قدمتها فرقة «المسرح العربي» ضمن فعاليات «أيام المسرح للشباب»
«شارع 6»... أداء تمثيلي متجانس أضاعه «الإعداد»
مشهد من المسرحية (تصوير جلال معوض)
تستمر المنافسة في الدورة العاشرة من مهرجان «أيام المسرح للشباب» مع خامس العروض المسرحية المنافسة والذي قدمته فرقة «المسرح العربي» مساء أول من أمس من خلال نص «شارع 6» الذي تم إعداده عن المسرحية العالمية «واحد عريان وواحد في بدلة السهرة» للكاتب الإيطالي داريو فو، والذي تمتاز غالبية نصوصه بأنها هزلية ناشراً بها أفكاره بين عامة الشعب الكادح، ومنتقضاً للسلطة التي تقحم الطبقة الكادحة في المآسي، وكاشفاً عن أغوار النفس البشرية والاضطهاد الاجتماعي والسياسي والفكري، وربما هو أسلوب انتهجه الكثير من كبار الكتاب حول العالم منهم التركي عزيز نيسين.
من هنا تأتي الانطلاقة مع سبب اختيار المخرج يوسف الحشاش للنص الإيطالي، ومن ثم إخضاعه لإعداد عامداً تغيير «الثيمة» الأصلية ليتماشى مع طبيعة مجتمعنا من خلال محاولة تطويعه طرح جملة من القضايا التي تمس المجتمع الكويتي، وإن كانت قضايا الظلم والفساد في العالم كله تتشابه نوعاً ما، ولو اختلف الأسلوب.
العرض المسرحي «شارع 6» الذي تم تقديمه فوق خشبة مسرح «الدسمة»، ضم الإيجابيات وبالمقابل السلبيات. فإن تكلمنا على صعيد الرؤية الإخراجية، نرى أنها تماشت مع «ثيمة» النص الهزلي الذي لا يحتمل إلى العمق بقدر ما يحتاج إلى السلامة. أما الأداء التمثيلي، فيمكن القول إنه كان جيداً، متوازناً ومتجانساً بين الممثلين ككل الذين أجادوا تأدية شخصياتهم (فتاة الليل، حارس الأمن، رجلي النظافة، الرجل الثري، الدي جي وبائع الورد)، فقدموا حالات مختلفة من التناقض والفساد الأخلاقي والبحت عن الملذات والرشاوى. فالمظاهر جعلت من الفاسد «إله»- مثلما نطقت إحدى الشخصيات - ومن رجل القمامة إنساناً ثرياً بعدما استغل فرصته. أما القمامة، فجعلت من الثري «زبالاً» بعدما وقع في شر أعماله، وذلك كله في مشهد استبدال الملابس، كأنما الإنسان يخلع ثوبه ليكون شخصاً آخر، وهي نقطة تحسب للحشاش الذي فضّل أن يبدأ عرضه بحلم، ومن ثم ينهيه بانتهاء ذلك الحلم من دون وجود مبرر مقنع.
أما على صعيد النص الذي تم إعداده كما سلف ذكره، فالواضح أنه كان بحاجة إلى إعداد أعمق قليلاً، خصوصاً أنه احتوى على جمل متكررة لا معنى لها سوى ملء المساحة المسرحية، بالإضافة إلى مفردات دينية أو تشبيهات إن صح التعبير جعلت الجمهور يتشتت في تفسير معناها، وإن كان قصد المعد أو المخرج مختلفاً تماماً عما وصل للجمهور. ناهيك عن أن المشاهد لم تكن مترابطة تماماً، وكانت أشبه بـ «سكتشات» متصلة.
وعلى صعيد السينوغرافيا، فكان واضحاً أنها استندت إلى شعار المهرجان «بين إعادة تدوير المستهلكات واقتصاديات الإنتاج»، ما جعلها تبدو متناغمة وفي الوقت نفسه تخدم فكرة ورؤية المخرج الحشاش، الذي استخدم قطع الديكور ذاتها في أكثر من مشهد. والجميل في تلك السينوغرافيا، أنها كانت واضحة الملامح في تطبيق شعار المهرجان من خلال أوراق الصحف وأكياس القمامة والمقعد الذي استخدم أيضاً كسائر، بالإضافة إلى حاوية القمامة التي اختبأ بها الرجل الثري.
وبالنسبة إلى الإضاءة، فتنوعت بحسب طبيعة الحدث، وكذلك الموسيقى والمؤثرات الصوتية التي تصدى لها عبدالله الحشاش، فكانت ملائمة للحدث، بغض النظر عن الصوت المرتفع لها في بعض الأحيان، ما أوجد صعوبة في سماع بعض الحوارات. والملاحظ خلال العرض أن المخرج اعتمد على إقحام اغان غربية لمغنين مشهورين، وكذلك بعض من الأغاني العربية، وكأنه يريد أن يجعل قضيته عالمية وليست عربية أو خليجية فقط.
أما الأزياء التي صممها عبدالله عبدالعزيز العوضي، فكانت بسيطة ومتجانسة مع أبعاد الشخصيات، فأعطت انعاكساً واضحاً لكل شخصية مع دوافعها في الحياة.
«شارع 6» من إعداد وإخراج يوسف الحشاش، تدقيق لغوي الأستاذة نوال العبيدان، ومن بطولة يوسف الحشاش إلى جانب عيسى الحمر، أمير مطر، حسين المهنا، أرزة حنه ومحمد الشطي.
من هنا تأتي الانطلاقة مع سبب اختيار المخرج يوسف الحشاش للنص الإيطالي، ومن ثم إخضاعه لإعداد عامداً تغيير «الثيمة» الأصلية ليتماشى مع طبيعة مجتمعنا من خلال محاولة تطويعه طرح جملة من القضايا التي تمس المجتمع الكويتي، وإن كانت قضايا الظلم والفساد في العالم كله تتشابه نوعاً ما، ولو اختلف الأسلوب.
العرض المسرحي «شارع 6» الذي تم تقديمه فوق خشبة مسرح «الدسمة»، ضم الإيجابيات وبالمقابل السلبيات. فإن تكلمنا على صعيد الرؤية الإخراجية، نرى أنها تماشت مع «ثيمة» النص الهزلي الذي لا يحتمل إلى العمق بقدر ما يحتاج إلى السلامة. أما الأداء التمثيلي، فيمكن القول إنه كان جيداً، متوازناً ومتجانساً بين الممثلين ككل الذين أجادوا تأدية شخصياتهم (فتاة الليل، حارس الأمن، رجلي النظافة، الرجل الثري، الدي جي وبائع الورد)، فقدموا حالات مختلفة من التناقض والفساد الأخلاقي والبحت عن الملذات والرشاوى. فالمظاهر جعلت من الفاسد «إله»- مثلما نطقت إحدى الشخصيات - ومن رجل القمامة إنساناً ثرياً بعدما استغل فرصته. أما القمامة، فجعلت من الثري «زبالاً» بعدما وقع في شر أعماله، وذلك كله في مشهد استبدال الملابس، كأنما الإنسان يخلع ثوبه ليكون شخصاً آخر، وهي نقطة تحسب للحشاش الذي فضّل أن يبدأ عرضه بحلم، ومن ثم ينهيه بانتهاء ذلك الحلم من دون وجود مبرر مقنع.
أما على صعيد النص الذي تم إعداده كما سلف ذكره، فالواضح أنه كان بحاجة إلى إعداد أعمق قليلاً، خصوصاً أنه احتوى على جمل متكررة لا معنى لها سوى ملء المساحة المسرحية، بالإضافة إلى مفردات دينية أو تشبيهات إن صح التعبير جعلت الجمهور يتشتت في تفسير معناها، وإن كان قصد المعد أو المخرج مختلفاً تماماً عما وصل للجمهور. ناهيك عن أن المشاهد لم تكن مترابطة تماماً، وكانت أشبه بـ «سكتشات» متصلة.
وعلى صعيد السينوغرافيا، فكان واضحاً أنها استندت إلى شعار المهرجان «بين إعادة تدوير المستهلكات واقتصاديات الإنتاج»، ما جعلها تبدو متناغمة وفي الوقت نفسه تخدم فكرة ورؤية المخرج الحشاش، الذي استخدم قطع الديكور ذاتها في أكثر من مشهد. والجميل في تلك السينوغرافيا، أنها كانت واضحة الملامح في تطبيق شعار المهرجان من خلال أوراق الصحف وأكياس القمامة والمقعد الذي استخدم أيضاً كسائر، بالإضافة إلى حاوية القمامة التي اختبأ بها الرجل الثري.
وبالنسبة إلى الإضاءة، فتنوعت بحسب طبيعة الحدث، وكذلك الموسيقى والمؤثرات الصوتية التي تصدى لها عبدالله الحشاش، فكانت ملائمة للحدث، بغض النظر عن الصوت المرتفع لها في بعض الأحيان، ما أوجد صعوبة في سماع بعض الحوارات. والملاحظ خلال العرض أن المخرج اعتمد على إقحام اغان غربية لمغنين مشهورين، وكذلك بعض من الأغاني العربية، وكأنه يريد أن يجعل قضيته عالمية وليست عربية أو خليجية فقط.
أما الأزياء التي صممها عبدالله عبدالعزيز العوضي، فكانت بسيطة ومتجانسة مع أبعاد الشخصيات، فأعطت انعاكساً واضحاً لكل شخصية مع دوافعها في الحياة.
«شارع 6» من إعداد وإخراج يوسف الحشاش، تدقيق لغوي الأستاذة نوال العبيدان، ومن بطولة يوسف الحشاش إلى جانب عيسى الحمر، أمير مطر، حسين المهنا، أرزة حنه ومحمد الشطي.