حوار / «يحق لها تهنئة نفسها بما أنجزت بعدما خرجت قوية من تجربة الغزو المريعة»

جون ميجور لـ «الراي»: رائع ومذهل إصرار الكويتيين على تجاوز الماضي وبناء دولتهم الجديدة

تصغير
تكبير
• الكويت حليف عريق ودائم لنا... وتاريخ بريطانيا يؤكد أننا لا ندير ظهرنا لحلفائنا إذا احتاجونا

• بلدكم مسالم بالغريزة ومجتمعها مدني لا عسكري... ومن هنا كانت صدمتها عظيمة بالغزو

• لا يمكن مقارنة الكويت بالقرم ... وإذا ما تكرر الغزو فستكون الاستجابة الدولية كما حدثت عام 1990

• العلاقات الثنائية اليوم أقوى وأمتن... وشهدنا في العامين الماضيين مضاعفة حجم التبادل التجاري

• التعاون العسكري نوعان: تدريبي بوجود ضباط بريطانيين يدربون الجيش الكويتي وتسليحي بتزويده بالأسلحة

• فخور بسياسة بلادي الخارجية وأعتقد أننا نعرف الشرق الأوسط أكثر من أي دولة في العالم

• تطابق وجهات نظرنا مع أميركا لا يعني أننا نتبعها... فلدينا رؤانا الخاصة وسياستنا المستقلة

• مخطئ من يعتقد أن أميركا فقدت تأثيرها العالمي فهي دولة ذات شأن كبير سياسياً واقتصادياً وعسكرياً

• روسيا أخطاأت بضم القرم فهي منذ سنوات تخطط لذلك
أشاد رئيس الوزراء البريطاني الاسبق السير جون ميجور بإصرار الكويتيين وقدرتهم على ترك ما تعرضوا له من احتلال وراءهم، وقدرتهم على بناء الدولة من جديد، معتبرا انه يحق للكويت تهنئة نفسها لخروجها بقوة من هذه التجربة.

واعتبر ميجور في لقاء مع «الراي» ان ما قام به صدام حسين بحق الكويت كان مريعا وغير مقبول، مشددا على «ان الكويت حليف ولا ندير ظهورنا للحلفاء»، وأنها «تحظى بسمعة عالميا كدولة داعية للسلام، واذا تعرضت مجددا للاحتلال فسيتم تحريرها فورا بالرغم من اني لا ارى اي تهديد ممكن حاليا».


وبين ان التعاون العسكري بين بلاده والكويت يندرج ضمن مجالي التدريب وبيع وتسويق الاسلحة.

وايد السير ميجور السياسة الخارجية الحالية لبلاده مبديا فخره بها ونافيا ان تكون بلاده تتبع الولايات المتحدة الاميركية لان لبريطانيا سياستها المستقلة، لافتا الى ان «اميركا بلد كبير ومؤثر في العالم، ومعتبرا على صعيد اخر ان «روسيا قامت بخطا فادح وكبير في القرم وانها ادركت انها اساءت التقدير». وفيما يلي نص اللقاء:

• بعد 23 عاما على تحرير الكويت، كيف تنظرون الى ذلك الحدث؟ وما اهم المحطات التي يمكن التوقف عندها؟

- الامر الاول المتعلق بالكويت اذكره عن لقائي الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد في المملكة العربية السعودية، للتأكيد على ان بريطانيا ستكون جزءاً من قوة تحرير الكويت، وبعد التحرير عدت الى هنا، وكان الامر أشبه بالسير في الجحيم، لان الهواء كان مليئا بالدخان وابار النفط كانت لا تزال مشتعلة والفوضى تعم ارجاء البلاد والمأساة الحقيقية التي شهدتها الكويت.

وبالعودة إلى الوقت الحاضر للنظر الى مدى التغيير التام الذي شهدته الكويت، ليس فقط من خلال المباني الشاهقة والامور الرائعة، بل ايضا من حيث المساحات الخضراء والازدهار في ارجاء البلاد، اضافة الى التوسع العمراني، وهذا تطور مذهل في بناء البلد والتحول، مما كانت عليه الى ما هي فيه الان.

والأروع هو اصرار الكويتيين وترك ما حدث خلفهم وبناء الدولة من جديد امر مذهل، فلقد زرت الكويت مرات عدة وفي كل مرة اجد تطورا وتغييرات جديدة وهذا أمر مثير.

وارى انه يحق للكويت تهنئة نفسها بالامر، ولخروجها بقوة من هذه التجربة المريعة.

• ماذا بشان مشاركتكم في تحرير الكويت؟ كيف تصفون الامر؟ وما السبب الذي دفع بكم للوقوف الى جانب الكويت؟

- هناك اسباب عدة تقف وراء مساعدتنا للكويت، فالكويت اولا حليف دائم، وعلاقتنا مستمرة الى ما يزيد عن 200 عام ولدينا رؤى واهتمامات مشتركة ومتطابقة.

والامر المعروف في التاريخ البريطاني اننا لا ندير ظهرنا للحلفاء عندما يكونون في مشكلة، والكويت كانت في مشكلة ولم يكن هناك من تردد من اي جانب بريطاني بضرورة مساعدتها، ولم يكن من شك بتدخل الحكومة البريطانية.

كما ان ما قام به صدام حسين كان مريعا وغير مقبول، وهو اعتداء فاضح ومدان على دولة ذات سيادة، وهو الامر الذي يحتم الردع. فما قمنا به كان لاسباب تاريخية ولاننا لم نقبل باحتلال الكويت.

• ماذا عن فترة الاحتلال؟ كيف تصفون الامر؟

- الكويتيون كانوا مصدومين ومفجوعين خلال الغزو، ومتخوفين على المستقبل، فالكويت وبالغريزة بلد مسالم وأمة مسالمة وليست عسكرية، فالشعور الاعظم كان الصدمة للغزو من قبل دولة اكبر واقوى.

• في ظل التغيرات العالمية، هل تعتقد ان ردة فعل المجتمع الدولي ستكون متطابقة حاليا ولاسيما ان العالم شاهد ما حصل في القرم؟

- مما لا شك فيه سنتدخل لتحرير الكويت، ولا يمكن مقارنتها بالقرم. واذا ما اراد اي كان المجيء للكويت واحتلالها فستكون هناك استجابة دولية كالسابق، بداية بسبب السمعة التي تحظى بها الكويت عالميا كدولة داعية للسلام وليست دولة عدوانية، ما يصنع منها دولة معروفة في العالم، كما ان الكويت فريدة من نوعها واي تدخل فيها سيكون له عواقب كبيرة ولا يمكن مقارنتها بالقرم.

واذا تعرضت الكويت مجددا للاحتلال فسيتم تحريرها فورا، بالرغم من اني لا ارى اي تهديد ممكن حاليا.

• ماذا بشأن العلاقات بين المملكة المتحدة والكويت، كيف ترونها؟ وما الجديد الذي تأملون الحصول عليه مستقبلا؟

- هناك امور كثيرة تميز العلاقة بين بريطانيا والكويت، فالعلاقات التجارية الان هي أقوى وامتن مما كانت عليه في السابق وشاهدنا خلال العامين الاخيرين مضاعفة حجم الميزان التجاري بين الجانبين، ونمو العلاقات التجارية واضح ومؤشر جيد على متانة العلاقات.

كما ان الكويت التي شهدت مؤتمري المانحين للشعب السوري والتي تعتبر الكويت وبريطانيا اكبر المتبرعين فيهما، ويلعبان دورا فعالا في حل الازمة الانسانية، اضافة الى المملكة المتحدة تعتبر بوابة الكويت للاتحاد الاوروبي كما تعتبر الكويت بوابة بريطانيا للخليج، فلدينا سلسلة طويلة من العلاقات.

اضافة الى التعاون العسكري من خلال عدد من الضباط البريطانيين الذين يخدمون في القوات الكويتية ويدربون القوات الكويتية، وهذه العلاقات هي قوية ايضا بين الافراد وبين القيادة في كلا البلدين وبين حكومتي وشعبي البلدين.

وهذه الروابط مهمة جدا لانها مستمرة، فالكويت وبريطانيا اصدقاء منذ قرنين من الزمن.

• بالحديث عن الاسبوع الذي نظمته السفارة البريطانية في الكويت، الى اي مدى يساهم بتقوية العلاقات والتعريف بالمملكة المتحدة اكثر؟

- الاسبوع البريطاني يركز على الفرص والمجالات المتاحة بين الجانبين، فلدينا السيارات والأزياء والمطبخ البريطاني، وغيرها من الامور التي تنمو وتتطور ويمكن التعاون فيها أكثر وأكثر، وجميعها تشكل فرصا للتعاون والاستثمار.

كما ان سلسلة محاضرات ديكسون والتي تركز على مجالات التعاون والفرص المتاحة والعلاقات بين الجانبين والتي سيتم تقديمها في الكويت وبريطانيا بالتتالي، امور تساهم في التركيز على العلاقات لاجل طويل ومستمر وليس فقط خلال اقامة الفعاليات في الكويت. والعلاقات بين الجانبين معروفة ومتطورة في المجال المالي والسياحي وغيرها.

• اذا ما عدنا للتعاون العسكري تحديدا، هل انتم راضون عن مستواه؟

- هناك نوعان من التعاون العسكري، التعاون في مجال التدريبات، حيث البريطانيون موجودون في الكويت لمساعدة وتدريب القوات الكويتية منذ زمن طويل، واعتقد ان لا مانع من استمراره في المستقبل، كما هناك مساعدة الكويت في الفترات الصعبة وخلال الأزمات، إضافة الى مجال بيع وتسويق الأسلحة، وهذا أمر يتعلق بالاتفاق بين البلدين وآمل ان تستمر مجالات التعاون التي هي اكبر من مجرد بيع وشراء الطائرات او الأسلحة بل جزء مهم من العلاقات.

• ماذا بشأن الاستثمارات الكويتية في لندن؟ وهل التمويل الاسلامي الذي تعتمده لندن يسهم في جذب المزيد من المستثمرين؟

- هناك نمو وازدياد في نسبة الاستثمارات الكويتية التي نرحب بها فالكويت بلد صديق وسعداء بمستوى هذه الاستثمارات.

الحكومة الحالية تحاول جذب التمويل الاسلامي في مدينة لندن، ومؤخرا تم عقد مؤتمر التمويل الاسلامي في لندن وكان اول اجتماع يعقد خارج الدول الاسلامية، وهذا دليل على مدى الاهتمام والرغبة من بريطانيا لجلب الاستثمارات.

• كيف تنظرون الى السياسة الخارجية البريطانية، وهل انتم راضون عنها؟

- أؤيد السياسة الخارجية البريطانية الحالية، وانا فخور جدا بها، ولا أبالغ ان قلت بأن المملكة المتحدة تعرف الشرق الأوسط مثل او أفضل من أي دولة من خارج المنطقة.

• ماذا بشأن انتقاد السياسة الخارجية البريطانية واتهامها بالسير خلف الولايات المتحدة الأميركية؟

- لنا وجهات نظر متطابقة مع الولايات المتحدة الأميركية وهي حليف مقرب لنا، وكانت في الكويت تقود قوات الحلفاء في التحرير، فلدينا علاقات حميمة وقريبة جدا مع أميركا ولكن هذا لا يعني أننا نتبع الولايات المتحدة، وننتظر لنرى ما تقوم به لنتبعه فهذا أمر غير صحيح، لدينا رؤانا الخاصة وسياستنا المستقلة، ونتخذ قراراتنا بمفردنا ومن خلال رؤانا.

• هل تعتقدون بأن الولايات المتحدة الاميركية فقدت سيطرتها على العالم؟

اميركا امة مؤثرة جدا ولها تأثير كبير حول العالم بأسره، ولم تخسر تأثيرها على العالم والشخص الحكيم لا يقلل من شأن الولايات المتحدة اقتصاديا، سياسيا ولا عسكريا، فأميركا بلد مهم ومؤثر في العالم.

• ماذا بشأن الازمة في أوكرانيا؟ ولماذا لم يستطع العالم الوقوف في وجه روسيا بالنسبة للقرم؟

اولا اعتقد أن روسيا قامت بخطأ سياسي كبير وفادح من خلال احتلال القرم، والاستفتاء في القرم كان مفاجئا، والسبب انهم قاموا بالخطأ لأن روسيا ارادت لسنوات الاحتفاظ بالقرم ووضعها تحت السيطرة الروسية.

والتدخل الروسي الاخير يجعل أوكرانيا تقترب من الاتحاد الاوروبي، كما ان العالم وعى لما يحصل في أوكرانيا من خلال الاوضاع الاقتصادية وتحويل الاموال والاعتمادات من خلال الاستثمارات الروسية وغيرها، وقد بدأ الاوروبيون بالنظر لمصادر طاقة جديدة غير خطوط الغاز الروسية ومع الوقت سيقوي الاوروبيون دفاعاتهم كنتيجة لما حدث.

كما ان دولا اخرى في المنطقة مثل كازخستان وتركمانستان وأرمينيا وغيرها تنظر بتخوف لما قامت به روسيا، ولهذا السبب فانهم يتطلعون نحو اوروبا بعيدا عن روسيا.

• هل العالم يتجه من جديد نحو الحرب الباردة؟

- لا أعتقد ذلك، فالحرب الباردة خيار اكثر خطورة، وبدأنا بالفعل رؤية اشارات على ان روسيا ادركت انها اساءت التقدير والتصرف وبدأت بسحب قواتها، وبدأت تدرك أن ردة الفعل الدولية صارمة، وانه لا يمكن تجاهل ما تقوم به.

أنا خارج السلطة وقد يكون تقديري خطأ

قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون مايجور: كنت رئيسا للوزراء لسنوات طويلة وأعرف بان رئيس الوزراء لديه معلومات عن الخفايا والامور التي تجري وغير المعروفة للعامة ولم اعد في هذا الجو الآن واذا قلت شيئا يمكن ان يكون غير عادل لوجود امور تحدث ولا اعرف بها، واذا لم اكن على يقين واعرف جيدا ما يحصل فمن الافضل عدم التعليق على الامر.

لا أعرف ما يجري خلف الأبواب

فضل مايجوز عدم التعليق على مبادرة الرئيس الايراني الدكتور حسن روحاني حول انشاء منظمة في المنطقة تضم دول الخليج واليمن اضافة الى ايران والعراق، وبالسؤال عما اذا كانت مثل هذه الخطوة تساهم في استقرار المنطقة اجاب «هذا امر يختص بالديبلوماسية الحالية ولا اعرف ما يجري خلف الابواب المغلقة ولهذا افضل عدم التعليق على الامر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي