موقعها الجغرافي يجعلها عرضة لملوّثات الرافدين

خبراء البيئة يحذرون من تداعيات احتراق نهر دجلة على الكويت

تصغير
تكبير
• العقاب : وصول الملوّثات للخليج العربي أمر محتوم إلا إذا تم التعامل معه قبل المصب

• بهبهاني: يصعب وصول مخاطر الزيت المتسرب للكويت

• الفاضل: مصب شط العرب يبعد 80 كيلو مترا فقط عن وسط الجون
حذر عدد من الخبراء البيئيين من تفاقم تلوث نهر دجلة ووصول مخاطره البيئية الى الكويت على المستويين البحري والجوي بعد أن شهد النهر العراقي تفجير أنابيب نقل النفط قرب محافظة صلاح الدين نتج عنها تسرب في النهر وسحب دخانية مخيفة حولت نهار المنطقة إلى ليل.

وقالت أمين عام الجمعية الكويتية لحماية البيئة وجدان العقاب « إننا لسنوات عدة وأزمنة طويلة تغذي مياه الرافدين الخليج العربي وتعتبر المنطقة حول المصب من أغنى البقاع بالمواد العضوية والمعادن إلا انه وللأسف أن الأخطاء البشرية لها أثر واضح على بيئتنا وامتداد تأثير تلوث نهر دجلة يتوقف على سرعة الرياح ومجاري المياه والتجاويف الجوفية وغيرها».


وأضافت العقاب «يقع على الرافدين الكثير من المصانع والمزارع ومحطات التحلية التي لها الأثر المباشر على جودة مياهها وسلامة بيئتها».

وتابعت «يحزننا أن نسمع بحادثة انفجار أنابيب النفط في نهر دجلة المصدر الحيوي الرئيس للمياه لاخواننا العراقيين إلا انه من المعروف أن التلوث ببقع الزيت وحدها له أثر سلبي على النهر وأي بيئة مائية نظرا لتأثيرها المباشر على الأحياء البحرية وارتفاع الملوثات الهيدروكربونية وفق طبيعة المادة الملوثة وهي النفط كما أن طبقة الزيت غير منفذة للضوء ما قد يتسبب باختناق النهر وانخفاض معدلات الأكسجين بسبب تأثر الطحالب المنتجة له ناهيك عن تلوث ضفاف النهر وتهديدها».

وحذرت من أن الآثار المترتبة على الدخان والانبعاثات تهدد جودة الهواء في المنطقة المحيطة ما يرفع من إمكانية حدوث حالات اختناق وتسمم لدى الناس.

وزادت أن موقع الكويت الجغرافي يجعلها عرضة لكل الملوثات المتواجدة في النهرين بغض النظر عن محتواها ومصادرها مؤكدة أن وصول الملوثات للخليج العربي أمر محتوم الا إذا تم التعامل معها قبل المصب أو كان النظام الايكولوجي للنهرين قادرا على فلترته.

ومضت العقاب قائلة «مما لاشك فيه ان أبعاد احتراق البقعة النفطية يمتد ويتحرك مع سرعة واتجاه الرياح ما يذكرنا بالآثار التي ترتبت على احتراق آبار النفط خلال الغزو العراقي الغاشم في العام 1990 وكيف امتدت انعكاساته لمساحات كبيرة وأثرت على جودة الهواء وصحة الناس في بلدان كثيرة كما ساعدت سرعة الرياح على نقل سموم ودخان الحرائق إليهم معربة عن أملها ألا تحمل الرياح الدخان الأسود باتجاه الجنوب».

من جانبه قلل أستاذ كلية العلوم في جامعة الكويت الدكتور مناف بهبهاني من خطورة تلوث نهر دجلة بسبب بعده عن الكويت قائلا أن « نهر دجلة يقع فوق شط العرب ويلتقي في موقع اسمه «القرنة» ويصعب وصول مخاطره للكويت مضيفا أنه «قبل الحكم عن مدى التلوث لابد أن نتعرف على نوعية الزيت المتسرب وعما إذا كان قويا أم ضعيفا وكمياته».

من جانبه قال رئيس المبرة التطوعية رئيس فريق الغوص وليد الفاضل «يعتبر الخليج العربي بحرا شبه مغلق وله فتحتان للعالم الأولى من شط العرب والثانية مضيق هرمز وتبعد فتحة شط العرب من رأس الشط إلى وسط جون الكويت 80 كيلو مترا تقع في الجهة الشمالية الغربية وحركة التيارات المائية ضعيفة ما يسهل مكوث أي مكونات ملوثات تستقر في بحر الكويت لاسيما ان رياحنا شمالية إلى شمالية غربية وأكبر دليل وصول العوامة العراقية الغارقة إلى جزيرة فيلكا.

وبين أنه أثناء الحرب العراقية - الايرانية وصل التلوث إلى الشواطئ الكويتية بسبب التيارات والرياح وأنا شخصيا حملت جثة عراقي دون رأس في أحد شواطئ الكويت.

وأفاد «تقع المسؤولية على المنظمة الإقليمة لحماية البيئة الواقعة في منطقة الجابرية التي يرأسها الدكتور عبدالرحمن العوضي مطالبا بإصدار تقرير عن هذا التلوث بأسرع وقت ممكن».

بقعة مريبة على شاطئ المركز العلمي

رصد مرتادو شاطئ السالمية مادة غريبة بيضاء اللون تطفو على سطح البحر ويصل امتدادها إلي عدة أمتار.

وأوضح بعض مرتادي الشاطئ الذين يترددون بشكل يومي لممارسة رياضة المشي « أن شكل البقعة البيضاء غريب ومريب ومن المتوقع أنها تشكل خطرا على الحياة البحرية لاسيما وان طيور النورس تلتهم أسماكا صغيرة يبدو انها نافقة كونها لا تتحرك ولا تقاوم الطيور وهذا الأمر غريب ولابد من تحرك الجهات المختصة لدراسة الظاهرة وهل لها علاقة بتلوث نهر دجلة».

وذكروا أن التلوث الذي ظهر صباح أمس على شاطئ السالمية وتحديدا أمام المركز العلمي يظهر بالتزامن مع حرق نهر دجلة وقد يكون هناك ارتباط وهذا مايجب أن تقوم به الجهات المختصة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي