عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

خبز خَبَزْتِيه يا الرّفْلة إكليه

تصغير
تكبير
عندما يتاح للإنسان حرية الاختيار ثم يتجه إلى الأسوأ بإرادته، فعليه أن يتحمل النتيجة، ولا يلقي باللوم بعد ذلك على غيره.

عندما تكون هناك انتخابات فيها شيء من الحرية والنزاهة، لاختيار من يمثلك في مجلس الأمة أو البلدي أو الجمعيات التعاونية أو النقابات العمالية أو الاتحادات الطلابية وغيرها... ثم تترك الأصلح وتذهب إلى اختيار غيره لاعتبارات قبلية أو عائلية أو مصلحية، أو منفعية، أو من باب المجاملة... ثم ترى الانتكاسات والتجاوزات والسرقات، وسوء الأداء وضعف الإنجاز، فاعلم بأنك مشارك بالدرجة الأولى في هذه الإخفاقات، وأن ليس لك بعد ذلك أن تتحدث عن أسباب الفساد لأنك أحد المشاركين فيه والداعمين له.


عندما يتخلى العضو في مجلس الأمة عن واجبه تجاه الوطن وناخبيه، ويكون أكبر همه زيادة رصيده ليصبح من أصحاب الملايين ولو على حساب التخلي عن مسؤوليته في الرقابة والمحاسبة والتشريع، فأنا لا ألومه فقط، وإنما ألقي اللوم على من اختاره وهو يعلم بفساده... طبعا لا أتحدث عن مجالس الصوت الواحد لأنني غير معترف بها أصلا.

وعندما نجد التجاوزات المالية والخسائر وعدم تـــــوزيع أي أرباح في بعض الجمعيات التعاونية، فأنا لا أبرئ ساحة أهل المنطقة والمساهمين ممن أعطوا أصواتهم لفلان أو علان بسبب القــــرابة أو المجاملة، وهم يعلمون أنه لا يصـــــلح أن يدير بقالة فضلا من أن يدير مؤسسة رأسمالها بالملايين.

عندما فرطنا في اختيار القوي الأمين، وبحثنا عن: «مصلحتي أولا ولو هلك الجميع» ظهرت لنا مجالس مهلهلة ضعيفة لا ترقى للطموح، ولا تقدم انجازات.

مشكلتنا أننا نقتل الضحية ثم نتباكى عليها، ونريد تغيير أوضاعنا إلى الأفضل، ونحن عاجزون عن التخلص من بعض حظوظ النفس.

عندما أراد الأتراك إصلاح أوضاع بلادهم، اتجهوا لاختيار «القوي الأمين»، وفي آخر انتخابات للبلديات أرسلوا رسالة لكل المتآمرين على وطنهم وإن كانوا من أبناء بلدهم: أن تركيا فوق الجميع، وأنه لا يعلو أحد فوق الوطن، لذلك وجدنا من غير الإسلاميين من يتجه لاختيار مرشحي حزب «العدالة والتنمية» الذي يترأسه «أردوغان».

وكل من يتابع الشأن التركي يرى تقدمها وتطورها على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والسياحية، وما كان حزب أردوغان أن ينطلق نحو هذه الإنجازات لولا أن وراءه شعبا واعيا قرر أن يختار من يسعى لبناء الوطن، لا من يخطط لتضخيم أرصدة، أو تنفــــيع المقـــــربين له.

«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» هي آية توضح مكمن الخلل وطريق الإصلاح، ونقول لكل من يتحلطم على مجالس منتخبة تعيسة شارك هو بنفسه في وصول أعضائها: « خبز خبزتيه يا الرفلة إكليه».


Twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي