عندما يزور بعض الدعاة والمشايخ العرب بعض بلاد المسلمين غير العربية أو الجاليات الإسلامية في بلاد الغرب ، يجد منهم تمجيدا وتقديرا واحتراما يفوق الوصف من تقبيل الرؤوس ومحاولة تقبيل الأيادي ، والحرص على تقديم ما في استطاعتهم من خدمات إكراما لهذا الزائر الذي يعتبرونه من أحفاد الصحابة.
ويتحدث أولئك المسلمون عن فضل العرب بعد الله تعالى في إيصال الإسلام إليهم ، ولولاهم لماتوا هم وأجدادهم على الكفر ومن ثم سيكون مصيرهم جهنم.
ولكن هؤلاء المسلمين غير العرب عندما يأتون للعمل أو الزيارة للبلاد العربية يجدون خلاف ما كانوا يتصورون عن أحفاد الصحابة.
ظلماً وتعسفا واحتقارا للجاليات وخصوصاً الآسيوية ، تعاملا لا إنسانيا ، أكلا لحقوق العمال ، استخدام الأذى اللفظي والبدني المتكرر .
ناهيك عما يشاهدونه من تجاوزات أخلاقية في بعض البلاد العربية التي تبيح الخمور وتسمح بالدعارة .
يحضرني في هذا المقام قول أحد مسلمي الغرب والذي حمد الله أنه أعلن إسلامه قبل أن يشاهد بلاد المسلمين .
وأتذكر قول « محمد عبده « عندما زار الغرب أنه وجد الإسلام ولم يجد المسلمين ، بينما في البلاد العربية وجد مسلمين ولم يجد الإسلام ، وقد قصد بكلامه أنه لم يجد أخلاق الإسلام في البلاد العربية .
لماذا نشوّه صورة الإسلام ببعض تصرفاتنا ، والإسلام منها براء ، لماذا عندما نذهب سياحا في بعض البلاد الغربية أو حتى الإسلامية غير العربية ، يقوم بعض العرب بتصرفات فوضوية أو لا أخلاقية ، تجعل الآخرين يكرهون الإسلام بسببهم ، ويعتقدون أن دينا هذه أخلاق أتباعه لا يستحق الاعتناق .
لقد دخل الإسلام بلداناً عدة بأخلاق التجار المسلمين الذين بالفعل كانوا يستحقون أن يلقبوا بأحفاد الصحابة ، بينما ترك الإسلام أو عزف عن دخوله البعض بسبب تصرفات بعض العرب والذين هم بتصرفاتهم يستحقون أن يُطلق عليهم أحفاد أبي جهل ، لا أقصد باتباع عقيدته وإنما بالتشبه بسوء أخلاقه.
Twitter:@abdulaziz2002