قدمتها فرقة «دكروب» اللبنانية على مسرح الدسمة

«بيتك يا ستّي»... إيحاء «العرائس» الذكي بعيداً عن الوعظ المباشر

تصغير
تكبير
• المسرحية استطاعت جذب الأطفال ودفعهم للتفاعل معها بشكل كبير
شهد اليوم الثاني لفعاليات «المهرجان العربي لمسرح الطفل» بدورته الثانية عرضاً لمسرحية الدمى اللبنانية «بيتك يا ستي» والتي تندرج ضمن اطار المسرح الغنائي الاستعراضي، وقّدمتها فرقة «دكروب» بقيادة المخرج كريم دكروب، وذلك وسط حضور عدد كبير من الأطفال مع أهاليهم في مسرح «الدسمة».

واستطاعت المسرحية جذب الأطفال ودفعهم للتفاعل مع قصتها بشكل كبير، وتدور أحداثها حول المستقبل حين تختفي الأشجار والعصافير والنباتات وتظهرت مكانها الأبنية الإسمنتية، مما أدى إلى فقدان التراث والعالم الجميل الذي كان في الماضي.

العرض بدأ بمشهد فتاة صغيرة تتمايل على أرجوحة متدلية من أغصان شجرة، وبيت صغير وأعشاب، ثم تأتي الجرافات لتقتلع هذا المظهر الاجتماعي البسيط. وبعد اقتلاع الأشجار لا يبقى ثمة حيز للأرجوحات وكذلك لهؤلاء الصغار. وفوق ذلك يشيد حائط كبير ويفصل جزئي القرية عن بعضهما البعض. ومن خلال شخصية سلمى ذات الثماني سنوات تتساءل عما يوجد خلف الجدار وتحاول اختراقه لأنه فصلها عن جدتها فترسم عليه مع أصدقائها بشكل جماعي بيتاً وشجرة وعصفوراً، فتتحرك الرسمة لتكتشف سلمى عالماً جميلاً لم تكن تعرفه من قبل، في محاولة لاعادة الطبيعة إلى ثوبها الأخضر.

وحرص فريق المسرحية على تقديم الفكرة بعيداً عن الوعظ المباشر، ومن خلال الإيحاء الذكي مع استخدام متقن لمسرح الدمى إلى جانب شاعرية موسيقية وأداء تمثيلي بسيط، ليتعرف الأطفال من خلال هذا العمل على المخاطر التي تهدد البيئة وليتعلموا ضرورة الحفاظ على الغذاء السليم وتناول الفاكهة واحترام تراث الأجداد وكل ذلك من خلال مشاهد لونية تشكيلية تشارك فيها أنامل الممثلين وأصواتهم وألعاب الدمى المتحركة.

أما على السينوغرافيا فكانت ناجحة، لأنها خدمت رؤية العمل المتطورة لمسرح العرائس، كما أنّ الموسيقات التي تصدّى لها أحمد قعبور فقد تمّ توظيفها بالشكل الصحيح، وكان فيها من عبق التراث اللبناني.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي