تشهد الكويت اليوم سلسلة من الأحداث، فبعد كشف المعارضة عن أوراق وأرقام لرشاوى واختلاسات، وسجن مسلم البراك الذي يعتبره الكثير من الكويتيين أبا روحيا لهم، وضرب المتضامنين واعتقالهم، جاء ذلك كله في وتيرة سريعة ومتعاقبة.
السؤال الذي يخطر في ذهن البعض لماذا هؤلاء الناس آثروا السجون والضرب على الراحة برمضان والتمدد أمام التلفاز أو متابعة مباريات كأس العالم أو غيرها؟!
الجواب هو إيمانهم بالمبدأ والسعي لتحقيقه هؤلاء رفعوا شعار (الحرب على الفساد) وعلى رأسهم مسلم البراك الذي يشهد تاريخه الطويل شرفه ونزاهته ووفاءه بعهوده.
الحرب على الفساد.. الفساد.. المفسدين.. كلمات لطالما ارتبطت باسم الكويت، فالفساد بالكويت مختلف عن فساد العالم، فبالكويت نرى الرشوة لكن لا نرى الراشي والمرتشي نرى الفساد ولا نرى المفسد، نسمع عن الاختلاس ولا نسمع عن المختلس!! هل يعقل على مر هذه السنوات لم يسكن بالزنزانة فاسد واحد؟!
المواطن الكويتي البسيط يعيش في دوامة كبيرة، فهو يشعر بالخطر وقلة ا?مان وعدم العدالة في تطبيق القانون والتعسف به أحيانا كثيرة، فبعض المواطنين التزموا الصمت والبعض الآخر اتجه إلى الهجوم والسب والشتم للمعارضين، أما البقية المتبقية اتجهوا إلى العمل الإصلاحى بأوجهه المختلفة.
إن من سنن الله الكونية الصراع بين الخير والشر، والشر أحيانا يتغلب ويقوى على الخير لكن بنهاية المطاف (لايصح إلا الصحيح) فالكويت اليوم تحتاج لأصحاب العقول والحكمة في التعامل مع هذه الأحداث، والإرادة الحقيقية والجدية لكشف الحقائق ونبذ العنف لأن العنف لا يولد إلا عنفا مضادا.
«اللهم اجعل هذا البلد آمنا مستقرا».
hissa_91@hotmail.com