«عشيرج»... يتنفّس

أعادت لجنة الازالة الروح لشاطئ عشيرج في منطقة الدوحة، بعد 30 عاما من التلوث والروائح الكريهة، حيث أزالت الميناء وبعض المباني الحكومية التي شيدت بواسطة الدفان، مما تسبب في منع وصول التيارات المائية للجهات الأخرى وكانت النتيجة تخريب الساحل وبيئته.

«القرار التاريخي» الذي انتصر وبدأ تنفيذه، ظهرت نتائجه الايجابية مبكرا، ورصدتها «الراي» خلال الزيارة الميدانية للموقع صباح أمس، برفقة أعضاء فريق الازالة والمبرة التطوعية، حيث تلاشت الروائح الكريهة وبدأ ظهور بعض الاعشاب الخضراء والأحياء البحرية تدريجيا.

رئيس فريق لجنة التعديات في المناطق الصناعية والخدمية والحرفية والتجارية حيدر الشمالي، قال إنه «بعد إزالة ميناء عشيرج ستعود الحياة الطبيعية للبحر وسيعود شاطئه كما كان في السابق، مشيرا إلى أن الناس بدأوا باستغلال الشاطئ والاستمتاع بالأجواء الطبيعية بعد أن كانت الرائحة في السابق كريهة.

وأضاف الشمالي لـ«الراي» أنه «من المتوقع أن يستغرق العمل عاما ومساحته 172 ألف متر مربع، كان يستغل من إحدى الجهات الحكومية انتقلت هذه الجهة لموقع جديد»، مؤكدا أن الموقع الحالي له آثار بيئية كبيرة، لاسيما في قطع التيارات البحرية مما يسبب روائح «ماتقدر توقف منها»، وبعد الازالة ستعود البيئة الطبيعية كما كانت في سابق عهدها.

وأفاد أن «الاثار البيئية للميناء كانت كبيرة وتسبب موت الحياة الفطرية وتدمير الكائنات البحرية في مواقع مهمة من مواقع البحر في تأثيرات سلبية على الكائنات الحية وخصوصا الاسماك.

وأكد ان «الصعوبات التي كانت تواجهنا هي حركة المد والجزر، ونعمل في أيام الجزر باستمرار، واستطعنا إزالة «قودي» لسان من اليابسة ممتد في البحر طوله 120 مترا وقودي آخر وهو عبارة عن يابسة ومن الملاحظ لون الرمل أسود بسبب الملوثات التي تتم فيها جراء المنشآت.

من جانبه، قال رئيس المبرة التطوعية البيئية وفريق الغوص الكويتي وليد الفاضل ان «الميناء كان من المواقع التي أثرت على الحياة البحرية في جون الكويت الذي يعد من المواقع المهمة للاسماك، ومع الاسف اتخذت الحكومة قرارا قبل نحو 30 عاما في إنشاء الميناء، واليوم قامت بتصحيح الخطأ في قرار تاريخي بإزالة ميناء عشيرج الذي له أضرار بيئية كبيرة».

وأفاد الفاضل أن «دورنا تركز في الجانب العلمي والثقافي وإزالة بعض السفن والتأكد من سلامة القيعان من خلال عمل الغواصين، والتأكد أيضا من عمليات الدفان لتلافي الحوادث البحرية».

وأشار إلى أن هذا المشروع استجابة لنداء البيئة، «ونشكر الحكومة على انجاز العمل الذي وصل تقريبا إلى منتصف مراحله»، لافتا إلى أن جسر جابر ومع الاسف الشديد تم بناء جزيرتين صناعيتين وهذا سيؤثر على الجون ولكن إزالة ميناء عشيرج يعوض الاضرار البيئية للجزيرتين، مبينا ان منطقة عشيرج من المناطق البيئية المهمة في جون الكويت، نظرا لأهميتها للحياة الفطرية من اسماك وكائنات بحرية ونباتات، وان هذا العمل جزء من المساهمات التطوعية التي يقدمها فريق الغوص الكويتي خدمة للبيئة البحرية وحفاظا على سواحل كويتنا الغالية.

وذكر الفاضل انه «شاركت اكثر من 20 آلية من جرافات وحفارات، بهدف رفع المخلفات الضارة للبيئة، نظرا لصعوبة منطقة العمل الطينية، وسيستمر العمل عدة ايام لتنظيف مساحة 3 كيلومترات من ساحل عشيرج».

وذكر ان الحياة البحرية ستعود وسترجع الروح لهذا الساحل، بعد ان كان مدفونا بالرمال والانقاض، متمنيا ان تكلل الجهود الحالية لإزالة ميناء عشيرج بالنجاح، لاستكمال اعادة تأهيل ساحل عشيرج بالكامل لعودة التيارات المائية لجميع اجزائه، وكذلك ازالة جميع المصانع الواقعة على سواحل جون الكويت.

واستعرض الفاضل مميزات منطقة عشيرج التي تعيش فيها الطيور المهاجرة سنويا وتحتوي على نباتات فطرية عديدة ومميزة في طبيعتها وتكوينها وفريدة في تنوع بيئاتها.

طين عشيرج إلى خليج عمان

قال حيدر الشمالي انه بعد الانتهاء من مشروع إزالة المخلفات سيتحرر الطين المتكدس على سواحل عشيرج وسيتمدد محدثا خصوبة بيئية كبيرة على امتداد السواحل وصولا إلى خليج عمان، مما سيسهم في دعم الحياة البحرية للكائنات.

16 الجاري موعد نهائي لإزالة سكراب الأهالي

أكد رئيس فريق لجنة تعديات المناطق الصناعية والخدمية والحرفية والتجارية حيدر الشمالي أن يوم 16 أبريل الجاري موعد نهائي وأخير لإزالة سكراب الاهالي في منطقة سعد العبدالله ولن يتم منح اي فرص إضافية للمخالفين الذين تسلموا الانذارات النهائية للإزالة.

وأكد الشمالي في تصريح خاص لـ «الراي» ان لجنة الازالة ستحضر في الساعة السابعة صباحا يوم 16 أبريل بالجرافات وسيتم إزالة السكراب ولن نمنح فرصاً إضافية لاسيما بعد ان تم تجهيز الموقع البديل في منطقة النعايم متمنيا عدم استخدام الجرافات ويستجيب الجميع لقرار الإزالة.