حوار / أكدت لـ «الراي» أنها تطمح لتكون «الحية اللي تعفس البيوت»

الدكتورة غدير السبتي عن أول تجربة درامية لها: رجاء أرضت طموحي في «ثريا»

تصغير
تكبير
• للأسف
هناك البعض
من الفنانين الكبار نراهم يقدمون أعمالاً لا تضيف إليهم شيئاً...
مع ذلك
يبقون أساس الدراما الكويتية

• «أم طلال»
قالت لي
«اخذيها مني شخصية رجاء
ما راح إييلها
أي انتقاد بأيّ مكان» ... فصدقت

• «ما حفّيت
ويهي ...
حتى يطلع الشعر»

• درست في إسبانيا لخمس سنوات... ورفْض أهلي
كان وراء تأخري
في التمثيل الدرامي

• قبلت بأجري
في «ثريا»
بما يكفي
لشراء أزيائي... وعندما
أثبت نفسي
سأحدد أجري

• محمد دحام
لا يراهن
على أيّ أحد...
إذ لديه
نظرة ثاقبة
في كل ممثل يلتقي به
في أولى تجاربها التمثيلية بالدراما التلفزيونية من خلال مسلسل «ثريا» الذي عرض خلال موسم رمضان الماضي على تلفزيون «الراي»، استطاعت الدكتورة غدير السبتي لفت الأنظار نحوها لما قدمته من أداء مبهر ومقنع بعيداً عن التصنّع والتكلّف في دور فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تعاني تحديداً من الإعاقة العقلية، وبالرغم من ذلك تجدها تتأثر بما يجري من مشاكل في محيطها الأسري. وعلى إثر ذلك تنبّأ لها الكثيرون مستقبلاً زاهراً في حال استمرارها على الوتيرة نفسها.

السبتي قالت في حوار مع «الراي» إن تأخرها في خوض مجال التمثيل يعود إلى أكثر من سبب، أبرزها اعتراض أهلها لوقت طويل على تلك الخطوة، لافتة إلى أنها ترددت في الإقدام على تلك الخطوة عند الاتصال بها للمشاركة في «ثريا». كما كشفت أن الفنانة القديرة سعاد عبدالله قالت للمخرج محمد دحام الشمري «انت صح، هذه اللي أنا كنت راسمتها»، مشيرة إلى أنها وافقت على طلب «أم طلال» على عدم «حفّ» وجهها حتى يظهر الشعر، ما جعل الأخيرة تستغرب ذلك.


وتحدثت السبتي خلال اللقاء عن النصائح التي قدمها لها المخرج محمد دحام الشمري. كذلك، تم التطرق إلى ما اكتسبته من أفكار ومعتقدات خلال إقامتها في إسبانيا للدراسة، وكيف طوّعت لخدمة طلبتها في المعهد العالي للفنون المسرحية.

كما أعطت أيضاً رأيها بالدراما الكويتية على صعيد التمثيل والنصوص، وكشفت عن طموحها الذي لخّصته بأمنيتين، أولاهما الوصول إلى الدراما المصرية التي تراها في القمة، ومن ثمّ العالمية، إضافة إلى أمور أخرى عديدة منها رفضها «كل من هبّ ودب» مجال التمثيل، وتفضيلها ابتعاد الفنانين الكبار عن التمثيل في حالة عدم إمكانيتهم العطاء أكثر حفاظاً على تاريخهم الفني.

? كيف كانت بدايتك في التمثيل من خلال مسلسل «ثريا»؟

- في مسلسل «ساهر الليل- وطن النهار» تلقيت دعوة من طلبتي الذين شاركوا في دور الأسرى الكويتيين لمشاهدتهم وإعطائهم الملاحظات لدى تصويرهم مشاهدهم. فحضرت إلى «اللوكيشن» وهناك التقيت بالمخرج محمد دحّام الشمري الذي رحّب بي كثيراً، فدارت بيننا أحاديث عديدة حول الفن والتمثيل. إلى أن وردني اتصال في العام الحالي من مدير الإنتاج مودي يخبرني بأنّ المخرج الشمري قد رشّح اسمي لأكون من ضمن مسلسل «ثريا» بطولة الفنانة سعاد عبدالله.

? وهل تمت الموافقة سريعاً؟

- كلا، لم أعطِ موافقتي بسرعة، بل قلت له «ماقدر، صعبة الحين» لأنني كنت خائفة من التجربة، لذلك طلبت منه القليل من الوقت لأفكر في الأمر. ثم كرر مودي اتصاله بي بعد مرور أسبوع، فطلبت مجدداً فرصة لأستشير أهلي حيال الأمر، وتحديداً والدتي، لأنها لم تكن موافقة على دخولي مجال التمثيل. وعندما حصلت على رضاها، اتصلت فوراً بهم وأبلغتهم بموافقتي.

? هل أعجبك الدور الذي أسند إليك منذ البداية؟

- عندما قرأت النصّ للمرة الأولى أعجبني كثيراً. كذلك أعجبتني شخصية «رجاء» التي جسدتها، لأنها أرضت طموحي. وعندما باشرت التصوير، عرفت أنّ المخرج الشمري كان قد راهن على نجاحي في تأدية الشخصية، وأن الفنانة سعاد عبدالله قالت «كنت متخوّفة منو اللي بتاخذ شخصية رجاء». لهذا زاد ذلك من حماستي، خصوصاً أنني على يقين بأنّ المخرج الشمري لا يراهن على أيّ أحد، وأنّ لديه نظرة ثاقبة ورهيبة في كل ممثل يلتقي به ويعرف مكانه الصحيح.

? هل سعدت «أم طلال» عندما شاهدت أداءك؟

- وجّهت كلامها للمخرج الشمري بالقول «انت صح، هذه اللي أنا كنت راسمتها»، بعدها سألتني إن كنت أوافق على ألاّ «أحفّ» وجهي حتى يظهر الشعر، فأجبتها بالموافقة. فاستغربت إجابتي، حينها أوضحت لها أنني ممثلة وقد دخلت المجال الفني لأنافس على التمثيل باستمتاع، وليس لأكون عارضة أزياء أو لأن أكون ملكة جمال.

? كيف وجدت التمثيل إلى جانب سعاد عبدالله؟

- ممتع للغاية، ولا يسعني سوى توجيه جزيل الشكر لها لأنها «ما قصّرت معاي أبداً»، ولن أنسى وقفتها إلى جانبي طوال المسلسل خطوة بخطوة وكلمتها لي عندما قالت «اخذيها مني، شخصية رجاء ما راح إييلها أي انتقاد بأيّ مكان»، وهو الأمر الذي صدقت به، إذ لم أتلق انتقاداً مطلقاً سوى من صحافي واحد فقط لم يعجبه دوري. كذلك لن أنسى فضل المخرج محمد دحّام على الفرصة التي منحني إياها وتشجيعه لي.

? هل وجدت صعوبة في تقمّصك لشخصية رجاء؟

- لم أجد أيّ صعوبة من تقمّص الشخصية، بل تحديت به نفسي. ولا تنس أنني أستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وسبق لي أن تعلّمت كيفية تجسيد مثل هذه الأدوار المركّبة.

? ما الشخصية التي تطمحين إلى تقديمها في المستقبل؟

- أرغب في تقديم دور المرأة الشريرة بمعنى الكلمة، أو شخصية «الحية اللي تعفس البيوت». والسبب أنني أبحث عن شخصية بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقية.

? ما الموقف الذي من المستحيل أن تنسيه في «ثريا»؟

- فور تصويري لأول مشاهدي، قام جميع من كانوا في «اللوكيشين» وصفّقوا لي ومنهم مدير مكتب شركة «صبّاح بيكتشرز» للمنتج عامر الصباح، وهو الأمر الذي منحني طاقة كبيرة، وأيقنت أن بدايتي كانت موفقة.

? بالرغم من أنك أستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية منذ العام 2011، إلا أنّ دخولك للدراما التلفزيونية كممثلة جاء متأخراً... ما السبب؟

- هناك سببان، أولهما الدراسة التي أخذت وقتاً طويلاً من حياتي. فمنذ العام 2006 وحتى 2011 كنت أعيش في إسبانيا برفقة أولادي لاستكمال دراستي حتى حصلت على درجة الدكتوراه في التمثيل والإخراج. أما السبب الثاني، فكان رفض أهلي لدخولي مجال التمثيل التلفزيوني.

? ما سبب رفض الأهل بالرغم من موافقتهم على دراستك التمثيل والإخراج؟

- رفضهم كان من منطلق عدم حاجتي للشهرة ودخول التمثيل التلفزيوني، واكتفائي بالتدريس من خلال شهادتي في الدكتوراه، وكانت موافقتهم منحازة إلى المسرح الأكاديمي فقط، لأنّ روّاده من النخبة فقط. لكن بعدما جلست معهم وأقنعتهم برغبتي وافقوا، لأنهم «عارفيني وعارفين تربيتهم، ويدرون وين ما أنحط هذي أنا».

? ما الذي اكتسبتِه من أفكار ومعتقدات خلال إقامتك في إسبانيا؟

- تعلمت النظام واحترام القانون، وهو الأمر الذي لم أجده لدى عودتي لبلدي الكويت. وعلى سبيل المثال، لا تجد في إسبانيا من يقلل من احترام الخطوط الأرضية. كذلك تعلمت البساطة إلى أبعد الحدود، إذ إنني في السابق لم أكن أخرج من البيت إلاّ «فُل ميكب وكشخة ملابس»، لكن إقامتي في إسبانيا غيّرت هذا الأمر فلم أعد «أحب شي اسمه ميكب أو اللبس الأوفر»، فأصبحت بسيطة في تعاملي اليومي مع نفسي من دون تكلّف.

? حدثينا عن تجربتك بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية؟

- أنا دكتورة في قسم التمثيل والإخراج المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية منذ العام 2011، إذ قمت بتدريس الحركة المسرحية لطلبة «التمثيل والإخراج» لمن هم في سنواتهم الأولى والثانية والثالثة، ومنحتهم كلّ ما في جعبتي وما تعلّمته على أيدي أساتذتي القدامى خلال دراستي للبكالوريوس وكذلك الماجستير والدكتوراه.

? ما الذي يميّزك عن غيرك من زملائك الأساتذة لدى طلبتك؟

- كنت وما زلت حريصة دوماً على تعليم طلبتي الثقافة والبساطة التي تعلمتها أنا في إسبانيا، لدرجة أنّ غالبيتهم لا ينادونني أستاذة، بل بعضهم بـ «أم وهاب» أو «يما» التي أحبّ أن أسمعها منهم دوماً، «وما تقدر تتخيل شكثر أستمتع لما ينادوني يمّا... أطير من الفرحة».

? هل وجدت في المعهد العالي للفنون المسرحية التصوّر نفسه الذي حلمت به؟

- للأسف كلا، لأنني توقعت أن يكون أفضل مما هو عليه. إذ إلى الآن أشعر بأن المعهد مدرسة. لذلك، فهو «يبيله تعديل». وعلى سبيل المثال، تخيّل أن البعض من الأساتذة ما زالوا يعاملون الطلبة على أنهم في المرحلة المتوسطة، متناسين أنهم أمام طلبة جامعيين.

? هل شعرت بوجود من ينبذ وجودك كممثلة في الوسط الفني؟

- حتى اللحظة لم أشعر بذلك، وقد يحصل في المستقبل أو لا يحصل. لكن ستبقى شخصيتي ثابتة لن تتغير مع الجميع، فأنا أحب كلّ الناس و«ما أعادي أحد» حتى الذي يسيء إليّ، لأنني تربيت جيداً في بيت أهلي.

? ما تقييمك لمستوى الدراما الكويتية على صعيد التمثيل؟

- من وجهة نظري أرى أنّ التمثيل في الدراما الكويتية متطوّر، إذ أصبحنا نرى على سبيل المثال الممثلات قد أصبحن أكثر وعياً لمفهوم التمثيل، مبتعدات عن عرض الأزياء في الماكياج والملابس. وقد لاحظت ذلك شخصياً في الموسم الماضي.

? ما سبب هذا التغيير المفاجئ؟

- السبب يمكن وراء دخول ممثلات يرغبن في التمثيل وليس الاستعراض، أذكر منهن فاطمة الصفي، ريم بورحمة، بثينة الرئيسي، ليلى عبدالله، نور، هيا عبدالسلام وحتى أمل العوضي التي كانت في بداياتها تهتم كثيراً بأزيائها والماكياج، رأيتها في «ثريا» رهيبة في ما تقدّمه، إذ كانت تستيقظ من النوم من دون ماكياج.

? وماذا عن تقييمك للدراما على صعيد النصوص؟

- النصوص في الدراما الكويتية ما زالت «ركيكة»، والنص الذي أعجبني وشدّني من الموسم الدرامي الماضي هو «بسمة منال».

? هل تؤيدين ضرورة امتلاك الشهادة ليصبح المرء ممثلاً... وهل تؤيدين دخول «كل من هبّ ودب» ليصبح ممثلاً؟

- ليس كل من امتلك الشهادة الأكاديمية لديه القدرة على أن يصبح ممثلاً. وعلى سبيل المثال، أذكر شجون الهاجري وليلى عبدالله اللتين أراهما مبدعتين بالتمثيل. كذلك، أنا ضد «كل من هبّ ودب» أن يصبح ممثلاً.

? في الدول الغربية نرى أنّ «الكومبارس» تعتبر مهنة احترافية... فما رأيك؟

- هذا أمر صحّي وجميل، إذ إنهم يتلقّون الدروس ليصبحوا «كومبارس»، لكن المشكلة التي نعاني منها أنهم في الدول الغربية يمنحون هؤلاء «الكومبارس» مبالغ مادية كبيرة لقاء مشاركتهم في الأعمال. أماعندنا، فلا يوجد مردود مادي كبير ليشجع الأفراد على الاحتراف كي يصبحوا «كومبارس».

? هل يهمّك الأجر المادي سواء في الحاضر أم المستقبل؟

- بما أنني ما زلت في بداياتي، فهو لا يهمني. كما أنه لا يوجد منتج سيجازف في منح ممثلة جديدة مبلغاً وقدره قبل أن يعرف إمكاناتها، لكن عندما أصنع لي اسماً يثق به كل من في الوسط الفني سيكون لي أجر أحدده. وأنا متأكدة بعد ذلك من أنّ كل منتج أو مخرج سيمنح غدير أجرها الذي تستحقه. وللعلم أنني وافقت على المشاركة في مسلسل «ثريا» مقابل الحصول على ما يكفي من المال لشراء أزيائي فقط، وبهذا أكون «شريت دور، شريت عملاقة هي أم طلال، وشريت أستاذ وهو بو عبدالعزيز».

? حدثينا عن تجربتك في مسرحية الأطفال «بياع الجرايد» التي عرضت في عيد الفطر الماضي؟

- منذ زمن كانت لديّ الرغبة في تقديم عمل للطفل، وعندما عرضت عليّ المشاركة في «بيّاع الجرايد» وافقت بسرعة من دون تردد، خصوصاً أن الدور الذي قدمته أعجبني وهو زوجة الأب الشريرة. وعندما قرأت النصّ للمرة الأولى صنعت لنفسي «كاركتر» في أول يوم من البروفات.

? ما نظرتك للمسرح التجاري، خصوصاً أنك أكاديمية؟

- المسرح التجاري «وايد اينن» في حال كتب نصّه بصورة صحيحة وتمّ إخراجه بالشكل المناسب. وأراه الملعب الرئيسي لإبراز الفنان الحقيقي على عكس المسرح الأكاديمي الذي يضعك في نطاق محدود. وعلى سبيل المثال، عندما تؤدي شخصية «أوديب» أو «عطيل» أو «هاملت»، فلن تحتاج إلى ذلك الارتجال، لأنك ستؤدي شخصية معروفة تماماً، وجلّ ما تحتاجه هو إحساسك بها. أمّا في المسرح التجاري، فيمكن للممثل أن يتلوّن كما يشاء.

? ما طموحك؟

- أطمح للوصول إلى الدراما المصرية ومن ثمّ العالمية. لأنه من وجهة نظري أن الدراما المصرية هي الأقوى في التمثيل والإخراج والديكور والإضاءة والنصوص وحتى الإنتاج على نطاق الشرق الأوسط.

? ألا يوجد في الكويت ذلك الإنتاج القوي؟

- مع احترامي للجميع وجهلي بقيمة الميزانيات التي ترصد للأعمال، إلا أننا لا نمتلك في الكويت إنتاجاً قوياً، ولم أشاهد مسلسلاً «كسّر الدنيا»، بل كله «سلق»، ما يجعل العمل الدرامي يظهر بصورة غير متكاملة. فعندما تشاهد «حريم السلطان» أو «سرايا عابدين»، يمكنك أن تفهم ما أعنيه. فهل يعقل أننا في الكويت لدينا الكثير من الممثلات إلى اليوم لا يعرفن النطق باللهجة الكويتية الصحيحة، ومع ذلك تسند إليهن أدوار رئيسية!

? وما الحل برأيك؟

- إما أن تتحدث بلهجتها الأم، أو أن «تستريح» عن الدراما الخليجية.

? متى تفضلين الفنان صاحب التاريخ الكبير بالابتعاد عن الوسط الفني؟

- عندما يرى أنه لم يعد باستطاعته تقديم شيء جديد حفاظاً على تاريخه الفني. وللأسف، هناك البعض من هؤلاء الفنانين الكبار نراهم يقدمون أعمالاً لا تضيف إليهم شيئاً. مع ذلك كلّه، ومهما قدّموا، يبقون هم أساس الدراما الكويتية الذي نتعلم منه، والحائط الذي نستند إليه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي