الجمعية الكويتية للإخاء الوطني احتفلت بالمناسبة بحضور هند الصبيح

يوم التسامح العالمي ... برعاية أميرية وتطلّعات ليكون تقليداً كويتياً للتآلف والرحمة

تصغير
تكبير
• معرفي: الاهتمام بإصلاح شبكة العلاقات الاجتماعية للوصول إلى ركب الحضارة الإنسانية
رأت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح، اننا في الكويت أحوج ما نكون إلى الاحتفاء بيوم التسامح ونحن نشاهد هذا الاضطراب الكبير حولنا في هذه المنطقة، معربة عن سعادتها بالاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي دعت إليه الجمعية العامة للامم المتحدة في السادس عشر من نوفمبر.

وقالت الصبيح في احتفال الجمعية الكويتية للاخاء الوطني باليوم العالمي للتسامح، برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في دار معرفي في منطقة الدسمة مساء اول امس، بحضور هند الصبيح، وعدد من الديبلوماسيين والأكاديميين وممثلي جمعيات المجتمع المدني، ان هذا الاحتفال يأتي تتويجاً لجهود الاخوة والاخوات في الجمعية الكويتية للإخاء الوطني، التي اخذت على عاتقها الدعوة للاحتفال بهذا اليوم الذي اقرته الامم المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تفعيله في الكويت إلا من خلال جمعية الاخاء التي اشهرت منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.


واضافت انه ليس جديداً ان نقول ونحن نشاهد هذا الاضطراب الكبير حولنا في هذه المنطقة، اننا في الكويت أحوج ما نكون الى تذكر هذا اليوم، وانعاش ذاكرتنا بأهميته، حيث عشنا على هذه الارض وعاش أهلنا وأجدادنا متحابين ومتعايشين، مهما كان هناك من اجتهاد في الرؤى أو الرأي، فاليوم نذكر انفسنا بأن التسامح نعمة من المولى القدير.

ولفتت إلى «ان التعايش والألفة كرسهما دستورنا الذي ارتضيناه، فقد أفاض في نصوصه بالحديث عن المساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين دون تفرقة في أرض الخير»، متمنية «ان يكون هذا اليوم تقليداً كويتياً نحتفي فيه كل عام لنذكر الاجيال، ونذكر انفسنا بحسنات التآلف والرحمة والتآخي، في وطن ينعم بفضل من الله بالخير، في ظل قيادة حكيمة ومؤسسات شعبية منتخبة».

ومن جهته، اكد رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للاخاء الوطني موسى معرفي، ان اهم انجاز حققته الدعوة الاسلامية هي انتشال العرب من الجاهلية والتخلف، ونجاتهم من شرور التنافر والعداء الى نعمة الاخوة والالفة والتسامح.

واضاف انه في بداية شهر اكتوبر عام 2010 تنادت مجموعة من انباء الكويت، بدافع الاحساس بالمسؤولية والوفاء للوطن، للاجتماع في هذه الدار، للتعبير عن سخطها لما يجري على الساحة الوطنية من بروز وتنامٍ لعوامل الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.

وقال «توالت بعد ذلك اجتماعات عديدة، حيث توسعت المجموعة بسبب أهمية الفكر، فشخصت العلل التي تعمل على تفكيك الوحدة الوطنية نتيجة لعوامل الاصطفاف الطائفي والمذهبي والقبلي الذي لا يخلو من توظيف سياسي ما يؤدي الى تفريق الصف الوطني، وعليه فقد ارتأت المجموعة في حينها أهمية قيام مشروع وطني يهدف الى تعزيز الترابط الاجتماعي، وتكريس الوحدة الوطنية وخلق مناخ للتعاون البناء ودعم آليات الامان الاجتماعي ونبذ افكار التطرف والغلو والعمل على غرس مفاهيم المواطنة من خلال برامج التعليم ووسائل الاعلام واللقاءات الاجتماعية والندوات وادوات التواصل الاجتماعي للحد من الاستغلال السياسي للاختلافات المذهبية وتخليص المجتمع من التنابذ.

وأشار الى ان للعلاقات الاجتماعية في أي مجتمع أهمية مركزية» وهي عنصر اساسي في بناء وتطوير وتحديد مستقبله» فمتى ما كانت هذه العلاقات سليمة، ومبنية على اسس الاخاء والتسامح والتعارف ونبذ التطرف والتعصب والكراهية، انعكس ذلك على مجمل اوضاعه وتحقيق الاستقرار المطلوب، واذا كانت العلاقات غير سليمة انعكس ذلك على اوضاع المجتمع من حيث التخلف والتنابذ، داعياً الى النهوض والتقدم للوصول الى ركب الحضارة الانسانية والاهتمام بإصلاح شبكة العلاقات الاجتماعية لمجتمعاتنا، بعد اصابها الكثير من الخلل التي نشهد نتائجه في محيطنا الاقليمي.

وقال ان ذلك يتطلب منا تكثيف الجهود والتعاون بين مؤسسات العمل الاهلي والجهات الرسمية، لتحقيق المستوى المطلوب من العلاقات الاجتماعية الايجابية.

محرّم: التسامح من أهم مميّزات العصر

قالت سفيرة النوايا الحسنة في الامم المتحدة الاعلامية مروة محرم، ان «إذا كان التقدم التقني وتطور وسائل الاتصال الحديثة هي أهم سمات ومميزات العصر الذي نعيشه، فإنه يمكن اعتبار الحوار والتسامح السمة الثانية التي يجب أن نجاريها، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، وخصوصاً العالم العربي من أحداث سياسية، مزقت لغة التسامح والحوار بيننا. ان حاجتنا لليوم الى الحوار هي اكثر من أي وقت مضى لأن مسؤولية صيانة الحاضر هي مسؤوليتنا جميعا، والتي لا نستطيع تحقيقها، الا من خلال الحوار والتسامح والتفاهم ونبذ الخلافات جانباً، وخاصة الخلافات الدينية والسياسية والطائفية، فكلنا من آدم وهذا اليوم الذي يحتفل به العالم جميعا».

واضافت ان اليوم العالمي للتسامح، والذي أقره المؤتمر العام لليونسكو عام 1995 للاعتراف بالآخر وبحقه في الرأي وحرية العقيدة، وكما انني أؤمن بدين او مذهب معين في حق الآخر ان يكون له كما لي، أن التنوع في الفكر وفي العقيدة من طبيعة البشر، حيث قال الله تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم». وفي هذه المناسبة اود ان اوصل رسالة الى الجميع بعدم التعصب، وتقبل الرأي الآخر ونبد الخلافات جانبا، والنظر لبعض على اننا سواسية، وان يكون مبدأ التسامح أساسا في حياتنا فالمسامح كريم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي