البرازيل ... أمام حتمية البحث عن تيلي سانتانا «فائز»
ولدت كرة القدم في البرازيل في العام 1894 بفشل «ابن البلد» تشارل ميلر العائد من رحلة إلى انكلترا حمل معه منها اللعبة التي ستصبح في السنوات التالية الرياضة الاكثر شعبية في البلاد، قبل أن تتحول إلى هوية بالنسبة إلى شعب يفتخر بخمس كؤوس عالمية قياسية. ماذا حصل وكيف لـ «أمة كرة القدم» أن تسقط امام المانيا 1-7 على ارضها
في دور نصف نهائي لبطولة تعشقها؟
تمثل كرة القدم في البرازيل ثقافة قائمة بذاتها بالنسبة إلى الشعب الذي لطالما افتخر بمنتخبه، بيد أن نظرته إلى اللعبة ليست جامدة لناحية اصراره على الفوز مهما كان الثمن وباي شكل من الاشكال، بل أن تلك النظرة تشترط الانتصار المتلازم مع الاداء الفني «الساحر» الذي امسى، عبر السنوات، هوية الكرة البرازيلية.
لا خلاف على أن اسماء عدة وشمت الكرة البرازيلية بوشمها، ولا مجال هنا لتعدادها، إلا أن فلسفة اللعبة في «بلاد البن والسامبا» لم تجد ترجمتها الفعلية سوى ف ما ندر من الفرص خصوصا عام 1970 عندما امتع بيليه ورفاقه وانتزعوا كأس العالم التاسعة، أي انهم نجحوا في الجمع ما بين الفوز والاداء الساحر.
رجل واحد كسر المعادلة لناحية نيله مصادقة شبه شاملة من مواطنيه بكونه أحد افضل مدربي «سيليساو» على الاطلاق على رغم أن «انجازه» لم يقترن بتتويج على جبهة كأس العالم والذي يعتبر شرطا في معمودية العظماء في البرازيل.
تيلي سانتانا المدرب الراحل في 21 ابريل 2006 عن 74 سنة، بعد معاناة من التهاب معوي، والذي يرتبط اسمه، في كل مرة يؤتى على ذكره، بالمنتخب البرازيلي «المثالي» على رغم الفشل في قيادته إلى اعلى نقطة من منصة التتويج في نسختين من بطولة كأس العالم الـ 12 في 1982 والـ 1986 وكان فيهما على رأس الجهاز الفني للفريق.
وعلى رغم أن البرازيل عاشت احدى ليالي انسها في مونديال الولايات المتحدة 1994 عندما خاطت نجمتها العالمية الرابعة على حساب ايطاليا، قبل أن تعيد الكرّة بعدها بثمانية اعوام وتحديدا في مونديال 2002 الذي استضافت منافساته كوريا الجنوبية واليابان معا، على حساب المانيا، فإن الانجاز تحقق في المناسبتين بفضل ما اجمع الخبراء على توصيفه بـ «الومضات» التي سطرها نجوم بمجهودات فنية فردية. فالبرازيل في 1994، اعتمدت اسلوبا اوروبيا جامدا خصوصا لناحية الالتزام الدفاعي المفروض من قبل المدرب كارلوس البرتو باريرا، ولولا «ومضات» روماريو وبيبيتو، لما حمل الكابتن كارلوس دونغا تلك الكأس الذهبية عاليا في السماء الاميركية عقب ضربات الترجيح التي ابتسمت لاصحاب الفانيلات الصفراء.
والبرازيل في 2002 ما كانت لترفع رصيد القابها العالمية إلى خمسة ولولا «ومضات» رونالدو، هداف البطولة بثمانية اهداف، ريفالدو ورونالدينيو.
في مونديالي 1982 و1986، كانت تشكيلتا سانتانا متفجرتين باركانها كافة، مفطونتين على التقدم إلى الامام، مؤمنتين بروحية كرة القدم الهجومية، بيد انهما لم تجدا الطريق إلى التتويج في وقت طبعت تشكيلتا مونديال 1994 و2002 بطابع «متحفظ» غير أنه اثمر تتويجين خالدين.
وترسخت حينذاك افضلية «الواقعية» في صميم المنتخب البرازيلي، على حساب اعتبارات «طبيعية» وتاريخية اخرى.
بأي ثمن
عندما سقط الفريق في ربع نهائي بطولة كأس العالم الـ 18 عام 2006 في المانيا امام فرنسا صفر- 1 وعند المحطة نفسها في كأس العالم الـ 19 في 2010 اما هولندا 1-2 عادت لتطفو إلى السطح الحاجة إلى التخلي عن «فلسفة الفوز» باي ثمن «غير المجدية، والعودة إلى الجذور التي طالما ربطت «منتخب السامبا» بالعروض الفنية الساحرة التي تعود فورا للتذكير بسانتانا وتشكيلة الاحلام في مونديال اسبانيا 1982 مع لاعبين امثال زيكو، فالكاو، سقراط، جونيور وسيريز، الذين تألقوا بفضل ادائهم الفردي الرائع في صلب روحية جماعية لا مثل لها، وقيادة مثيرة من المدرب.
بعد اجتياز الدور الأول في كأس العالم 1982 دون صعوبات (انتصارات على الاتحاد السوفياتي السابق 2-1، اسكتلندا 4-1 ونيوزيلندا 4 -صفر)، وقعت البرازيل في الدور الثاني ضمن مجموعة واحدة إلى جانب الارجنتين وايطاليا.
تخطى رجال سانتانا الاختبار الأول على حساب جيرانهم الارجنتينيين 3-1 بعد عرض رائع، بيد انهم سقطوا في المباراة الثانية امام ايطاليا وهدافها باولو روسي 2-3 علما أن التعادل كان كافيا لضمان مقعد لهم في نصف النهائي.
ثلاثة اخطاء دفاعية قاتلة وثلاثة اهداف من توقيع روسي وحده انهت مسيرة سانتانا مع منتخب بلاده في كأس العالم الـ 16، إلا أنه ارتأى الشد من ازر لاعبيه المتسببين بالخسارة ليقول: «يحق لكم مغادرة اسبانيا برأس مرفوعة».
وعلى رغم أن العادة جرت في البرازيل على اقالة مدرب المنتخب فور انتهاء أي بطولة لكأس العالم يفشل بنهايتها في ولوج منصة التتويج، فإن سانتانا شكل استثناء على القاعدة بدليل استمراره في منصبه حتى المونديال التالي في المكسيك.
عام 1986، امتلكت البرازيل منتخبا رائعا آخر، بيد انها سقطت في ربع النهائي عقب المباراة المشهودة امام فرنسا في غوادالاخار 3-4 بضربات الترجيح اثر انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1.
هنا طويت صفحة سانتانا مع المنتخب البرازيلي نهائيا واكتفى خلال هذه الحقبة بكونه مدرب أحد افضل المنتخبات في التاريخ والتي فشلت في احراز كأس العالم.ويبقى افضل انجاز في سجل سانتانا متمثلا في قيادته فريق ساو باولو البرازيلي إلى احراز بطولة كأس «ليبيرتادوريس» لنوادي اميركا الجنوبية والكأس القارية مرتين متتاليتين (1992 و1993) قبل أن يصاب بازمة قلبية عام 1996 جرى بعدها بتر جزء من ساقه اليسرى في 2003.
بيليه وغارينشا
عّرف سانتانا، الذي بدأ حياته في الملاعب كحارس للمرمى قبل أن ينتقل إلى مركز الوسط المهاجم، بانه من اعاد الـ «يوغو بونيتو» (اللعبة الجميلة باللغة البرتغالية) إلى الحياة، وقال يوما: «لا شك في أنني كنت سأسعد جدا لو حظيت بشرف قيادة منتخب هولندا بنسخة عام 1974، كان فريقا متكاملا يمنحك الفرصة مثلا «في تحويل يوهان كرويف إلى الجانب الايمن إذا شئت، وان اردت زجه في الجانب الايسر، لكان قادرا على الاجادة بشكل رائع أيضاً. عناصر المنتخب الهولندي كافة كانوا مؤهلين للمشاركة في أي مركز».
ويأسف سانتانا، الذي درب النادي الاهلي السعودي بين 1983 و1985، لواقع أنه «لم احظ بشرف تدريب بيليه وغارينشا، وهما بنظري الوحيدان اللذان يعرفان كل شيء عن كرة القدم منذ الولادة».
من جهته، يقول النجم البرازيلي السابق توستاو: «كرة القدم، تحت قيادة سانتانا، بدت مستديرة اكثر من أي وقت مضى، وذلك نظرا إلى الاسلوب السريع والسلس الذي اعتمده».
اما لياو، حارس المرمى الدولي السابق، فرأى أن رسالة سانتانا يجب أن تكون بمثابة المشعل الذي تتناقله الاجيال، عالم سانتانا لا يؤمن سوى بكرة القدم المشعّة حيث لا مكان للعنف والالتحامات الخشنة».
يروي لياو نفسه عن صديقه الراحل سانتانا رفضه قبول أحد اللاعبين صغار السن خلال امتحان مهاري اجراه أحد النوادي الكبرى على رغم موهبته، وذلك بسبب ميل الصبي اليافع في بعض الاحيان إلى ارتكاب اخطاء عنيفة بحق خصومه، الامر الذي من شأنه - برأي سانتانا - أن يبطئ اداءه فضلا عن تسببه في الحصول على بطاقات ملونة.
محك حقيقي
بعد السقوط المدوي في مونديال 2010، تمت اقالة كارلوس دونغا من منصب المدرب ليقع الاختيار على مانو مينيزيس وذلك حتى بطولة كأس العالم 2014.
حيث الخطأ ممنوع، والفرصة سانحة للخروج من جلباب الاداء المتحفظة وتقديم ما هو مرجو بالتلازم مع التتويج الموعود.
أُقيل مينيزيس، وكان هذا القرار ضروريا بالنسبة إلى الاتحاد البرازيلي بعد نتائج هزيلة للفريق واداء تحت المستوى.
ووقع الخيار على لويز فيليبي سكولاري مدرب «راقصي السامبا» في مونديال 2002.
تحّسن المنتخب وكبرت حظوظه بعد تتويجه بطلا لكأس القارات العام 2013، وبات مرشحا فوق العادة لاحراز كأس العالم على ارضه.
سعت البرازيل إلى تحاشي مأساة 1950 عندما استضافت نهائيات كأس العالم الرابعة (1950) وسقطت في المباراة الختامية امام الاوروغواي 1-2 على استاد «ماراكانا» الشهير، لتفشل بالتالي في انتزاع اول القابها، لكن الالمان اذاقوها مرارة اكبر بعد فوزهم عليها بنتيجة ولا بالأحلام 7-1 في نصف النهائي.
وبعد طي صفحة كأس العالم 2014، يتوجب على البرازيل العودة إلى الجذور وربما البدء في البحث عن نسخة فائزة من الراحل طيب الذكر تيلي سانتانا.
في دور نصف نهائي لبطولة تعشقها؟
تمثل كرة القدم في البرازيل ثقافة قائمة بذاتها بالنسبة إلى الشعب الذي لطالما افتخر بمنتخبه، بيد أن نظرته إلى اللعبة ليست جامدة لناحية اصراره على الفوز مهما كان الثمن وباي شكل من الاشكال، بل أن تلك النظرة تشترط الانتصار المتلازم مع الاداء الفني «الساحر» الذي امسى، عبر السنوات، هوية الكرة البرازيلية.
لا خلاف على أن اسماء عدة وشمت الكرة البرازيلية بوشمها، ولا مجال هنا لتعدادها، إلا أن فلسفة اللعبة في «بلاد البن والسامبا» لم تجد ترجمتها الفعلية سوى ف ما ندر من الفرص خصوصا عام 1970 عندما امتع بيليه ورفاقه وانتزعوا كأس العالم التاسعة، أي انهم نجحوا في الجمع ما بين الفوز والاداء الساحر.
رجل واحد كسر المعادلة لناحية نيله مصادقة شبه شاملة من مواطنيه بكونه أحد افضل مدربي «سيليساو» على الاطلاق على رغم أن «انجازه» لم يقترن بتتويج على جبهة كأس العالم والذي يعتبر شرطا في معمودية العظماء في البرازيل.
تيلي سانتانا المدرب الراحل في 21 ابريل 2006 عن 74 سنة، بعد معاناة من التهاب معوي، والذي يرتبط اسمه، في كل مرة يؤتى على ذكره، بالمنتخب البرازيلي «المثالي» على رغم الفشل في قيادته إلى اعلى نقطة من منصة التتويج في نسختين من بطولة كأس العالم الـ 12 في 1982 والـ 1986 وكان فيهما على رأس الجهاز الفني للفريق.
وعلى رغم أن البرازيل عاشت احدى ليالي انسها في مونديال الولايات المتحدة 1994 عندما خاطت نجمتها العالمية الرابعة على حساب ايطاليا، قبل أن تعيد الكرّة بعدها بثمانية اعوام وتحديدا في مونديال 2002 الذي استضافت منافساته كوريا الجنوبية واليابان معا، على حساب المانيا، فإن الانجاز تحقق في المناسبتين بفضل ما اجمع الخبراء على توصيفه بـ «الومضات» التي سطرها نجوم بمجهودات فنية فردية. فالبرازيل في 1994، اعتمدت اسلوبا اوروبيا جامدا خصوصا لناحية الالتزام الدفاعي المفروض من قبل المدرب كارلوس البرتو باريرا، ولولا «ومضات» روماريو وبيبيتو، لما حمل الكابتن كارلوس دونغا تلك الكأس الذهبية عاليا في السماء الاميركية عقب ضربات الترجيح التي ابتسمت لاصحاب الفانيلات الصفراء.
والبرازيل في 2002 ما كانت لترفع رصيد القابها العالمية إلى خمسة ولولا «ومضات» رونالدو، هداف البطولة بثمانية اهداف، ريفالدو ورونالدينيو.
في مونديالي 1982 و1986، كانت تشكيلتا سانتانا متفجرتين باركانها كافة، مفطونتين على التقدم إلى الامام، مؤمنتين بروحية كرة القدم الهجومية، بيد انهما لم تجدا الطريق إلى التتويج في وقت طبعت تشكيلتا مونديال 1994 و2002 بطابع «متحفظ» غير أنه اثمر تتويجين خالدين.
وترسخت حينذاك افضلية «الواقعية» في صميم المنتخب البرازيلي، على حساب اعتبارات «طبيعية» وتاريخية اخرى.
بأي ثمن
عندما سقط الفريق في ربع نهائي بطولة كأس العالم الـ 18 عام 2006 في المانيا امام فرنسا صفر- 1 وعند المحطة نفسها في كأس العالم الـ 19 في 2010 اما هولندا 1-2 عادت لتطفو إلى السطح الحاجة إلى التخلي عن «فلسفة الفوز» باي ثمن «غير المجدية، والعودة إلى الجذور التي طالما ربطت «منتخب السامبا» بالعروض الفنية الساحرة التي تعود فورا للتذكير بسانتانا وتشكيلة الاحلام في مونديال اسبانيا 1982 مع لاعبين امثال زيكو، فالكاو، سقراط، جونيور وسيريز، الذين تألقوا بفضل ادائهم الفردي الرائع في صلب روحية جماعية لا مثل لها، وقيادة مثيرة من المدرب.
بعد اجتياز الدور الأول في كأس العالم 1982 دون صعوبات (انتصارات على الاتحاد السوفياتي السابق 2-1، اسكتلندا 4-1 ونيوزيلندا 4 -صفر)، وقعت البرازيل في الدور الثاني ضمن مجموعة واحدة إلى جانب الارجنتين وايطاليا.
تخطى رجال سانتانا الاختبار الأول على حساب جيرانهم الارجنتينيين 3-1 بعد عرض رائع، بيد انهم سقطوا في المباراة الثانية امام ايطاليا وهدافها باولو روسي 2-3 علما أن التعادل كان كافيا لضمان مقعد لهم في نصف النهائي.
ثلاثة اخطاء دفاعية قاتلة وثلاثة اهداف من توقيع روسي وحده انهت مسيرة سانتانا مع منتخب بلاده في كأس العالم الـ 16، إلا أنه ارتأى الشد من ازر لاعبيه المتسببين بالخسارة ليقول: «يحق لكم مغادرة اسبانيا برأس مرفوعة».
وعلى رغم أن العادة جرت في البرازيل على اقالة مدرب المنتخب فور انتهاء أي بطولة لكأس العالم يفشل بنهايتها في ولوج منصة التتويج، فإن سانتانا شكل استثناء على القاعدة بدليل استمراره في منصبه حتى المونديال التالي في المكسيك.
عام 1986، امتلكت البرازيل منتخبا رائعا آخر، بيد انها سقطت في ربع النهائي عقب المباراة المشهودة امام فرنسا في غوادالاخار 3-4 بضربات الترجيح اثر انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1.
هنا طويت صفحة سانتانا مع المنتخب البرازيلي نهائيا واكتفى خلال هذه الحقبة بكونه مدرب أحد افضل المنتخبات في التاريخ والتي فشلت في احراز كأس العالم.ويبقى افضل انجاز في سجل سانتانا متمثلا في قيادته فريق ساو باولو البرازيلي إلى احراز بطولة كأس «ليبيرتادوريس» لنوادي اميركا الجنوبية والكأس القارية مرتين متتاليتين (1992 و1993) قبل أن يصاب بازمة قلبية عام 1996 جرى بعدها بتر جزء من ساقه اليسرى في 2003.
بيليه وغارينشا
عّرف سانتانا، الذي بدأ حياته في الملاعب كحارس للمرمى قبل أن ينتقل إلى مركز الوسط المهاجم، بانه من اعاد الـ «يوغو بونيتو» (اللعبة الجميلة باللغة البرتغالية) إلى الحياة، وقال يوما: «لا شك في أنني كنت سأسعد جدا لو حظيت بشرف قيادة منتخب هولندا بنسخة عام 1974، كان فريقا متكاملا يمنحك الفرصة مثلا «في تحويل يوهان كرويف إلى الجانب الايمن إذا شئت، وان اردت زجه في الجانب الايسر، لكان قادرا على الاجادة بشكل رائع أيضاً. عناصر المنتخب الهولندي كافة كانوا مؤهلين للمشاركة في أي مركز».
ويأسف سانتانا، الذي درب النادي الاهلي السعودي بين 1983 و1985، لواقع أنه «لم احظ بشرف تدريب بيليه وغارينشا، وهما بنظري الوحيدان اللذان يعرفان كل شيء عن كرة القدم منذ الولادة».
من جهته، يقول النجم البرازيلي السابق توستاو: «كرة القدم، تحت قيادة سانتانا، بدت مستديرة اكثر من أي وقت مضى، وذلك نظرا إلى الاسلوب السريع والسلس الذي اعتمده».
اما لياو، حارس المرمى الدولي السابق، فرأى أن رسالة سانتانا يجب أن تكون بمثابة المشعل الذي تتناقله الاجيال، عالم سانتانا لا يؤمن سوى بكرة القدم المشعّة حيث لا مكان للعنف والالتحامات الخشنة».
يروي لياو نفسه عن صديقه الراحل سانتانا رفضه قبول أحد اللاعبين صغار السن خلال امتحان مهاري اجراه أحد النوادي الكبرى على رغم موهبته، وذلك بسبب ميل الصبي اليافع في بعض الاحيان إلى ارتكاب اخطاء عنيفة بحق خصومه، الامر الذي من شأنه - برأي سانتانا - أن يبطئ اداءه فضلا عن تسببه في الحصول على بطاقات ملونة.
محك حقيقي
بعد السقوط المدوي في مونديال 2010، تمت اقالة كارلوس دونغا من منصب المدرب ليقع الاختيار على مانو مينيزيس وذلك حتى بطولة كأس العالم 2014.
حيث الخطأ ممنوع، والفرصة سانحة للخروج من جلباب الاداء المتحفظة وتقديم ما هو مرجو بالتلازم مع التتويج الموعود.
أُقيل مينيزيس، وكان هذا القرار ضروريا بالنسبة إلى الاتحاد البرازيلي بعد نتائج هزيلة للفريق واداء تحت المستوى.
ووقع الخيار على لويز فيليبي سكولاري مدرب «راقصي السامبا» في مونديال 2002.
تحّسن المنتخب وكبرت حظوظه بعد تتويجه بطلا لكأس القارات العام 2013، وبات مرشحا فوق العادة لاحراز كأس العالم على ارضه.
سعت البرازيل إلى تحاشي مأساة 1950 عندما استضافت نهائيات كأس العالم الرابعة (1950) وسقطت في المباراة الختامية امام الاوروغواي 1-2 على استاد «ماراكانا» الشهير، لتفشل بالتالي في انتزاع اول القابها، لكن الالمان اذاقوها مرارة اكبر بعد فوزهم عليها بنتيجة ولا بالأحلام 7-1 في نصف النهائي.
وبعد طي صفحة كأس العالم 2014، يتوجب على البرازيل العودة إلى الجذور وربما البدء في البحث عن نسخة فائزة من الراحل طيب الذكر تيلي سانتانا.