هذه اختصارات لتيارات وتنظيمات متطرفة في بلادنا العربية والإسلامية، وكلها خطرها لا يقل عن الآخر.
أما داعش فهو اختصار لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا يخفى على أي متابع خطورة الفكر الذي يحمله هذا التنظيم وأتباعه، من تكفير للأفراد والهيئات والدول والحكومات.
استباحة الدماء والتهاون فيها هو من أوضح معالم هذا التنظيم، بل إن معظم ضحاياه هم من أهل السنة، وهو تنظيم لم يتورع عن قتل قادة في التنظيمات الإسلامية السنية على أرض الشام والعراق عجز نظام البعث السوري، والتيار الطائفي في العراق عن النيل منهم.
بل إن التفجير الأخير الذي وقع في ريف إدلب في سورية والذي أدى إلى استشهاد العشرات من كبار قادة حركة أحرار الشام، هذا التفجير الذي لم يتضح بالتحديد - إلى ساعة كتابة المقال - من هم المنفذون له، إلا أن فرحة التابعين لتنظيم داعش بهذا التفجير ونتائجه إنما تدل على ما يحمله هذا التنظيم من فكر منحرف ومتطرف تجاه من يختلفون معه، يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي في تغريدة له «فتنة الأفكار أشد من فتنة الأفعال، فلا يهم معرفة فاعل الشر بقدر ما يهم معرفة من يفرح به، فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- المغتبط بقتل المسلم كالقاتل أو أشد».
وأما «حالش» فهو اختصار لقوات «حزب الله» اللبنانية في الشام، والتي تقاتل بجانب جيش النظام التابع للمجرم بشار.
هذه القوات التي بتدخلها في سورية حوّلت الحرب الدائرة هناك من قتال شعب يريد التخلص من نظام استبدادي إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة، وجعلت اصطفافا طائفيا واضحا بين كلا مناصري الفريقين، وهو ما كانت الأمة العربية في غنى عنه.
بل إن مشاركة «حالش» في قتل أهل السنة في سورية دل على جحـــــودهم ونكرانــــهم للـــــجميل الــــــذي قدمه أهل السنّة للنازحين الشيعة من الجنوب اللبناني خلال العدوان الإسرائيلي عليهم عام 2006 عندما قاموا بإكرامهم وإحسان معاملتهم!!
وأما «ماعش» فهو اختصار أيضا لمليشيا إيران في العراق والشام، هذه الميليشيات التي تدخلت لتؤجج الصراع في المنطقة وتزيد من اشتعاله، وتحقق بعضا من أطماع التوسع والنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ولا يخفى على أحد الدعم الإيراني للمتطرفين الطائفيين في البحرين والمملكة واليمن وغيرها.
أما «فاحش» فهو مصطلح أطلقه الإسلاميون والدعاة في السعودية على أصحاب التيار الليبرالي عندهم.
وسبب التسمية هي محاربة الليبراليين في المملكة لأي نجاح إسلامي، ولأي هيئة تحمل الصفة الشرعية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث دائما ما يسعى الليبراليون إلى تضخيم خطأ أفراد الهيئة، ناهيك عن الاستهزاء والسخرية منهم، وكم طالبوا بإلغاء الهيئة.
كما أن كتابات وطرح الليبراليين لا تتوقف في الدعوة إلى تحرر المرأة عما يسمونه قيودا متخلفة عفى عليه الزمن، ويقصدون بذلك الأحكام التي أقرتها الشريعة والمتعلقة بالمرأة المسلمة.
خطورة التيار الليبرالي في الوطن العربي أنه لا يؤمن بالتعددية، وهو مستعد لإفشال أي تجربة ديموقراطية إذا أوصلت أصحاب الفكر الإسلامي، ولا أدل على ذلك من مشاركتهم في الانقلاب الذي وقع في مصر على أول رئيس شرعي منتخب، ومشاركتهم في محاولات إفشال التجربة الديموقراطية في تونس وليبيا، كما أن معارضتهم الواضحة لمجلس الأمة الكويتي 2012 الأول والذي أوصل عددا كبيرا من الإسلاميين والمحافظين، وجعلهم يحرضون على إسقاطه، لهو دليل على أنهم متطرفون في أفكارهم، ويكفرون بالديموقراطية إن هي أوصلت غيرهم إلى الحكم أو السلطة.
رسالتي:
إن لم تحرص الحكومات العربية على إتاحة الفرصة لأصحاب الفكر الإسلامي المعتدل والذي يقبل التعددية والحريص على وحدة الصف والبعيد عن التطرف من المشاركة في الحياة السياسية، وعدم التضييق عليهم في مؤسساتهم المعلنة، فإنها ستكون الخاسر الأكبر لأنه سيظهر لها «دواعش»، ومتطرفون قد تعجز عن مواجهتهم، وساعتها ستعض أصابع الندم ولكن بعد فوات الأوان.
twitter : @abdulaziz2002