على الرغم من كثرة الأحداث وتسارعها محليا وإقليميا وعالميا، إلا أنني لا أستطيع أن أزيح من عقلي وتفكيري ما حدث في مصر.
وذلك ليس لذات الدكتور مرسي - وهو شخصية بلا شك تستحق التقدير والاحترام - ولكن لأن ما حدث إنما جاء للقضاء على أي روح أو انطلاقة أو ثورة تنبعث من قاعدة إسلامية، ودلائل ذلك كثيرة ذكرتها في مقالات سابقة.
كما أنني كنت وما زلت أعتقد بأن مصر هي أعظم دولة عربية يخشى منها أعداء الأمة، ولذلك هم حريصون على تحييدها في الصراع العربي - الإسرائيلي وألا يتولى قيادتها أي رئيس ذي توجهات إسلامية.
صدرت عدة تصريحات لشخصيات مصرية خلال الأيام الماضية رأيت أنها تستحق الوقوف أمامها:
أولها تصريح وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والذي قال بأن علاقة مصر بأميركا إنما هي علاقة زواج وثيق وليست نزوة ليلة!!
هذا التصريح أثار سخرية المصريين من جهة، فلقد تساءلوا عن نوع هذا الزواج، هل هو زواج شرعي أم عرفي أم مثلي أم متعة أم مسيار؟ ومن هو الزوج ومن هي الزوجة؟ وما المهر الذي دُفع؟ ومن هم الشهود؟ وأين أقيم الفرح؟ وماذا عن علاقة مصر بالدول الأخرى الداعمة للانقلاب وهل هي زيجات أم نزوات؟
ومن جهة أخرى، كشف تصريح وزير الخارجية عن حقائق لطالما حاولوا نفيها وهي التبعية لأميركا، هذه التهمة التي حاولوا من قبل إلصاقها بالدكتور مرسي والإخوان، برغم أن الرئيس الشرعي مرسي كان له تصريح واضح حين قال بأن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة قائمة على الندّيّة وليست التبعية، وبأن مصر الجديدة لا يُملى عليها شيء، وبأن الشعب المصري هو من يمتلك إرادته.
والطريف في الموضوع أن نبيل فهمي أتى ليكحّلها فعماها حين أراد توضيح تصريحه السابق فقال: إنما قصدت أن هذه الزيجة من الممكن أن يعقبها طلاق!!
التصريح الثاني الذي يثير الضحك والسخرية هو لقيادات حزب النور المصري، حينما أعلنوا دعمهم للسيسي في انتخابات الرئاسة بعد أن أدوا صلاة الاستخارة!!
أنا لم استغرب هذا الإعلان لأن حزب النور هو أصلا مشارك فعلي في الانقلاب، وهو من حاول إضفاء الصبغة الشرعية عليه، ودبج مشايخه الفتاوى، وتناقضوا في مواقفهم وأخذهم بالنصوص الشرعية، فهم ممن يطالبون بطاعة الحاكم مهما فعل، ويحرّمون الخروج عليه، ولم يخالفوا هذه الفتوى والقاعدة التي يسيرون عليها إلا مع الرئيس المنتخب الدكتور مرسي!!
والأمر المضحك في التصريح أن اختيارهم تم بعد أدائهم لصلاة الاستخارة!! ومن المعلوم أن هذه الصلاة يؤديها المسلم إذا احتار في الإقدام على أمر مشروع ومباح لا يدري هل الخيرية في فعله أو تركه، وهذا ما لا يتوافر في ترشح السيسي.
أخيرا أذكّر حزب النور ومن يسيرون على نهجه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «سَيَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ فَذَلِكُمُ الْهَالِكُ».
Twitter :@abdulaziz2002