احتفلت بمرور «نصف قرن من العطاء»

سلمان الحمود: رابطة الأدباء الكويتيين عُنيت بالنهضة الثقافية والفكرية منذ التأسيس حتى الآن

تصغير
تكبير
في احتفالية تليق بقيمتها التاريخية والثقافية وبرعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد - حفظه الله ورعاه - اقامت رابطة الادباء الكويتيين احتفالية عنوانها «نصف قرن من العطاء» وذلك احتفاء بمرور 50 سنة على تأسيسها.

والاحتفالية افتتحها نيابة عن صاحب السمو أمير البلاد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، في حضور نخبة من الادباء وضيوف الكويت وذلك مساء اول من امس في فندق «الجميرا» وادارت فقرات الاحتفالية الدكتورة نورة المليفي.

وفي بداية الاحتفالية ألقى الحمور كلمة قال فيها: «ان رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه لهذه الاحتفالية، ما هو إلا تأكيد للدعم الكبير الذي توليه الدولة لمؤسساتها الادبية والثقافية، وصورة من صور التقدير والدعم المقدم للادباء والمبدعين من ابناء الكويت، من قبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم».

وقال الحمود: «لم تكن الكويت في يوم من الايام بمعزل عن الحركة الادبية والثقافية، الممتلئة بالامل والطموح في البلاد العربية، بل سارت حركة الفكر والثقافة في دولة الكويت، نحو النمو والتطور، تلامس مناكب حركة الفكر والادب العربي تأثرا وتأثيرا منذ مطلع القرن العشرين والتي اعتمدت على زخم التيارات الثقافية والادبية المتدفقة إلى المجتمع الكويتي من خارجه، وتنشيط العوامل الساكنة بداخله، التي ابدعت في تأسيس الصروح الثقافية والعلمية الكويتية آنذاك ... لقد ادركت الكويت اهمية الادب والثقافة ودورهما في تطور الشعوب والاوطان منذ قرن مضى في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح، حينما بدأت الحركة الادبية والثقافية بالكويت، على اسس سليمة، فأنتجت ثقافة متفردة، وادبا مبنيا على خصائصه الكويتية الخليجية، مرتبطا بنبضه العربي، وكان تأسيس المدرسة المباركية عام الف وتسعمئة واحد عشر، ومن بعدها المكتبة الاهلية والنادي الادبي عام الف وتسعمئة واثنين وعشرين، قد شكلت بداية مؤسسات الادب والثقافة بالبلاد والتي اولاها حكام الكويت الكرام بمزيد من الرعاية والدعم على مدى العهود، إلى ما وصلت إليه الآن من نمو وتطور».

وأكد بقوله: «ان الاحتفال اليوم باليوبيل الذهبي لرابطة الادباء الكويتيين، التي تأسست في عام الف وتسعمئة واربعة وستين، يستحضر من ذاكرة الوطن بداية نبض حركة الفكر بالكويت، بظهور الشاعر والاديب عبدالجليل الطبطبائي، رحمه الله عام الف وثمانمائة وثلاثة واربعين، الذي ترك اثرا بارزا في الحياة الفكرية الكويتية على مدى عشر سنوات، وبدأ من بعده تلامذته اكمال مشواره، وفي مقدمهم المغفور له الاستاذ عبدالعزيز الرشيد، الذي اسهمت اعماله في تأكيد صورة الكويت زاخرة بالفكر والحيوية بين بلاد العالمين العربي والاسلامي، وكان لمجلة (الكويت) التي اصدرها عام الف وتسعمئة وثمانية وعشرين، كأول مجلة في منطقة الخليج العربي، الدور العظيم في نشر الادب والثقافة بالمنطقة... وسار على دربه العديد من ابناء الكويت من المثقفين والادباء، لتشهد البلاد انطلاقة حقيقية في مجال الادب والثقافة، متفاعلة مع القضايا الوطنية والعربية، مواكبة التطور والتحديث عبر العصور والازمان مع محافظتها على اصالتها وخصوصيتها الكويتية والخليجية وانتمائها العربي... وعندما تنادى ابناء الكويت من اصحاب الفكر والادب والثقافة، لتأسيس رابطة الادباء الكويتيين قبل خمسين عاما كان هدفهم الماثل في أفكارهم واعمالهم الادبية، هو ابراز وجه الكويت الادبي والثقافي ورعاية النهضة الادبية والثقافية والفكرية بالبلاد، وكانت انشطة وفعاليات رابطة الادباء داخل الكويت، ومشاركتها على المستويين الخليجي والعربي مبعث فخر لكل كويتي... لقد كانت رابطة الادباء الكويتيين ولا تزال منذ تأسيسها احدى مؤسسات المجتمع المدني الكويتية، التي عنيت بالنهوض بالحركة الادبية والثقافية والفكرية الكويتية، ورعاية نشء ثقافي وادبي من الكتاب والادباء الكويتيين الذين كان لهم دور ملموس في ابراز الوجه الحضاري لدولة الكويت داخليا وخارجيا جيلا بعد جيل».

واستطرد قائلا: «خمسون عاما تمر الآن على تأسيس رابطة الادباء الكويتيين، ولا تزال اعمدة الادب والفكر والثقافة من مؤسسي الرابطة، تمثل اعمالهم الادبية قواعد صلبة يتم البناء عليها، والتواصل معها عبر السنين، لخلق اجيال من المبدعين الكويتيين في مجالات الادب والفكر والثقافة، ونستذكر هنا بكل العرفان والتقدير هؤلاء الرواد الافاضل من ابناء وبنات دولة الكويت من مؤسسي الرابطة والذين ساروا على دربهم في النهوض بالحركة الادبية والفكرية والثقافية الكويتية اثراء للتطور والتفاعل مع القضايا الثقافية والادبية والفكرية على المستوى الوطني والخليجي والعربي».

وختم بقوله: «ان للمثقفين والادباء الدور الفاعل في بناء المجتمع وتكوين هويته الثقافية، وتوعية افراده بالمخاطر والتحديات، وهو دور يساهم بشكل كبير في تأسيس اركان الدولة ونهضتها، وتقوية إرادة شعبها، ولقد ادركت الكويت هذه الاهمية، فقامت بدعم الانشطة الادبية والثقافية الابداعية، وانشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، التي كان من نتائجها انتشار الفكر الادبي الكويتي في كثير من بلدان العالم، وتبوأ ابناء الكويت المراكز المتقدمة بين ادباء المنطقتين الخليجية والعربية».

وألقى الأمين العام لرابطة الادباء الكويتيين الباحث طلال الرميضي كلمة قال فيها: «تحتفل رابطة الادباء الكويتيين بمناسبة عزيزة على المثقفين والادباء. ألا وهو مرور نصف قرن على تأسيس هذا الصرح الثقافي، ولنا في هذا المقام أن نتذكر انجازات الرابطة، والعطاء الذي بذلته خلال هذه السنوات الطويلة من فعاليات ثقافية مهمة، وما أصدرته من مطبوعات ادبية قيمة لتساهم في اثراء الحراك الثقافي في صفحة مشرقة من صفحات تاريخ الكويت العريق».

واضاف: «ونحن وسط منظومة العمل التطوعي في ابرز المؤسسات الادبية بدولة الكويت، نعتز بهذه المناسبة الكبيرة، والتي كانت نتاج تواكب الجهود الرائعة بين الادباء السابقين والمعاصرين لنصل اليوم إلى تتويج هذا الصرح الادبي العريق باحتفال رفيع تحت رعاية سامية من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وبدعم كبير من معالي وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب سلمان صباح السالم الحمود الصباح، ونتقدم بخالص الامتنان للقيادة الحكيمة على دعمها اللامحدود لادباء هذا الوطن ومثقفيه، وهذا ليس بغريب عليها حيث جبلت على دعم المؤسسات الثقافية، والتي تعتبر رافدا مميزا لمفردات الابداع في المجتمع الكويتي الحضاري».

وختم بقوله: «ولا يسعنا في هذا المقام إلا تقديم جزيل الشكر لكل من ساهم معنا في انجاح هذا الحفل الجميل لنسجل معا صفحة مشرقة من صفحات تاريخ وطننا العزيز، ونتذكر باعتزاز اسماء مضيئة ساهمت في رفعة الرابطة خلال نصف قرن من العطاء الادبي».

وجاء دور كلمة الاتحاد العام لادباء العرب وألقاها نائب الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العرب رئيس اسرة الادباء والكتاب البحرينية الكاتب ابراهيم بوهندي، مشيرا فيها إلى دور الكويت الريادي في رعاية الثقافة العربية، خصوصا في الفترة من 20 - 28 ديسمبر من عام 1958 حينما استضافت الكويت المؤتمر الرابع للادباء والكتاب العرب.

وأوضح بقوله: «ان هذا المؤتمر تجلت فيه الروح العربية الوطنية في ذلك المؤتمر بالمواقف المؤيدة للشعوب العربية في نضالها ضد المستعمر الاجنبي، وما اراه جديرا بالذكر بصفتي مواطنا عربيا بحرينيا، هو ذلك الموقف مع شعب البحرين العربي الذي تضمنه البيان الختامي».

وختم بقوله: «هذه هي الكويت دائما بمواقفها الوطنية العربية منذ عهد مهندس نهضتها الحديثة المغفور له الوالد الكبير الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي اطلق عنان الابداع الادبي والفكري والفني فانتعشت الحياة الثقافية بفعل ابناء الكويت من الرواد، الذين ساهموا في اثراء المشهد الثقافي الخليجي والعربي بابداعاتهم المتميزة على مستوى الشعر والسرد القصصي والروائي، وعلى مستوى المسرح وغير ذلك من الآداب والفنون ليتدفق العطاء مما تأسس بمبادراتهم من الصروح الادبية والفكرية والفنية التي منها هذه الرابطة العريقة المحتفى بها اليوم بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها».

يوسف المليفي وشعار الاحتفالية

صمم شعار احتفالية رابطة الادباء بمرور 50 سنة على تأسيسها الفنان الدكتور يوسف المليفي، وذلك عبر رؤى فنية احتوت على رموز تدل على ما قدمته رابطة الادباء من عطاءات متميزة خلال مسيرته الادبية الطويلة.

ولقد احتوى الشعار على عناصر فنية متنوعة، وذات مدلولات فنية موحية، وذات دلالات يشير إلى الفكرة التي يريد الفنان توصيلها إلى المتلقي.

معرض الكتاب ... والتوزيع مجاناً

شارك في معرض الكتاب المقام على هامش الاحتفالية الكثير من دور النشر والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ومنها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ورابطة الادباء، ودار سعاد الصباح للنشر، ومؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين، ومركز البحوث والدراسات، ووزارة الاعلام، وغيرها. وتم توزيع الكتب بالمجان على الجمهور، خصوصا الطبعة الثانية من كتاب «الحركة الادبية والفكرية في الكويت» للدكتور محمد حسن عبدالله، والذي صدرت طبعته الثانية بمناسبة الاحتفالية، بينما صدرت طبعته الاولى عام 1973، وهو باكورة طباعة الكتب في رابطة الادباء.

منتدى المبدعين الجدد

حظي منتدى المبدعين الجدد باهتمام في الاحتفالية من خلال ما قدمه للادباء الشباب من دعم وتشجيع مما نتج عنه حصيلة من الادباء... اثروا الساحة الثقافية بابداعاتهم وهو المنتدى الذي تحرص الشيخة باسمة المبارك العبدالله على رعايته ودعمه منذ تأسيسه حتى الآن.

وتأسس منتدى المبدعين الجدد في العام 2001 بهدف احتضان المواهب الادبية للشباب من سن 13 - 30 سنة.

ومنتدى المبدعين يعتني بموهبة الشعر الفصيح والقصة والرواية والمسرحية اضافة إلى الكتابة النقدية. اما جلساته فهي اسبوعية تعقد كل اثنين من كل اسبوع، لمناقشة وقراءة نصوص الشباب المبدعين. ويشارك المنتدى بأنشطة داخلية وخارجية، منها امسيات شعرية وقصصية في الكويت والبحرين وسلطنة عمان. واصدر منتدى المبدعين الجدد كتابا يحمل عنوان «اشراقات» وهو كتاب يضم سلسلة من الحصيلة الابداعية لشباب اعضاء المنتدى.

تاريخ الرابطة في فيلم وثائقي

في حين جاء العرض المرئي والوثائقي عن تاريخ رابطة الادباء الكويتيين منذ التأسيس حتى الآن.

والذي بدأ من خلال النادي الادبي الأول عام 1924، ثم النادي الادبي الثاني عام 1946، كي تتبلور هذه التحركات إلى الرابطة الادبية، في عام 1958 ومن اهم اهدافها رعاية النهضة الادبية في الكويت والاتجاه بالادب العربي إلى المسار القومي. وفي عام 1964 اجتمعت نخبة من الادباء لتأسيس رابطة الادباء الكويتيين، ومن ثم اشهارها والتي تعتبر علامة مميزة في تاريخ الادب في الكويت.

وتحدث الفيلم عن مؤسسي رابطة الادباء، وامنائه ورؤساء تحرير مجلة البيان، بالاضافة إلى مطبوعات رابطة الادباء، وانشطة رابطة الادباء، إلى جانب الحديث عن منتدى المبدعين الجدد.

الحركة الأدبية في مشهد مسرحي

تضمنت فقرات الحفل عرضاً مسرحياً عن الحركة الادبية الكويتية من تأليف الاعلامية امل عبدالله وبطولة الفنان القدير جاسم النبهان، وتحدث العرض عن اصحاب الفكر والابداع في الكويت، هؤلاء الذين قدموا العطاء والجهد في سبيل اثراء الحياة الثقافية الكويتية.

كما شبه النبهان الادباء والمبدعين بالسدرة، التي كان يحرص كل كويتي على زراعتها نظرا لقدرتها على تحمل الظروف البيئية الصعبة، كما شبههم بالاثلة التي كانت تحمي المزارع من الغبار، وان الشعراء قديما كانوا الرواة، الذين رصدوا الكثير من القضايا المتعلقة بالوطن آنذاك.

تكريم المؤسسين

كرم الشيخ سلمان الحمود والباحث طلال الرميضي والشيخ أحمد النواف مؤسسي رابطة الادباء... الذين لا يزالون يقدمون عطاءاتهم، واولئك الذين رحلوا عن عالمنا من خلال حضور أحد افراد اسرهم وهم الادباء: يوسف الرفاعي وعبدالصمد تركي وعبدالمحسن الرشيد، وعبدالله سنان، ويعقوب الغنيم، وعبدالله الدويش، وفهد الدويري، وفاضل خلف، وهداية سلطان السالم، ومحمد البداح، وعلي السبتي.

كما تم تكريم امناء الرابطة منذ عام 1965 حتى الآن، ورؤساء تحرير البيان منذ عددها الأول في الأول من ابريل 1966 حتى الآن.

دروب الضوء

| رجا القحطاني |

يوبيلها الذهبي في استمرارها

لم تنطفئ في البذل شعلة نارها

خمسون نجما من مجرة عمرها

رسمت دروب الضوء في مشوارها

ولدت رعاة الضاد كل منضّدٍ

لغة من الابداع وفق اطارها

ونمت مواهب في عنايتها كما

تنمو اللآلئ في بطون محارها

هي واحة الادباء إذ ارواحهم

ترتاح في افيائها بجوارها

حرفية الكتاب بعض جمانها

وروائع الشعراء بعض نضارها

رفدت جهات الوعي عمقا وارتقت

بعطائها و(بيانها) ومنارها

وكأنني برعيلنا الوضاء يبصرها..

رضاء معجبا بمسارها

الأولون تعهدوها غرسة

تتوارث الاجيال قطف ثمارها

في ليلها انزوت الثقافة هدأة

فاذا رؤاهم بشرت بنهارها

لاتحسن الامم المضي تطورا

ان لم تك الآداب من اطوارها

كم امة كالمومياء تحنطت

لما تقولب فكرها في دارها

وانا بنبض الشعر روحي استوعبت

صخب الحياة بمرهف استشعارها

فوضاه لملمة لانسانيتي

ورؤاه بوصلة إلى اسقرارها

وكأن قافية تسافر في دمي

من قبل أن يشدو فمي بهزارها

أتنفس الكلمات إذا أتلمس..

الاشياء منسربا إلى اغوارها

مالم يجئ من شرفة التاريخ قد

جاءت به الشعراء في اشعارها!

* القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفل الافتتاح
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي