتور كاظم أبل. وأشكر أيضاً الدكتور حاتم مطر والدكتورة هنوف السميط وموزة الغانم وطيبة السبيعي وماجدة اليتامى ورائدة البدر، وهم من الأطباء الذين سخَّروا وقتهم لمساعدتي في هذه الدراسة وكانوا جميعهم متفائلين ومرحبين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي