إن الانتخابات صورة من صور الممارسة الديموقراطية، حيث يعبر الناس فيها عن اختياراتهم وتوجهاتهم بحرية وشفافية بلا إجبار أو ضغط، فالانتخابات هي الوسيلة التي بموجبها يختار المواطنون الأشخاص الذين يسندون إليهم مهام ممارسة السيادة أو الحكم نيابة عنهم سواء على المستوى رئاسة الدولة أو على المستوى النيابي أو المرافق، لكن الأمر يختلف في الانتخابات السورية الصورية الأخيرة، فهي انتخابات محسومة قبل أن تبدأ، فقد كتب السيناريو وجاء الممثلون لتجسيد أدوارهم في مسرحية سخيفة مضحكة.
في بداية الثورة السورية، من الممكن أن ينقسم الناس إلى قسمين ( مؤيد ومعارض ) وكلاهما لهم الحرية في التعبير عن إراداتهم وأرائهم، لكن عندما يصل الأمر إلى القتل، فشرعية الحاكم تسقط تلقائيا (فلا حكم بدم ). فالنظام السوري أعطى للعالم كافة نماذج ودروس في القتل والوحشية وسفك الدماء والتنكيل بأبناء شعبه.
من أكبر الأخطاء التي ارتكبها النظام في بداية الثورة هو أنه لم يجعل للناس خط رجعة فكل الطرق تؤدي إلى الموت، فإذا استمروا بالثورة قصفوا وإذا تراجعوا أُبيدوا... فبهذه الحالة الاستمرار بالثورة والموت بكرامة واجب مقدس.
ومن الحجج المضحكة للمؤيدين للنظام، هو انه بعد رحيل بشار ستصل إلى الحكم جماعات متطرفة، ففي طبيعة الحال في أي ثورة قد تظهر جماعات متطرفة وغير متطرفة، لكن السؤال هل هذه الجماعات المتطرفة أسوأ من بشار؟! لا اعتقد. إذ من الممكن أن يأتي يوم يترحم فيه المصريون على رئيسهم السابق، لكن هل سيأتي يوم ويترحم العالم على بشار الذي سفك و شرد و رمّل ويتّم!!
وأخيرا : أتمنى النصر والسداد للمعارضه السورية، والاستقرار والأمان للشعوب العربية العظيمة التي دائما تبحث ( باللا أمل بصيص أمل).
hissa_91@hotmail.com