«الراي» اختبرت السيارة الجديدة في تورينو الإيطالية

ألفا روميو 4C ... بين الماضي والمستقبل

تصغير
تكبير
استوحى مهندسو ألفا روميو 4C خطوط السيارة الجديدة من التقاليد التي يبلغ عمرها قرناً من الزمن لعلامة ألفا روميو وتطلعوا للمستقبل لتعزيز قيم هذه العلامة التجارية الأصيلة.

«الراي» كانت حاضرة في ايطاليا للتعرف عن قرب على هذه السيارة ابتداء من المصنع ووصولا الى تجربة السيارة الرائعة.


يتضافر الطراز والأداء والتميز الهندسي الإيطالي لتحقيق أقصى قدر من الرضا عند القيادة وسط أجواء من السلامة التامة.

وتشير تسمية 4C للتقاليد الرياضية الكبرى لعلامة ألفا روميو - في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي تم استخدام اسمي 8C و6C للسيارات – وكلتاهما للسباق أو للقيادة العادية – وتم تزويدهما بمحركات الثماني اسطوانات القوية والست اسطوانات المبتكرة.

يؤكد تصميم وتصنيع 4C والبناء هدف تحقيق نسبة الوزن/القوة من السوبر أصيلة (أقل من 4 كلغ/حصان) لكن عن طريق التقليل من الوزن بدلا من زيادة الطاقة القصوى التي يوفرها المحرك من أجل ضمان أقصى قدر من خفة الحركة والأداء الأمثل.

يبلغ طول سيارة 4C حوالي أربعة أمتار وقاعدة العجلات أقل من 2.4 متر وهو ما يؤكد من ناحية على مميزات السيارة المدمجة في حين يبرز خفة حركتها من ناحية أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز الصفات الديناميكية الممتازة لسيارة 4C بجعل وزنها إلى نسبة القوة أقل من 4 كلغ/حصان – وهي قيمة جديرة بسيارة سوبر حقيقية. وكل ما في هذه السيارة ينبض بروح ألفا – روحها الرياضية تخلق إثارة فريدة عند القيادة سواء على الطريق أو على حلبة السباق حيث تصبح سرعتها وتسارعها أكثر وضوحاً.

قلب ألفا النابض

يجلب موديل 4C الذي صممه مركز Centro Stile التابع لعلامة ألفا روميو، إلى الذهن على الفور بعض الطرازات الكلاسيكية الأيقونية الشهيرة التي تركت بصمة مهمة على تاريخ العلامة التجارية. واليوم تم إحياء كل هذه الطرازات في السيارة السوبر المدمجة الجديدة التي هي حقا «قلب ألفا النابض».

وأحد الطرازات المرجعية من حيث أوجه التشابه بالأبعاد والتخطيط هو بالتأكيد 33 Stradale طراز 1967، وهي سيارة أنيقة للغاية مع أبواب تفتح بصورة عمودية ومن المحتمل جداً أن تكون الكوبيه الأجمل في كل العصور. وتمزج هذه السيارة الاحتياجات الميكانيكية والوظيفية مع نمط أساسي، ويشتمل المحرك والشاسيه على معالجات ألفا روميو دون أي لبس.

وتم استخدام نفس المسعي من أجل الأساسيات في تصميم واحدة من أخف السيارات في العالم – وهو سباق حقيقي ضد الوزن أدى إلى المزيج الصحيح للخفة والكفاءة من خلال استخدام حلول ومواد جديدة وتقنيات متقدمة للغاية مستوحاة من الفورمولا 1 وصناعة الطيران.

وكان نفس المزيج هذا من الخفة والكفاءة أيضا في قلب بعض سيارات ألفا روميو لا تنسى تم تطويرها في الماضي، مثل سيارة 8C 2900 B Touring موديل 1938، وهي سيارة لا تنسى بهيكلها المصنوع من الألومنيوم، أو سيارة 1900 C52 طراز 1952 «الصحن الطائر» والتي يمكن أن تصل إلى 230 كلم/ساعة ويبلغ وزنها 760 كلغم فقط.

ومع سيارة 4C الآسرة، أظهرت علامة ألفا روميو التجارية أيضا نهجها في التكنولوجيا، تماما كما فعلت مع جوليتا 2010 ( أول سيارة حتى الآن يتم تجهيزها بناقل حركة TCT) وتفسيرها للديناميكية ( كما فعلت مع سيارة 8C Competizione طراز 2007، وهي أسرع السيارات على الطرق التي قامت ألفا روميو بتصنيعها وتم إنتاجها بعدد محدود بلغ 500 سيارة فقط).

اليوم يتم مزج قيم الخفة والكفاءة والأسلوب الإيطالي والتكنولوجيا والديناميكية في سيارة ألفا روميو 4C الجديدة، وهي سيارة رياضية حقيقية ولكن بأسعار معقولة، إنها سيارة سوبر آسرة ومتطورة تكنولوجياً وتحقق الدقة وخفة الحركة والأداء القوي.

باختصار، إنها سيارة تستحق القيادة، ممتعة على الطريق وعلى حلبة السباق كأي سيارة ألفا روميو يجب أن تكون - وهذه هي السمة المميزة لعلامة تجارية تاريخية استمرت لتكون أحد السفراء الأكثر شهرة وتقديراً لشعار «صنع في إيطاليا «في جميع أنحاء العالم.

منتج استثنائي

تمثل 4C بداية خطة ألفا روميو للنمو العالمي، لتحقق هذه الشركة المصنعة للسيارات مكانة لنفسها كعلامة تجارية عالمية ومنافس في قلب سوق المنتجات الفخمة. هذا هو السبب في التآزر الذي يتم حالياً مع العلامات التجارية الممتازة في مجموعة فيات شركة، ولا سيما مع مازيراتي التي منها تجلب ألفا روميو قوة تراثها وابتكارها وسمعتها في جميع أنحاء العالم. وبهذا المعنى، وبالتالي فإن السيارة السوبر 4C هي منتج رمزي للغاية مع مستويات عالية للغاية من الجودة والتكنولوجيا الراقية بشكل مثير للدهشة يجسد أعمق قيم علامة ألفا روميو التجارية.

وخلال عملية تطوير ألفا روميو 4C جمع فريق التصميم والهندسة بين أفضل الكفاءات الفنية لعلامتين تجاريتين - ألفا روميو ومازيراتي. وبفضل تضافر الجهود الداخلية لمجموعة فيات كرايسلر، تمكنت الشركتان المصنعتان للسيارات من دمج أدوار تصميم ألفا روميو ووظائف تصنيع مازيراتي. كما كان للإسهام الهندسي والتكنولوجي لشركات إيطالية رائدة أخرى في صناعة مكونات السيارات الرياضية عالية الأداء بمختلف أنحاء العالم دور مهم.

وعلى وجه الخصوص، وضع مصنع مازيراتي تفاصيل مدروسة بعناية فائقة وجودة مطلقة تذكرنا بالأشغال اليدوية. وكانت مودينا، وهي مهد السيارات الرياضية الأكثر شهرة في العالم، والمناطق المحيطة بها المكان المناسب بالتأكيد الذي يوفر كل ما يلزم لصنعها - التقاليد والتكنولوجيا والدراية، والأهم من ذلك كله، نفس العشق الذي حرك الفريق الذي وضع التصورات والتصاميم وقام بتصنيع ألفا روميو 4C.

مواد تقنية

ولدت ألفا روميو 4C من سجل نظيف، والذي كان شرطاً أساسياً لتصور وتطوير وإنتاج مفهوم جديد في مجال السيارات الرياضية، «السيارة السوبر بسعر معقول». وتم تصميم 4C ليس فقط لتكون سيارة حصرية سواء من حيث المضمون والأداء، ولكن لتصبح أيضاً حلماً يمكن تحقيقه لعشاق ألفا روميو في جميع أنحاء العالم.

ونتيجة لذلك، كان من الضروري أن نفكر في حجم إنتاج محدود، ولكن لا يزال الرقم عند بضعة آلاف من السيارات سنوياً، وبالتالي، تقرر أن يكون الرقم أعلى بالتأكيد من تلك المركبات المنتجة يدوياً التي تعتبر نموذجياً ضمن هذه الشريحة. والسجل النظيف، الذي كان في البداية خالياً من قيود التصميم والتصنيع، سرعان ما تعين عليه أن يواجه العديد من التحديات الجديدة، وأولها كان نقطة البيانات المرجعية الأساسية – إذ يجب أن تكون النسبة بين وزن وقوة السيارة السوبر أقل من 4 كلغ / حصان.

ولتحقيق النسبة الصحيحة، كان يتعين على مصممي ألفا روميو أن يركزوا على القوة الحصانية (أي زيادة القوة والأداء)، ولكن هذا سيكون له تأثير على تكاليف الشراء و الصيانة، مما يجعل سعر السيارة ليس في المتناول. فقرروا أن يمضوا في طريق مختلف- فقاموا بتخفيض وزن السيارة باستخدام مواد تجمع بين الخفة والكفاءة والاتقان، وأحيانا يقومون بعمليات استحداث وتصنيع حيث تنضم التكنولوجيا إلى الحرفية العالية. وبهذه الطريقة تمكنوا من الحصول على وزن جاف يبلغ في إجماليه 895 كلغم فقط، وهو رقم قياسي حقيقي يجعل 4C واحدة من أخف السيارات في العالم، ولكن واحدة تحقق في الوقت ذاته النسبة المرغوبة بين الوزن والقوة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف الطموح تم إيلاء الكثير من الاهتمام للمواد، وتم اختيار كل مادة منها على أساس وزنها بدقة فضلاً عن الخصائص الكيميائية والفيزيائية والميكانيكية والتكنولوجية التي تلبي أفضل متطلبات الأداء واحتياجات السلوك الديناميكي للسيارات الرياضية. ويتكون وزن 4C الذي يبلغ 895 كلغم أساساً من الألومنيوم والصلب ومواد مركبة مصبوبة ومخففة وألياف الكربون

خفة وسلوك

ويكمن سر خفة 4C وسلوكها الديناميكي في استخدام 10 في المئة من ألياف الكربون، وهو ما يمثل 25 في المئة من حجم السيارة بشكل عام. وفي الوقت الحاضر، تعتبر ألياف الكربون المادة التي تقدم أفضل نسبة بين الوزن / كفاءة الصلابة. وهذا هو السبب وراء اختيارها للإنشاء أحادي القشرة الهيكلي الذي يشكل الخلية المركزية التي تحمل الشاسية. وهذا الحل يجمع بين الوزن المخفض والأداء الممتاز، ويجري اعتماده بالفعل لسيارات السوبر الأكثر تقدماً.

يزن الهيكل الأحادي 65 كلغم فقط وصممه بالكامل فريق متخصص من ألفا روميو وقام بتصنيعه أدلر بلاستيك Adler Plastic باستخدام عملية تصنيع مبتكرة قادرة على تضافر تكنولوجيا تصنيع متطورة وحرفية يدوية تقليدية مماثلة لفنون الحرفيين الإيطاليين. وبفضل هذا النهج، تم تحويل تكنولوجيا «الأنسجة الغشائية» المستوحاة من الفورمولا 1 لتصنيع قياسي، لدرجة أن ألفا روميو هي العلامة التجارية الوحيدة القادرة على ضمان مستويات إنتاج أكثر من ألف وحدة سنوياً. وتتم معالجة الألياف الكربونية للأنسجة الغشائية في وعاء معدني محكم الغلق مع كيس مفرغ الهواء. ويصل الهيكل الأحادي لمستويات استجابة من التوتر والسلوك الديناميكي الذي من غير المتصور حدوثه مع تقنيات ومواد مختلفة.

ويمكن ترتيب الألياف الكربونية للأنسجة الغشائية في الاتجاه الهيكلي الأمثل بالنسبة للقوى، وبالتالي التوصل إلى نتيجة بأن هذا المعدن سوف يتحقق إذا ما أضيفت طبقات وتعزيزات معدنية.

اختيار المواد التي تتميز بصلابة التوائية عالية وانخفاض الوزن النوعي هو العنصر المشترك لجميع الأجزاء الهيكلية لسيارة 4C. مثال على ذلك هو استخدام الألومنيوم لقفص تعزيز السقف والأطر الأمامية والخلفية. وتماماً كما في الحالة السابقة، يتم القيام ببعض التدخلات التي تستهدف خفض الوزن وزيادة صلابة المكونات وذلك عند تصميم المكونات وخلال مراحل التصنيع.

ويتم تصنيع الأطر باستخدام عملية «Cobapress» المبتكرة، والتي تجمع بين مزايا الاندماج وفوائد التطريق تحت الضغط وذلك بضغط سبائك الألومنيوم بصورة أكبر، وبالتالي إزالة أي مسام متبقية. كل هذا يحدد تقليل سماكة المكون للاستفادة من خصائصه الميكانيكية. وبالإضافة إلى ذلك، وبفضل استخدام عمليات لحام الفواصل، لحام دقيق جداً، لا يتم تشويه المكونات وتكون عملية ملء الفجوات ممتازة.

وفي رحلة البحث عن أدنى وزن ممكن، لم يتم تجاهل أي مادة، ولا حتى الزجاج. وفي حالة الزجاج، تحقق تخفيض الوزن عن طريق اعتماد نهج تنحيف سيللويت حقيقي - جميع زجاج النوافذ أصبح في المتوسط أرق بنحو 10 في المئة عن النوافذ التي يتم تركيبها عادة على السيارات، ما أدى إلى تخفيض متوسط الوزن بنسبة 15 في المئة. وأصبحت سماكة الزجاج الأمامي للسيارة على وجه الخصوص 4 ملم فقط. وهذه نتيجة غير عادية خصوصاً بالنظر لحقيقة أن هذا الشكل الأيروديناميكي من الصعب الحصول على زجاج رقيق بمثل هذا الشكل.

لمحة

تأسست شركة ألفا روميو أوتوموبيلز سبا تحت اسم ألفا في 24 يونيو 1910، في ميلانو بإيطاليا. وقد شاركت الشركة في سباقات السيارات منذ عام 1911، وكانت تملكها شركة Istituto per la Ricostruzione Industriale القابضة الإيطالية المملوكة للدولة فيما بين 1932 و 1986 - وأصبحت جزءاً من مجموعة فيات في عام 1987 وأصبحت منذ فبراير 2007 جزءاً من مجموعة فيات أوتوموبيلز سبا.

وقد نافست ألفا روميو بنجاح في كثير من فئات مختلفة من السيارات، من بينها سباق الجائزة الكبرى غراند بري والفورمولا واحد وسباق السيارات الرياضية وسباق تورينغ كار ريسينغ، ونافست كشركة مصنعة وكمزود للمحركات على حد سواء، عبر مشاركات (عادة تحت اسم ألفا كورس Alfa Corse أو أوتودلتا Autodelta) ومشاركات خاصة. وتم تصنيع أول سيارة سباق في عام 1913، بعد ثلاث سنوات من تأسيس الشركة، وأحرزت ألفا روميو بطولة العالم الافتتاحية لسيارات سباق الجائزة الكبرى في عام 1925. وحققت الشركة سمعة قوية في مجال رياضة السيارات، ما خلق صورة رياضية لهذه العلامة التجارية.

وتجمعت الأناقة والتكنولوجيا والراحة والأناقة معاً لتخلق شخصية وأسلوباً مميزين يحددان شخصية ألفا روميو، وهي علامة تجارية تاريخية إيطالية احتفلت في عام 2010 بمرور قرن من النجاحات.

الموضة الإيطالية

وألفا روميو هي مرادف للابتكار والموضة الايطالية جنباً إلى جنب مع القدرات الهندسية والتكنولوجية الهائلة. وتعتبر سيارة السوبر 8C Competizione هي أفضل مثال على هذا، وهي جوهرة بحق في مجال السيارات التي تجسد الفخامة والأناقة لسيارة رياضية أصيلة. وهناك أمثلة أخرى مثل السيارة التجريبية 4C، التي تجمع في سيارة واحدة تكنولوجيا المستقبل، وكفاءة الحاضر والتجربة الرياضية لتراث ألفا روميو وجوليتا Giulietta، التي تحتفل بماضي العلامة التجارية، وتبشر بمستقبل الأناقة والتفوق الرياضي وهي السمة المميزة لألفا روميو.

ولكل ألفا روميو شخصيتها المتميزة الخاصة. وبدءا بسيارة ميتو، التي تبرز باعتبارها السيارة المدمجة الأكثر رياضية في العالم، يلتقي سحر الأسطورة الرياضية بالتميز التكنولوجي والسلامة. ولكن يظل الهدف هو نفسه بالنسبة لجميع هذه السيارات - لتقديم متعة قيادة حقيقية، بأمان ومع الاحترام الكامل للبيئة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي