لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم خطابه إلى ملك الفرس كسرى حتى يدخل الإسلام ويتبعه غضب أعظم ملوك الأرض وأكثرهم هيبة.. من هذا الأعرابي الذي يدعوني حتى اتبع ملته؟! فغضب ومزق خطاب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وارسل لعامله على اليمن وهو باذان أن آتني بمحمد مكبلاً فأرسل الأخير اثنين من جنوده للرسول أن سلم حتى نرسلك لكسرى وإلا أتيناك بجيش وقضينا عليكم، فقال لهم نبي الرحمة إن الله قد قتل كسرى اليوم، فقالوا له وما أدراك فأجاب أخبرني الوحي فاستغربوا لأن الأخبار لا تصل إلا بعد مرور أسابيع فرجعوا إلى باذان فأخبروه، فقال ننتظر وفعلاً جاءت الرسل تخبر باذان بأن كسرى قد قتل في نفس اليوم الذي أخبر به النبي فقال والله لا يعلم هذا إلا نبي فأسلم باذان ومن معه من الفرس في اليمن..
اليوم يحاول الحوثيون زوراً وبهتاناً أن يصوروا للعالم أنهم ثوار من أجل الحقوق والمكتسبات الدستورية وهم أبعد ما يكون عن ذلك، فعندما ثار الشعب اليمني على الرئيس صالح لم يتواجدوا في الساحات والميادين... لا يختلف اثنان على أنهم يحظون بغطاء إيراني ليكونوا ذراع طهران في اليمن، وأخشى ما أخشاه أن يكون مصيرهم كمصير سيف بن ذي يزن، ولا أخفيكم فإن الفرس أهل غدر على مر التاريخ وعلى الشعب اليمني أن يستوعب ذلك... لكنه الفقر الذي يجعل الناس تتبع من يملك الأموال ليوفر حاجاتهم، وعلى حكوماتنا الخليجية أن تتفهم ذلك جيداً... لقد جعلنا الدين شماعة وباسمه يُقتل الأبرياء وتشرد النساء والأطفال... باختصار ليس المطلوب من دول الشرق الأوسط أن تحب بعضها ولكن الأهم أن تحافظ على السلام وتجنيب المنطقة الفتن والقلاقل، فأي دولة تحاول تطوير نفسها أو أن تكون فاعلة في المجتمع الدولي فهذا حق مشروع لها بشرط ألا تضر جيرانها أو تحاول فرض هيمنتها عليهم.
إضاءة:
عقدة سيف بن ذي يزن يعرفها أهل اليمن، وهي باختصار كان سيف حفيد ملوك، وطلب من كسرى أن يعيد له ملك ابائه وأجداده من الحبشة فأرسل معه جيشا من المحكومين بالإعدام في سجونه ولما انتصر الفرس على الحبشة تسلموا هم ملك اليمن وقتلوا سيف.. وما زال البحث جارياً في اليمن.
Twitter : meshalalfraaj
Meshal-alfraaj@hotmail.com