فاصلة / مبادرات الشباب والعمل التطوعي
| فهد توفيق الهندال |
تلبية لدعوة كريمة من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حضرت فعاليات ورشة عمل بعنوان (بناء المجتمع والمبادرات الشبابية) والتي عقدت بمملكة البحرين خلال الفترة من 27 حتى 28 أغسطس الماضي، ولعل الأجمل وخلال تغطيتي لإذاعة دولة الكويت لهذه الورشة تعرفي على شغف الشباب الكبير وطموحهم اللا متناهي في المشاركة في التنمية المجتمعية، إضافة إلى الأحلام الجميلة التي تبحث عن القرار الذي يجسدها على أرض الواقع، ولعل الهدف الأساسي وراء تأسيس وتنظيم هذه الورش هو المشجع للشباب الخليجي في تعزيز ثقته بأن اليوم والغد هو لهم.
بنظرة سريعة على التوصيات التي صدرت عن الورشة، لفتت نظري نقطتان، الأولى معنية بانشاء مركز موحد يعنى بإصدار التراخيص للمبادرات الشبابية على مستوى دول المجلس، وإيجاد آلية لتسويق المبادرات والبرامج المتميزة في دول المجلس، ويكون معنيا كذلك بشؤون المبادرين من الشباب والداعمين لهم، وتقديم الدعم والرعاية للمبادرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. والثانية، تحث على غرس مفاهيم العمل التطوعي لدى الشباب وتشجيعهم على الأعمال التطوعية التي تسهم في تنمية المجتمع، وإيجاد تشريع قانون للعمل التطوعي. ولعل الثانية– العمل التطوعي– كان لها الصدى الكبير في المناقشات، فكان التركيز على بيئات البيت، التعليم، العمل وجمعيات النفع العام لتكون المنطلق والمحرر لطاقات الشباب في خدمة المجتمع ورعايته وبنائه. لنتعرف على تجارب شبابية ومؤسساتية خليجية تجاوزت تجاربنا المحلية، لما شكلته البيئة هناك من حوافز وتشجيع واحتضان. ولعل زيارة لمعارض المبادرات الشبابية والمشاريع الخاصة بهم، نجد التطور والتقدم الذي تأخرنا عن ركبه رغم ريادتنا. أقول ذلك ونحن مجتمع يزخر بجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني، وقد انكفأ جانب كبير منها على نفسه وتحول إلى مجرد مجالس شركات مقفلة وبيئات طاردة، باتت المزاجية والشخصانية محركها لبعض إداراتها، لدرجة لا تقبل بوجود رأي آخر معاكس لوجهة نظرها في التغريد، والريتويت لكل مادح فقط!
لهذا بات الشباب الكويتي لا يعول كثيرا في مبادراته إلا على جهوده الفردانية وعمله التطوعي التوعوي في تحقيق أحلامه، ومشاريعه الخاصة وإن بدأت صغيرة دعما للمجتمع وتنميته، بعيدا عن بيروقراطية عقيمة و مزاجية فانية سيمحيها الوقت عاجلا أم آجلا.
من جملة الأمثلة التي قدمت في الورشة عن المبادرات الشبابية، ما قدمه الإعلامي العماني المتميز طلال الرواحي عبر برنامجه الذي كان مخصصا في البحث عن المواهب والمشاريع التي أبطالها اخواننا من ذوي الإعاقة، بعدما تجاهلهم المجتمع ومؤسساته وجمعياته للنفع العام. هذا الوعي الذي نفتقده اليوم شئنا أم أبينا الاعتراف به من أهم أسباب تراجعنا ثقافيا، رياضيا، علميا وتوعويا، وهو ما أشارت إليه التوصية الداعية لاستغلال المباني والمؤسسات الحكومية بعد فترة الدوام المدرسي للاستفادة منها في خدمة المجتمع، لأتمنى أن يضاف إليها المباني التابعة لجمعيات النفع العام، خاصة المعنية بالشأن الثقافي والاجتماعي، على اعتبار أنها وجدت لهذه الغاية. وهو ما يجعلنا نطالب وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية وزير الشؤون والاجتماعية والعمل الدكتورة هند الصبيح لكونها المسؤول الأول عن التنمية وتنظيم العمل التطوعي وعبر إداراتها المختصة بالاهتمام بهذه التوصيات ودراستها مع مجموعة من الشباب الكويتي المتطوع والمستقل غير المنضم لأي توجه سياسي أو أيديولوجي لإيجاد الأرضية المناسبة لها مستقبلا لتعود الكويت على رأس المبادرين والمبادرات. ولنبدأ بنواة المجتمعات المتقدمة... مؤسسات المجتمع المدني!
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72
بنظرة سريعة على التوصيات التي صدرت عن الورشة، لفتت نظري نقطتان، الأولى معنية بانشاء مركز موحد يعنى بإصدار التراخيص للمبادرات الشبابية على مستوى دول المجلس، وإيجاد آلية لتسويق المبادرات والبرامج المتميزة في دول المجلس، ويكون معنيا كذلك بشؤون المبادرين من الشباب والداعمين لهم، وتقديم الدعم والرعاية للمبادرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. والثانية، تحث على غرس مفاهيم العمل التطوعي لدى الشباب وتشجيعهم على الأعمال التطوعية التي تسهم في تنمية المجتمع، وإيجاد تشريع قانون للعمل التطوعي. ولعل الثانية– العمل التطوعي– كان لها الصدى الكبير في المناقشات، فكان التركيز على بيئات البيت، التعليم، العمل وجمعيات النفع العام لتكون المنطلق والمحرر لطاقات الشباب في خدمة المجتمع ورعايته وبنائه. لنتعرف على تجارب شبابية ومؤسساتية خليجية تجاوزت تجاربنا المحلية، لما شكلته البيئة هناك من حوافز وتشجيع واحتضان. ولعل زيارة لمعارض المبادرات الشبابية والمشاريع الخاصة بهم، نجد التطور والتقدم الذي تأخرنا عن ركبه رغم ريادتنا. أقول ذلك ونحن مجتمع يزخر بجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني، وقد انكفأ جانب كبير منها على نفسه وتحول إلى مجرد مجالس شركات مقفلة وبيئات طاردة، باتت المزاجية والشخصانية محركها لبعض إداراتها، لدرجة لا تقبل بوجود رأي آخر معاكس لوجهة نظرها في التغريد، والريتويت لكل مادح فقط!
لهذا بات الشباب الكويتي لا يعول كثيرا في مبادراته إلا على جهوده الفردانية وعمله التطوعي التوعوي في تحقيق أحلامه، ومشاريعه الخاصة وإن بدأت صغيرة دعما للمجتمع وتنميته، بعيدا عن بيروقراطية عقيمة و مزاجية فانية سيمحيها الوقت عاجلا أم آجلا.
من جملة الأمثلة التي قدمت في الورشة عن المبادرات الشبابية، ما قدمه الإعلامي العماني المتميز طلال الرواحي عبر برنامجه الذي كان مخصصا في البحث عن المواهب والمشاريع التي أبطالها اخواننا من ذوي الإعاقة، بعدما تجاهلهم المجتمع ومؤسساته وجمعياته للنفع العام. هذا الوعي الذي نفتقده اليوم شئنا أم أبينا الاعتراف به من أهم أسباب تراجعنا ثقافيا، رياضيا، علميا وتوعويا، وهو ما أشارت إليه التوصية الداعية لاستغلال المباني والمؤسسات الحكومية بعد فترة الدوام المدرسي للاستفادة منها في خدمة المجتمع، لأتمنى أن يضاف إليها المباني التابعة لجمعيات النفع العام، خاصة المعنية بالشأن الثقافي والاجتماعي، على اعتبار أنها وجدت لهذه الغاية. وهو ما يجعلنا نطالب وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية وزير الشؤون والاجتماعية والعمل الدكتورة هند الصبيح لكونها المسؤول الأول عن التنمية وتنظيم العمل التطوعي وعبر إداراتها المختصة بالاهتمام بهذه التوصيات ودراستها مع مجموعة من الشباب الكويتي المتطوع والمستقل غير المنضم لأي توجه سياسي أو أيديولوجي لإيجاد الأرضية المناسبة لها مستقبلا لتعود الكويت على رأس المبادرين والمبادرات. ولنبدأ بنواة المجتمعات المتقدمة... مؤسسات المجتمع المدني!
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72