طالب في افتتاح مؤتمر «الشراكة الفعالة من أجل عمل إنساني أفضل» مجلس الأمن بالتحرك لوقف تبعاته المدمرة
وزير الخارجية: حل الأزمة السورية مفتاح القضاء على الإرهاب
صباح الخالد متوسطا الزياني وآموس في افتتاح المؤتمر (تصوير طارق عزالدين)
أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الكويت حذرت مرارا من استمرار الصراع المدمر في سورية، وخطر انتشاره إلى دول الجوار، بل وتهديده الامن والسلم الدوليين، مشيرا إلى ان ما نشهده اليوم يؤكد أن ما حذرت منه الكويت اصبح واقعا يعمل المجتمع الدولي على التصدي له والتخلص من اثاره، عبر تشكيل تحالف يضم العديد من دول العالم لمحاربة ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش».
وقال الخالد في كلمة له بالمؤتمر السنوي الخامس حول الشراكة الفعالة وادارة المعلومات من اجل عمل انساني افضل الذي رعاه أمس، ونظمته الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية العون المباشر بالتعاون مع مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، قال ان الاراضي السورية اصبحت بسبب تلك الكارثة ملاذا للجماعات الارهابية وقاعدة تنطلق منها لتنفيذ مخططاتها الاجرامية «الامر الذي يؤكد ضرورة ان يعمل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الامن، وهو الجهة المنوط بها حفظ الامن والسلم الدوليين الى وضع تلك الحقائق نصب عينيه والترفع عن المصالح الضيقة والتفرغ لانهاء هذا الصراع الذي يخطئ من يعتقد انه بعيد عن مرمى تبعاته المدمرة».
وقال «ان تواجد هذا العدد من المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية التي تشترك جهودها في العمل الانساني يشكل فرصة مناسبة لتدارس وتباحث فرص التعاون المأمول وصولا لاهدافها الانسانية النبيلة» موضحا أن «الاجتماع ينعقد اليوم في ظل استمرار اسوأ كارثة انسانية عرفها تاريخنا المعاصر ازهقت فيها مئات الآلاف من الارواح، وشردت الملايين بين لاجئ ونازح ووضعت جيلا كاملا من الاطفال في دروب الضياع بلا تعليم يحدد مسار مستقبلهم، ولا خدمات طبية ترعى صحتهم، ولا اسرة متفرغة لرعايتهم وتوجيههم ناهيك عن الدمار الهائل الذي ألحقته بكافة مظاهر الحياة لتحيلها الى اشباح و صور من الدمار».
وأضاف الخالد أن «الكويت بادرت انطلاقا من دورها الانساني وشعورا بواجبها تجاه الاشقاء الى تنظيم المؤتمرين الاول والثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، واللذين قدمت فيهما تبرعا بقيمة 800 مليون دولار اميركي، تم سدادها بالكامل عبر وكالات الامم المتحدة المتخصصة، كما بادر الصندوق الكويتي للتنمية بالبدء في مشاريع في عدد من الدول المستضيفة للاجئين بقيمة 50 مليون دولار اميركي، ولا يفوتني هنا الاشادة بالدور الخير الذي تضطلع فيه الدول المستضيفة للاجئين من خلال تحملها الاعباء المضنية والتضحيات الكبيرة نتيجة تزايد اعداد المازحين اليها. وعلى الرغم من العطاء السخي الا ان مواجهة احتياجات اشقائنا السوريين مازالت تواجه تحديات كبيرة للوفاء بها منها ما يتعلق بعدم دفع الدول التي تعهدت خلال المؤتمرين بتعهداتها ومنها ما يتصل بالصعوبات التي تواجهها الوكالات المتخصصة على ارض الواقع رغم صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2139.
واستذكر الخالد المبادرة السامية لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بالتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار اميركي الى منظمة الصحة العالمية، مساهمة في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لاحتواء وباء ايبولا الفتاك، هذا التبرع يعتبر الاول من نوعه تتسلمه المنظمه من دولة عربية ليضيف ابعادا اخرى لافاق العمل الانساني الذي تقوم به دولة الكويت، وأضاف «اجدد في هذا المقام شكر الكويت وتقديرها لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون على مبادرته بإقامة حفل تكريم سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه لتسمية سموه رعاه الله قائدا للعمل الانساني و تسمية الكويت مركزا للعمل الانساني».
بدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق «ان التاريخ الانساني سيسجل بمداد من ذهب واحرف من نور المواقف الانسانية الخالدة لقيادتنا الشامخة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. تلك المواقف الانسانية الرائدة التي بات العالم يتطلع اليها بعد ان ادلهم الخطب وعظم البلاء وكثرت الفتن وحلت المصائب وعمت الصراعات واصبح البشر يتساقطون يوميا بين قتيل ومصاب ومشرد».
ووجه المعتوق في كلمته بالمؤتمر «تحية فخر واعتزاز اوجهها الى حضرة صاحب السمو لترسيخ سموه الهوية الانسانية لدولة الكويت وحرصه على تعميق كل صور التكافل الانساني و التراحم البشري، من خلال مبادراته الانسانية وايلائه كل الرعاية والعناية للقطاع الخيري في البلاد، بما يمثله من قيمة اسلامية انسانية اصيلة في المقام الاول، ثم قطاع رائد ضمن قطاعات التنمية الاجتماعية و الاقتصادية».
ولفت المعتوق إلى «ان انعقاد هذا المحفل الانساني السنوي للعام الرابع على التوالي بدولة الكويت، الذي تنظمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية اوتشا، وجمعية العون المباشر لاستكمال دوراته السابقة التي بدأناه في سلطنه عمان عام 2010 ولندشن مرحلة جديدة من الشراكة البناءة والمثمرة و تبادل الافكار و الخبرات و التجارب الفريدة والتطبيقات الناجحة في مواجهة التحديات الانسانية التي تكاد تعصف بالعالم».
من جانبه عبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن سعادته «للمشاركة للمرة الرابعة في هذا المؤتمر المهم الذي يكمل اليوم دورته الخامسة وهو يمضي من نجاح الى نجاح رافدا جهود العمل الخيري، في اطار الشراكة الفعالة بين الامم المتحدة واقليمنا ومعززا مبدأ التعاون من اجل خير الانسانية جمعاء، وان دول مجلس التعاون وعلى المستويين الرسمي والاهلي بذلت ولا تزال جهود كبيرة من اجل دعم المحتاجين والمتضررين في مختلف دول العالم، ايمانا منها بان واجبنا الديني والانساني ومسؤولياتها الدولية يحتمان عليها مد يد العون للمحتاج و نصرة الملهوف والمنكوب والوقوف معهم بالدعم والرعاية والمساعدة حتى اصبحت دول المجلس بفضل الله في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الانسانية و المساندة لكافة الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال.
وقال الزياني «لابد لي من الاشادة بالجهود المتواصلة التي تبذلها الجمعيات الخيرية الاهلية في دول المجلس لدعم الاعمال الانسانية والخيرية ليس فقط في دول المجلس و النطاق الاقليمي بل في انحاء متفرقة في العالم وما تقدمه من عون و مساعدات للمحتاجين و المتضررين و المنكوبين تلبية للواجب الانساني و الديني و تعبيرا عن مشاركتهم همومهم عند الملمات و الازمات و الكوارث و لعل هذا المؤتمر فرصة مناسبة لتدارس مجالات التعاون و التنسيق المشترك بين تلك الجمعيات و المسؤولين في مكتب الامم المتحدة للمساعدات الانسانية بما من شأنه تعزيز الشراكة الفاعلة و توحيد الجهود و تعظيم الفائدة مستدركا و اود في هذه المناسبة ان اشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الامم المتحدة و هيئاتها المتخصصة و مكاتبها الاقليمية لتقديم العون و المساعدة للشعوب المحتاجة في حالات الطوارئ و الازمات التي تشهدها العديد من مناطق العالم و اخص بالذكر منطقة الشرق الاوسط التي واجهت خلال الاربع سنوات الماضية اضطرابات سياسية و صراعات دموية في عدد من الدول العربية تسببت في مآسي انسانية مؤلمة و لعل ابلغها و اكثرها خطورة ما تعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل و تهجير و تدمير ممنهج لمدنه و قراه و بنيته الاساسية و انتهاكات لحقوقه الانسانية.
وتابع «ان المأساة الانسانية التي يعيشها ملايين اللاجئين و النازحين و المشردين من ابناء سورية في الداخل و الخارج تحتم على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم و حاسم لنصرة الشعب السوري في محنته والوقوف الى جانبه معينا و مساندا واجبار النظام السوري على التنفيذ الفوري لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2165 الخاص بفتح معابر جديدة لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري الشقيق»، مشيرا الى انه «لابد لي ان احيي دولة الكويت وأحيي استضافتها الكريمة لمؤتمرين دوليين لدعم الوضع الانساني في سورية، حيث بلغ حجم التعهدات من الدول المشاركة فيها حوالي 3 مليارات و800 مليون دولار، كما لا يفوتني ان اتوجه بالتحية والتقدير الى حكومات الدول المجاورة لسورية على الجهود الكبيرة التي تقوم بها لرعاية اللاجئين السوريين في اراضيها مقدرا ما يتم توفيره لهم من رعاية و اهتمام».
واضاف ان الظروف السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط و الصراعات الدائرة في العديد من بلدانها كانت وبالا على الشعوب، وادت مع الاسف الشديد الى حالات متزايدة من الفوضى والعنف وسفك الدماء الطاهرة وتدمير المدن والقرى والبنى التحتية وتهجير المدنيين الابرياء ليصبحوا لاجئين مشردين، وقد كبرت المأساة وازدادت المعاناة والآلام عندما استغلت الحركات الارهابية المتطرفة حالة عدم الاستقرار وانعدام الامن لتخوض حربا شرسة ضد مجتمعاتها منتهكة كل القيم و المبادئ و القوانين دون وازع من دين او ضمير او اخلاق ان المجتمع الدولي مطالب بالتعاون الوثيق والجاد من اجل اعادة الامن و الاستقرار الى هذه المنطقة الحيوية ذات التاريخ و الحضارة العريقة.
بدورها توجهت وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس بالشكر الجزيل لامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح والشعب الكويتي لاستضافته هذا المؤتمر وايضا لدعمكم للعمل الانساني حول العالم ولسخائكم المتميز للسوريين وغيرهم من المحتاجين، حيث تقدمت الكويت بمئات الملايين لدعم المحتاجين ليس فقط في الشرق الاوسط انما في تشاد واثيوبيا والصومال والسودان مبينة «ان قيادكم تخطت الهبات بقيادة الامير ساهمت الكويت بتعبئة الموارد من خلال امور اخرى من خلال مؤتمرين واجتماعات كبار المانحيين لدعم سورية».
واضافت ان منطقة الخليج في قلب العمل الانساني العالمي فان الهبات من الخليج لم تنفك وتتزايد و خطة التنسيق قامت بفاعلية كبيرة لتنسيق استجاباتنا على الارض.
صباح الخالد على رأس وفد عربي إلى بغداد... برسالة دعم
| كتبت بشائر العجمي - القاهرة - من محمد عمرو |
فيما أعلن وزير البيئة العراقي الدكتور قتيبة الجبورى من مقر الجامعة العربية بالقاهرة أن وفداً عربياً برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد سيزور العراق خلال الأسبوعين المقبلين، ذكرت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية أن الزيارة تأتي لتقديم الدعم السياسي للعراق الشقيق والتأكيد على الوقوف إلى جانبه في ظل الظروف الصعبة أمنياً وسياسياً التي يواجهها.
ونفت المصادر في تصريح لـ«الراي» تضمن جدول أعمال الزيارة لمباحثات بخصوص التحالف العربي الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مشيرةً إلى أن
التشاور بشأن «داعش» يتم في إطار اجتماعات التحالف بشكل أساسي.
وبحسب المصادر، فان الوفد الذي تترأسه الكويت بصفتها الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، يضم أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير الخارجية المغربي رئيس المجلس الوزاري العربي صلاح مزوار، ووزراء خارجية عربا، ويهدف بشكل رئيسي إلى دعم العراق في مواجهة الظروف الصعبة أمنياً وسياسياً، والتأكيد على حرص الدول العربية على أمن واستقرار العراق وتقديم المساندة لسير العملية السياسية هناك.
كما يناقش الوفد الزائر مع المسؤولين العراقيين سبل تقوية العراق في مواجهة اخطار الإرهاب والتي تأتي من الحدود السورية. وسيكون الملف السوري أيضاً متضمناً مباحثات الوفد مع الجانب العراقي، بحثاً عن تقديم الدعم الممكن للشعب السوري وتخفيف معاناته. ونفت المصادر من جهة أخرى اشتمال المحادثات على قضايا تنسيقية فيما بين الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد «داعش» مبيناً أن التنسيق في هذا الشأن يكون عادةً في اجتماعات المجموعة المتحالفة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكان وزير البيئة العراقي الدكتور قتيبة الجبوري، أعلن أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي سيقوم بزيارة مرتقبة للعراق خلال الأسبوعين المقبلين يرافقه عدد من وزراء الخارجية العرب، وعلى رأسهم الشيخ صباح الخالد باعتبار الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية.
وقال الجبوري، أمس عقب لقائه والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن اللقاء تناول التطورات على الساحة العراقية في ضوء ما تشهده العراق من أعمال إرهابية في الآونة الأخيرة، مشددا على أن بلاده بحاجة للجهود العربية حتى يعبر هذه المحنة الخاصة بالإرهاب وأزمة «داعش».
وأضاف، إن زيارته للجامعة العربية حملت طابعا سياسيا، وإن زيارة الأمين العام للجامعة العربية والوفد المرافق له المرتقبة للعراق سيكون لها تأثير إيجابي على كل الجوانب في العراق، خصوصا ما يتعلق بعلاقات بلاده الخارجية مع محيطها العربي، معربا عن أمله في زيادة الدعم العربي لمواجهة خطر «داعش»، معتبرا أنه أهم من الدعم الدولي.
وقال الخالد في كلمة له بالمؤتمر السنوي الخامس حول الشراكة الفعالة وادارة المعلومات من اجل عمل انساني افضل الذي رعاه أمس، ونظمته الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية العون المباشر بالتعاون مع مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، قال ان الاراضي السورية اصبحت بسبب تلك الكارثة ملاذا للجماعات الارهابية وقاعدة تنطلق منها لتنفيذ مخططاتها الاجرامية «الامر الذي يؤكد ضرورة ان يعمل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الامن، وهو الجهة المنوط بها حفظ الامن والسلم الدوليين الى وضع تلك الحقائق نصب عينيه والترفع عن المصالح الضيقة والتفرغ لانهاء هذا الصراع الذي يخطئ من يعتقد انه بعيد عن مرمى تبعاته المدمرة».
وقال «ان تواجد هذا العدد من المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية التي تشترك جهودها في العمل الانساني يشكل فرصة مناسبة لتدارس وتباحث فرص التعاون المأمول وصولا لاهدافها الانسانية النبيلة» موضحا أن «الاجتماع ينعقد اليوم في ظل استمرار اسوأ كارثة انسانية عرفها تاريخنا المعاصر ازهقت فيها مئات الآلاف من الارواح، وشردت الملايين بين لاجئ ونازح ووضعت جيلا كاملا من الاطفال في دروب الضياع بلا تعليم يحدد مسار مستقبلهم، ولا خدمات طبية ترعى صحتهم، ولا اسرة متفرغة لرعايتهم وتوجيههم ناهيك عن الدمار الهائل الذي ألحقته بكافة مظاهر الحياة لتحيلها الى اشباح و صور من الدمار».
وأضاف الخالد أن «الكويت بادرت انطلاقا من دورها الانساني وشعورا بواجبها تجاه الاشقاء الى تنظيم المؤتمرين الاول والثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، واللذين قدمت فيهما تبرعا بقيمة 800 مليون دولار اميركي، تم سدادها بالكامل عبر وكالات الامم المتحدة المتخصصة، كما بادر الصندوق الكويتي للتنمية بالبدء في مشاريع في عدد من الدول المستضيفة للاجئين بقيمة 50 مليون دولار اميركي، ولا يفوتني هنا الاشادة بالدور الخير الذي تضطلع فيه الدول المستضيفة للاجئين من خلال تحملها الاعباء المضنية والتضحيات الكبيرة نتيجة تزايد اعداد المازحين اليها. وعلى الرغم من العطاء السخي الا ان مواجهة احتياجات اشقائنا السوريين مازالت تواجه تحديات كبيرة للوفاء بها منها ما يتعلق بعدم دفع الدول التي تعهدت خلال المؤتمرين بتعهداتها ومنها ما يتصل بالصعوبات التي تواجهها الوكالات المتخصصة على ارض الواقع رغم صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2139.
واستذكر الخالد المبادرة السامية لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بالتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار اميركي الى منظمة الصحة العالمية، مساهمة في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لاحتواء وباء ايبولا الفتاك، هذا التبرع يعتبر الاول من نوعه تتسلمه المنظمه من دولة عربية ليضيف ابعادا اخرى لافاق العمل الانساني الذي تقوم به دولة الكويت، وأضاف «اجدد في هذا المقام شكر الكويت وتقديرها لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون على مبادرته بإقامة حفل تكريم سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه لتسمية سموه رعاه الله قائدا للعمل الانساني و تسمية الكويت مركزا للعمل الانساني».
بدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق «ان التاريخ الانساني سيسجل بمداد من ذهب واحرف من نور المواقف الانسانية الخالدة لقيادتنا الشامخة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. تلك المواقف الانسانية الرائدة التي بات العالم يتطلع اليها بعد ان ادلهم الخطب وعظم البلاء وكثرت الفتن وحلت المصائب وعمت الصراعات واصبح البشر يتساقطون يوميا بين قتيل ومصاب ومشرد».
ووجه المعتوق في كلمته بالمؤتمر «تحية فخر واعتزاز اوجهها الى حضرة صاحب السمو لترسيخ سموه الهوية الانسانية لدولة الكويت وحرصه على تعميق كل صور التكافل الانساني و التراحم البشري، من خلال مبادراته الانسانية وايلائه كل الرعاية والعناية للقطاع الخيري في البلاد، بما يمثله من قيمة اسلامية انسانية اصيلة في المقام الاول، ثم قطاع رائد ضمن قطاعات التنمية الاجتماعية و الاقتصادية».
ولفت المعتوق إلى «ان انعقاد هذا المحفل الانساني السنوي للعام الرابع على التوالي بدولة الكويت، الذي تنظمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية اوتشا، وجمعية العون المباشر لاستكمال دوراته السابقة التي بدأناه في سلطنه عمان عام 2010 ولندشن مرحلة جديدة من الشراكة البناءة والمثمرة و تبادل الافكار و الخبرات و التجارب الفريدة والتطبيقات الناجحة في مواجهة التحديات الانسانية التي تكاد تعصف بالعالم».
من جانبه عبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن سعادته «للمشاركة للمرة الرابعة في هذا المؤتمر المهم الذي يكمل اليوم دورته الخامسة وهو يمضي من نجاح الى نجاح رافدا جهود العمل الخيري، في اطار الشراكة الفعالة بين الامم المتحدة واقليمنا ومعززا مبدأ التعاون من اجل خير الانسانية جمعاء، وان دول مجلس التعاون وعلى المستويين الرسمي والاهلي بذلت ولا تزال جهود كبيرة من اجل دعم المحتاجين والمتضررين في مختلف دول العالم، ايمانا منها بان واجبنا الديني والانساني ومسؤولياتها الدولية يحتمان عليها مد يد العون للمحتاج و نصرة الملهوف والمنكوب والوقوف معهم بالدعم والرعاية والمساعدة حتى اصبحت دول المجلس بفضل الله في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الانسانية و المساندة لكافة الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال.
وقال الزياني «لابد لي من الاشادة بالجهود المتواصلة التي تبذلها الجمعيات الخيرية الاهلية في دول المجلس لدعم الاعمال الانسانية والخيرية ليس فقط في دول المجلس و النطاق الاقليمي بل في انحاء متفرقة في العالم وما تقدمه من عون و مساعدات للمحتاجين و المتضررين و المنكوبين تلبية للواجب الانساني و الديني و تعبيرا عن مشاركتهم همومهم عند الملمات و الازمات و الكوارث و لعل هذا المؤتمر فرصة مناسبة لتدارس مجالات التعاون و التنسيق المشترك بين تلك الجمعيات و المسؤولين في مكتب الامم المتحدة للمساعدات الانسانية بما من شأنه تعزيز الشراكة الفاعلة و توحيد الجهود و تعظيم الفائدة مستدركا و اود في هذه المناسبة ان اشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الامم المتحدة و هيئاتها المتخصصة و مكاتبها الاقليمية لتقديم العون و المساعدة للشعوب المحتاجة في حالات الطوارئ و الازمات التي تشهدها العديد من مناطق العالم و اخص بالذكر منطقة الشرق الاوسط التي واجهت خلال الاربع سنوات الماضية اضطرابات سياسية و صراعات دموية في عدد من الدول العربية تسببت في مآسي انسانية مؤلمة و لعل ابلغها و اكثرها خطورة ما تعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل و تهجير و تدمير ممنهج لمدنه و قراه و بنيته الاساسية و انتهاكات لحقوقه الانسانية.
وتابع «ان المأساة الانسانية التي يعيشها ملايين اللاجئين و النازحين و المشردين من ابناء سورية في الداخل و الخارج تحتم على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم و حاسم لنصرة الشعب السوري في محنته والوقوف الى جانبه معينا و مساندا واجبار النظام السوري على التنفيذ الفوري لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2165 الخاص بفتح معابر جديدة لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري الشقيق»، مشيرا الى انه «لابد لي ان احيي دولة الكويت وأحيي استضافتها الكريمة لمؤتمرين دوليين لدعم الوضع الانساني في سورية، حيث بلغ حجم التعهدات من الدول المشاركة فيها حوالي 3 مليارات و800 مليون دولار، كما لا يفوتني ان اتوجه بالتحية والتقدير الى حكومات الدول المجاورة لسورية على الجهود الكبيرة التي تقوم بها لرعاية اللاجئين السوريين في اراضيها مقدرا ما يتم توفيره لهم من رعاية و اهتمام».
واضاف ان الظروف السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط و الصراعات الدائرة في العديد من بلدانها كانت وبالا على الشعوب، وادت مع الاسف الشديد الى حالات متزايدة من الفوضى والعنف وسفك الدماء الطاهرة وتدمير المدن والقرى والبنى التحتية وتهجير المدنيين الابرياء ليصبحوا لاجئين مشردين، وقد كبرت المأساة وازدادت المعاناة والآلام عندما استغلت الحركات الارهابية المتطرفة حالة عدم الاستقرار وانعدام الامن لتخوض حربا شرسة ضد مجتمعاتها منتهكة كل القيم و المبادئ و القوانين دون وازع من دين او ضمير او اخلاق ان المجتمع الدولي مطالب بالتعاون الوثيق والجاد من اجل اعادة الامن و الاستقرار الى هذه المنطقة الحيوية ذات التاريخ و الحضارة العريقة.
بدورها توجهت وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس بالشكر الجزيل لامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح والشعب الكويتي لاستضافته هذا المؤتمر وايضا لدعمكم للعمل الانساني حول العالم ولسخائكم المتميز للسوريين وغيرهم من المحتاجين، حيث تقدمت الكويت بمئات الملايين لدعم المحتاجين ليس فقط في الشرق الاوسط انما في تشاد واثيوبيا والصومال والسودان مبينة «ان قيادكم تخطت الهبات بقيادة الامير ساهمت الكويت بتعبئة الموارد من خلال امور اخرى من خلال مؤتمرين واجتماعات كبار المانحيين لدعم سورية».
واضافت ان منطقة الخليج في قلب العمل الانساني العالمي فان الهبات من الخليج لم تنفك وتتزايد و خطة التنسيق قامت بفاعلية كبيرة لتنسيق استجاباتنا على الارض.
صباح الخالد على رأس وفد عربي إلى بغداد... برسالة دعم
| كتبت بشائر العجمي - القاهرة - من محمد عمرو |
فيما أعلن وزير البيئة العراقي الدكتور قتيبة الجبورى من مقر الجامعة العربية بالقاهرة أن وفداً عربياً برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد سيزور العراق خلال الأسبوعين المقبلين، ذكرت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية أن الزيارة تأتي لتقديم الدعم السياسي للعراق الشقيق والتأكيد على الوقوف إلى جانبه في ظل الظروف الصعبة أمنياً وسياسياً التي يواجهها.
ونفت المصادر في تصريح لـ«الراي» تضمن جدول أعمال الزيارة لمباحثات بخصوص التحالف العربي الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مشيرةً إلى أن
التشاور بشأن «داعش» يتم في إطار اجتماعات التحالف بشكل أساسي.
وبحسب المصادر، فان الوفد الذي تترأسه الكويت بصفتها الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، يضم أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير الخارجية المغربي رئيس المجلس الوزاري العربي صلاح مزوار، ووزراء خارجية عربا، ويهدف بشكل رئيسي إلى دعم العراق في مواجهة الظروف الصعبة أمنياً وسياسياً، والتأكيد على حرص الدول العربية على أمن واستقرار العراق وتقديم المساندة لسير العملية السياسية هناك.
كما يناقش الوفد الزائر مع المسؤولين العراقيين سبل تقوية العراق في مواجهة اخطار الإرهاب والتي تأتي من الحدود السورية. وسيكون الملف السوري أيضاً متضمناً مباحثات الوفد مع الجانب العراقي، بحثاً عن تقديم الدعم الممكن للشعب السوري وتخفيف معاناته. ونفت المصادر من جهة أخرى اشتمال المحادثات على قضايا تنسيقية فيما بين الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد «داعش» مبيناً أن التنسيق في هذا الشأن يكون عادةً في اجتماعات المجموعة المتحالفة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكان وزير البيئة العراقي الدكتور قتيبة الجبوري، أعلن أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي سيقوم بزيارة مرتقبة للعراق خلال الأسبوعين المقبلين يرافقه عدد من وزراء الخارجية العرب، وعلى رأسهم الشيخ صباح الخالد باعتبار الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية.
وقال الجبوري، أمس عقب لقائه والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن اللقاء تناول التطورات على الساحة العراقية في ضوء ما تشهده العراق من أعمال إرهابية في الآونة الأخيرة، مشددا على أن بلاده بحاجة للجهود العربية حتى يعبر هذه المحنة الخاصة بالإرهاب وأزمة «داعش».
وأضاف، إن زيارته للجامعة العربية حملت طابعا سياسيا، وإن زيارة الأمين العام للجامعة العربية والوفد المرافق له المرتقبة للعراق سيكون لها تأثير إيجابي على كل الجوانب في العراق، خصوصا ما يتعلق بعلاقات بلاده الخارجية مع محيطها العربي، معربا عن أمله في زيادة الدعم العربي لمواجهة خطر «داعش»، معتبرا أنه أهم من الدعم الدولي.