عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

غباء الملك

تصغير
تكبير
هلاك الظالمين بعقاب من الله تعالى أمر لا أشك فيه لحظة، لأن الله تعالى للظالمين بالمرصاد وهو سبحانه يمهلهم لكنه لا يهملهم.

ومن تأمل قصص هلاك السابقين واللاحقين يأخذ من ذلك العظات والعبر.


النمرود الذي ادعى الالوهية أهلكه الله تعالى بحشرة دخلت في أذنه فكان لا يرتاح إلا إذا ضرب بالنعال، واستمر على تلك الحال حتى أهلكه الله.

فرعون كان يقول لقومه ( أنا ربكم الأعلى ) فأهلكه الله بالغرق، وهو الذي كان يفتخر بقوله ( وهذه الأنهار تجري من تحتي ) بل إن من غبائه وطمس الله على قلبه، أنه كان يكفيه للعظة أن يرى كيف فلق الله تعالى البحر لموسى في آية عظيمة هي فوق قدرة البشر، ولكن كيف لمن أعمى الله بصره أن يرى الحقيقة.

في قصة أصحاب الأخدود حاول الملك التخلص من الغلام الصالح، مرة بمحاولة إلقائه من الجبل ومرة بقذفه في البحر المتلاطم الأمواج، وفي كل مرة ينجو الغلام ويهلك الحرس ويرجع إلى الملك، وبغباء الملك ورغبة منه في الخلاص من الغلام الذي كان يدعو الناس إلى توحيد الله، استجاب لطلب الغلام فجمع الناس في مكان واحد وقبل أن يرمي الغلام بسهم مع قول: باسم الله رب الغلام، فقتل الغلام، لكن الناس رددوا بصوت واحد: آمنا برب الغلام، فوقع ما كان يحذر منه الملك.

بنو النضير قوم من اليهود كانوا يسكنون المدينة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحاولوا قتله فحاصرهم الرسول عليه الصلاة والسلام ورفضوا الاستسلام، لكن الله تعالى قذف الرعب في قلوبهم فلم تنفعهم حصونهم ولا جدرانهم، وخرجوا صاغرين وفي ذلك قال الله تعالى: «وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب».

طاغية العراق صدام، غزا الكويت وعاث فيها فسادا لمدة سبعة أشهر وفشلت جميع المحاولات لإقناعه بالانسحاب من الكويت وكان يراهن على بعض حلفائه، مع إمكانية تصدع جيوش الحلفاء ضده، وشعوره بعدم رغبة الاميركان بدخول أي حر، وكاد الناس أن ييأسوا من خروجه، لكن أتاه الله من حيث لا يحتسب ودُمّر معظم جيشه، فخرج صاغرا بقدرة الله وإرادته.

خلال ثورة 25 يناير في مصر، ألقى الرئيس المخلوع حسني مبارك خطابا عاطفيا كاد يفكك تحالف الثوار، ولكن شاءت إرادة الله أن يتصرف بعض مناصري حسني مبارك بصورة غبية وهي ما عرف بموقعة الجمل، فقلبت الموازين، وازداد إصرار ثوار مصر، حتى تمنكوا من خلع مبارك.

كل الذي أتمناه ممن يحملون الحق ويدافعون عنه ألا ييأسوا من تأخر النصر، فربما كان أقرب لهم من خيط نعالهم.

قال أصحاب موسى بعد أن حوصروا ما بين البحر وما بين فرعون وجنوده: «إنا لمدركون»، فجاءهم النصر والخلاص من حيث لم يحتسبوا.

يقول الله تعالى: ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا).

لقد حاصر المشركون الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات، ثم كتب الله خلاصهم بدودة الأرضة التي أكلت صحيفة المقاطعة ولم تُبق منها إلا ( باسمك اللهم ).

فيا أنصار الحق لا تيأسوا وأنتم ترون كثرة الدماء والأشلاء، ولا تقنطوا من نتائج الانتخابات الهزلية والوهمية، ولا يغرنكم تكالب أعداء الحق ضدكم من مشارق الأرض ومغاربها، فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي