سياسة حياة

دين حسب المقاس...!

تصغير
تكبير
الدين هذه السلسلة من الاعتقادات والأفكار التي يؤمن بها الإنسان فيغذي بها عقله وروحه وقلبه وترشده إلى طريق الخير والمنفعة، فاليوم اختلفت الأمور وتبدلت المقاييس فبدلا من أن يكون الدين منبرا للسلام والأمان أصبح شماعة وذريعة للدمار، وممرا للأجندات السياسية والصراعات الطاحنة.

فقبل سنين انطلقت حروب القضاء على الإرهاب ووأد الجماعات المتطرفة، وبالفعل تم إخماد بعضها والقضاء على أخرى، لكن سرعان ما عادت هذه الجماعات حاملة في جعبتها نفس الأفكار والتطرف لكن بنكهة جديدة.


إن قادة هذه التنظيمات التكفيرية تسعى إلى استقطاب الشباب العربي، فيستغلون اندفاعهم وجهلهم بالدين لتمرير مشاريعهم السوداء، وتحريض بشكل مباشر أو غير مباشر بعض شيوخ الدين لإصدار فتاوى بجواز القتال بحجة أن هذه الجماعات تقاتل باسم الدين والدولة الإسلامية، المشكلة التي نعاني منها اليوم هي أن هؤلاء الشيوخ الذين يحرضون الناس على القتال لا يقاتلون ويحجبون أبناءهم عنه!! وبالإضافة أنهم تجاهلوا أن الجهاد له شروط وقواعد أولها وأهمها هي موافقة ولي الأمر أي أن رئيس الدولة مثلا هو الذي يدعو الناس للجهاد وذلك بعد الدراسة والمشورة.

إن وصية أبي بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية) خير برهان أن الجهاد لم يسن للدمار والترويع بل جاء لنشر الخير «يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له».

ختاما؛ ما علي سوى أن أعطي رسالة للشباب المندفع الذي يرى بموته نصرة للإسلام، تذكر أن الدين محتاجك حيا لا ميتا، يريدك معمرا لا مدمرا، يريدك مبشرا لا منفرا... قال الله تعالى «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي