عبر لغة يتفاعل فيها الواقع مع الخيال
قراءة / بدرية الوهيبي تسجل شعرياً حادثة «السقوط المدوّي لريشة»
بدرية الوهيبي
غلاف الكتاب
تعتمد الشاعرة العمانية بدرية الوهيبي في تجربتها الشعرية على رؤى استشرافية للحياة، وذلك بفضل ما تتمتع به من قدرة على رسم الصور الشعرية بأسلوب بسيط وفي الوقت نفسه متواصل مع ملامح جمالية متحركة في أكثر من اتجاه.
كما أن اللغة الشعرية لدى الوهيبي مفعمة بالخيال... ومتنوعة في صورها وتداعياتها الحسية، وفق منظومة إبداعية، تنتصر للجمال وتتحاور مع الواقع في أنساق شعرية مختلفة.
وفي ديوانها «سقوط مدو لريشة»... طفقت الوهيبي في استشراف ملامح تجربتها من خلال مفردات متوهجة بالحيوية ومتواصلة مع الشأن الإنساني بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وبرؤى تبدو فيها الأشياء نابضة بالحركة، ومتناسقة في ما بينها، ومن ثم فقد انحازت لغة الشاعرة إلى الحياة بحيويتها وتوهجها، والديوان صدر عن وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان.
وحينما نتأمل دلالات العنوان «سقوط مدو لريشة»... سنجد أننا أمام رؤى ذات طابع حسي مفعم بالخيال، فالريشة بخفتها ستحدث عن سقوطها دويا... وبالتالي سينصرف ذهن المتلقي لقصائد الديوان إلى استنتاج حالات خاصة سيرى أن الشاعرة تجهزه من خلال هذا العنوان... لتقول في استهلال الديوان عبر لغة حسية مرتبطة بالحياة:
لبابل صوت من البرق يدمي الشارع
شعر يزيل من الرعد ضوضاءه
فيرسو على مقلة الشمس والخاصرة
يعلق حبل سريرته المتدلي من سقف غيمته في الهباء
ويخرج من بطن حوت يجوب البحار كسائح
هكذا بدت الرؤية ذات أبعاد تاريخية متواصلة مع الحاضر، وذلك في سياق شعرية تتواثب فيه المفردات والخيالات في أشكال فنية متنوعة.
والديوان الذي تشغل قصائده 138 من القطع المتوسط يتضمن عناوين لنصوصه، مكثفة، دلالة على الرغبة في الانفتاح على الواقع والخيال معا :
السقوط أسهل من الوقوف
على قدمين خائفتين
انها فلسفة الشاعرة التي جاءت في كلمات قليلة غير أن معناها أكبر من الواقع نفسه: «أنقع ذاكرتي/ بقطع منقوعة في ماء النسيان»... وفي صورة فلسفية أخرى تقول: « بحجم كآبتي/ سأصمت».
ثم تتوالى الرؤى الفلسفية لتقول:
سرت وحيدة نحو الفراغ
أبدية هذه المرحلة
ومزعجة
وتتواصل الشاعرة مع الأساطير والخيالات، من أجل تتويج أفكارها بالكثير من المعاني المتعلقة بالحياة، وقيمتها ومعناها لتقول في سياق حسي:
لم تغرق في البحر كما أشاع الجن
الغرفة المظلمة كمسرب رطب
تتهيأ الآن لدفن ذاكرتي...
كما أن الروح القصصية حاضرة في بعض نصوص الديوان وهي روح تتقمص الأشياء بحثا عن الخلاص، والتجديد في نسيج الأمل:
في صبيحة اليوم التالي...
وجدوه مصلوبا على جذع نخلته الأثيرة
لم يعد قادرا على بلع الأشياء
إلا أن غنيماته الثلاث كن أقرب للبلحة المتطفلة
كما أنشدت الشاعرة للصمت الذي جعلته كائنا حيا يتحرك بيننا بكل ما يحفل به من جنائزية ، وبالتالي فقد ظهرت الصور المتعلقة بالصمت في أنساق إنسانية متنوعة لتقول:
الصمت مأتم... والنهار حكاية شمطاء
تقلب قائمة عشاقها
المتحولين إلى غبار منسي
ونتف...
ثم تبتكر الشاعرة لنفسها لغة خاصة اتسمت بالخيال الذي يرى الأشياء من خلال منظار مختلف، ومتفاعل مع الأحوال الحسية التي ترغب الشاعرة في إيصالها إلى المتلقي... لتقول:
برزخ من جحيم
شارع رمادي طويل
وحلم
من قال ان الأرض كروية
ونقرأ ومضات الشاعرة: «جسد تلو/ موت يتلوه موت/ والحياة/ برزخ/ الفناء»، وتقول: «لا أجد سوى الموت/ قادر على تولي الأمر»، وتقول: « وحيدة الصمت/ الروح تلاشت/ خرجت/ عن طواعية البقاء».
وجاء ذكر الصمت/ الموت/ الفناء... في الكثير من نصوص الديوان تعبيرا عن عنوان الديوان، الذي اتسم بالخيال، ومن ثم فقد اتضحت الرؤية تلك التي تتوقد حزنا، وتتنقل بين صيغة وأخرى من صيغ الواقع، من أجل إبراز تداعيات حسية عديدة خصت بها الشاعرة الحياة، تلك التي كشفت كل آلامها، وتوعدتها بكشوفات أخرى مقبلة.
من قال لهذا الكون البارد الأطراف أن ينهض
لا شيء ينبئ بالغصة
سوى ورقة التوت الغضة
تلك الوارفة الأجساد
كدمية.
كما أن اللغة الشعرية لدى الوهيبي مفعمة بالخيال... ومتنوعة في صورها وتداعياتها الحسية، وفق منظومة إبداعية، تنتصر للجمال وتتحاور مع الواقع في أنساق شعرية مختلفة.
وفي ديوانها «سقوط مدو لريشة»... طفقت الوهيبي في استشراف ملامح تجربتها من خلال مفردات متوهجة بالحيوية ومتواصلة مع الشأن الإنساني بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وبرؤى تبدو فيها الأشياء نابضة بالحركة، ومتناسقة في ما بينها، ومن ثم فقد انحازت لغة الشاعرة إلى الحياة بحيويتها وتوهجها، والديوان صدر عن وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان.
وحينما نتأمل دلالات العنوان «سقوط مدو لريشة»... سنجد أننا أمام رؤى ذات طابع حسي مفعم بالخيال، فالريشة بخفتها ستحدث عن سقوطها دويا... وبالتالي سينصرف ذهن المتلقي لقصائد الديوان إلى استنتاج حالات خاصة سيرى أن الشاعرة تجهزه من خلال هذا العنوان... لتقول في استهلال الديوان عبر لغة حسية مرتبطة بالحياة:
لبابل صوت من البرق يدمي الشارع
شعر يزيل من الرعد ضوضاءه
فيرسو على مقلة الشمس والخاصرة
يعلق حبل سريرته المتدلي من سقف غيمته في الهباء
ويخرج من بطن حوت يجوب البحار كسائح
هكذا بدت الرؤية ذات أبعاد تاريخية متواصلة مع الحاضر، وذلك في سياق شعرية تتواثب فيه المفردات والخيالات في أشكال فنية متنوعة.
والديوان الذي تشغل قصائده 138 من القطع المتوسط يتضمن عناوين لنصوصه، مكثفة، دلالة على الرغبة في الانفتاح على الواقع والخيال معا :
السقوط أسهل من الوقوف
على قدمين خائفتين
انها فلسفة الشاعرة التي جاءت في كلمات قليلة غير أن معناها أكبر من الواقع نفسه: «أنقع ذاكرتي/ بقطع منقوعة في ماء النسيان»... وفي صورة فلسفية أخرى تقول: « بحجم كآبتي/ سأصمت».
ثم تتوالى الرؤى الفلسفية لتقول:
سرت وحيدة نحو الفراغ
أبدية هذه المرحلة
ومزعجة
وتتواصل الشاعرة مع الأساطير والخيالات، من أجل تتويج أفكارها بالكثير من المعاني المتعلقة بالحياة، وقيمتها ومعناها لتقول في سياق حسي:
لم تغرق في البحر كما أشاع الجن
الغرفة المظلمة كمسرب رطب
تتهيأ الآن لدفن ذاكرتي...
كما أن الروح القصصية حاضرة في بعض نصوص الديوان وهي روح تتقمص الأشياء بحثا عن الخلاص، والتجديد في نسيج الأمل:
في صبيحة اليوم التالي...
وجدوه مصلوبا على جذع نخلته الأثيرة
لم يعد قادرا على بلع الأشياء
إلا أن غنيماته الثلاث كن أقرب للبلحة المتطفلة
كما أنشدت الشاعرة للصمت الذي جعلته كائنا حيا يتحرك بيننا بكل ما يحفل به من جنائزية ، وبالتالي فقد ظهرت الصور المتعلقة بالصمت في أنساق إنسانية متنوعة لتقول:
الصمت مأتم... والنهار حكاية شمطاء
تقلب قائمة عشاقها
المتحولين إلى غبار منسي
ونتف...
ثم تبتكر الشاعرة لنفسها لغة خاصة اتسمت بالخيال الذي يرى الأشياء من خلال منظار مختلف، ومتفاعل مع الأحوال الحسية التي ترغب الشاعرة في إيصالها إلى المتلقي... لتقول:
برزخ من جحيم
شارع رمادي طويل
وحلم
من قال ان الأرض كروية
ونقرأ ومضات الشاعرة: «جسد تلو/ موت يتلوه موت/ والحياة/ برزخ/ الفناء»، وتقول: «لا أجد سوى الموت/ قادر على تولي الأمر»، وتقول: « وحيدة الصمت/ الروح تلاشت/ خرجت/ عن طواعية البقاء».
وجاء ذكر الصمت/ الموت/ الفناء... في الكثير من نصوص الديوان تعبيرا عن عنوان الديوان، الذي اتسم بالخيال، ومن ثم فقد اتضحت الرؤية تلك التي تتوقد حزنا، وتتنقل بين صيغة وأخرى من صيغ الواقع، من أجل إبراز تداعيات حسية عديدة خصت بها الشاعرة الحياة، تلك التي كشفت كل آلامها، وتوعدتها بكشوفات أخرى مقبلة.
من قال لهذا الكون البارد الأطراف أن ينهض
لا شيء ينبئ بالغصة
سوى ورقة التوت الغضة
تلك الوارفة الأجساد
كدمية.