خطوته الجريئة رُبطت بمكافحة التشدد وانتخاب رئيس للجمهورية
الحريري فاجأ بيروت بـ ... عودته
شكلت العودة المفاجئة لرئيس الحكومة السابق زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الى بيروت امس، بعد أكثر من ثلاثة أعوام على غيابه الاضطراري، الحدَث رقم واحد في العاصمة اللبنانية التي انشغلت في قراءة دلالات «الخطوة الجريئة» التي حملت الحريري على العودة رغم الأخطار التي تحوط أمنه الشخصي، هو الذي ترك البلاد في ابريل 2011 بناءً على تحذيرات تلقاها من أجهزة استخبارات محلية وغربية بوجود تحضيرات لاغتياله اكتسبت صدقية عبر سلسلة من الأحداث التي وُضعت في سياق منع عودته، كاغتيال «عيْنه الامنية» رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن وبعدها «عقله الديبلوماسي» مستشاره الوزير محمد شطح.
وتحوّلت مجازفة الحريري بالعودة الى بيروت حدثاً «فوق العادة»، وهو ما انعكس في تحميل هذا التطور الكثير من الأبعاد المحلية والاقليمية، بدءاً من التقديرات التي تحدثت عن ان الحريري أدرك الحاجة الى وجوده الشخصي على رأس تيار الاعتدال السني لمواجهة رياح التشدد التي تعصف بالمنطقة، خصوصاً بعد احداث عرسال الاخيرة، وصولاً الى اجتهادات توحي بوجود «تسوية ما» ستُتوّج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة الحريري الى رئاسة الحكومة بعدما كان أقصي عنها بـ«انقلاب» سياسي - دستوري في يناير 2011 جاء بالرئيس نجيب ميقاتي الى السرايا الكبيرة.
ورغم تعدد القراءات لأبعاد عودة الحريري من «منفاه الاضطراري»، فالثابت ان مقدمات هذا الحدَث رُسمت في جدة مع الاعلان يوم الاربعاء عن ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اوكل الى زعيم «تيار المستقبل» مكرمة المليار دولار لدعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته في مواجهة الارهاب اثر الحرب التي فُرضت عليه مع الجماعات السورية المتشددة في عرسال (شرق لبنان)، الامر الذي جعل من «توقيت» عودة الحريري امس تطوراً شديد الارتباط بهذه المواجهة التي يراد منها إبعاد شبح التطرف وسدّ أبواب لبنان في وجهه.
وثمة مَن يعتقد في بيروت ان «خريطة الطريق» التي كان الحريري أعلنها قبل اسابيع قليلة كملاذ لإنقاذ لبنان وتقوم على الحاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية كـ «اولوية الاولويات»، ادت يومها الى تحريك «المياه الراكدة» عبر سلسلة من المبادرات التي اضطلع بدور رئيسي فيها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي التقى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، اضافة الى قنواته المفتوحة مع الحريري، وهو يؤشر الى امكان وجود حلحلة في الملف الرئاسي تساهم عودة زعيم «تيار المستقبل» الى بيروت بتسريع خطواتها.
ورغم «دهشة» الصحافيين الذين فوجئوا بخروج الحريري من احد المواكب المموهة على مدخل السرايا الكبيرة من دون ان يكونوا على علم بهوية «الضيف» وانشغال الشاشات بهذا الحدَث الآتي من خارج مفكرة التطورات اليومية، والترحيب العارم من شخصيات متعددة الاتجاه بعودة الحريري، والحياة التي دبت من جديد في بيت الوسط (دارة الحريري)، فان الانظار اتجهت الى موقف خصوم الحريري من عودته وتعاطيهم المحتمل معها.
وفي موازاة مسارعة رئيس البرلمان نبيه بري الى الاتصال بالحريري مهنئاً بعودته، بدأت قوى 14 آذار شديدة الارتياح الى عودة زعيم «تيار المستقبل» باعتبار ان من شأن ذلك إعادة التوازن الى اللعبة الداخلية وتحديداً في الملفات الشائكة الموضوعة على جدول أعمال اللحظة السياسية، وهي اي هذه القوى، لم تتأخر في عقد اجتماع لقادتها ترأسه الحريري الذي كان وضع رجوعه في سياق مقتضيات الهبة السعودية للجيش «التي سنعالج كيفية تنفيذها»، موحياً بان بقاءه في لبنان لن يكون قصيراً، ومكتفياً بالقول رداً على السؤال عن الضمانات لأمنه الشخصي «ان شاء الله خير والله يحفظ الجميع».
وتحوّلت مجازفة الحريري بالعودة الى بيروت حدثاً «فوق العادة»، وهو ما انعكس في تحميل هذا التطور الكثير من الأبعاد المحلية والاقليمية، بدءاً من التقديرات التي تحدثت عن ان الحريري أدرك الحاجة الى وجوده الشخصي على رأس تيار الاعتدال السني لمواجهة رياح التشدد التي تعصف بالمنطقة، خصوصاً بعد احداث عرسال الاخيرة، وصولاً الى اجتهادات توحي بوجود «تسوية ما» ستُتوّج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة الحريري الى رئاسة الحكومة بعدما كان أقصي عنها بـ«انقلاب» سياسي - دستوري في يناير 2011 جاء بالرئيس نجيب ميقاتي الى السرايا الكبيرة.
ورغم تعدد القراءات لأبعاد عودة الحريري من «منفاه الاضطراري»، فالثابت ان مقدمات هذا الحدَث رُسمت في جدة مع الاعلان يوم الاربعاء عن ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اوكل الى زعيم «تيار المستقبل» مكرمة المليار دولار لدعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته في مواجهة الارهاب اثر الحرب التي فُرضت عليه مع الجماعات السورية المتشددة في عرسال (شرق لبنان)، الامر الذي جعل من «توقيت» عودة الحريري امس تطوراً شديد الارتباط بهذه المواجهة التي يراد منها إبعاد شبح التطرف وسدّ أبواب لبنان في وجهه.
وثمة مَن يعتقد في بيروت ان «خريطة الطريق» التي كان الحريري أعلنها قبل اسابيع قليلة كملاذ لإنقاذ لبنان وتقوم على الحاجة الى انتخاب رئيس للجمهورية كـ «اولوية الاولويات»، ادت يومها الى تحريك «المياه الراكدة» عبر سلسلة من المبادرات التي اضطلع بدور رئيسي فيها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي التقى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، اضافة الى قنواته المفتوحة مع الحريري، وهو يؤشر الى امكان وجود حلحلة في الملف الرئاسي تساهم عودة زعيم «تيار المستقبل» الى بيروت بتسريع خطواتها.
ورغم «دهشة» الصحافيين الذين فوجئوا بخروج الحريري من احد المواكب المموهة على مدخل السرايا الكبيرة من دون ان يكونوا على علم بهوية «الضيف» وانشغال الشاشات بهذا الحدَث الآتي من خارج مفكرة التطورات اليومية، والترحيب العارم من شخصيات متعددة الاتجاه بعودة الحريري، والحياة التي دبت من جديد في بيت الوسط (دارة الحريري)، فان الانظار اتجهت الى موقف خصوم الحريري من عودته وتعاطيهم المحتمل معها.
وفي موازاة مسارعة رئيس البرلمان نبيه بري الى الاتصال بالحريري مهنئاً بعودته، بدأت قوى 14 آذار شديدة الارتياح الى عودة زعيم «تيار المستقبل» باعتبار ان من شأن ذلك إعادة التوازن الى اللعبة الداخلية وتحديداً في الملفات الشائكة الموضوعة على جدول أعمال اللحظة السياسية، وهي اي هذه القوى، لم تتأخر في عقد اجتماع لقادتها ترأسه الحريري الذي كان وضع رجوعه في سياق مقتضيات الهبة السعودية للجيش «التي سنعالج كيفية تنفيذها»، موحياً بان بقاءه في لبنان لن يكون قصيراً، ومكتفياً بالقول رداً على السؤال عن الضمانات لأمنه الشخصي «ان شاء الله خير والله يحفظ الجميع».