المسرحية قدّمت ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 9»
«امرأة لا تريد أن تموت» ... الصداقة باقية رغم الخيانة
مشهد من «امرأة لا تريد أن تموت» (تصوير كرم ذياب)
المسرحية ركزت على الخيانة بين الأصدقاء
تتواصل فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» بدورته التاسعة فقد قدمت فرقة «مسرح الخليج العربي» عرضاً مسرحياً بعنوان «امرأة لا تريد أن تموت» من تأليف سليمان الحزامي وإشراف عام للفنان عبدالعزيز صفر، ومن بطولة إبراهيم الشيخلي، عزيز بهبهاني، عبدالله البصيري، ناصر الدوب، وأرزة حنّا، وذلك على خشبة مسرح «الشامية».
المسرحية التي سبق لها أن قدّمت ضمن فعاليات «المهرجان المسرحي المحلي 14»، تدور في اطار مسرح «اللامعقول والعبث» مزج بها الكاتب ثلاثة مكونات أولها ضياع الإنسان المعاصر فهو منقطع عن الآخر مع أن المكان يجمعه به. وتتمحور الفكرة العامة حول الحقيقة البشرية أنها موجودة في ما بيننا، ويتضح من الأحداث وجود ثلاثة رجال بأعمار متفاوتة يحاولون قتل امرأة جميلة اسمها «وفا» - جسدت دورها أرزة حنّا- لأسباب متعددة تخصّ كل واحد منهم، فأسعد يرى فيها أمه، وهاشم حبيبته التي هجرته، وجميل يجد فيها الزميلة.
ومن خلال مشهد الرجوع بالذاكرة الذي عاشه كل واحد منهم، يتضح جليّاً أنّ دافع أسعد - جسّد دوره ناصر الدوب - وراء فعلته أنّه كان مع أمه في الباخرة وعندما تعرضت للخطر وانزلقت قدمها نادته ومدت يدها، إلا أنه تخاذل وأصابه الهلع وخرست كلماته فغرقت الأم، وظلت هذه العقدة تؤرقه وهو اليوم يريد إزاحة هذه المرأة التي تكشف هزيمته، ويخاف أن يعرف الآخرون ذلك، وهو مع عرض هذه المشاهد يتردد بين أن تكون غريبة أو أنها فعلا أمه متنكرة، أمّا هاشم - جسّد دوره عبدالعزيز بهبهاني - فحاول قتلها بسبب إخفاق مشروع الحب، إذ سارعت الحبيبة إلى صاحب الأموال والقصور مع أنه كان يكبرها بعقود عديدة، ودمرت ثقة الشباب ليس في العشق وإنما في النفوس، لذلك يجد الفرصة مواتية للانتقام عندما تماهت صورة «وفا» مع ملامح تلك الخائنة وهو لا ينتبه إلى المفارقة بين الاسمين.
ومن خلال كل تلك الاحداث نرى كيف أنّ وفا تلك الشخصية الرمزية تعيش في صراعين أولهما نفسي داخلي، لأنّ القاتلين هم أصدقاؤها، والآخر صراع خارجي لدى محاولة النجاة من الموت.
وكتنت الصدمة الكبرى بالنسبة لهؤلاء الرجال الثلاثة عندما تقابلهم تلك المرأة الجميلة بكل الحب والودّ بعد كل محاولة قتل فاشلة يقدمون عليها، فهي تصفهم بالأصدقاء دوماً. لينتهي المطاف بعودتها وهي تحمل معها طفلاً رضيعاً في دلالة على المستقبل الجديد، بعد أخر محاولة قتل قام بها جميل الذي - جسد دوره ابراهيم الشيخلي- الذي حاول قتلها كونه كان على أعتاب مجد ينتظره في الشركة الكبيرة، ومشاريع طموحة وعندما فتح له رؤساؤه آفاق العمل برزت هذه المرأة التي اجتاحت كل من أمامها في أسابيع قليلة، فهي جميلة وذكية ولها روابط اجتماعية وعلاقات أسرتها وسلطات البلد، وعندما سحبت البساط من تحت أقدامه تركت في روحه ندوباً غائرة، فظلّ يخشى مباغتتها له في أماكن كثيرة عمل فيها، وعندما نظر في عيني وفا والثقة تندفع منها وتجابه الآخرين عادت إليه تلك الهدامة.
المخرج الدّوب الذي ما زال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، استعان بالمسرح الرمزي في تقديم رؤيته واسقاط الضوء بشكل واضح على حال الشعوب العربية والثورات التي مرّت بها في الماضي وما يحدث حالياً، وأيضاً على استغلال البعض لتلك الثورات بصورة سيئة شوّهها، وكان عن طريق الشخصيات الأربع داخل اللعبة المسرحية.
كان من الملاحظ في العرض المسرحي أنّ السينوغرافيا التي استخدمها الدّوب كانت عاملاً مهماً في ايصال فكره ورؤيته للملتقى، فقد لعب وركّز كثيرا على فكرة الالون، واعتمد على اللونين الأبيض والأسود في إشارة منه إلى الخير والشّر، وكذلك الحياة والموت، كذلك كان ملاحظاً وجود اللون الرمادي في الزي الذي كانت ترتديه شخصية هاشم، والمقصد منه دلالة على الحيادية او عدم الوضوح في الرغبة. وليكمل فكرته وظّف الدوب الاضاءة بشكل صحيح مركّزاً على الحدث الرئيسي في كل مشهد.
وعلى صعيد أداء الممثلين، فقد كان متوازناً متناغماً بالنسبة للممثلين الأربعة فالشيخلي لم يبتعد عن «افيهاته» الكوميدية في مواقعها الصحيحة، وكذلك الدوّب، كما أن بهبهاني قد غاص في شخصيته فأتقنها جيّداً، وكذلك الحال مع حنّا التي اجتهدت كثيراً في تقديم حسّها وملامسة الأبعاد الثلاثة لشخصيتها المحورية.
المسرحية التي سبق لها أن قدّمت ضمن فعاليات «المهرجان المسرحي المحلي 14»، تدور في اطار مسرح «اللامعقول والعبث» مزج بها الكاتب ثلاثة مكونات أولها ضياع الإنسان المعاصر فهو منقطع عن الآخر مع أن المكان يجمعه به. وتتمحور الفكرة العامة حول الحقيقة البشرية أنها موجودة في ما بيننا، ويتضح من الأحداث وجود ثلاثة رجال بأعمار متفاوتة يحاولون قتل امرأة جميلة اسمها «وفا» - جسدت دورها أرزة حنّا- لأسباب متعددة تخصّ كل واحد منهم، فأسعد يرى فيها أمه، وهاشم حبيبته التي هجرته، وجميل يجد فيها الزميلة.
ومن خلال مشهد الرجوع بالذاكرة الذي عاشه كل واحد منهم، يتضح جليّاً أنّ دافع أسعد - جسّد دوره ناصر الدوب - وراء فعلته أنّه كان مع أمه في الباخرة وعندما تعرضت للخطر وانزلقت قدمها نادته ومدت يدها، إلا أنه تخاذل وأصابه الهلع وخرست كلماته فغرقت الأم، وظلت هذه العقدة تؤرقه وهو اليوم يريد إزاحة هذه المرأة التي تكشف هزيمته، ويخاف أن يعرف الآخرون ذلك، وهو مع عرض هذه المشاهد يتردد بين أن تكون غريبة أو أنها فعلا أمه متنكرة، أمّا هاشم - جسّد دوره عبدالعزيز بهبهاني - فحاول قتلها بسبب إخفاق مشروع الحب، إذ سارعت الحبيبة إلى صاحب الأموال والقصور مع أنه كان يكبرها بعقود عديدة، ودمرت ثقة الشباب ليس في العشق وإنما في النفوس، لذلك يجد الفرصة مواتية للانتقام عندما تماهت صورة «وفا» مع ملامح تلك الخائنة وهو لا ينتبه إلى المفارقة بين الاسمين.
ومن خلال كل تلك الاحداث نرى كيف أنّ وفا تلك الشخصية الرمزية تعيش في صراعين أولهما نفسي داخلي، لأنّ القاتلين هم أصدقاؤها، والآخر صراع خارجي لدى محاولة النجاة من الموت.
وكتنت الصدمة الكبرى بالنسبة لهؤلاء الرجال الثلاثة عندما تقابلهم تلك المرأة الجميلة بكل الحب والودّ بعد كل محاولة قتل فاشلة يقدمون عليها، فهي تصفهم بالأصدقاء دوماً. لينتهي المطاف بعودتها وهي تحمل معها طفلاً رضيعاً في دلالة على المستقبل الجديد، بعد أخر محاولة قتل قام بها جميل الذي - جسد دوره ابراهيم الشيخلي- الذي حاول قتلها كونه كان على أعتاب مجد ينتظره في الشركة الكبيرة، ومشاريع طموحة وعندما فتح له رؤساؤه آفاق العمل برزت هذه المرأة التي اجتاحت كل من أمامها في أسابيع قليلة، فهي جميلة وذكية ولها روابط اجتماعية وعلاقات أسرتها وسلطات البلد، وعندما سحبت البساط من تحت أقدامه تركت في روحه ندوباً غائرة، فظلّ يخشى مباغتتها له في أماكن كثيرة عمل فيها، وعندما نظر في عيني وفا والثقة تندفع منها وتجابه الآخرين عادت إليه تلك الهدامة.
المخرج الدّوب الذي ما زال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، استعان بالمسرح الرمزي في تقديم رؤيته واسقاط الضوء بشكل واضح على حال الشعوب العربية والثورات التي مرّت بها في الماضي وما يحدث حالياً، وأيضاً على استغلال البعض لتلك الثورات بصورة سيئة شوّهها، وكان عن طريق الشخصيات الأربع داخل اللعبة المسرحية.
كان من الملاحظ في العرض المسرحي أنّ السينوغرافيا التي استخدمها الدّوب كانت عاملاً مهماً في ايصال فكره ورؤيته للملتقى، فقد لعب وركّز كثيرا على فكرة الالون، واعتمد على اللونين الأبيض والأسود في إشارة منه إلى الخير والشّر، وكذلك الحياة والموت، كذلك كان ملاحظاً وجود اللون الرمادي في الزي الذي كانت ترتديه شخصية هاشم، والمقصد منه دلالة على الحيادية او عدم الوضوح في الرغبة. وليكمل فكرته وظّف الدوب الاضاءة بشكل صحيح مركّزاً على الحدث الرئيسي في كل مشهد.
وعلى صعيد أداء الممثلين، فقد كان متوازناً متناغماً بالنسبة للممثلين الأربعة فالشيخلي لم يبتعد عن «افيهاته» الكوميدية في مواقعها الصحيحة، وكذلك الدوّب، كما أن بهبهاني قد غاص في شخصيته فأتقنها جيّداً، وكذلك الحال مع حنّا التي اجتهدت كثيراً في تقديم حسّها وملامسة الأبعاد الثلاثة لشخصيتها المحورية.