في عام 2005 انسحبت إسرائيل من غزة، وفي 2007 استطاعت حركة حماس أن تبسط نفوذها على غزة بعد الحسم العسكري في مواجهتها ضد حركة فتح والسلطة الفلسطينية، بعدها قامت إسرائيل بفرض حصار جائر على قطاع غزة، حصار مدعوم من جهات عدة.
في ديسمبر 2008 شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة، سقط خلاله الآلاف من الجرحى والمصابين من الرجال والأطفال والنساء، ناهيك عن تدمير البيوت، والمؤسسات، والعجيب في هذه الحرب أن التهديد بشنّها تم على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني وهي في القاهرة!!
وبدلا من أن تقف مصر مع أشقائها في غزة، وجدنا تصريحات وزير الخارجية والتي حمّلت حماس المسؤولية، بل وزيادة على ذلك دعا إلى قطع رجل أي شخص يتعدى حدود غزة ويدخل إلى رفح المصرية.
وقد ثبّت الله أهل غزة بقيادة حماس وبقية الفصائل الجهادية، وتم دحر العدوان الإسرائيلي، ورجع خائبا ولم يُنفذ ما كان يصبو إليه وهو القضاء على حماس وقيادتها للقطاع.
حاولت إسرائيل أن تخوض تجربة الحرب على غزة مرة أخرى عام 2012، ولكن هذه المرة كانت مصر في ذلك الوقت تحت قيادة الرئيس المرسي - فك الله قيده - ووجدت إسرائيل نفسها في مأزق ربما لم تتوقعه، إذ أعلن الرئيس مرسي ومع بداية شن العدوان، بسحبه للسفير المصري في إسرائيل، وطالب بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمدارسة الوضع، كما دعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة.
كما قام بإرسال رئيس وزرائه هشام قنديل مع بعض الوزراء ومستشاري الرئيس إلى غزة، وأمر بفتح معبر رفح على مدار الساعة والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع.
وكان من أشهر التصريحات التي أطلقها الرئيس مرسي وقتها «نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسان، وأنا أُحذر وأكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم سلطان على أهل غزة» وأضاف قائلا «إن القاهرة لن تترك غزة وحدها، وباسم الشعب المصري كله أقول إن مصر اليوم مختلفة عن مصر أمس، وعرب اليوم مختلفون عن عرب أمس».
وبالفعل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وخرجت حماس وبقية الفصائل منتصرة، وساهمت مصر مع بعض دول الخليج في إعادة إعمار غزة.
ولعل هذا الموقف البطولي من الرئيس مرسي كان أحد الأسباب في دعم الغرب والصهاينة لعملية إزاحة مرسي عن كرسي الحكم.
اليوم تتعرض غزة للقصف من قبل الصهاينة بعد خطف وقتل 3 من الصهاينة في الضفة الغربية، وقبل يومين تم خطف الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير 16 سنة في قرية شعفاط قرب القدس، وقامت مجموعة من قطعان المستوطنين بقتله ثم حرقه، مما أشعل المظاهرات في القدس وما حولها، كما حاولوا خطف شاب آخر لنفس الهدف.
اليوم أهلنا في فلسطين وخاصة في غزة بأمس الحاجة إلى من يقف معهم في محنتهم، ويدفع العدوان عنهم ويناصرهم، فهل سنرى تحركا عربيا ودوليا أم أن كل واحد ينظر للأمور من زاوية أخرى؟
twitter : abdulaziz2002