الخوئي: نحتاج المفاهيم الصحيحة لمواجهة تحدّيات الأمة الإسلامية

فيما شرعت الحسينيات في البلاد باستعداداتها لاستقبال روادها، لإحياء المجالس الحسينية في عاشوراء، في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع)، ونفر من آل بيت رسول الله (ص)، في معركة الطف في كربلاء، شدد الاستاذ في حوزة النجف الأشرف جواد الخوئي، على الحاجة لإعادة المفاهيم الإسلامية الصحيحة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة. وقال الخوئي وهو حفيد الامام أبوالقاسم الخوئي، خلال خطبة في مسجد زين العابدين أمس الأول، بحضور وكيل المرجع علي السيستاني في الكويت آية الله ابوالقاسم الديباجي، وعدد من رجال الدين « ان السنة والشيعة أصبحا في خندق واحد يواجهان التطرف، منوها إلى ان اللغة الطائفية المتطرفة هي في الأصل بعيدة عن الجسد الإسلامي». وأضاف « نحن في أمس الحاجة إلى إعادة المفاهيم الإسلامية من جديد، في ظل التحديات التي تواجهها هذه المفاهيم اللإسلامية من قبل خوارج العصر والمنافقين، الذين يرتدون ثوب الإسلام بهدف تضليل عوام المسلمين عن منهاج الإسلام الصحيح».ودعا الخوئي المسلمين إلى استلهام الدروس والعبر من الثورة الحسينية، وكيف كان الإمام الحسين (عليه السلام) يدعو أعداءه للحوار في ليلة عاشوراء، للتفاهم معهم لعلهم يرجعون إلى صوابهم، ويندمون على ما فعلوا، منوهاً ان «الإمام كان هدفه الإصلاح».وأوضح ان الإمام الحسين ضحى بالغالي والنفيس من أجل الكرامة الإنسانية، وقوله « ان لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً»، خير مثال لتجسيد المفاهيم الإسلامية السمحة. وتابع ،ان الحوزة العلمية في النجف الأشرف خير من جسد هذه المفاهيم عبر التاريخ، فالإمام الخوئي كان في أحلك الظروف وأصعبها يتعامل مع الجميع بمحبة وتسامح، وكذلك بالنسبة للمرجع الديني الأعلى علي السيستاني، مشيرا إلى أن الإمام الخوئي والسيستاني نموذجان للاعتدال والوسطية.

وتساءل «هل يعقل ان تتحكم مجموعة من الصبية بالقيم والمبادئ الإسلامية عن طريق نشر الاكاذيب التي ليس لها أصل ولا أساس من الصحة، فنرى القتلى بالعشرات والمئات نتيجة هذه التصرفات الرعناء؟».وأشاد الخوئي بنعمة الأمن والتسامح والمحبة والوسطية التي تتمتع بها الكويت.

وقال «علينا ان نغتبط بكل إجلال ونهنئها على تفردها بهذه السمات»، متمنيا من المولى عزوجل ان يديم عليها هذه النعمة وأن يحفظ لها اميرها وحكومتها وشعبها. وشدد على ضرورة احترام القانون وحفظ امن البلاد، مبينا ان «الإمام الخوئي أفتى بأنه لا يجوز خرق القانون في بلد من بلدان العالم» ، داعيا أهل الكويت إلى تدبر نعمة الأمن والأمان التي يعيشون فيها بفضل قيادتها الحكيمة والنظر إلى جيرانهم الذين يعيشون أوضاعنا مأسوية.