أكد أن محاولات الربط بينهما فشلت ولم تثبتها أي جهة لا في الداخل ولا في الخارج
المعتوق لـ«الراي»: نقول «هاتوا برهانكم» لمن يتهمون العمل الخيري بالإرهاب
عبدالله المعتوق
العمل الخيري الكويتي ... شهادة انسانية عالمية
تكريم أوروبي للمعتوق
... ومكرما من بان كي مون
العمل الخيري الكويتي... إشادة عالمية
المعتوق متحدثاً في الأمم المتحدة
• العمل الخيري ماضٍ في مسيرته متسلحا بالشفافية غير عابئ بأي مزاعم إلصاق التهم الباطلة به
• من أهم عوامل ازدهار جهودنا تأييد القيادة السياسية
وهذا من شأنه رفعة العمل وتعزيز الثقة به
• عملنا الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية وأصبحت الكويت من أهم الدول المانحة رسميا وأهليا
• لدينا شهادات موثقة رسميا محليا ودوليا تشيد بالعمل الخيري وتنفي عنه
أي شبهة
• حين توليت حقيبة «الأوقاف» استطعت بتوفيق الله أن أقود الوزارة إلى العالمية وأفسحت مجال العمل لمسؤوليها
• عدم الاستقرار السياسي أهم معوق أمام
أي وزير لا يمتلك الفرصة لتنفيذ رؤيته
• نواب «مستعجلون» يستقبلون الوزير
بسيل الأسئلة والتهديد قبل أن يعرف
ما بداخل حقيبته!
• رغم طابعها العالمي وفق نظامها
فقد نفذت الهيئة العالمية
مشاريع خيرية عدة داخل الكويت
• الوفود العربية والإسلامية تقدم للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعها التعليمية والصحية والإنتاجية
• التحدي الحقيقي الذي يواجهنا تزايد الفقراء والمنكوبين وقلّة الموارد أمام تعاظم احتياجاتهم
• اختياري مبعوثا أمميا تكليف وليس تشريفا في ظل الأعباء التي تلقى علينا
مع تنامي احتياجات الناس وكثرة المآسي
• من مشاريعنا لإغاثة الأشقاء السوريين قريتان كويتيتان في تركيا والأردن بـ2000 بيت ومدارس ومساجد ومستوصفات
• بدأنا تنفيذ القرية الأولى من قرى الكويت الخيرية الـ10 للسوريين تحت شعار «بيت من الكويت» في كل منها 1000 منزل
• هدفنا أن نكون
من أفضل 10 منظمات إنسانية
في العالم
عبر تقديم المساعدات للمحتاجين
• «الوسطية» مشروع الأمة الإسلامية كلها والتيار السائد فيها أما الغلو والتشدد فليس لهما أرضية
• عناصرنا ينتمون إلى المدرسة الإسلامية الوسطية وباعهم كبير في محاربة الغلو وترشيد الصحوة
• لدينا برامج متعددة في مجال كفالة الأيتام وبناء ودعم دور إيوائهم وتنفيذ المشاريع الإنتاجية لرعاية العائلات الفقيرة
• من أهم عوامل ازدهار جهودنا تأييد القيادة السياسية
وهذا من شأنه رفعة العمل وتعزيز الثقة به
• عملنا الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية وأصبحت الكويت من أهم الدول المانحة رسميا وأهليا
• لدينا شهادات موثقة رسميا محليا ودوليا تشيد بالعمل الخيري وتنفي عنه
أي شبهة
• حين توليت حقيبة «الأوقاف» استطعت بتوفيق الله أن أقود الوزارة إلى العالمية وأفسحت مجال العمل لمسؤوليها
• عدم الاستقرار السياسي أهم معوق أمام
أي وزير لا يمتلك الفرصة لتنفيذ رؤيته
• نواب «مستعجلون» يستقبلون الوزير
بسيل الأسئلة والتهديد قبل أن يعرف
ما بداخل حقيبته!
• رغم طابعها العالمي وفق نظامها
فقد نفذت الهيئة العالمية
مشاريع خيرية عدة داخل الكويت
• الوفود العربية والإسلامية تقدم للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعها التعليمية والصحية والإنتاجية
• التحدي الحقيقي الذي يواجهنا تزايد الفقراء والمنكوبين وقلّة الموارد أمام تعاظم احتياجاتهم
• اختياري مبعوثا أمميا تكليف وليس تشريفا في ظل الأعباء التي تلقى علينا
مع تنامي احتياجات الناس وكثرة المآسي
• من مشاريعنا لإغاثة الأشقاء السوريين قريتان كويتيتان في تركيا والأردن بـ2000 بيت ومدارس ومساجد ومستوصفات
• بدأنا تنفيذ القرية الأولى من قرى الكويت الخيرية الـ10 للسوريين تحت شعار «بيت من الكويت» في كل منها 1000 منزل
• هدفنا أن نكون
من أفضل 10 منظمات إنسانية
في العالم
عبر تقديم المساعدات للمحتاجين
• «الوسطية» مشروع الأمة الإسلامية كلها والتيار السائد فيها أما الغلو والتشدد فليس لهما أرضية
• عناصرنا ينتمون إلى المدرسة الإسلامية الوسطية وباعهم كبير في محاربة الغلو وترشيد الصحوة
• لدينا برامج متعددة في مجال كفالة الأيتام وبناء ودعم دور إيوائهم وتنفيذ المشاريع الإنتاجية لرعاية العائلات الفقيرة
طالب رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق، من يتهمون العمل الخيري الكويتي بتقديم أدلتهم «التي لم تثبتها أي جهة رقابية داخليا وخارجيا» مشيرا إلى أنه من السهل أن يسوق أي إنسان أي مزاعم وأكاذيب دون أي سند ضد إحدى الجهات خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة التي تساعد على انتشار الشائعات والاتهامات.
ودعا المعتوق في لقاء خاص مع «الراي» كل من تسول له نفسه إطلاق مثل هذه الادعاءات، إلى أن يتحرى الدقة، ولا يثير الحملات الشعواء التي لم تعد تنطلي على أحد، لافتا إلى انه لابد أن نعلم أنه في ظل مراقبة الأرصدة والتحويلات البنكية والإعلام الكوني لا وجود لمثل هذه الاتهامات، وإن محاولات الربط بين العمل الخيري والإرهاب اتهام باطل وغير صحيح، ولم تثبته أي جهة لا في الداخل ولا في الخارج، وهناك شهادات موثقة ومنشورة لسموه وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية والأمم المتحدة ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون تشيد بالعمل الخيري، وتنفي عنه أى شبهة.
وقال ان الهيئة الخيرية تعمل في قرابة 136 دولة حول العالم لمواجهة الحاجات المتزايدة للمجتمعات الفقيرة خاصة في العالم الإسلامي الذي تعاني شعوبه ظروفا قاسية وأزمات متعددة، في ظل ارتفاع معدلات المرض والفقر والأمية والبطالة وتراجع جهود التنمية، مبينا أن الهيئة تسعى إلى أن تكون من أفضل 10 منظمات إنسانية في العالم عبر تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم حيثما كانوا بصرف النظر عن العرق والجنس والدين، وإغاثة المجتمعات المنكوبة في حالات الكوارث والحروب والنكبات والمجاعات والظروف المشابهة لتخفيف معاناتهم، وتوفير الحاجات الرئيسة لهم كالمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية.
و لفت المعتوق الى أن عدم الاستقرار السياسي من أهم المعوقات أمام أي وزير، فقد لا يمتلك الوزير الفرصة لتنفيذ رؤيته وترجمة البرامج التي يسعى لتنفيذها، وبالتالي قد يضطر إلى تنفيذ برنامج أعده غيره، لم يمتلك واضعه الفرصة لتنفيذه كاملا، ومن هنا يحدث ارتباك حقيقي حين يتعارض برنامج سلفه مع رؤيته لإصلاح أوجه القصور في الوزارة و الدفع بها للأمام، موضحا أن بعض النواب يكونون في عجلة من أمرهم، فمنذ الأيام الأولى للوزير تنهال عليه الأسئلة البرلمانية، وقد يتطور الأمر إلى تهديده بالاستجواب، بل واستجوابه بالفعل، وهو مازال في مرحلة الاستكشاف وغير مسؤول عن مضامين الكثير من الأسئلة، بل وغير مسؤول عن مادة الاستجواب نفسها، وهذا أيضا يؤدي إلى نوع من الارتباك في دولاب العمل.
وذكر المعتوق ان العمل الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية، وأصبحت الكويت، رسميا وأهليا، من أهم الدول المانحة، وشكل العمل الخيري سفيرا شعبيا إلى جانب العمل الديبلوماسي، حيث التعاون الوثيق بين المؤسسات الخيرية والسفارات الكويتية في الدول المختلفة، وقد عكس هذا النشاط الإنساني صورة مشرفة للكويت وأهلها ورفع اسمها عاليا في جميع أنحاء العالم، مشيرا الى أن الأمم المتحدة تنظر للكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بكل تقدير واحترام لدورها الإنساني الرائد، فقد أضحت الكويت دولة رائدة في صناعة الخير، تؤمها الوفود العربية والإسلامية من جميع أنحاء العالم على مدار العام، يقدمون للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعهم الخيرية التعليمية والصحية والإنتاجية، ومن جانبها تقوم الجمعيات الخيرية بدراستها وتقديم الدعم لها.
و في ما يلي تفاصيل اللقاء :
• بداية حدثنا عن دور الهيئة في الكويت؟ يجب أن نقر أولا أن الهيئة الخيرية منظمة إنسانية عالمية بموجب نظامها الأساسي، ومع ذلك فهي منذ نشأتها لم تدخر وسعاً في دعم وتبني العديد من الأنشطة والبرامج والمشاريع الإنسانية التعليمية والصحية والمجتمعية داخل الكويت، فقد دشنت بالتعاون مع الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان مستشفى الرعاية الصحية في منطقة الصباح الطبية على مساحة 30،000 متر مربع، ويتألف من ستة أدوار وبطاقة استيعابية 92 سريراً، وبلغت تكاليف إنشاء وتجهيز المستشفى أكثر من خمسة ملايين دينار. ويقدم المستشفى خدمة رعاية تلطيفية هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية والإسلامية يساعد في توفير الأجواء الطبية وتقديم العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمريض، ويعد هذا المستشفى هو الأول من نوعه في المنطقة، كمشروع رائد في العلاج التلطيفي قياساً بالمستويات العالمية. ونحن في الهيئة الخيرية أيضا نتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية والوقفية والشركات الأهلية من أجل دعم مشروع علاج المصابين بمرض «الليمفوما» الذي تشرف عليه، السيدة الفاضلة الشيخة أوراد الجابر الصباح، وقد نجح أهل الخير في رسم البسمة على وجوه مئات المرضى وزرع الأمل في نفوسهم.
• ما نطاق عمل الهيئة الخيرية دوليا؟ الهيئة الخيرية تعمل في قرابة 136 دولة حول العالم لمواجهة الحاجات المتزايدة للمجتمعات الفقيرة خاصة في العالم الإسلامي الذي تعاني شعوبه ظروفا قاسية وأزمات متعددة، في ظل ارتفاع معدلات المرض والفقر والأمية والبطالة وتراجع جهود التنمية. وفي هذا السياق، تسعى الهيئة إلى أن تكون من أفضل 10 منظمات إنسانية في العالم عبر تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم حيثما كانوا بصرف النظر عن العرق والجنس والدين، وإغاثة المجتمعات المنكوبة في حالات الكوارث والحروب والنكبات والمجاعات والظروف المشابهة لتخفيف معاناتهم، وتوفير الحاجات الرئيسة لهم كالمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية. كما تسهم في تقديم المشاريع التنموية الإنتاجية للشرائح الفقيرة لتتمكن من العيش الكريم بعيدا عن ذل السؤال والحاجة، وقد أنشأت لهذا الهدف مراقبة التنمية المجتمعية التي اتسع نشاطها في عشرات الدول. وتحرص على استثمار الطاقات البشرية وتنميتها من خلال المشاريع التعليمية والتدريبية المختلفة التي تهدف إلى القضاء على الأمية التي تعد إحدى العثرات الأساسية في طريق التنمية والتقدم، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات والمنظمات الخيرية الإنسانية الأخرى ذات الاهتمام المشترك. ونستطيع القول انه منذ أن أصدر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - مرسوما أميريا بتأسيس الهيئة في عام 1986، وهى تحظى بثقة أهل الخير عبر التواصل معهم- حكومة وأفرادا ومؤسسات- لجمع إسهاماتهم من الصدقات والزكوات والوقفيات والقيام بدور الوسيط في دعم وإنشاء المشاريع والبرامج الاجتماعية والتعليمية والصحية والاغاثية في جميع أنحاء العالم.
• هل تعتقد أن مشروع الوسطية حقق أهدافه؟ مشروع الوسطية هو مشروع الأمة الإسلامية بأسرها، والتيار السائد في الأمة هو التيار الوسطي المعتدل، وتيار الغلو والتشدد ليس له أرضية، ومن ثم فالمستقبل للفكر الإسلامي الوسطي، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، وحينما كنت وزيرا للاوقاف والشؤون الإسلامية نجحنا في إنشاء المركز العالمي للوسطية، وهو من أهم المراكز والمؤسسات البحثية التي أنتجت دراسات وأبحاثا رصينة في موضوع الفكر الإسلامي. ولابد أن أشير ايضا إلى ان الهيئة الخيرية تتخذ من الفكر الإسلامي الوسطي مرجعية ومنهاجا، فقد اطلقت في وقت سابق حملة «الوسطية نور» من أجل تعزيز ثقافة الأمة الوسط، كما نظمت العديد من الندوات والملتقيات التي تسهم في ترسيخ مفاهيم الوسطية داخليا وخارجيا وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية و منظمة الايسيسكو. وترجمة لتوجهها الوسطي، قامت بتنظيم مجموعة من الفعاليات والمناشط للتعريف بالفكر الإسلامي الصحيح، ففي الكويت عقدت عددا من الندوات، وشارك فيها علماء ومفكرون مشهود لهم بالوسطية من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كما عقدت بالتعاون مع الاسيسكو مجموعة ندوات أخرى، إحداها في ايطاليا جمعت فيها المسؤولين عن المنظمات والمراكز الإسلامية لمناقشة هذه القضية، والتعريف بثقافة الأمة الوسط، وتدريب الدعاة على المنهج الوسطي في أوروبا، كما عقدت ندوة أخرى في سنغافورة حشدت لها مسؤولي المراكز الإسلامية والجمعيات والاتحادات على مستوى آسيا لتبيان الهدي النبوي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن. ومن المعروف أن أعضاء مجلس ادارة الهيئة والجمعية العامة من العلماء والدعاة الذين ينتمون الى المدرسة الإسلامية الوسطية، ولهم باع كبير في محاربة الغلو وترشيد الصحوة الإسلامية، وأستطيع أن اقول ان مشروع الوسطية قطع شوطا كبيرا في تحقيق أهدافه، في حين انحسر تيار الغلو والتشدد وتراجع.
• ما استراتيجيتكم في تنفيذ المشاريع الخيرية والإغاثية؟ استراتيجيتنا في الهيئة الخيرية تقوم على تقديم نموذج متميز ومتكامل للعمل الخيري الإسلامي، والسعي للريادة في ترسيخ معالم الأسلوب المؤسسي في العمل الخيري، إدارة وتنظيرا وممارسة، والعمل ضمن منهجية تكاملية في تخطيط وإقامة المشروعات التنموية فلا تقتصر أعمال الهيئة على جانب واحد من جوانب العمل الخيري بل تتسع لتشمل جميع جوانب الحياة، وتحقيق البعد العالمي في العمل الخيري تأسيسا وتمويلا وإنفاقا وتنسيقا، وتأكيد استقلالية الهيئة وعدم تبعيتها لأي جهة بشكل مباشر أو غير مباشر وبعدها عن المنازعات السياسية والصراعات وذلك لدعم رسالتها الإنسانية المحضة ووضوح أهدافها الخيرية، وتبني الأسلوب العلمي المدروس في جمع التبرعات واستثمارها وتقديمها للمستحقين بما يتفق مع أهداف الهيئة وسياستها.
• وما حجم العمل الذي تقوم به الهيئة الخيرية سنويا؟ هناك برامج إنسانية عديدة تنفذها الهيئة الخيرية سنويا، بعضها اغاثي يستهدف تقديم المساعدات للمنكوبين في سورية مثلا ومن قبلها باكستان والصومال وبنين والنيجر، وهناك مساعدات إنسانية للأيتام والأسر المتعففة، خاصة أن هناك عشرات الآلاف من الأيتام والأرامل والأسر التي لا معيل لها في أمس الحاجة إلى مساعدات دورية لسد حاجاتهم، وخاصة في الدول المنكوبة بالحروب والنكبات والصراعات العرقية والسياسية. وللهيئة برامج متعددة في مجال كفالة الأيتام وبناء ودعم دور رعايتهم وتنفيذ المشاريع الإنتاجية لرعاية العائلات الفقيرة، وبناء المساجد والمدارس والمستوصفات وحفر الآبار وبرامج التنمية المجتمعية التي تغطي قرابة 30 دولة، كما تدشن سنويا المراكز المهنية والتعليمية، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم وبرامج كفالة المدرسين والدعاة وأساتذة الجامعات. وبهذه المشاريع الخيرية تسهم الهيئة في حركة التنمية المجتمعية بالعديد من الأقطار الإسلامية، وإعادة البسمة إلى وجوه آلاف اليتامى والأرامل والمحتاجين، ودعم إنشاء المشاريع الحرفية والتنموية، حيث لم يعد العمل الخيري يؤدي دورا إغاثيا تقليديا فقط، وإنما يقوم بدور رئيس في تنمية المجتمعات والارتقاء بها والعمل على توفير حياة كريمة.
• وهل من معوقات تواجه عملكم محليا ودوليا؟ وإذا وجدت فما سبل علاجها؟ لا يخلو أى عمل من تحديات ومعوقات، ونحن في العمل الخيري بفضل الله وبإتباع منهج الشفافية نتجاوز كثيرا من العقبات، ولعل أهم تحد يكمن في محاولات اتهام العمل الخيري بالارهاب، وهذه كلها ادعاءات لا سند لها من الواقع ولا ظلال لها من الحقيقة، وتبقى مجرد اتهامات إنشائية، والعمل الخيري ماض في مسيرته غير عابئ بأي مزاعم تطلقها هذه الجهة أو تلك، متسلحا بمزيد من الشفافية وأعمال المحاسبة والتدقيق. أما التحدي الحقيقي فيتعلق بتزايد احتياجات الفقراء والمنكوبين، وقلة الموارد أمام تعاظم الاحتياجات، حيث لا نكاد نعبر أزمة حتى تقع أخرى، وأخطرها كارثة سورية حيث يعيش أكثر من 9 ملايين سوري في الداخل والخارج مشردين وفي حاجة إلى مساعدات عاجلة، وإزاء ذلك كانت الدعوات بعقد المؤتمرات الدولية للمانحين في الكويت، ومع ذلك تظل هذه الجهود الإنسانية غير كافية أمام استمرار تداعيات الأزمة الإنسانية والأحداث الدامية اليومية.
• تم اختياركم مبعوثا للأمم المتحدة. فماذا أضاف لكم هذا المنصب؟ نحن نعتبر هذا المنصب تكليفا وليس تشريفا، ففي ظل تنامي احتياجات الناس وكثرة المآسي والكوارث من حولنا، فإن مثل هذه المناصب تحمل صاحبها أعباء والتزامات إضافية، نسأل الله أن يعيننا عليها، والواقع أنه تم اختياري لهذا المنصب تقديرا للدور الرائد والمتميز الذي اضطلعت به الكويت على المستويين الرسمي والأهلي في مجال العمل الإنساني. ولا شك أن الكويت تعد من أبرز الدول المانحة في العالم على المستوى الرسمي، وتقوم مؤسساتها بدور إغاثي فاعل في الفضاء الإنساني، ولهذا جاء هذا المنصب تتويجاً لمسيرة العمل الخيري الكويتي التي وصلت ببرامجها ومشاريعها الإنتاجية والتنموية إلى معظم أنحاء العالم، حتى أصبح رجال العمل الخيري يمثلون سفراء لوطننا الحبيب في جميع أنحاء العالم. ونحن من هذا الموقع نسعى إلى حمل الهموم والتحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية الإسلامية في ميادين عملها إلى المجتمع الدولي، وتقديم صورة حقيقية وجادة عن أهدافها ومقاصدها ورسالتها الخيرية النبيلة، فضلاً عن تعزيز جهود الشراكة وتبادل المعلومات والإفادة من خبرات المنظمات الدولية وخططها في حالات الطوارئ، خاصة أن حظوظ الأمة الإسلامية من النكبات والكوارث هي الأوفر، وبالتالي فهناك حاجة ضرورية إلى إقامة جسور الشراكة والتعاون.
• من خلال عملكم كيف ترى تقييم الكويت لدى الأمم المتحدة في جانب دعم العمل الإنساني والاغاثي؟ العمل الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية، وأصبحت الكويت، رسميا وأهليا، من أهم الدول المانحة، وشكل العمل الخيري سفيرا شعبيا إلى جانب العمل الديبلوماسي، حيث التعاون الوثيق بين المؤسسات الخيرية والسفارات الكويتية في الدول المختلفة، وقد عكس هذا النشاط الإنساني صورة مشرفة للكويت وأهلها ورفع اسمها عاليا في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن الأمم المتحدة تنظر للكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد بكل تقدير واحترام لدورها الإنساني الرائد، فقد أضحت الكويت دولة رائدة في صناعة الخير، تؤمها الوفود العربية والإسلامية من جميع أنحاء العالم على مدار العام، يقدمون للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعهم الخيرية التعليمية والصحية والإنتاجية، ومن جانبها تقوم الجمعيات الخيرية بدراستها وتقديم الدعم لها.
• الدكتور عبدالله المعتوق وزير سابق، فهل حققت رؤيتك في وزارة الأوقاف أم كان الصراع السياسي أكبر من ان يتيح المجال لتطبيق رؤية مؤسسية واضحة؟ حين تحملت مسؤولية وزارة الأوقاف، كان بابي مفتوحا للجميع، واستطعت بتوفيق من الله أن أقود الوزارة إلى العالمية، فأنشأنا المركز العالمي للوسطية في مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف، وأعطيت الفرصة لكل الزملاء والمسؤولين في الوزارة للعمل على رفعتها وتنفيذ استراتيجيتها بكفاءة عالية، ولم أدخر وسعا في تنفيذ أى برامج من شأنها رفعة الدين والوطن. وأتصور أنه لولا توفيق الله لنا في الوزارة ما كنت على رأس أهم منظمة إنسانية إسلامية عالمية، ولما اختارني سمو الأمير مستشارا بالديوان الأميري. لكن لا أنكر أن الصراعات السياسية المقيتة من عوامل الهدم وإعاقة دولاب العمل، وأنصح إخواني المشتغلين بالحقل السياسي أن يضعوا مصالح البلاد العليا نصب أعينهم وان يتجاوزا المصالح الحزبية الضيقة التي غالبا ما تؤدي إلى تعطيل العمل وشغل الرأى العام بقضايا فرعية.
• ما المعوقات التي صادفتكم كوزير؟ وما هي بنظرك المعوقات المشتركة التي تصادف أي وزير يعمل في حكومة الكويت؟ لا شك أن عدم الاستقرار السياسي من أهم المعوقات أمام أي وزير، فقد لا يمتلك الوزير الفرصة لتنفيذ رؤيته وترجمة البرامج التي يسعى لتنفيذها، وبالتالي قد يضطر إلى تنفيذ برنامج أعده غيره، لم يمتلك واضعه الفرصة لتنفيذه كاملا، ومن هنا يحدث ارتباك حقيقي حين يتعارض برنامج سلفه مع رؤيته لإصلاح أوجه القصور في الوزارة و الدفع بها للأمام. الأمر الآخر أن بعض النواب يكونون في عجلة من أمرهم، فمنذ الأيام الأولى للوزير تنهال عليه الأسئلة البرلمانية، وقد يتطور الأمر إلى تهديده بالاستجواب، بل واستجوابه بالفعل، وهو مازال في مرحلة الاستكشاف وغير مسؤول عن مضامين الكثير من الأسئلة، بل وغير مسؤول عن مادة الاستجواب نفسها، وهذا أيضا يؤدي إلى نوع من الارتباك في دولاب العمل. وإذا كنا لا ننكر أهمية استخدام النائب لأدواته الدستورية في الرقابة على أداء السلطة التنفيذية، فنحن لا نوافق على التعسف في استخدامها لسبب أو لآخر، ربما يكون لا علاقة له بموضوع المساءلة.
• هل العمل السياسي في الكويت له تأثير على العمل الخيري؟ بكل تأكيد، فمن أهم عوامل ازدهار العمل الخيري في الكويت أنه يحظى بتأييد القيادة السياسية، فقد رأينا سمو الأمير وسمو ولى العهد ورئيس الحكومة، وهم يشيدون بالعمل الخيري، ويتبرعون لمشاريعه وبرامجه، وهذا من شأنه رفعة العمل الخيري وتعزيز الثقة به واستمراره في تحقيق رسالته. لكن من ناحية أخرى، لابد لمؤسسات العمل الخيري ان تعمل بمعزل عن السياسة تماما، وفي ذلك ضمانة مهمة جدا لاستمرار أدائها الإنساني بعيدا عن صراعات العمل السياسي، وهذا في تقديري هو السائد في الكويت، فالجمعيات الخيرية الكويتية تحرص على أداء أعمالها الإنسانية بكل تجرد وشفافية ودون تمييز على أساس سياسي أو عرقي أو ديني أو غيره.
• كثيرا ما اتهم العمل الخيري بدعم الارهاب ولم يثبت ذلك أبدا. فما مسوغات هذا الاتهام؟ أوافقك الرأى، فهناك اتهامات دون أدلة، وما أسهل أن يسوق أي إنسان أي مزاعم وأكاذيب ضد إحدى الجهات خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة التي تساعد على انتشار الشائعات والاتهامات. لابد أن نعلم أنه في ظل مراقبة الأرصدة والتحويلات البنكية والإعلام الكوني لا وجود لمثل هذه الاتهامات، وإن محاولات الربط بين العمل الخيري والإرهاب اتهام باطل وغير صحيح، ولم تثبته أي جهة لا في الداخل ولا في الخارج، وهناك شهادات موثقة ومنشورة لحضرة صاحب السمو وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية والأمم المتحدة ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون تشيد بالعمل الخيري، وتنفي عنه أى شبهة. ونحن في الهيئة الخيرية على وجه الخصوص نحظى بثقة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية، ولسمو الأمير لقاءات متكررة مع أعضاء مجلس إدارة الهيئة، كما أن سموه وجه الهيئة مرات عديدة للقيام بحملات إغاثية لجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين في باكستان وسورية والصومال والسودان وغيرها، على اختلاف طبيعة كل كارثة ألمت بشعوب هذه الدول، بل إن سمو الأمير شخصياً - حفظه الله ورعاه- كان على رأس المتبرعين خلال هذه الحملات، وأدعو كل من تسول له نفسه إطلاق مثل هذه الادعاءات، أن يتحرى الدقة، ولا يثير الحملات الشعواء التي لم تعد تنطلي على أحد.
• ما المشاريع التي اعتمدت عليها الهيئة في دعم الشعب السوري؟ الهيئة الخيرية تشرفت بتوجيهات سمو الأمير لإغاثة اللاجئين السوريين، وأطلقت العديد من الحملات الإعلامية التي وجدت تجاوباً مشكوراً من الشعب الكويتي المعطاء، وجمعت أكثر من 37 مليون دولار، وعبر فريق إغاثي متخصص، قامت بعمل إغاثي دؤوب ومتواصل من أجل تخفيف حدة معاناة الأشقاء السوريين النازحين إلى الأردن ولبنان وتركيا وأرمينيا وغيرها، عبر حزمة من البرامج الإغاثية والصحية والتعليمية والنفسية، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى وافتتحنا في شهر يونيو الماضي قرية الكويت النموذجية في منطقة كيليس التركية، وتشتمل على 1000 بيت جاهز، و4 مدارس ومسجدين ومركزين طبيين، وقدمنا هذه القرية كهدية لأشقائنا السوريين النازحين إلى تركيا من منطلق واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاههم في هذه المحنة. ثم افتتحنا مشروعا مماثلا في مخيم الزعتري، ويضم 1000 بيت جاهز، ويجري الانتهاء من قرية ثالثة بدعم من سمو الأمير، بالإضافة إلى مشروع النداء الموحد ويتألف من 10 قرى، كل قرية تضم 1000 بيت.
• الهيئة الخيرية تصدرت العمل الإغاثي في الكويت وكانت مصب العديد من الجمعيات والمبرات الخيرية في دعم سورية. فكيف وجدتم التزام هذه الجهات في توريد ما يصلها من تبرعات للهيئة؟ بفضل الله تعالى، الهيئة الخيرية ترتبط بعلاقات وطيدة مع كل وزارات وأجهزة الدولة وليس فقط الجمعيات الخيرية، فهناك تعاون وتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الخارجية والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة وكل الجمعيات الخيرية والتطوعية المتمثلة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية وجمعية عبدالله النوري الخيرية وجمعية العون المباشر وجمعية صندوق إعانة المرضى، وغيرها. وتعمل الجمعيات الخيرية الكويتية تحت مظلة الجمعية الكويتية للإغاثة وهي امتداد للجنة الكويتية المشتركة للإغاثة التي أنشئت في ثمانينيات القرن الماضي، كمظلة تنسيقية لشركاء الخير في الكويت من أجل العمل المشترك لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المنكوبين من جراء الكوارث والمجاعات والنزاعات والحروب في العديد من الدول الإسلامية والعربية، وأستطيع القول ان هذا التنسيق جسد نموذجاً يحتذى للعمل المشترك؛ حيث لا تتوانى الجمعيات الخيرية الكويتية عن نداء الواجب الإنساني، والوفاء بتعهداتها.
• إلى أين وصلتم في مشروع القرى العشر للاجئين السوريين التي أعلنتم عن تبنيها مع عدد من الجهات الخيرية في الكويت خلال مؤتمر المانحين؟ بفضل الله يجري الآن البدء في تنفيذ بناء القرية الأولى من مشروع قرى الكويت الخيرية الذي اطلقته الجمعيات الخيرية تحت شعار «بيت من الكويت» ويهدف إلى بناء 10 قرى خيرية، وتتسع كل قرية لـ 1000 منزل بالإضافة إلى البنية التحتية، وكافة المرافق من المدارس والمساجد والمستوصفات وحدائق الترفيه، في محاولات حثيثة لتقديم معيشة كريمة للنازحين.
• بورما، أين هي من مشاريعكم؟ قضية مسلمي بورما لم تغب عن خريطة أعمالنا الإغاثية، فهؤلاء يتعرضون لحملات ظالمة من الإبادة والترويع وأعمال القتل والتشريد والاضطهاد والتهجير وتدمير المنازل والممتلكات والمساجد، على يد بعض الجماعات البوذية المتطرفة في نهج عنصري يتنافى مع كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، التي أقرتها سائر المبادئ والاتفاقيات الدولية. وانطلاقا من مسؤولية الهيئة الإنسانية والشرعية دعونا المحسنين الكرام إلى سرعة تقديم الدعم والمساعدة لإغاثة مسلمي بورما الذين ليس لهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا أهل الخير الذين اعتادوا البذل والإنفاق والجود، وناشدنا حكومات الدول الإسلامية وأحرار العالم، والهيئات والمؤسسات الخيرية والإغاثية وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان في كل أرجاء العالم، أن يسارعوا إلى نصرة مسلمي بورما وتقديم كافة أشكال الدعم لهم، ووقف سياسة التمييز العنصرية، وقتل العلماء واعتقال الأبرياء وتعذيبهم حتى الموت، ومنحهم حقوق المواطنة كاملة ومساواتهم بكل مواطني بورما، وتمكينهم من العيش على أرضهم في أمن وسلام، كما تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بشان هذه القضية ووعد بالتدخل لوقف العدوان الغاشم على مسلمي بورما، ونحن ماضون في مساعدتهم إنسانيا، والحديث عن قضيتهم في كل المحافل من اجل نصرتهم.
• نشطت المنظمات الإسلامية في الدعوة في الغرب. فما أنشطتكم هناك؟ لا شك أن الهيئة الخيرية تولي المراكز الإسلامية في شتى أنحاء العالم، وخاصة في الغرب اهتماما كبيرا، وذلك إدراكا منها للأهمية البالغة لهذه المراكز في نشر الوعي الإسلامي ودعم الوجود الإسلامي في هذه الدول، وتعمل على دعم هذه المراكز والمعاهد المتخصصة لتتمكن من تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية ودعوية وثقافية لقطاع كبير من روادها، كما تسهم في تقديم المنح الدراسية لأبناء الأقليات المسلمة في الجامعات الإسلامية العريقة مثل جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بباكستان، كذلك تدعم الهيئة الجامعات الإسلامية بأوغندا والنيجر وبنجلاديش وتشاد وغيرها.
• في نهاية هذا اللقاء، ما تطلعاتكم للعمل الإسلامي في مجال الدعوة والعمل الخيري والإنساني؟ نحن ندرك تحديات المرحلة، ونسعى جاهدين لتحصين العمل الخيري ضد المعوقات المختلفة بالطرق القانونية والأنظمة المالية الحديثة، وتحصين مؤسساتنا ضد أي خروقات أوشبهات تعتري مسيرتنا، وأكدنا مرارا ان مبدأ الشراكة في التنمية الذي نؤمن به ونعمل من أجله، يدعونا إلى العمل يدا بيد، في إطار من الشفافية، واستخدام الآليات المتطورة في التنمية المستديمة. كما نؤكد سعينا الحثيث للشراكة والانفتاح على الجمعيات الإنسانية الدولية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للآخرين للإطلاع على تجربتنا انطلاقاً من توضيح الصورة التي تجلي أهدافنا ورسالتنا الإنسانية.
• هل من إضافة أخيرة؟ الشكر كل الشكر للمحسنين الكرام وأهل الخير الذين استشعروا مسؤولياتهم وجادوا بأموالهم وحرصوا على إنفاقها في سبيل الله لإطعام الجائع وكسوة العاري وتعليم الجاهل وتطبيب المريض وإغاثة المنكوب.
ثقة أممية وتعاون وثيق
أشار المعتوق إلى ان الهيئة الخيرية تحظى بثقة الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، ومنظماتها ذات البعد الإنساني (منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» - المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- منظمة الصحة العالمية- مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»)، وهناك تعاون وثيق بيننا وبين المنظمات الإنسانية الدولية، فقد استضفنا أعمال مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات نحو عمل إنساني بالتعاون مع الأمم المتحدة للعام الثالث على التوالي برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعلى خلفية هذه الثقة التي تحظى بها الهيئة لدى الأمم المتحدة، تم اختياري مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومن ثم لا يمكن للأمم المتحدة أن تتعامل مع أي منظمة محل شبهة.
نعمل في دول الجوار السوري
نفى المعتوق ما تداول الناس عن تعاون الهيئة الخيرية والهلال الأحمر الكويتي بالشأن الاغاثي للداخل السوري مع الهلال الاحمر السوري التابع للنظام، مؤكدا أنه لا صحة على الاطلاق لمثل هذه الادعاءات، «فنحن منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 3 سنوات، ونحن نعمل في دول الجوار السوري تركيا والأردن ولبنان، ولم نتعامل مع الداخل السوري أصلا، وأدعو كل من يثير هذه الأقاويل أن يتقي الله و يتحرى الدقة».
وحول التعاون في عملهم في حقل الاغاثة السوري، قال «حن نتعاون مع سفارتنا في لبنان وتركيا والاردن بالدرجة الأولى، وكذلك المنظمات الخيرية المحلية في هذه الدول، والمنظمات الإنسانية الدولية، وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير على سفرائنا في هذه الدول وأركان السفارات الكويتية لما يقومون به من جهد كبير في تذليل العقبات وتقديم التسهيلات لوفودنا ورحلاتنا الاغاثية إلى مناطق اللاجئين السوريين».
مشاريع تعليمية وإغاثية محلية
أكد الدكتور عبدالله المعتوق أن للهيئة الخيرية جهودا كبيرة داخل الكويت في مجال التعليم، حيث أنشأت مدرسة الرؤية ثنائية اللغة في الكويت عام 1996، وهي بحق صرح تعليمي نموذجي عصري يهدف إلى إعداد وتأهيل روحي وثقافي وبدني وأخلاقي، وتتميز مدرسة الرؤية بأسلوبها التربوي العلمي الذي يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، ويهدف إلى تنمية الشعور بالمسؤولية، وتعميق الجوانب الإيجابية لدى الطالب.
وأضاف أن هناك برامج محلية أخرى منها مشاريع إطعام الطعام ودعم الأسر المتعففة مساعدة المرضى وكفالة التلاميذ الفقراء ورعاية كبار السن، كما أسهمت الهيئة في دعم العديد من المشاريع والبرامج الخاصة بشرائح مجتمعية متعددة ومنها ذوو الاحتياجات الخاصة وفئة «غير محددي الجنسية» وغيرها، هذا بعض مما تقدمه الهيئة من عمل إنساني وخيري وتنموي داخل الكويت.
استراتيجية الاهتمام بالإنسان
قال المعتوق إنه ضمن هذه الاستراتيجية للهيئة اهتمامها بالإنسان وتنمية قدراته وإمكاناته ليكون عنصرا فعالا في مجتمعه قادرا على مساعدة نفسه وأهله وغيره من خلال البرامج التأهيلية والتعليمية والتدريبية، وتعمل على تمكين المجتمعات الفقيرة والمحرومة حتى تستغني عن المساعدات الخارجية، وتعتمد على نفسها وتصير مستقلة وقادرة على العيش في كرامة من خلال مشروعات تنموية إنتاجية توفر فرص عمل للمحتاجين وتقضى على البطالة وتسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، وتبذل الهيئة قصارى جهدها في محاربة الأمية والجهل للارتقاء بالمجتمعات المحرومة حتى يمكنها تنمية مواردها وإمكاناتها.
عشرات آلاف المشاريع في آسيا
عن مجال عمل الهيئة في آسيا وأبرز المشاريع، قال المعتوق ان الهيئة تبنت منذ نشأتها فكرة التخصص في العمل الخيري فأسست لهذا الغرض لجانا عدة تختص كل منها بالعمل في منطقة جغرافية محددة، فكانت «لجنة مسلمي آسيا» والتي يمتد نشاطها الخيري في شبه القارة الهندية ومنطقة جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز، وبعض البلدان العربية مثل الأردن وسوريا ولبنان واليمن، وقد نفذت العديد من المشاريع الإنسانية والدعوية والإغاثية والتنموية، وقامت بتنفيذ عشرات الآلاف من المشاريع الخيرية، ومن واقع السجلات أنشأت اللجنة 3050 مسجدا و 573 مسكنا للفقراء و15 دارا للأيتام و37 مركزا إسلاميا و9 مدارس و15 مركزا صحيا و5393 بئرا .
ودعا المعتوق في لقاء خاص مع «الراي» كل من تسول له نفسه إطلاق مثل هذه الادعاءات، إلى أن يتحرى الدقة، ولا يثير الحملات الشعواء التي لم تعد تنطلي على أحد، لافتا إلى انه لابد أن نعلم أنه في ظل مراقبة الأرصدة والتحويلات البنكية والإعلام الكوني لا وجود لمثل هذه الاتهامات، وإن محاولات الربط بين العمل الخيري والإرهاب اتهام باطل وغير صحيح، ولم تثبته أي جهة لا في الداخل ولا في الخارج، وهناك شهادات موثقة ومنشورة لسموه وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية والأمم المتحدة ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون تشيد بالعمل الخيري، وتنفي عنه أى شبهة.
وقال ان الهيئة الخيرية تعمل في قرابة 136 دولة حول العالم لمواجهة الحاجات المتزايدة للمجتمعات الفقيرة خاصة في العالم الإسلامي الذي تعاني شعوبه ظروفا قاسية وأزمات متعددة، في ظل ارتفاع معدلات المرض والفقر والأمية والبطالة وتراجع جهود التنمية، مبينا أن الهيئة تسعى إلى أن تكون من أفضل 10 منظمات إنسانية في العالم عبر تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم حيثما كانوا بصرف النظر عن العرق والجنس والدين، وإغاثة المجتمعات المنكوبة في حالات الكوارث والحروب والنكبات والمجاعات والظروف المشابهة لتخفيف معاناتهم، وتوفير الحاجات الرئيسة لهم كالمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية.
و لفت المعتوق الى أن عدم الاستقرار السياسي من أهم المعوقات أمام أي وزير، فقد لا يمتلك الوزير الفرصة لتنفيذ رؤيته وترجمة البرامج التي يسعى لتنفيذها، وبالتالي قد يضطر إلى تنفيذ برنامج أعده غيره، لم يمتلك واضعه الفرصة لتنفيذه كاملا، ومن هنا يحدث ارتباك حقيقي حين يتعارض برنامج سلفه مع رؤيته لإصلاح أوجه القصور في الوزارة و الدفع بها للأمام، موضحا أن بعض النواب يكونون في عجلة من أمرهم، فمنذ الأيام الأولى للوزير تنهال عليه الأسئلة البرلمانية، وقد يتطور الأمر إلى تهديده بالاستجواب، بل واستجوابه بالفعل، وهو مازال في مرحلة الاستكشاف وغير مسؤول عن مضامين الكثير من الأسئلة، بل وغير مسؤول عن مادة الاستجواب نفسها، وهذا أيضا يؤدي إلى نوع من الارتباك في دولاب العمل.
وذكر المعتوق ان العمل الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية، وأصبحت الكويت، رسميا وأهليا، من أهم الدول المانحة، وشكل العمل الخيري سفيرا شعبيا إلى جانب العمل الديبلوماسي، حيث التعاون الوثيق بين المؤسسات الخيرية والسفارات الكويتية في الدول المختلفة، وقد عكس هذا النشاط الإنساني صورة مشرفة للكويت وأهلها ورفع اسمها عاليا في جميع أنحاء العالم، مشيرا الى أن الأمم المتحدة تنظر للكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بكل تقدير واحترام لدورها الإنساني الرائد، فقد أضحت الكويت دولة رائدة في صناعة الخير، تؤمها الوفود العربية والإسلامية من جميع أنحاء العالم على مدار العام، يقدمون للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعهم الخيرية التعليمية والصحية والإنتاجية، ومن جانبها تقوم الجمعيات الخيرية بدراستها وتقديم الدعم لها.
و في ما يلي تفاصيل اللقاء :
• بداية حدثنا عن دور الهيئة في الكويت؟ يجب أن نقر أولا أن الهيئة الخيرية منظمة إنسانية عالمية بموجب نظامها الأساسي، ومع ذلك فهي منذ نشأتها لم تدخر وسعاً في دعم وتبني العديد من الأنشطة والبرامج والمشاريع الإنسانية التعليمية والصحية والمجتمعية داخل الكويت، فقد دشنت بالتعاون مع الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان مستشفى الرعاية الصحية في منطقة الصباح الطبية على مساحة 30،000 متر مربع، ويتألف من ستة أدوار وبطاقة استيعابية 92 سريراً، وبلغت تكاليف إنشاء وتجهيز المستشفى أكثر من خمسة ملايين دينار. ويقدم المستشفى خدمة رعاية تلطيفية هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية والإسلامية يساعد في توفير الأجواء الطبية وتقديم العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمريض، ويعد هذا المستشفى هو الأول من نوعه في المنطقة، كمشروع رائد في العلاج التلطيفي قياساً بالمستويات العالمية. ونحن في الهيئة الخيرية أيضا نتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية والوقفية والشركات الأهلية من أجل دعم مشروع علاج المصابين بمرض «الليمفوما» الذي تشرف عليه، السيدة الفاضلة الشيخة أوراد الجابر الصباح، وقد نجح أهل الخير في رسم البسمة على وجوه مئات المرضى وزرع الأمل في نفوسهم.
• ما نطاق عمل الهيئة الخيرية دوليا؟ الهيئة الخيرية تعمل في قرابة 136 دولة حول العالم لمواجهة الحاجات المتزايدة للمجتمعات الفقيرة خاصة في العالم الإسلامي الذي تعاني شعوبه ظروفا قاسية وأزمات متعددة، في ظل ارتفاع معدلات المرض والفقر والأمية والبطالة وتراجع جهود التنمية. وفي هذا السياق، تسعى الهيئة إلى أن تكون من أفضل 10 منظمات إنسانية في العالم عبر تقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم حيثما كانوا بصرف النظر عن العرق والجنس والدين، وإغاثة المجتمعات المنكوبة في حالات الكوارث والحروب والنكبات والمجاعات والظروف المشابهة لتخفيف معاناتهم، وتوفير الحاجات الرئيسة لهم كالمواد الغذائية والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية. كما تسهم في تقديم المشاريع التنموية الإنتاجية للشرائح الفقيرة لتتمكن من العيش الكريم بعيدا عن ذل السؤال والحاجة، وقد أنشأت لهذا الهدف مراقبة التنمية المجتمعية التي اتسع نشاطها في عشرات الدول. وتحرص على استثمار الطاقات البشرية وتنميتها من خلال المشاريع التعليمية والتدريبية المختلفة التي تهدف إلى القضاء على الأمية التي تعد إحدى العثرات الأساسية في طريق التنمية والتقدم، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات والمنظمات الخيرية الإنسانية الأخرى ذات الاهتمام المشترك. ونستطيع القول انه منذ أن أصدر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - مرسوما أميريا بتأسيس الهيئة في عام 1986، وهى تحظى بثقة أهل الخير عبر التواصل معهم- حكومة وأفرادا ومؤسسات- لجمع إسهاماتهم من الصدقات والزكوات والوقفيات والقيام بدور الوسيط في دعم وإنشاء المشاريع والبرامج الاجتماعية والتعليمية والصحية والاغاثية في جميع أنحاء العالم.
• هل تعتقد أن مشروع الوسطية حقق أهدافه؟ مشروع الوسطية هو مشروع الأمة الإسلامية بأسرها، والتيار السائد في الأمة هو التيار الوسطي المعتدل، وتيار الغلو والتشدد ليس له أرضية، ومن ثم فالمستقبل للفكر الإسلامي الوسطي، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، وحينما كنت وزيرا للاوقاف والشؤون الإسلامية نجحنا في إنشاء المركز العالمي للوسطية، وهو من أهم المراكز والمؤسسات البحثية التي أنتجت دراسات وأبحاثا رصينة في موضوع الفكر الإسلامي. ولابد أن أشير ايضا إلى ان الهيئة الخيرية تتخذ من الفكر الإسلامي الوسطي مرجعية ومنهاجا، فقد اطلقت في وقت سابق حملة «الوسطية نور» من أجل تعزيز ثقافة الأمة الوسط، كما نظمت العديد من الندوات والملتقيات التي تسهم في ترسيخ مفاهيم الوسطية داخليا وخارجيا وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية و منظمة الايسيسكو. وترجمة لتوجهها الوسطي، قامت بتنظيم مجموعة من الفعاليات والمناشط للتعريف بالفكر الإسلامي الصحيح، ففي الكويت عقدت عددا من الندوات، وشارك فيها علماء ومفكرون مشهود لهم بالوسطية من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كما عقدت بالتعاون مع الاسيسكو مجموعة ندوات أخرى، إحداها في ايطاليا جمعت فيها المسؤولين عن المنظمات والمراكز الإسلامية لمناقشة هذه القضية، والتعريف بثقافة الأمة الوسط، وتدريب الدعاة على المنهج الوسطي في أوروبا، كما عقدت ندوة أخرى في سنغافورة حشدت لها مسؤولي المراكز الإسلامية والجمعيات والاتحادات على مستوى آسيا لتبيان الهدي النبوي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن. ومن المعروف أن أعضاء مجلس ادارة الهيئة والجمعية العامة من العلماء والدعاة الذين ينتمون الى المدرسة الإسلامية الوسطية، ولهم باع كبير في محاربة الغلو وترشيد الصحوة الإسلامية، وأستطيع أن اقول ان مشروع الوسطية قطع شوطا كبيرا في تحقيق أهدافه، في حين انحسر تيار الغلو والتشدد وتراجع.
• ما استراتيجيتكم في تنفيذ المشاريع الخيرية والإغاثية؟ استراتيجيتنا في الهيئة الخيرية تقوم على تقديم نموذج متميز ومتكامل للعمل الخيري الإسلامي، والسعي للريادة في ترسيخ معالم الأسلوب المؤسسي في العمل الخيري، إدارة وتنظيرا وممارسة، والعمل ضمن منهجية تكاملية في تخطيط وإقامة المشروعات التنموية فلا تقتصر أعمال الهيئة على جانب واحد من جوانب العمل الخيري بل تتسع لتشمل جميع جوانب الحياة، وتحقيق البعد العالمي في العمل الخيري تأسيسا وتمويلا وإنفاقا وتنسيقا، وتأكيد استقلالية الهيئة وعدم تبعيتها لأي جهة بشكل مباشر أو غير مباشر وبعدها عن المنازعات السياسية والصراعات وذلك لدعم رسالتها الإنسانية المحضة ووضوح أهدافها الخيرية، وتبني الأسلوب العلمي المدروس في جمع التبرعات واستثمارها وتقديمها للمستحقين بما يتفق مع أهداف الهيئة وسياستها.
• وما حجم العمل الذي تقوم به الهيئة الخيرية سنويا؟ هناك برامج إنسانية عديدة تنفذها الهيئة الخيرية سنويا، بعضها اغاثي يستهدف تقديم المساعدات للمنكوبين في سورية مثلا ومن قبلها باكستان والصومال وبنين والنيجر، وهناك مساعدات إنسانية للأيتام والأسر المتعففة، خاصة أن هناك عشرات الآلاف من الأيتام والأرامل والأسر التي لا معيل لها في أمس الحاجة إلى مساعدات دورية لسد حاجاتهم، وخاصة في الدول المنكوبة بالحروب والنكبات والصراعات العرقية والسياسية. وللهيئة برامج متعددة في مجال كفالة الأيتام وبناء ودعم دور رعايتهم وتنفيذ المشاريع الإنتاجية لرعاية العائلات الفقيرة، وبناء المساجد والمدارس والمستوصفات وحفر الآبار وبرامج التنمية المجتمعية التي تغطي قرابة 30 دولة، كما تدشن سنويا المراكز المهنية والتعليمية، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم وبرامج كفالة المدرسين والدعاة وأساتذة الجامعات. وبهذه المشاريع الخيرية تسهم الهيئة في حركة التنمية المجتمعية بالعديد من الأقطار الإسلامية، وإعادة البسمة إلى وجوه آلاف اليتامى والأرامل والمحتاجين، ودعم إنشاء المشاريع الحرفية والتنموية، حيث لم يعد العمل الخيري يؤدي دورا إغاثيا تقليديا فقط، وإنما يقوم بدور رئيس في تنمية المجتمعات والارتقاء بها والعمل على توفير حياة كريمة.
• وهل من معوقات تواجه عملكم محليا ودوليا؟ وإذا وجدت فما سبل علاجها؟ لا يخلو أى عمل من تحديات ومعوقات، ونحن في العمل الخيري بفضل الله وبإتباع منهج الشفافية نتجاوز كثيرا من العقبات، ولعل أهم تحد يكمن في محاولات اتهام العمل الخيري بالارهاب، وهذه كلها ادعاءات لا سند لها من الواقع ولا ظلال لها من الحقيقة، وتبقى مجرد اتهامات إنشائية، والعمل الخيري ماض في مسيرته غير عابئ بأي مزاعم تطلقها هذه الجهة أو تلك، متسلحا بمزيد من الشفافية وأعمال المحاسبة والتدقيق. أما التحدي الحقيقي فيتعلق بتزايد احتياجات الفقراء والمنكوبين، وقلة الموارد أمام تعاظم الاحتياجات، حيث لا نكاد نعبر أزمة حتى تقع أخرى، وأخطرها كارثة سورية حيث يعيش أكثر من 9 ملايين سوري في الداخل والخارج مشردين وفي حاجة إلى مساعدات عاجلة، وإزاء ذلك كانت الدعوات بعقد المؤتمرات الدولية للمانحين في الكويت، ومع ذلك تظل هذه الجهود الإنسانية غير كافية أمام استمرار تداعيات الأزمة الإنسانية والأحداث الدامية اليومية.
• تم اختياركم مبعوثا للأمم المتحدة. فماذا أضاف لكم هذا المنصب؟ نحن نعتبر هذا المنصب تكليفا وليس تشريفا، ففي ظل تنامي احتياجات الناس وكثرة المآسي والكوارث من حولنا، فإن مثل هذه المناصب تحمل صاحبها أعباء والتزامات إضافية، نسأل الله أن يعيننا عليها، والواقع أنه تم اختياري لهذا المنصب تقديرا للدور الرائد والمتميز الذي اضطلعت به الكويت على المستويين الرسمي والأهلي في مجال العمل الإنساني. ولا شك أن الكويت تعد من أبرز الدول المانحة في العالم على المستوى الرسمي، وتقوم مؤسساتها بدور إغاثي فاعل في الفضاء الإنساني، ولهذا جاء هذا المنصب تتويجاً لمسيرة العمل الخيري الكويتي التي وصلت ببرامجها ومشاريعها الإنتاجية والتنموية إلى معظم أنحاء العالم، حتى أصبح رجال العمل الخيري يمثلون سفراء لوطننا الحبيب في جميع أنحاء العالم. ونحن من هذا الموقع نسعى إلى حمل الهموم والتحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية الإسلامية في ميادين عملها إلى المجتمع الدولي، وتقديم صورة حقيقية وجادة عن أهدافها ومقاصدها ورسالتها الخيرية النبيلة، فضلاً عن تعزيز جهود الشراكة وتبادل المعلومات والإفادة من خبرات المنظمات الدولية وخططها في حالات الطوارئ، خاصة أن حظوظ الأمة الإسلامية من النكبات والكوارث هي الأوفر، وبالتالي فهناك حاجة ضرورية إلى إقامة جسور الشراكة والتعاون.
• من خلال عملكم كيف ترى تقييم الكويت لدى الأمم المتحدة في جانب دعم العمل الإنساني والاغاثي؟ العمل الخيري الكويتي بات رقما صعبا في المنظومة الإنسانية العالمية، وأصبحت الكويت، رسميا وأهليا، من أهم الدول المانحة، وشكل العمل الخيري سفيرا شعبيا إلى جانب العمل الديبلوماسي، حيث التعاون الوثيق بين المؤسسات الخيرية والسفارات الكويتية في الدول المختلفة، وقد عكس هذا النشاط الإنساني صورة مشرفة للكويت وأهلها ورفع اسمها عاليا في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن الأمم المتحدة تنظر للكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد بكل تقدير واحترام لدورها الإنساني الرائد، فقد أضحت الكويت دولة رائدة في صناعة الخير، تؤمها الوفود العربية والإسلامية من جميع أنحاء العالم على مدار العام، يقدمون للمنظمات الخيرية الكويتية تصورات ودراسات بمشاريعهم الخيرية التعليمية والصحية والإنتاجية، ومن جانبها تقوم الجمعيات الخيرية بدراستها وتقديم الدعم لها.
• الدكتور عبدالله المعتوق وزير سابق، فهل حققت رؤيتك في وزارة الأوقاف أم كان الصراع السياسي أكبر من ان يتيح المجال لتطبيق رؤية مؤسسية واضحة؟ حين تحملت مسؤولية وزارة الأوقاف، كان بابي مفتوحا للجميع، واستطعت بتوفيق من الله أن أقود الوزارة إلى العالمية، فأنشأنا المركز العالمي للوسطية في مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف، وأعطيت الفرصة لكل الزملاء والمسؤولين في الوزارة للعمل على رفعتها وتنفيذ استراتيجيتها بكفاءة عالية، ولم أدخر وسعا في تنفيذ أى برامج من شأنها رفعة الدين والوطن. وأتصور أنه لولا توفيق الله لنا في الوزارة ما كنت على رأس أهم منظمة إنسانية إسلامية عالمية، ولما اختارني سمو الأمير مستشارا بالديوان الأميري. لكن لا أنكر أن الصراعات السياسية المقيتة من عوامل الهدم وإعاقة دولاب العمل، وأنصح إخواني المشتغلين بالحقل السياسي أن يضعوا مصالح البلاد العليا نصب أعينهم وان يتجاوزا المصالح الحزبية الضيقة التي غالبا ما تؤدي إلى تعطيل العمل وشغل الرأى العام بقضايا فرعية.
• ما المعوقات التي صادفتكم كوزير؟ وما هي بنظرك المعوقات المشتركة التي تصادف أي وزير يعمل في حكومة الكويت؟ لا شك أن عدم الاستقرار السياسي من أهم المعوقات أمام أي وزير، فقد لا يمتلك الوزير الفرصة لتنفيذ رؤيته وترجمة البرامج التي يسعى لتنفيذها، وبالتالي قد يضطر إلى تنفيذ برنامج أعده غيره، لم يمتلك واضعه الفرصة لتنفيذه كاملا، ومن هنا يحدث ارتباك حقيقي حين يتعارض برنامج سلفه مع رؤيته لإصلاح أوجه القصور في الوزارة و الدفع بها للأمام. الأمر الآخر أن بعض النواب يكونون في عجلة من أمرهم، فمنذ الأيام الأولى للوزير تنهال عليه الأسئلة البرلمانية، وقد يتطور الأمر إلى تهديده بالاستجواب، بل واستجوابه بالفعل، وهو مازال في مرحلة الاستكشاف وغير مسؤول عن مضامين الكثير من الأسئلة، بل وغير مسؤول عن مادة الاستجواب نفسها، وهذا أيضا يؤدي إلى نوع من الارتباك في دولاب العمل. وإذا كنا لا ننكر أهمية استخدام النائب لأدواته الدستورية في الرقابة على أداء السلطة التنفيذية، فنحن لا نوافق على التعسف في استخدامها لسبب أو لآخر، ربما يكون لا علاقة له بموضوع المساءلة.
• هل العمل السياسي في الكويت له تأثير على العمل الخيري؟ بكل تأكيد، فمن أهم عوامل ازدهار العمل الخيري في الكويت أنه يحظى بتأييد القيادة السياسية، فقد رأينا سمو الأمير وسمو ولى العهد ورئيس الحكومة، وهم يشيدون بالعمل الخيري، ويتبرعون لمشاريعه وبرامجه، وهذا من شأنه رفعة العمل الخيري وتعزيز الثقة به واستمراره في تحقيق رسالته. لكن من ناحية أخرى، لابد لمؤسسات العمل الخيري ان تعمل بمعزل عن السياسة تماما، وفي ذلك ضمانة مهمة جدا لاستمرار أدائها الإنساني بعيدا عن صراعات العمل السياسي، وهذا في تقديري هو السائد في الكويت، فالجمعيات الخيرية الكويتية تحرص على أداء أعمالها الإنسانية بكل تجرد وشفافية ودون تمييز على أساس سياسي أو عرقي أو ديني أو غيره.
• كثيرا ما اتهم العمل الخيري بدعم الارهاب ولم يثبت ذلك أبدا. فما مسوغات هذا الاتهام؟ أوافقك الرأى، فهناك اتهامات دون أدلة، وما أسهل أن يسوق أي إنسان أي مزاعم وأكاذيب ضد إحدى الجهات خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة التي تساعد على انتشار الشائعات والاتهامات. لابد أن نعلم أنه في ظل مراقبة الأرصدة والتحويلات البنكية والإعلام الكوني لا وجود لمثل هذه الاتهامات، وإن محاولات الربط بين العمل الخيري والإرهاب اتهام باطل وغير صحيح، ولم تثبته أي جهة لا في الداخل ولا في الخارج، وهناك شهادات موثقة ومنشورة لحضرة صاحب السمو وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية والأمم المتحدة ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون تشيد بالعمل الخيري، وتنفي عنه أى شبهة. ونحن في الهيئة الخيرية على وجه الخصوص نحظى بثقة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية، ولسمو الأمير لقاءات متكررة مع أعضاء مجلس إدارة الهيئة، كما أن سموه وجه الهيئة مرات عديدة للقيام بحملات إغاثية لجمع التبرعات لإغاثة المنكوبين في باكستان وسورية والصومال والسودان وغيرها، على اختلاف طبيعة كل كارثة ألمت بشعوب هذه الدول، بل إن سمو الأمير شخصياً - حفظه الله ورعاه- كان على رأس المتبرعين خلال هذه الحملات، وأدعو كل من تسول له نفسه إطلاق مثل هذه الادعاءات، أن يتحرى الدقة، ولا يثير الحملات الشعواء التي لم تعد تنطلي على أحد.
• ما المشاريع التي اعتمدت عليها الهيئة في دعم الشعب السوري؟ الهيئة الخيرية تشرفت بتوجيهات سمو الأمير لإغاثة اللاجئين السوريين، وأطلقت العديد من الحملات الإعلامية التي وجدت تجاوباً مشكوراً من الشعب الكويتي المعطاء، وجمعت أكثر من 37 مليون دولار، وعبر فريق إغاثي متخصص، قامت بعمل إغاثي دؤوب ومتواصل من أجل تخفيف حدة معاناة الأشقاء السوريين النازحين إلى الأردن ولبنان وتركيا وأرمينيا وغيرها، عبر حزمة من البرامج الإغاثية والصحية والتعليمية والنفسية، وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى وافتتحنا في شهر يونيو الماضي قرية الكويت النموذجية في منطقة كيليس التركية، وتشتمل على 1000 بيت جاهز، و4 مدارس ومسجدين ومركزين طبيين، وقدمنا هذه القرية كهدية لأشقائنا السوريين النازحين إلى تركيا من منطلق واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاههم في هذه المحنة. ثم افتتحنا مشروعا مماثلا في مخيم الزعتري، ويضم 1000 بيت جاهز، ويجري الانتهاء من قرية ثالثة بدعم من سمو الأمير، بالإضافة إلى مشروع النداء الموحد ويتألف من 10 قرى، كل قرية تضم 1000 بيت.
• الهيئة الخيرية تصدرت العمل الإغاثي في الكويت وكانت مصب العديد من الجمعيات والمبرات الخيرية في دعم سورية. فكيف وجدتم التزام هذه الجهات في توريد ما يصلها من تبرعات للهيئة؟ بفضل الله تعالى، الهيئة الخيرية ترتبط بعلاقات وطيدة مع كل وزارات وأجهزة الدولة وليس فقط الجمعيات الخيرية، فهناك تعاون وتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الخارجية والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة وكل الجمعيات الخيرية والتطوعية المتمثلة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية وجمعية عبدالله النوري الخيرية وجمعية العون المباشر وجمعية صندوق إعانة المرضى، وغيرها. وتعمل الجمعيات الخيرية الكويتية تحت مظلة الجمعية الكويتية للإغاثة وهي امتداد للجنة الكويتية المشتركة للإغاثة التي أنشئت في ثمانينيات القرن الماضي، كمظلة تنسيقية لشركاء الخير في الكويت من أجل العمل المشترك لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المنكوبين من جراء الكوارث والمجاعات والنزاعات والحروب في العديد من الدول الإسلامية والعربية، وأستطيع القول ان هذا التنسيق جسد نموذجاً يحتذى للعمل المشترك؛ حيث لا تتوانى الجمعيات الخيرية الكويتية عن نداء الواجب الإنساني، والوفاء بتعهداتها.
• إلى أين وصلتم في مشروع القرى العشر للاجئين السوريين التي أعلنتم عن تبنيها مع عدد من الجهات الخيرية في الكويت خلال مؤتمر المانحين؟ بفضل الله يجري الآن البدء في تنفيذ بناء القرية الأولى من مشروع قرى الكويت الخيرية الذي اطلقته الجمعيات الخيرية تحت شعار «بيت من الكويت» ويهدف إلى بناء 10 قرى خيرية، وتتسع كل قرية لـ 1000 منزل بالإضافة إلى البنية التحتية، وكافة المرافق من المدارس والمساجد والمستوصفات وحدائق الترفيه، في محاولات حثيثة لتقديم معيشة كريمة للنازحين.
• بورما، أين هي من مشاريعكم؟ قضية مسلمي بورما لم تغب عن خريطة أعمالنا الإغاثية، فهؤلاء يتعرضون لحملات ظالمة من الإبادة والترويع وأعمال القتل والتشريد والاضطهاد والتهجير وتدمير المنازل والممتلكات والمساجد، على يد بعض الجماعات البوذية المتطرفة في نهج عنصري يتنافى مع كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، التي أقرتها سائر المبادئ والاتفاقيات الدولية. وانطلاقا من مسؤولية الهيئة الإنسانية والشرعية دعونا المحسنين الكرام إلى سرعة تقديم الدعم والمساعدة لإغاثة مسلمي بورما الذين ليس لهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا أهل الخير الذين اعتادوا البذل والإنفاق والجود، وناشدنا حكومات الدول الإسلامية وأحرار العالم، والهيئات والمؤسسات الخيرية والإغاثية وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان في كل أرجاء العالم، أن يسارعوا إلى نصرة مسلمي بورما وتقديم كافة أشكال الدعم لهم، ووقف سياسة التمييز العنصرية، وقتل العلماء واعتقال الأبرياء وتعذيبهم حتى الموت، ومنحهم حقوق المواطنة كاملة ومساواتهم بكل مواطني بورما، وتمكينهم من العيش على أرضهم في أمن وسلام، كما تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بشان هذه القضية ووعد بالتدخل لوقف العدوان الغاشم على مسلمي بورما، ونحن ماضون في مساعدتهم إنسانيا، والحديث عن قضيتهم في كل المحافل من اجل نصرتهم.
• نشطت المنظمات الإسلامية في الدعوة في الغرب. فما أنشطتكم هناك؟ لا شك أن الهيئة الخيرية تولي المراكز الإسلامية في شتى أنحاء العالم، وخاصة في الغرب اهتماما كبيرا، وذلك إدراكا منها للأهمية البالغة لهذه المراكز في نشر الوعي الإسلامي ودعم الوجود الإسلامي في هذه الدول، وتعمل على دعم هذه المراكز والمعاهد المتخصصة لتتمكن من تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية ودعوية وثقافية لقطاع كبير من روادها، كما تسهم في تقديم المنح الدراسية لأبناء الأقليات المسلمة في الجامعات الإسلامية العريقة مثل جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بباكستان، كذلك تدعم الهيئة الجامعات الإسلامية بأوغندا والنيجر وبنجلاديش وتشاد وغيرها.
• في نهاية هذا اللقاء، ما تطلعاتكم للعمل الإسلامي في مجال الدعوة والعمل الخيري والإنساني؟ نحن ندرك تحديات المرحلة، ونسعى جاهدين لتحصين العمل الخيري ضد المعوقات المختلفة بالطرق القانونية والأنظمة المالية الحديثة، وتحصين مؤسساتنا ضد أي خروقات أوشبهات تعتري مسيرتنا، وأكدنا مرارا ان مبدأ الشراكة في التنمية الذي نؤمن به ونعمل من أجله، يدعونا إلى العمل يدا بيد، في إطار من الشفافية، واستخدام الآليات المتطورة في التنمية المستديمة. كما نؤكد سعينا الحثيث للشراكة والانفتاح على الجمعيات الإنسانية الدولية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للآخرين للإطلاع على تجربتنا انطلاقاً من توضيح الصورة التي تجلي أهدافنا ورسالتنا الإنسانية.
• هل من إضافة أخيرة؟ الشكر كل الشكر للمحسنين الكرام وأهل الخير الذين استشعروا مسؤولياتهم وجادوا بأموالهم وحرصوا على إنفاقها في سبيل الله لإطعام الجائع وكسوة العاري وتعليم الجاهل وتطبيب المريض وإغاثة المنكوب.
ثقة أممية وتعاون وثيق
أشار المعتوق إلى ان الهيئة الخيرية تحظى بثقة الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، ومنظماتها ذات البعد الإنساني (منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» - المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- منظمة الصحة العالمية- مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»)، وهناك تعاون وثيق بيننا وبين المنظمات الإنسانية الدولية، فقد استضفنا أعمال مؤتمر الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات نحو عمل إنساني بالتعاون مع الأمم المتحدة للعام الثالث على التوالي برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعلى خلفية هذه الثقة التي تحظى بها الهيئة لدى الأمم المتحدة، تم اختياري مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومن ثم لا يمكن للأمم المتحدة أن تتعامل مع أي منظمة محل شبهة.
نعمل في دول الجوار السوري
نفى المعتوق ما تداول الناس عن تعاون الهيئة الخيرية والهلال الأحمر الكويتي بالشأن الاغاثي للداخل السوري مع الهلال الاحمر السوري التابع للنظام، مؤكدا أنه لا صحة على الاطلاق لمثل هذه الادعاءات، «فنحن منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 3 سنوات، ونحن نعمل في دول الجوار السوري تركيا والأردن ولبنان، ولم نتعامل مع الداخل السوري أصلا، وأدعو كل من يثير هذه الأقاويل أن يتقي الله و يتحرى الدقة».
وحول التعاون في عملهم في حقل الاغاثة السوري، قال «حن نتعاون مع سفارتنا في لبنان وتركيا والاردن بالدرجة الأولى، وكذلك المنظمات الخيرية المحلية في هذه الدول، والمنظمات الإنسانية الدولية، وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير على سفرائنا في هذه الدول وأركان السفارات الكويتية لما يقومون به من جهد كبير في تذليل العقبات وتقديم التسهيلات لوفودنا ورحلاتنا الاغاثية إلى مناطق اللاجئين السوريين».
مشاريع تعليمية وإغاثية محلية
أكد الدكتور عبدالله المعتوق أن للهيئة الخيرية جهودا كبيرة داخل الكويت في مجال التعليم، حيث أنشأت مدرسة الرؤية ثنائية اللغة في الكويت عام 1996، وهي بحق صرح تعليمي نموذجي عصري يهدف إلى إعداد وتأهيل روحي وثقافي وبدني وأخلاقي، وتتميز مدرسة الرؤية بأسلوبها التربوي العلمي الذي يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، ويهدف إلى تنمية الشعور بالمسؤولية، وتعميق الجوانب الإيجابية لدى الطالب.
وأضاف أن هناك برامج محلية أخرى منها مشاريع إطعام الطعام ودعم الأسر المتعففة مساعدة المرضى وكفالة التلاميذ الفقراء ورعاية كبار السن، كما أسهمت الهيئة في دعم العديد من المشاريع والبرامج الخاصة بشرائح مجتمعية متعددة ومنها ذوو الاحتياجات الخاصة وفئة «غير محددي الجنسية» وغيرها، هذا بعض مما تقدمه الهيئة من عمل إنساني وخيري وتنموي داخل الكويت.
استراتيجية الاهتمام بالإنسان
قال المعتوق إنه ضمن هذه الاستراتيجية للهيئة اهتمامها بالإنسان وتنمية قدراته وإمكاناته ليكون عنصرا فعالا في مجتمعه قادرا على مساعدة نفسه وأهله وغيره من خلال البرامج التأهيلية والتعليمية والتدريبية، وتعمل على تمكين المجتمعات الفقيرة والمحرومة حتى تستغني عن المساعدات الخارجية، وتعتمد على نفسها وتصير مستقلة وقادرة على العيش في كرامة من خلال مشروعات تنموية إنتاجية توفر فرص عمل للمحتاجين وتقضى على البطالة وتسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، وتبذل الهيئة قصارى جهدها في محاربة الأمية والجهل للارتقاء بالمجتمعات المحرومة حتى يمكنها تنمية مواردها وإمكاناتها.
عشرات آلاف المشاريع في آسيا
عن مجال عمل الهيئة في آسيا وأبرز المشاريع، قال المعتوق ان الهيئة تبنت منذ نشأتها فكرة التخصص في العمل الخيري فأسست لهذا الغرض لجانا عدة تختص كل منها بالعمل في منطقة جغرافية محددة، فكانت «لجنة مسلمي آسيا» والتي يمتد نشاطها الخيري في شبه القارة الهندية ومنطقة جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز، وبعض البلدان العربية مثل الأردن وسوريا ولبنان واليمن، وقد نفذت العديد من المشاريع الإنسانية والدعوية والإغاثية والتنموية، وقامت بتنفيذ عشرات الآلاف من المشاريع الخيرية، ومن واقع السجلات أنشأت اللجنة 3050 مسجدا و 573 مسكنا للفقراء و15 دارا للأيتام و37 مركزا إسلاميا و9 مدارس و15 مركزا صحيا و5393 بئرا .