مع استعدادات الكويتيين لاستقباله طالب بالتصدي له «قبل أن يأكل الأخضر واليابس»

العجيري محذّراً من الجراد: «أكلوه قبل لا ياكلكم»

تصغير
تكبير
• محمد كرم: الكويت ليست بيئة استيطان للجراد وسيأخذها معبراً إلى منطقة تناسبه

• نبيلة العلي: «الزراعة» جهزت 20 سيارة بمرشات وتتواصل مع هيئة مكافحة الجراد الإقليمية
مع تساؤل الكويتيين عما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه، وتشهد البلاد «سنة الجراد»، كتلك التي مرت على الكويت عام 1931، أخذوا يتأهبون لاستقبال الدفعة الاولى من الجراد الذي من المنتظر أن يصل إلى الكويت مطلع الاسبوع المقبل، حسب ما أفاد الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري، متوقعا أن يصل سعر خيشة الجراد إلى دينار، نظرا لقلة الاعداد الواصلة للكويت.

وقال العجيري مخاطبا اهل الكويت: «أكلوه قبل لا ياكلكم، فقدوم اسراب من الجراد إذا لم نأكله سيقضي على الاخضر واليابس».


واوضح العجيري ان اسراب الجراد كانت تفد إلينا مع رياح الجنوب من قارة افريقيا الى شبه الجزيرة العربية، وكان نصيبنا منها وافراً لدرجة ان كثافته العالية كانت تجعله يحجب اشعة الشمس عن الارض، مشيرا الى ان اسراب الجراد في ذلك الوقت كانت تنشط وتطير نهارا وتهدأ على الارض ليلا، كما ان مجموعات منه كانت تحط على سطح البحر فتتقاذفها الامواج حتى تشكل حاجزا على الساحل.

ولفت ان الناس كانت تصطاد الجراد ليلا من خلال حفر الخنادق لسهولة جمعه وكان يباع في ساحة الصفاة ليتناوله الكثيرون كطعام شهي لذيذ خاصة الاناث المسماة «مكنة» بعد سلقه بالماء والملح فضلا عن ان البعض كان يدخر منه للمواسم المقبلة في حال وفرته، مضيفا ان البعض كان يشوي الجراد بعد شكه في عود طويل.

في السياق نفسه، قال مدير إدارة الأرصاد الجوية محمد كرم ان «طقس الكويت غير مناسب للبيئة التي يستوطنها الجراد الصحراوي الذي يبحث عادة عن اجواء رطبة ومناطق زراعية كي يتمكن من البقاء والتكاثر، وهذا ما تفتقره الكويت، فأجواء الكويت مغايرة تماماً للبيئة التي يحتاجها الجراد».

وأضاف كرم «ربما تأخذ أسراب الجراد من الكويت معبرا لتكمل رحلتها الى منطقة اخرى تتوافر فيها الظروف المناخية التي تتناسب مع طبيعة الجراد». وأردف «نحن كمتابعين لحالة الظواهر المناخية لا يمكننا رصد ومراقبة حركة الجراد، مشيرا الى وجود جهات محلية ومنظمات إقليمية تستطيع تحديد حركة الجراد».

بدورها، قالت نائب مدير عام الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، لقطاع الثروة الحيوانية نبيلة العلي إن الهيئة مستعدة للجراد في حال وصوله للكويت، حيث اتخذت كافة الاستعدادات لمكافحته.

وأضافت العلي لـ«الراي» ان الهيئة لديها ضابط اتصال مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الاغذية والزراعة «فاو» ومقرها مصر، حيث يزودنا بالتقارير الدورية عن أي حركة متوقعة للجراد، مشددة على أنه مستبعد وصوله للكويت، لأن جوها حار ولا يصلح أن يكون بيئة حاضنة لتكاثره، وإذا وصل للكويت فقد يصل أثناء الليل مع برودة الجو وبشكل بسيط للعبور فقط.

واشارت إلى أن هناك تنسيقا بين مركزي العبدلي والوفرة واصحاب المزارع الموجودة هناك، للابلاغ عن اي أسرب ترصد للجراد، معلنة استعداد الهيئة للتعامل مع البلاغات حيث تم تجهيز 20 سيارة مجهزة بالمرشات لرش المبيدات الحشرية بالاضافة إلى إمكانية الطلب من القطاعات الأخرى في الهيئة المساعدة إذا وصلت أعداد كبيرة منه وهذا أمر غير متوقع.

مواطنون استعادوا بعض الذكريات مع الجراد وأكله ونوعياته الجيدة، حيث قال فهد شطي العجمي انه في الخمسينات كان اهل الجهراء يملأون الجراد في خياش العيش ويطبخونه، ويتناولونه في وجبتي الغداء والعشاء والجميع كان يترقب وصوله.

وأفاد إن انتشار الجراد الصحراوي يمثل تهديدا خطيرا للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في أي بلد. خطر الجراد الصحراوي يتمثل في التهديد المستمر لغزو المحاصيل الزراعية والمراعي الطبيعية، وبالتالي، تؤثر على المحاصيل الزراعية. ولفت إلى ان اسعار الخياش رخيصة حيث تصل إلى أربع بيزات لـ2.25 كيلو، وأن الناس كانوا يجلبون اعدادا كبيرة من الأكياس الخيش المملوءة بالجراد لبيعها في السوق حيا، فيشتريه اهل الكويت ويطبخونه داخل قدور كبيرة من الماء المغلي مع قليل من الملح حيث تفرغ فيها أكياس الجراد الحي والميت معا وعندما ينضج يؤكل بعضه ويجفف المتبقي ويحفظ في أكياس خاصة كغذاء متوافر طوال السنة او يبيعونه. وأشار العجمي أن «أفضل أنواع الجراد (المكن) وهي الانثى الممتلئة من العشب ويكون (المحاح الاصفر) في ذيلها وهي المادة المغذية والمفيدة مبينا أن أنثى الجراد تسمى عند أهل البادية (دمونة) وجمعها (دمون) وعند أهل الحاضرة (مكنة) وجمعها (مكن) ولونها بني فاتح وهي سمينة وفي بطنها البيض الذي يجعل مذاقها لذيذا وشهيا أما الذكر فيميل لونه الى الاصفر ويسمى عند أهل البادية (زعيري) وعند أهل الحاضرة (عصفور) حيث يشبه لون طير العصفور.

من جانبه، قال فهد عابر البذالي ان الجراد مليء بالبروتينات وهذه من الأسباب الرئيسية المؤدية لأكل الجراد، ففي الماضي يأكلونه بسبب الفقر مؤكدا أن الجراد غني بمادة البروتين والأملاح ونسبة الكلسترول فيه تكون قليلة.

وأضاف البذالي أن أهل الكويت يحرصون على أكل الجراد وتتعدد طرق طهي الجراد لأكثر من طريقة تختلف من منطقة لأخرى لكن غالبيتها إما أن تكون طبخا بالماء أو بالشوي.

ويقول كبار السن إن المكن وهو أنثى الجراد أطعم وأجدر بالأكل من غيرها، وتكون أيضا أطيب وألذ عندما تكون مليئة بالبيض، ويتمثل ذلك بانتفاخ ذيلها، حيث فيها من اللحم ما يجعلها طيبة الطعم للأكل، أما الزعيري وهو الذكر ذو اللون الأصفر فهو أقل جسما وأقل طعماً وتكون عملية الطبخ بوضع ماء في قدر حسب الكمية المراد طبخها من الجراد ثم يفرغ كيس الجراد في القدر، ويوضع عليه الملح، ثم يترك إلى وقت نضجه، وفي الغالب يعرف أنه نضج عندما تفوح رائحة زكية من القدر، بعدها يؤخذ الجراد ويتم تجفيفه حتى يبرد، بعدها يقومون بنزع رأسه وسيقانه، ثم يخلط مع البقل ثم يطحن ويلف بالتمر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي