في الكويت لدينا كثيرون من الأبطال الذين يفوقون البطل الكرتوني «قرين دايزر» و«الكابتن ماجد»، حتى أننا تميزنا بوجود الأبطال الصامتين دون باقي دول العالم، وقد تميزنا في الكويت بمقولة نرددها دائماً، وهي مقولة «توهق البطل»، إذ تُقال للذي يبحث عن أدوار بطولية يظهرها أمام من يريد إيهامهم بدوره البطولي. حتماً فإن في الوطن العربي به من أشباه البطل الكرتوني المئات، ولكنني لا أعلم ماذا يطلقون على أبطالهم في حال تم «توهيقهم» وتم لخبطة حساباتهم التي كانوا يعتمدون عليها؟
ولكن من هم آخر الأبطال الذين «قطع بهم الحبل» و«توهقوا»؟ هم بعض أعضاء مجلس الأمة الذين سحبوا توقيعهم بإحالة مصروفات مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء إلى ديوان المحاسبة للتحقيق فيها، فقد أُحيلت تلك المصروفات إلى الديوان بطلب من قبل الشيخ ناصر المحمد شخصياً، ليظهر للشعب الكويتي الحقيقة التي أراد بعض نوابنا التكسب منها بسحب تواقيعهم التي أصبح وجودها أو عدم وجودها عديم الجدوى. لقد قطع سمو رئيس مجلس الوزراء الحبل بمن أراد تسجيل موقف على حساب سموه، وتم «توهيق» أبطالنا الذين لم يحسبوها بالطريقة الصحيحة، فقد أثبت الشيخ ناصر أنه مؤمن بمقولة «لا تبوق ولا تخاف»، وأنه لا يريد من أحد أن يدافع عنه، أو أن يتكسب على ظهره، وأنه لا يخشى إحالة مصروفات مكتبه إلى أي جهة كانت. وكم نتمنى أن يحذو وزراؤنا الكرام حذو رئيسهم ويقلدوه بشفافيته، وألا يبحثوا عن أبطال يوقّعون ومن ثم يسحبون توقيعاتهم بعد أن «يتوهقوا». أدام الله الأبطال الحقيقيين ولا دام أبطال سلاحف النينجا...
سعد المعطش
كاتب كويتي
[email protected]