حوار / «بيتي مفتوح لأشخاص معيّنين فقط ... لأن هالزمن يخرِّع»

إلهام الفضالة لـ «الراي»: لم أقتنع بشخصيتي في «العافور» ... ومثَّلتُ الدور فقط من أجل «بو عدنان» !

تصغير
تكبير
• أتقبّل النقد البنّاء بكل رحابة صدر ... وأتناقش مع مَن طرحه بأريحية

• هيا الشعيبي الأقرب لي من الفنانات ... وأتواصل معها دائماً

• أقترح على أي كاتب تنضب أفكاره
أن يرتاح عامين على الأقل ... ثم يعود بعمل يثبت به نفسه

• لو تطلّبت مصلحة بناتي أن أعتزل الفن أفعل «وأنا مغمّضة»

• أنا صريحة «وايد» ... لا أنافق «ولا أطق الطار بالمقلوب»!
«أنا لا أستطيع أن أردّ طلباً للفنان عبد الحسين عبد الرضا، لما له من مكانة كبيرة في قلبي».

بهذا الاعتراف بررت الفنانة إلهام الفضالة مشاركتها في مسلسل «العافور» الذي عُرض الموسم الرمضاني الماضي، بالرغم من عدم اقتناعها بالشخصية التي جسدتها.


الفضالة التي كشفت، خلال حوار أجرته معها «الراي» عما تعتزم تقديمه من أعمال جدية في الفترة المقبلة، موضحةً أنها لا توافق عادة على قبول أيّ شخصية إلا بعدما تقرأ النص وتمتلك فكرة كاملة عن أبعاده، أعربت عن سعادتها بالتجربة التي خاضتها في مجال التقديم، على شاشة قناة «الراي» عبر برنامج «مطبخ إلهام»، معترفةً بأنها لا ترى نفسها في برامج المسابقات الرمضانية لأسباب عدّة.

وفي حين أدلت الفضالة بأنها «من الفنانات اللاتي يتقبّلن النقد البّناء بأريحية ورحابة صدر»، أكدت حرصها على متابعة أعمالها حتى تستكشف مواطن الضعف في أدائها، مبينةً أنها في غالبية الأوقات تستشير زوجها محمد التميمي، وإن كانت - في المقابل - لا تتفق مع آرائه أحياناً، وملمحةً إلى أنه لا يتدخل في اختيارتها الفنية. أما عن الصداقة، فذكرت أنها لا تفتح بيتها إلا لعدد محدود من الشخصيات، بسبب أن «هالزمن يخرِّع»!

الحديث مع الفضالة تطرق إلى أمور وقضايا عدة، منها ما يتعلّق بالدراما الكويتية بين الماضي والحاضر، وعلاقتها ببناتها وما تتمناه لهن في المستقبل... والتفاصيل في السطور الآتية.

• في البداية... هل لك أن تحدّثينا عن الجديد الذي تتأهبين لتقديمه؟

- انضممت إلى فريق عمل المسلسل الجديد «بنات الروضة» الذي يحمل الطابع الكوميدي، وهو من تأليف أيمن الحبيل وإخراج حسين أبل، والمنتظر أن يخوض السباق الرمضاني المقبل. وأجسد فيه دور معلمة في إحدى المدارس تتسم شخصيتها بالعصبية. كذلك أستعد لتصوير شخصيتي في المسلسل الدرامي «حطب جهنّم»، تأليف محمد النمشي ومن إخراج خالد الرفاعي.

• هل من الممكن أن توافقي على المشاركة في مسلسل ما قبل قراءة النصّ؟

- لا، أنا لا أوافق على المشاركة في أيّ مسلسل إلا بعدما أقرأ النص، أو على الأقل بعدما أمتلك فكرة كاملة عن أبعاده، وهو ما حصل أخيراً لدى موافقتي على الانضمام ضمن فريق العمل في مسلسل «حطب جهنّم».

• ما «الثيمة» أو الموضوع الذي يجعلك تنجذبين إلى نص، وتقبلين العمل فيه؟

- أشتاق إلى النصوص التي تمنحني شخصية شريرة الطابع، لأنني منذ فترة لم أقدم شخصية من هذا النوع.

• شاركتِ بمسلسلين في موسم رمضان الدرامي الماضي... أيهما كان الأقرب إليك؟

- المسلسل الأول هو «العافور»، وهو ذو طابع كوميدي، أمّا الآخر «مسكنك يوفي» فكان ذا أبعاد اجتماعية، وأحببت الشخصية التي قدمتُها فيه، لأنني استطعتُ من خلالها «التلوين واللعب».

• هل تستهويك المسلسلات الاجتماعية أكثر أم الكوميدية؟

- أعشق الفن بكل أنواعه، لكنني في الحقيقة أجد متعة أكثر لدى مشاركتي في المسلسلات الدرامية الاجتماعية، مقارنة بالأعمال الكوميدية، بالرغم من ظهوري في أكثر من مسلسل كوميدي، أحياناً من باب التغيير وأحياناً أخرى تدفعني إلى ذلك حلاوة النص.

• ما سبب ذلك التفضيل؟

- لأنني في الدراما الاجتماعية أستطيع تقديم العديد من الشخصيات المختلفة والمتنوّعة، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مركّبة ذات أبعاد نفسية تحتاج إلى دراسة معمّقة قبل أدائها، وبالتالي أتمكن في هذه الحالة من إخراج ما بداخلي من طاقة فنّية.

• هل أنتِ مقتنعة بالشخصية التي قدمتِها في مسلسل «العافور»؟

- للأمانة لستُ مقتنعة بهذا الدور، لأنه لم يُخرج شيئاً جديداً من إلهام، ومكسبي الحقيقي من مشاركتي في مسلسل «العافور» هو وقوفي إلى جانب الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا، كما تعتبر إضافة إلى الـ «C.V» كأكثر فنّانة شابة عملت مع النجم «بوعدنان».

• هل تردَّدت في قبول الدور؟

- لا أخفيك أنني لا أستطيع أن أردّ طلباً للفنان عبد الحسين عبد الرضا، لما له من مكانة كبيرة في قلبي. وعندما طلبني لأكون ضمن فريق المسلسل وافقت على الفور من دون تفكير، ويكفي أنه فضّلني على غيري من زميلاتي الفنانات. لذلك، من العيب أن أقول له «مابي أشارك».

• هل تعيرين اهتماماً للنقد عموماً؟

- أتقبل النقّد البنّاء بكل رحابة صدر، وأتناقش بأريحية مع الشخص الذي طرحه لمعرفة وجهة نظره. وللعلم أنا متواصلة جداً مع جمهوري، عبر موقعي التواصل الاجتماعي «إنستغرام» و«تويتر».

• وإلى أي مدى تحرصين على متابعة أعمالك؟

- طبعاً أحرص جداً على متابعة أعمالي، لمعرفة مواطن الضعف في ما قدّمته، وتلافيها في المستقبل.

• مَن الشخص الذي تستندين إلى رأيه دوماً؟

- في غالبية الأوقات أستند وأستشير زوجي محمد التميمي، لكنني في بعض الأحيان لا أتوافق مع آرائه التي يطرحها.

• وهل يتدخل في اختياراتك؟

- لا يتدخل أبداً في اختياراتي، لأننا منذ البداية وضعنا عدداً من الخطوط الحمراء التي لا يمكنني أن أتعدّاها من أجل تقديم فنّ راقٍ للمشاهد، لذلك تراه فقط يسألني عن الأدوار المعروضة عليّ، فأشرح له ملخصات عن طبيعتها وأبعادها.

• هل سبق أن رشّحك لأي عمل درامي أو برنامج؟

- كلا، لم يفعل ذلك بالمرة، بل هو «شايل إيده منّي»، ولا أخفيك أن بيده القدرة على فعل أمور كثيرة من أجلي بحكم وظيفته، لكنه يرفض ذلك تفادياً لكلام الناس وتجنباً لقولهم في يوم من الأيام: «تراه ضبّط زوجته»، والحقيقة أنني شخصياً مقتنعة بوجهة نظره.

• سبق أن كانت لك تجربة في التقديم التلفزيوني في برنامج «مطبخ إلهام» الذي بثته شاشة «الراي» الفضائية... فهل تفكرين في تكرارها؟

- هذه التجربة كانت جميلة، خصوصاً أنني أحب الطبخ، وفعلاً أحببت فكرة تقديم برنامج الطبخ، لأنه مختلف تماماً عن «تيمة» البرامج الأخرى التي تطلّ بها كثيرات من زميلاتي الفنانات، مثل المسابقات الرمضانية.

• هل من الممكن أن تجرّبي تقديم برامج المسابقات؟

- لا أرى نفسي في تقديم برامج المسابقات الرمضانية، لأنها تحتاج إلى أشخاص يتمتعون بـ «خفة» في الحركة والكلام، وأيضاً من تمتلك ملكة الحوار مع الجمهور بسلاسة، وهو أمر غير متواجد بي. ومع هذا كلّه قد أوافق على تقديم برنامج مسابقات رصين بوزن «من سيربح المليون»، على سبيل المثال.

• وماذا عن البرامج الحوارية؟

- هناك العديد من البرامج الحوارية، لذلك لا أعتقد أنّ الفكرة ستكون واردة. وفيما يخصّ البرامج السياسية فأنا بعيدة جدّاً عنها، لكن قد تراني أقدّم برنامجاً اجتماعياً يظهرني بصورة حلوة.

• هل تفضّلين الإطلالة خلال الموسم الرمضاني بعمل واحد أم أكثر؟

- في فترة ماضية ظهرت بعمل واحد «كنّات الشام والشامية» الذي عُرض على قناة «mbc»، وتخيّل عندما يراني البعض يقول لي «وينج إلهام هالسنة ما شفناج»، لذلك اقتنعت بأنّ الفنان يجب أن يشارك في أكثر من عمل ويطلّ على أكثر من قناة، كي تتسنى للجمهور متابعته.

• لكن ألا ترين أن ذلك الظهور الكثير قد يشتت الفنان والمشاهد على السواء؟

- «هذا كلام فاضي»، لأنه في السابق كانت هناك قناة واحدة فقط، أما اليوم فهناك كمّ كبير من القنوات الفضائية، والجمهور يركّز على قناتين أو ثلاث كحد أقصى في الموسم الرمضاني ليتابع أعمالها.

• كانت لك مشاركة في مسرح الكبار وأخرى في مسرح الأطفال... في أي منهما وجدتِ المتعة؟

- متعتي كانت في مسرح الطفل، لأنني أحب الأطفال أكثر.

• هل تتكلفين مادياً على أدوارك؟

- بالطبع أتكلّف بحسب ما تتطلب الشخصية المسندة إليّ، وغالبية ما أشتريه يكون في فترة الصيف عندما أكون مسافرة.

• هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر، ألا وهو هل أجر الفنان يغطّي كل تلك التكاليف؟

- نعم، «يكفّي ويزود» كثيراً.

• في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ وجود العديد من الممثلين والممثلات الشباب، منهم هواة وآخرون دخلوا بمحض المصادفة... فهل تعتبرين ذلك أمراً صحياً؟

- كلا، ليس صحياً، وأنا أراهم مجرد «تعبئة فراغ». وهنا يجب أن تتخذ نقابة الفنانين إجراء في مواجهة ذلك.

• هل ترين أن الفن الكويتي يتقدم؟

- منذ العام 2000 إلى 2007 كان الفن الكويتي جميلاً وفي ذروته، لكنني شخصياً بدأت أشعر اليوم بأنّ الفن الكويتي في تراجع من نواح عديدة، منها عدم تساهل وزارة الإعلام في إجازة النصوص، ما يدفع المنتج إلى السفر للتصوير خارج الحدود، وهو ما يترتب عليه سفر الممثلين معه. وللأسف أصبح الخليج يرتفع بفنّه، بينما الكويت التي كانت تلقّب بـ «هوليوود الخليج» ترجع إلى الوراء!

• هل أنت من الفنانات اللاتي قد يسافرن أشهراً عدة من أجل تصوير مسلسل ما؟

- كلا، لستُ ضمن هذه النوعية من الفنانات، وإن حصل هذا الأمر وسافرت، يكون زوجي برفقتي طوال الوقت... وهذا يقودني إلى التساؤل: فهل يعقل أنني، وأنا فنانة كويتية، لا أستطيع التصوير في بلدي؟!

• كيف تقيّمين النصوص الدرامية الموجودة في الساحة الفنّية حالياً مقارنة بالماضي؟

- الكتّاب في الماضي كانوا قلّة، لذلك عندما كانوا يكتبون لا تجد تشابهاً بينهم، أمّا اليوم فقد أصبح عددهم كبيراً، والأفكار التي قدموها طُرحت كثيراً، لدرجة أن الأعمال كلها تتشابه في المضمون كل موسم، ولا يخفى عليك أنّ عطاء الكاتب يختلف في طبيعته عن عطاء الفنان الذي يظل يعطي طوال العمر.

• وما الخطوة التي يجب أن يتبعها كل كاتب لتجديد أفكاره ونشاطه؟

- أقترح أن يرتاح على الأقل عامين كاملين، ثم يعود بعمل يثبت نفسه به، لأن ما يحصل للأسف أنّ بعض الكتّاب عندما يتوقّف فكرهم عن العطاء، يبدأون بالتجميع من أفكارهم القديمة، وغيرها من القصص الأجنبية أو مما حولهم، وبالتالي لا ينتج عنهم عمل متكامل وأصيل.

• كيف تصفين علاقتك مع بناتك؟

- بناتي عندي «بالدنيا كلها»، ولو تطلب الأمر أن أعتزل الفن لأجلهن سأفعل «وأنا مغمضة».

• هل تنصحينهن بدخول المجال الفني؟

- كلا، أبداً... «شنو لهم بهالتعب»، أتمنى أن يحصلن على الشهادات العليا، «ويصير حظهن في الدنيا أحسن من حظ أمهن»، لأنني أشعر بالندم لعدم إكمالي دراستي، وهو الأمر الذي أردده على مسامعهم دوماً.

• هل استفدت من موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»؟

- نعم، إذ إنه كشف لي الكثير من نفسيات البشر المريضة.

• من هي الفنانة الأقرب إليكِ؟

- هيا الشعيبي بالدرجة الأولى، إذ أبقى على تواصل دائم معها، ثمّ تأتي فاطمة الصفي، وكذلك هبة الدري وبثينة الرئيسي.

• هل منزلك مفتوح لكل صديقاتك؟

- ليس لدي الكثير من الصديقات، لذلك فإن بيتي مفتوح لأشخاص معيّنين فقط، والسبب في ذلك أن «هالزمن يخرّع».

• هل من الصعوبة أن تثقي بشخص ما؟

- لأنني وثقت كثيراً في الماضي بكل من حولي فـ «كليتها»، لذلك أصبحت أكثر حذراً، وأقفلت باب الصداقات مكتفيةً بمن لديّ، لكن تبقى هناك زميلات عمل.

• هل أخذتِ موقفاً من ممثلة ما؟

- من دون ذكر أسماء، كثيرات من الممثلات الناشئات وقفت إلى جانبهن في بداية مشوارهن، لكنهن يتغيّرن فجأة بمجرد نجاحهن في عمل ما، ثم يبدأن القول: «أنا وأنا وأنا».

• كيف يكون رد فعلك حيال هذا التصرّف؟

- الطناش طبعاً، لأنّ «اللي ماخذ بعمره مقلب من أول نجاح» لن يستمر أبداً.

• هل تعتبرين نفسك صريحة؟

- أنا صريحة «وايد» مع الكل، «وما أعرف أطق الطار مقلوب»، ولا أعرف المجاملة، وطوال عمري لا أنافق في العمل أي شخص لا أشعر بالارتياح معه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي