استغرب التناقض الحكومي مع الرعاية السامية لسمو أمير البلاد لاحتفالية جمعية الإصلاح الاجتماعي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها!!
فمن المعلوم أنه لولا ثقة سمو الأمير بجمعية الإصلاح فكرا ورجلا وأداء لما تفضل سموه برعاية احتفاليتها، ومع ذلك تجد بعض التصرفات من بعض مؤسسات الحكومة والتي تعمل بعكس الاتجاه، فعلى سبيل المثال نجد أن وزارة الشؤون تضغط على جمعية الإصلاح من أجل إغلاق كثير من فروعها في المناطق، وبلا شك أن في مثل هذه القرارات تضييقا على الجمعية ووضعا للعراقيل في طريق أداء رسالتها.
فتواجد اللجان الخيرية في المناطق يسهل على المتبرعين الوصول إليها، ويمكنهم من المسارعة في عمل الخير قبل أن تأتي بعض المتطلبات الدنيوية والتي قد تتسبب في التباطؤ عن بذل الخير، وقد يأخذ الإنسان التسويف ثم ينسى، فيُحرم الأجر،
وأما لجان العمل الاجتماعي والصحب والناشئة واللجان النسائية، فبلا شك فإنها تؤدي دورا عظيما في التوجيه والتوعية، وهي ملاذ آمن لكثير من شبابنا وفتياتنا في هذا الزمن الذي كثرت فيها الفتن والمغريات والملهيات.
فهل نكافئ الجمعية على دورها الرائد بأن نسعى إلى إغلاق مقراتها وفروعها؟!
إذا كانت الوزارة جادة في تنظيم تواجد اللجان الخيرية وفروع الجمعية - وغيرها من الجمعيات الخيرية الأخرى - فلتقم مشكورة بإيجاد مقرات مناسبة في المناطق، وبعد جهوزيتها تطلب الوزارة من الجمعيات الانتقال إليها، أما أن تطالب بالإغلاق من دون إيجاد البديل فهذا أمر غير مقبول، وهو يتعارض بلا شك مع ثقة سمو الأمير بهذه الجمعية.
بطولات عاشوراء
موقفان عظيمان وقعا يوم عاشوراء وكلاهما فيه تحد للظلم والطغيان، الأول كان لسيدنا موسى عليه السلام أمام فرعون وجنوده، ففي هذا اليوم وقعت معجزة عظيمة حينما شق الله تعالى البحر لسيدنا موسى لينجو ومن معه من بطش فرعون، وفي نفس الوقت أهلك الله تعالى فرعون ليكون عبرة لمن بعده.
وأعتقد أنه على كل صاحب حق أن يوقن بأن الله ناصره، وأنه كلما اشتدت المحنة وزاد البلاء فإنما هي من مؤشرات قرب الفرج، ولهذا أدعو الثوار والصامدين في وجه الظلم في شتى البلاد العربية أن يثبتوا لأن نصر الله قريب:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا
وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرِجت وكان يظنها لا تفرج
وأما الموقف الثاني فهو للحسين بن علي رضي الله عنهما، حينما رفض الخنوع للظلم، أو الاستسلام للاستبداد، فضحى بنفسه وقاتل بشجاعة، ليلقى الله تعالى شهيدا، وليبوء قاتله بسخط الله ولعنته إلى يوم الدين، وهي رسالة للأبطال الذين يقفون في وجه الظلم، ليعلموا أن أعظم شهادة ينالها المسلم هي في لحظة الموت في سبيل الله، وعلى يد طاغوت أو ظالم، وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال : «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله».
تساؤل أخير: هل يمكن لمن يزعم محبة الحسين رضي الله عنه - الذي وقف في وجه الظلم - أن يقف مع القاتل المجرم الظالم بشار الأسد ويقاتل في صفوفه؟
Twitter :@abdulaziz2002