طير الأسبوع

الغراب... المعلم القديم

تصغير
تكبير
ينقسم طائر الغراب الى عدة أنواع، وهو من الطيور غير المهاجرة، وانما يتجول ويبحث عن بيئة مناسبة يستقر فيها.

وتعتبر الكويت بيئة طاردة للغربان لسببين، أولهما القتل العشوائي للطيور، والسبب الثاني عدم توافر الغذاء، حيث تفضل أماكن الفضلات المنزلية لتبحث عن الطعام.

والغراب من الطيور الذكية التي تبتعد عن الصيادين، ويأتي أغلبه مع السفن التجارية الكبيرة، ويستقر في الكويت نوع واحد، وهو الغراب الدوري بالقرب من الميناء، واستطاع التكيف بهذه المساحة لعدم وجود الصيادين.

أما الأنواع الأخرى فغالبها يكون هاربا من الأسر حيث يفضل البعض تربيته في المنازل، وهذا ما حدث مع هذا الغراب، حيث أطلق سراحه أحد الرجال على شاطئ الصليبخات، واستقر بها لوجود من يطعمه بالقرب من المستشفيات.

ويعيش الغراب بني الرقبة في الصحراء وينتشر في كل أنحاء الجزيرة العربية وبإمكانه أكل كل شيء حتى الجيف ويعتبر الغراب من الطيور التي تأكل بيض وفراخ الطيور، وهو علامة على تدهور البيئة إذا كثرت أعداده، وبإمكانه التكيف مع أي بيئة.

ويعتبر الغراب أول الطيور التي علمت الإنسان في قصة هابيل وقابيل، ولها أصوات قبيحة ولذلك يتشاءم منها البعض ولا أساس لهذا التشاؤم، بل هي طيور لطيفة وذكية.

واعتاد أصحاب الصقور على تدريب صقورهم على الغربان لسهولة صيده فلو عددنا كم فريسة تحتاج للصقر للتدريب وما يجده الصقر بالكويت لكانت كارثة، هذا غير البوم الذي يدرب عليه الصقر، وكلنا يعلم أن صحراء الكويت جرداء بسبب الرعي الجائر ولا تتوافر أي فريسة للصقر.

وأثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الاطلاق، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة الى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة.

ومن بين المعلومات التي اثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان، وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها

الله سبحانه وتعالى لها، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها، وتقضي عقوبة اغتصاب طعام الفراخ الصغار بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي، حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها، أما جريمة اغتصاب العش أو هدمه فتكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.

وفي حال ارتكاب جريمة الاعتداء على أنثى غراب آخر، فتقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت.

وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، حيث تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه، ويخفض جناحيه، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه، فإذا صدر الحكم بالإعدام، وثبت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتواءم مع حجم جسده، ويضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت، وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني أدم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي