«الربيع العربي» كشف انحراف رؤاها واتجاهاتها
قضية / النخبة المثقفة... وغياب الوعي الإنساني
عمل فني للفنان سامي محمد
لم تعد الصورة التي يظهر عليها الشأن الثقافي العربي الآن، بالشكل الذي نأمله ونتمناه، بقدر ما هي صورة تشير إلى مدى السقوط الذي تقع فيه الثقافة، في كل مستوياتها، وأعني بالثقافة هنا كل رؤية أو فكر أو وجهة، من المفترض أن يساهم في رقي المجتمع وتوجيهه إلى المسار الصحيح، وتعرية الواقع بقدر كبير من الصدق والإخلاص في التناول والبحث.
وهذا السقوط الذي تشهده الثقافة العربية الآن ليس وليده اللحظة، ولا نتيجة لأسباب قصيرة، ولكنه سقوط متراكم أسهم في تضخمه النخبة الثقافية التي كان الشارع العربي يعتمد عليها ويضع على عاتقها مسؤولية الإصلاح والتوجيه.
هذه النخبة انشغلت بمصالحها الشخصية فقط، وأصبح شغلها الشاغل الطريقة التي من خلالها تستطيع تحسين أوضاعها المادية، ليس فقط بالقدر الذي تعيش به في أمان، ولكن بالقدر الذي تتمكن من خلاله العيش في رخاء ورفاهية، وهذا الانشغال جعلها بعيدة أشد البعد عن قضايا المجتمع الحيوية، ومشاكلها المتوغلة في الألم.
لتظهر- في أتون الربيع العربي- النوايا والتطلعات، تلك التي اتخذها هؤلاء المنتمون للنخبة، وتتضح الصورة أكثر، لنكتشف أننا أمام كذبة كبيرة كنا نطلق عليها حماة الثقافة العربية، لنجدهم حماة لمصالحهم وأحلامهم، وان الثقافة وتطورها هي المنطقة الوحيدة التي لا يريدون الخوض في أتونها.
وبالتالي تدافعت النفوس من أجل الحصول على مكاسب فانية سواء كانت مادية أم وظيفية، والانحراف بالثقافة في الاتجاه الذي يخدم هذه المصالح، كي تتحول الثقافة إلى مطية يتصارع على ركوبها كل مدع ومنافق، ولم ينج من هذه المصيبة إلا قلة قليلة، للأسف لم يعد له وزنا في ظل التعتيم والصراعات وطمس معالم الحقيقة.
إن الثقافة العربية الآن تحدد مسارها السياسة- بعكس ما هو متوقع- والتصق المثقف بالسياسة التي تخدم مصالحه سواء كانت في حماية السلطة الحاكمة أم المعارضة التي تناوش وتحاور من أجل نيل نصيبها من الوليمة، في حين يقف الفقراء والمساكين والمغلوبون على أمرهم في منتصف الطريق لا يجدون من يدافع عنهم.
ومن ثم حدد المثقف رؤيته من خلال ما ينتمي إليه سياسيا، بغض النظر عما يسببه هذا الالتصاق من تعتيم على رؤيته للحقيقة، فهو يميل كل الميل للجهة السياسية التي يرى أنها تخدم مصالحه، ويفتك بما يتصور أنهم أعداؤه متجاهلا هذا الفتك الذي يصيب الحياة بالألم والضياع، ويساهم في اتساع الفجوة بين أبناء الوطن الواحد، فهو يلاطف من يراه أداة لقمع من يعاديه، وقد يغفر له كل خطاياه، لأنه أسهم في اقتلاع جذور عدوه الافتراضي، وقتها لن يكلف نفسه بعمل جردة على مساحة ضميره ليجيب بعدها عن أسئلة غامضة وغير مفهومة.
وما يجعل النفس حزينة- أشد الحزن- ما نلمسه من ارتماء المثقفين في أحضان السياسة، لدرجة أن الكثير منهم جعلها لعبته التي شغلته عن الثقافة والفكر والإبداع، ليتفرغ- كل التفرغ- لمعارك واهية لن ينال منها غير الغبار الذي عتم على رؤيته وجعلها ضبابية لأبعد الحدود.
إن المثقف العربي الآن... لا يختلف عن الإنسان العربي العادي، فهو لا يطيق الحوار، ولا يتقبل الرأي المخالف لرأيه، ولا يتمتع بروح المعايشة مع من يختلفون معه في وجهة النظر، ومن ثم أصبح كائنا غير قابل للسماحة أو احتواء الذين لا يشاركونه الرأي، وهذه مشكلة قديمة بدأت تتكشف الآن، وتتضخم إلى درجة أفقدت الثقافة قيمتها ومعناها.
كما أن بعض المثقفين- أو المحسوبين على الثقافة- يساهمون في تقوية النعرات الطائفية والفئوية في المجتمع الذي يعيشون فيه، لأسباب تتعلق برغباتهم في جني مكاسب اجتماعية أو وظيفية، مع التجاهل التام لمبادئ المثقف، تلك المبادئ التي تحتم عليه أن يكون شفافا في تعامله مع مفاهيم الطائفية والفئوية والعنصرية، والعمل على إزالة آثارها المدمرة، بالإبداع والفكر والتحدي.
لقد كانت الصدمة عظيمة ونحن نشاهد من نعدهم في صفوف المثقفين، يدافعون بشراسة وصبر عن الدكتاتورية والتسلط والقمع، ففي الوقت الذي نرى فيه جموع الشعب تقف ضد هذا القمع- وبسبب منافع شخصية له- نرى المثقف يرابض في الجهة التي يقف فيها هذا الديكتاتور والمتسلط، دفاعا عنه بالكلمة والفعل.
إنها مأساة حقيقية... لا يمكن تجاهلها، تلك التي أدت إلى انحطاط الثقافة العربية، إبداعا وفكرا وحتى حلما، وبالتالي فقدان الشارع الثقة في النخبة المثقفة، وإيقانه أن هذه النخبة لا تتطلع إلا إلى أحلامها وطموحاتها الشخصية فقط.
وهذا السقوط الذي تشهده الثقافة العربية الآن ليس وليده اللحظة، ولا نتيجة لأسباب قصيرة، ولكنه سقوط متراكم أسهم في تضخمه النخبة الثقافية التي كان الشارع العربي يعتمد عليها ويضع على عاتقها مسؤولية الإصلاح والتوجيه.
هذه النخبة انشغلت بمصالحها الشخصية فقط، وأصبح شغلها الشاغل الطريقة التي من خلالها تستطيع تحسين أوضاعها المادية، ليس فقط بالقدر الذي تعيش به في أمان، ولكن بالقدر الذي تتمكن من خلاله العيش في رخاء ورفاهية، وهذا الانشغال جعلها بعيدة أشد البعد عن قضايا المجتمع الحيوية، ومشاكلها المتوغلة في الألم.
لتظهر- في أتون الربيع العربي- النوايا والتطلعات، تلك التي اتخذها هؤلاء المنتمون للنخبة، وتتضح الصورة أكثر، لنكتشف أننا أمام كذبة كبيرة كنا نطلق عليها حماة الثقافة العربية، لنجدهم حماة لمصالحهم وأحلامهم، وان الثقافة وتطورها هي المنطقة الوحيدة التي لا يريدون الخوض في أتونها.
وبالتالي تدافعت النفوس من أجل الحصول على مكاسب فانية سواء كانت مادية أم وظيفية، والانحراف بالثقافة في الاتجاه الذي يخدم هذه المصالح، كي تتحول الثقافة إلى مطية يتصارع على ركوبها كل مدع ومنافق، ولم ينج من هذه المصيبة إلا قلة قليلة، للأسف لم يعد له وزنا في ظل التعتيم والصراعات وطمس معالم الحقيقة.
إن الثقافة العربية الآن تحدد مسارها السياسة- بعكس ما هو متوقع- والتصق المثقف بالسياسة التي تخدم مصالحه سواء كانت في حماية السلطة الحاكمة أم المعارضة التي تناوش وتحاور من أجل نيل نصيبها من الوليمة، في حين يقف الفقراء والمساكين والمغلوبون على أمرهم في منتصف الطريق لا يجدون من يدافع عنهم.
ومن ثم حدد المثقف رؤيته من خلال ما ينتمي إليه سياسيا، بغض النظر عما يسببه هذا الالتصاق من تعتيم على رؤيته للحقيقة، فهو يميل كل الميل للجهة السياسية التي يرى أنها تخدم مصالحه، ويفتك بما يتصور أنهم أعداؤه متجاهلا هذا الفتك الذي يصيب الحياة بالألم والضياع، ويساهم في اتساع الفجوة بين أبناء الوطن الواحد، فهو يلاطف من يراه أداة لقمع من يعاديه، وقد يغفر له كل خطاياه، لأنه أسهم في اقتلاع جذور عدوه الافتراضي، وقتها لن يكلف نفسه بعمل جردة على مساحة ضميره ليجيب بعدها عن أسئلة غامضة وغير مفهومة.
وما يجعل النفس حزينة- أشد الحزن- ما نلمسه من ارتماء المثقفين في أحضان السياسة، لدرجة أن الكثير منهم جعلها لعبته التي شغلته عن الثقافة والفكر والإبداع، ليتفرغ- كل التفرغ- لمعارك واهية لن ينال منها غير الغبار الذي عتم على رؤيته وجعلها ضبابية لأبعد الحدود.
إن المثقف العربي الآن... لا يختلف عن الإنسان العربي العادي، فهو لا يطيق الحوار، ولا يتقبل الرأي المخالف لرأيه، ولا يتمتع بروح المعايشة مع من يختلفون معه في وجهة النظر، ومن ثم أصبح كائنا غير قابل للسماحة أو احتواء الذين لا يشاركونه الرأي، وهذه مشكلة قديمة بدأت تتكشف الآن، وتتضخم إلى درجة أفقدت الثقافة قيمتها ومعناها.
كما أن بعض المثقفين- أو المحسوبين على الثقافة- يساهمون في تقوية النعرات الطائفية والفئوية في المجتمع الذي يعيشون فيه، لأسباب تتعلق برغباتهم في جني مكاسب اجتماعية أو وظيفية، مع التجاهل التام لمبادئ المثقف، تلك المبادئ التي تحتم عليه أن يكون شفافا في تعامله مع مفاهيم الطائفية والفئوية والعنصرية، والعمل على إزالة آثارها المدمرة، بالإبداع والفكر والتحدي.
لقد كانت الصدمة عظيمة ونحن نشاهد من نعدهم في صفوف المثقفين، يدافعون بشراسة وصبر عن الدكتاتورية والتسلط والقمع، ففي الوقت الذي نرى فيه جموع الشعب تقف ضد هذا القمع- وبسبب منافع شخصية له- نرى المثقف يرابض في الجهة التي يقف فيها هذا الديكتاتور والمتسلط، دفاعا عنه بالكلمة والفعل.
إنها مأساة حقيقية... لا يمكن تجاهلها، تلك التي أدت إلى انحطاط الثقافة العربية، إبداعا وفكرا وحتى حلما، وبالتالي فقدان الشارع الثقة في النخبة المثقفة، وإيقانه أن هذه النخبة لا تتطلع إلا إلى أحلامها وطموحاتها الشخصية فقط.