العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة والذي ابتدأ بقصف إسرائيل لموقع للمقاومة الفلسطينية وتسبب باستشهاد 6 من كوادر حماس، مما استدعى الرد من المقاومة، هذا العدوان الذي أوقع إلى الآن أكثر من 200 شهيد و 1500 جريح، وهدم مئات المنازل، وألحق أضرارا ببعض المساجد، سبب حرجا شديدا للحكومات العربية.
ويأتي الحرج أولا من صمود هذا الشعب العظيم في هذه البقعة المحاصرة «غزة» أمام أقوى الجيوش تسليحا في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي الحرج من قيام «حماس» وهي فصيل مقاوم محاصر بإلحاق أضرار بسمعة الجيش الإسرائيلي عجزت عنها الجيوش العربية من عشرات السنين، تمثل ذلك بقصف المقاومة لتل أبيب بعشرات الصواريخ، وقصفها لمطار بن غوريون مما أدى إلى إيقاف العمل فيه لفترة وهذا ما لم يحدث منذ عام 1973 مع آخر حرب خاضها العرب مع إسرائيل.
تمكنت «حماس» من مفاجأة الإسرائيليين والعرب على حد سواء من خلال تصنيعها لعدة طائرات من نوع «أبابيل 1» وهي طائرة بدون طيار ذات مهام استطلاعية وهجومية، واستطاعت القيام بعدة طلعات إحداها فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية.
استطاعت «حماس» أن تتحدى القبة الحديدة التي وضعتها إسرائيل لحماية المستوطنين وأنفقت عليها الملايين، من خلال الإعلان عن إطلاق صواريخ مع تحديد الزمان والمكان، ومع ذلك عجزت إسرائيل عن إسقاط تلك الصواريخ التي سقطت في تل أبيب.
يأتي الحرج أنه حتى بعد مرور أكثر من 10 أيام على العدوان الإسرائيلي على غزة لم تستطع إسرائيل إيقاف الصواريخ التي تنطلق من هذه البقعة المحاصرة، فإذا كان هذا صنيع فصائل محاصرة، فكيف لو تحركت الجيوش العربية؟ كيف لو انطلقت بعض الصواريخ - والتي أنفقت عليها الدول العربية المليارات حتى صدأت من طول تخزينها - تجاه إسرائيل؟
الصمود العجيب لأهل غزة هو الذي دفع الصهاينة للبحث عن مخرج تحفظ فيه ماء وجهها - إن بقي فيه ماء - ولذلك جاءت المبادرة العربية.
هذه المبادرة كما قيل لا تستحق الحبر الذي كتبت فيه، هذه المبادرة التي ساوت بين الجلاد والضحية، مبادرة تتحدث عن إيقاف الأعمال العدائية من كلا الطرفين، فساوت بين العدوان الإسرائيلي، وبين حق المقاومة في الدفاع عن أرضها وشعبها!!
هذه المبادرة التي قال عنها أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في «حماس»: «أنها صيغة بعقلية الجيل الذي عاش الهزائم العربية، ولن نقبل إلا بعقلية الجيل الذي عشق الحرية ويرفض الذل».
هذه المبادرة التي علق عليها الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضي فلسطين 48 بقوله: إنه لا يمكن أن تقبل المقاومة مبادرة لم تتم استشارتها فيها، ولن تقبل بمبادرة جاءت من السيسي الذي دمر أنفاق غزة وصعّد الحصار ضدها، وأهدر دماء شعبها».
نهاية الحرب
في اعتقادي أن الصهاينة سيرضخون في النهاية لمطالب المقاومة الفلسطينية، لأن استمرار سقوط الصواريخ على الأراضي المحتلة وخاصة تل أبيب سيعمق من جرحها، وسيكشف عجزها، ولعل ذلك ما دفع «بالنتن - ياهو» إلى إقالة نائب وزيرالدفاع الإسرائيلي، كما سيزيد من الخلافات بين قطعان المحتلين، والذين ازدادت مطالبات الكثير منهم بإيقاف سقوط الصواريخ وإنهاء الحرب بأي وسيلة.
أتمنى من العرب وخاصة الحكومات أن تتحرر من عقدة الخوف التي تصاحبهم من إسرائيل المدعومة من أميركا والغرب، وأن يوقنوا بأن النصر والعزة بيد الله وليس بيد أحد سواه، وهو سبحانه القائل: ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخْزِهم وينصركم عليهم ويَشْفِ صدور قوم مؤمنين ) وأن تكون لهم حركة تضامن قوية مع أهل غزة كما هو حال قطر وتركيا.
كتب إمام الحرم الشيخ سعود الشريم على حسابه في التويتر: « لا مقارنة بين كافر ومسلم سرهما قتل المسلمين، فالكافر عمل بأصل عقيدته : (وودّوا لو تكفرون ) والمسلم خان دينه وإخوانه ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ).
Twitter :@abdulaziz2002