... لو كنتُ لويز فيليبي سكولاري
في الخامس من ديسمبر 2012، نشرت مقالة عن لويز فيليبي سكولاري، أعيد نشرها حرفياً اليوم ودون أي حذف أو اضافة:
«بنى لويز فيليبي سكولاري مجداً واسماً وشهرةً عانق بها السماء عندما قاد منتخب البرازيل الى لقب بطل العالم الـ17 في كرة القدم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب المانيا (2-0).
ذاك الانتصار المدوي أدخله تاريخ بلدٍ قائمٍ على عشق «الجلد المدوّر» من أوسع أبوابه، ليس فقط لأن تلك المغامرة انتهت بلقب خامس، بل لأن «فيليباو» (فيل الكبير) تولى الدفة في منتصف تصفيات اميركية جنوبية كان يعاني خلالها «راقصو السامبا» الأمرّين، فصوّب المسار وراهن على رونالدو العائد من اصابة خطيرة قبل أن يوصل الفريق الى اعلى نقطة من منصة التتويج.
واليوم عاد سكولاري لتولي الوظيفة الأصعب في البرازيل في ظل ظروف مشابهة تخيّم فيها أجواء ملبّدة بالغيوم على منتخب يفتقد الى هوية الفريق المرشح جدياً لانتزاع كأس العالم في البطولة المقررة على أرضه عام 2014.
لا تنقص «العم سكولاري» (64 عاما) الخبرة، فبالاضافة الى قيادة منتخب البرازيل سابقاً، أشرف على المنتخب البرتغالي (2003-2008) وقاده الى نهائي «يورو 2004»، ثم تشلسي الانكليزي (2008-2009)، وبونيودكور الاوزبكستاني (2009-2010) وبالميراس (2010-2012) الذي اقاله في 13 سبتمبر المنصرم، علماً ان كارلوس البرتو باريرا سيتولى مهام المساعد الفني للمدرب بعد ان قاد البرازيل، هو الآخر، الى اللقب العالمي عام 1994 في الولايات المتحدة الاميركية.
لا شك في ان اختيار الاتحاد البرازيلي الذي وقع على الثنائي سكولاري - باريرا جاء ليؤكد بأن أي شيء غير انتزاع اللقب سيمثل فشلاً ذريعاً، لذا استعان برجلين عارفين تماماً بما تستلزمه بطولة بحجم كأس العالم، ومدركين للضغوط الملقاة على عاتقهما، والتي عكسها وزير الرياضة ألدو ريبيلو عندما تمنى خلال لقاء مع الصحافة العالمية عدم تكرار مأساة 1950 عندما أحرزت الأوروغواي اللقب العالمي على ارض البرازيل بفوزها عليها في المباراة الختامية 2-1 علماً ان «سيليساو» كان يحتاج الى التعادل فقط للتتويج.
من جانبها، أعربت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عن رغبتها في استعادة المنتخب «الكرة الجميلة» خلال بطولة كأس القارات 2013 التي تستضيفها البلاد، والتي ميّزت في الماضي اداء أبطال العالم خمس مرات.
لا ينسى الشارع البرازيلي ان منتخبه امضى 24 عاما بين 1970 و1994 يتيماً بلا كأس عالم الى أن جاء باريرا واعتمد «أسلوباً أوروبياً» بدفاع صلب وخط وسط متحفظ وهجوم فتاك بقيادة روماريو وبيبيتو، وهي طريقة شبيهة لتلك التي تبنّاها سكولاري في مونديال 2002، لذا سيكون على جماهير «سيليساو» ان تؤمن بـ»الواقعية» مجدداً والتي ستغلب على فريقها في كأس العالم المقبلة، وإن كان ذلك على حساب جمالية الاداء، على رغم تأكيد «فيليباو» بأنه لا يعتزم تكرار الاعتماد على الاسلوب الدفاعي المكثف من خلال الدفع بثلاثة مدافعين وهي الطريقة التي اتبعها واستفاد منها في كأس العالم 2002.
يدرك سكولاري صعوبة المهمة التي وافق على تحمل تبعاتها ولا يخفى عليه ان الجماهير البرازيلية لن ترضى عن الانتصار المتلازم مع الاداء الجميل بديلاً، الا انه سارع بعيد توليه القيادة الى استبعاد فكرة «نسخ» أو «استنساخ» اسلوب برشلونة الاسباني، مشيرا الى ان فريقه لا يضم نجوما مثل الارجنتيني ليونيل ميسي والاسباني اندريس انييستا، واضاف: «خصائص لاعبي منتخب البرازيل تختلف عن خصائص لاعبي برشلونة. لدينا مجموعة من العناصر تثق في الاسلوب البرازيلي وهي قادرة على تقديم عروض رائعة. هذا ما نصبو اليه»، مؤكداً ان هدفه الاساسي يتمثل في استعادة مساندة ودعم الجماهير للفريق الذي يحتل المركز الثالث عشر في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة.
ورأى ان يطولة كأس القارات تشكل محطمة مهمة للغاية في تقويم لاعبيه والاستقرار على التشكيلة التي سيختارها لخوض رهان مونديال 2014، واوضح: «لا نخوض تصفيات كأس العالم كون البطولة مقامة على ارضنا، لذا ستكون كأس القارات فرصة لتجربة وتقويم 90 او 100 في المئة من العناصر التي سأعتمد عليها في كأس العالم».
وأكد انه لا يولي أهمية بالغة للقب كأس القارات، موضحاً: «هذه البطولة مفيدة ليتعرف المدرب الى شخصية لاعبيه والقدرات الخططية للفريق كي يواصل العمل على تطويرها بالشكل المناسب».
وينتظر ان يجري «فيليباو» بعض التغييرات على الفريق الذي تولى قيادته خلفاً لمانو مينيزيس المقال والذي عرف منتخب البرازيل خلال ولايته سقوطا في ربع نهائي «كوبا اميركا 2011» في الأرجنتين أمام الباراغواي بركلات الترجيح، وخسارة في نهائي اولمبياد لندن 2012 امام المكسيك 1-2.
يغلب على منتخب البرازيل عنصر الشباب لكن من المتوقع ان يعيد سكولاري فتح الباب امام المخضرمين والشبان على حد سواء تمهيداً للوصول الى التشكيلة المثالية.
اتسمت الايام الاولى في مسيرة سكولاري الجديدة بالارتباك أكثر مما كان يتوقع بعد عشر سنوات من قيادته الفريق للفوز بكأس العالم، ودخل في خلافات مع البعض ومنهم رونالدو، رئيس اللجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014 والذي شعر المدرب بالضيق ازاء تصريح ادلى به الاخير واعرب من خلاله عن اعتقاده بأن الكرة البرازيلية تعيش الآن «ربما أسوأ فترة في تاريخها»، وقال «فيليباو»: «لا اعرف ما يعنيه ذلك. هل هذه أسوأ فترة حاليا لركل الكرة أم أنها أسوأ فترة للجلوس على مائدة وتناول الطعام؟ عليكم أن تسألوا رونالدو».
وكشفت استطلاعات للرأي أجرتها بعض الصحف ومواقع الانترنت في البرازيل ان نحو الثلث فقط من مشجعي المنتخب يرى ان سكولاري قادر على حل المشاكل التي يعاني منها فريقهم.
كثيرون استهزأوا به عندما توقع وصول البرازيل الى نصف نهائي مونديال 2002، وازداد الغضب عليه لعدم استدعائه روماريو الذي اعتبر أحد أكثر المتحمسين لإقالة مينيزيس وتعيين «فيليباو»، بيد ان سكولاري حقق مع الثلاثي رونالدو وريفالدو ورونالدينيو الكأس العالمية الخامسة.
يطلق عليه لقب «سرجنتاو» او الرقيب الاول نظراً لصرامته وطباعه القاسي، وهو الامر الذي اعتاد عليه اللاعبون والاعلاميون.
احدى عاداته الغربية تلقينه اللاعبين دروساً في «الفنون الحربية» قبل المناسبات الكبيرة وهي طريقة اتبعها مع منتخبي البرازيل والبرتغال عندما قدم للاعبيه كتابا شهيرا في الاستراتيجية العسكرية من القرن السادس هو «فن الحرب» للكاتب الصيني سون تسو.
دخل سكولاري «جنة رضا الجماهير البرازيلية» وحجز لنفسه مكاناً في تاريخ «المنتخب الذهبي والاخضر» بعد قيادته الى منصة التتويج في مونديال 2002، وها هو بكامل وعيه، يقرر الخروج من برجه العاجي ويضع مصيره مجدداً على كف عفريت وذلك على بُعد سنة ونصف السنة فقط من مونديال البرازيل 2014 حيث «سيُكرم أو يُهان».
من حق «فيليباو» ان يخاطر بكل شيء في سبيل بلاده، ومن حقه إبراز الجانب الشجاع في شخصيته، لكنّ أيّ عاقل مكانه، كان ليفكر ألف مرة قبل تعريض ما بناه لخطر الهدم، وكان ليحلل واقع الحال لأكثر من ألف يوم تكون خلالها انقضت كأس العالم ونفد هو بجلده سليماً ومعافى.
«بنى لويز فيليبي سكولاري مجداً واسماً وشهرةً عانق بها السماء عندما قاد منتخب البرازيل الى لقب بطل العالم الـ17 في كرة القدم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب المانيا (2-0).
ذاك الانتصار المدوي أدخله تاريخ بلدٍ قائمٍ على عشق «الجلد المدوّر» من أوسع أبوابه، ليس فقط لأن تلك المغامرة انتهت بلقب خامس، بل لأن «فيليباو» (فيل الكبير) تولى الدفة في منتصف تصفيات اميركية جنوبية كان يعاني خلالها «راقصو السامبا» الأمرّين، فصوّب المسار وراهن على رونالدو العائد من اصابة خطيرة قبل أن يوصل الفريق الى اعلى نقطة من منصة التتويج.
واليوم عاد سكولاري لتولي الوظيفة الأصعب في البرازيل في ظل ظروف مشابهة تخيّم فيها أجواء ملبّدة بالغيوم على منتخب يفتقد الى هوية الفريق المرشح جدياً لانتزاع كأس العالم في البطولة المقررة على أرضه عام 2014.
لا تنقص «العم سكولاري» (64 عاما) الخبرة، فبالاضافة الى قيادة منتخب البرازيل سابقاً، أشرف على المنتخب البرتغالي (2003-2008) وقاده الى نهائي «يورو 2004»، ثم تشلسي الانكليزي (2008-2009)، وبونيودكور الاوزبكستاني (2009-2010) وبالميراس (2010-2012) الذي اقاله في 13 سبتمبر المنصرم، علماً ان كارلوس البرتو باريرا سيتولى مهام المساعد الفني للمدرب بعد ان قاد البرازيل، هو الآخر، الى اللقب العالمي عام 1994 في الولايات المتحدة الاميركية.
لا شك في ان اختيار الاتحاد البرازيلي الذي وقع على الثنائي سكولاري - باريرا جاء ليؤكد بأن أي شيء غير انتزاع اللقب سيمثل فشلاً ذريعاً، لذا استعان برجلين عارفين تماماً بما تستلزمه بطولة بحجم كأس العالم، ومدركين للضغوط الملقاة على عاتقهما، والتي عكسها وزير الرياضة ألدو ريبيلو عندما تمنى خلال لقاء مع الصحافة العالمية عدم تكرار مأساة 1950 عندما أحرزت الأوروغواي اللقب العالمي على ارض البرازيل بفوزها عليها في المباراة الختامية 2-1 علماً ان «سيليساو» كان يحتاج الى التعادل فقط للتتويج.
من جانبها، أعربت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عن رغبتها في استعادة المنتخب «الكرة الجميلة» خلال بطولة كأس القارات 2013 التي تستضيفها البلاد، والتي ميّزت في الماضي اداء أبطال العالم خمس مرات.
لا ينسى الشارع البرازيلي ان منتخبه امضى 24 عاما بين 1970 و1994 يتيماً بلا كأس عالم الى أن جاء باريرا واعتمد «أسلوباً أوروبياً» بدفاع صلب وخط وسط متحفظ وهجوم فتاك بقيادة روماريو وبيبيتو، وهي طريقة شبيهة لتلك التي تبنّاها سكولاري في مونديال 2002، لذا سيكون على جماهير «سيليساو» ان تؤمن بـ»الواقعية» مجدداً والتي ستغلب على فريقها في كأس العالم المقبلة، وإن كان ذلك على حساب جمالية الاداء، على رغم تأكيد «فيليباو» بأنه لا يعتزم تكرار الاعتماد على الاسلوب الدفاعي المكثف من خلال الدفع بثلاثة مدافعين وهي الطريقة التي اتبعها واستفاد منها في كأس العالم 2002.
يدرك سكولاري صعوبة المهمة التي وافق على تحمل تبعاتها ولا يخفى عليه ان الجماهير البرازيلية لن ترضى عن الانتصار المتلازم مع الاداء الجميل بديلاً، الا انه سارع بعيد توليه القيادة الى استبعاد فكرة «نسخ» أو «استنساخ» اسلوب برشلونة الاسباني، مشيرا الى ان فريقه لا يضم نجوما مثل الارجنتيني ليونيل ميسي والاسباني اندريس انييستا، واضاف: «خصائص لاعبي منتخب البرازيل تختلف عن خصائص لاعبي برشلونة. لدينا مجموعة من العناصر تثق في الاسلوب البرازيلي وهي قادرة على تقديم عروض رائعة. هذا ما نصبو اليه»، مؤكداً ان هدفه الاساسي يتمثل في استعادة مساندة ودعم الجماهير للفريق الذي يحتل المركز الثالث عشر في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة.
ورأى ان يطولة كأس القارات تشكل محطمة مهمة للغاية في تقويم لاعبيه والاستقرار على التشكيلة التي سيختارها لخوض رهان مونديال 2014، واوضح: «لا نخوض تصفيات كأس العالم كون البطولة مقامة على ارضنا، لذا ستكون كأس القارات فرصة لتجربة وتقويم 90 او 100 في المئة من العناصر التي سأعتمد عليها في كأس العالم».
وأكد انه لا يولي أهمية بالغة للقب كأس القارات، موضحاً: «هذه البطولة مفيدة ليتعرف المدرب الى شخصية لاعبيه والقدرات الخططية للفريق كي يواصل العمل على تطويرها بالشكل المناسب».
وينتظر ان يجري «فيليباو» بعض التغييرات على الفريق الذي تولى قيادته خلفاً لمانو مينيزيس المقال والذي عرف منتخب البرازيل خلال ولايته سقوطا في ربع نهائي «كوبا اميركا 2011» في الأرجنتين أمام الباراغواي بركلات الترجيح، وخسارة في نهائي اولمبياد لندن 2012 امام المكسيك 1-2.
يغلب على منتخب البرازيل عنصر الشباب لكن من المتوقع ان يعيد سكولاري فتح الباب امام المخضرمين والشبان على حد سواء تمهيداً للوصول الى التشكيلة المثالية.
اتسمت الايام الاولى في مسيرة سكولاري الجديدة بالارتباك أكثر مما كان يتوقع بعد عشر سنوات من قيادته الفريق للفوز بكأس العالم، ودخل في خلافات مع البعض ومنهم رونالدو، رئيس اللجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014 والذي شعر المدرب بالضيق ازاء تصريح ادلى به الاخير واعرب من خلاله عن اعتقاده بأن الكرة البرازيلية تعيش الآن «ربما أسوأ فترة في تاريخها»، وقال «فيليباو»: «لا اعرف ما يعنيه ذلك. هل هذه أسوأ فترة حاليا لركل الكرة أم أنها أسوأ فترة للجلوس على مائدة وتناول الطعام؟ عليكم أن تسألوا رونالدو».
وكشفت استطلاعات للرأي أجرتها بعض الصحف ومواقع الانترنت في البرازيل ان نحو الثلث فقط من مشجعي المنتخب يرى ان سكولاري قادر على حل المشاكل التي يعاني منها فريقهم.
كثيرون استهزأوا به عندما توقع وصول البرازيل الى نصف نهائي مونديال 2002، وازداد الغضب عليه لعدم استدعائه روماريو الذي اعتبر أحد أكثر المتحمسين لإقالة مينيزيس وتعيين «فيليباو»، بيد ان سكولاري حقق مع الثلاثي رونالدو وريفالدو ورونالدينيو الكأس العالمية الخامسة.
يطلق عليه لقب «سرجنتاو» او الرقيب الاول نظراً لصرامته وطباعه القاسي، وهو الامر الذي اعتاد عليه اللاعبون والاعلاميون.
احدى عاداته الغربية تلقينه اللاعبين دروساً في «الفنون الحربية» قبل المناسبات الكبيرة وهي طريقة اتبعها مع منتخبي البرازيل والبرتغال عندما قدم للاعبيه كتابا شهيرا في الاستراتيجية العسكرية من القرن السادس هو «فن الحرب» للكاتب الصيني سون تسو.
دخل سكولاري «جنة رضا الجماهير البرازيلية» وحجز لنفسه مكاناً في تاريخ «المنتخب الذهبي والاخضر» بعد قيادته الى منصة التتويج في مونديال 2002، وها هو بكامل وعيه، يقرر الخروج من برجه العاجي ويضع مصيره مجدداً على كف عفريت وذلك على بُعد سنة ونصف السنة فقط من مونديال البرازيل 2014 حيث «سيُكرم أو يُهان».
من حق «فيليباو» ان يخاطر بكل شيء في سبيل بلاده، ومن حقه إبراز الجانب الشجاع في شخصيته، لكنّ أيّ عاقل مكانه، كان ليفكر ألف مرة قبل تعريض ما بناه لخطر الهدم، وكان ليحلل واقع الحال لأكثر من ألف يوم تكون خلالها انقضت كأس العالم ونفد هو بجلده سليماً ومعافى.