أربعة انتخابات صعبة في إقليم العواصف اللاهبة
الاستحقاق الرئاسي اللبناني خليط من أسماء العَلَم و... الأمكنة
• الحرص على «لبننة» الاستحقاق لا يلغي الحاجة إلى تفاهم سعودي - إيراني ربما عبر الـ 5+1
• المرشحون الأقوياء يفتتحون «المنازلة» ... أما اسم الرئيس ففي «مطبخ التسوية»
• المرشحون الأقوياء يفتتحون «المنازلة» ... أما اسم الرئيس ففي «مطبخ التسوية»
لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية في بيروت، التي صارت كلما اجتمع اثنان فيها كان الاستحقاق الرئاسي ثالثهما بعدما دخلت البلاد في رحاب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد قبل 25 مايو المقبل.
في الاندية السياسية وكواليسها، على الشاشات وبرامجها، في مؤسسات الاستطلاع وخلاصاتها و... على كل شفة ولسان، قضية واحدة الآن اسمها السباق الى الرئاسة الاولى في وطنٍ يتباهى بـ «تداول السلطة» رغم أزماته العميقة.
هل ستجري الانتخابات في موعدها ام ان «فخامة» الفراغ سيتحوّل امراً واقعاً؟ ماذا عن احتمالات التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان؟ هل سيلتئم البرلمان بـ «نصاب الثلثين» لاختيار رئيس جديد؟ ومَن هم «المتسابقون»؟
اسئلة كثيرة تضجّ بها بيروت «المهجوسة» بالأمن المهزوز وبـ «النيران الصديقة» المتطايرة من الشمال والشرق، وبـ»طوفان» النازحين من سورية، وبـ»تسونامي» الازمات الزاحفة من الاقليم وبالهزات الارتدادية لتصدُّع الدولة.
غير ان السؤال الاكثر اثارة الذي يطل مرة كل ست سنوات منذ أكثر من سبعة عقود هو: مَن يصنع الرئيس في لبنان؟... الداخل ام الخارج ام كلاهما معاً؟ ايّ داخل وأيّ خارج ووفق اي توازنات؟ تختلط الاسماء في الطريق الى الكرسي الرئاسي، اسماء العَلَم واسماء الأمكنة...
اسماء العَلم: ميشال عون، سمير جعجع، امين الجميل، سليمان فرنجية، بطرس حرب، جان قهوجي، رياض سلامة، جان عبيد، روبير غانم، زياد بارود، روجيه ديب، جوزف طربية، او اي «ماروني» أباً عن جَدّ.
اسماء الامكنة: القرم، القلمون، قم، او واشنطن، موسكو، باريس، او الرياض، طهران، بروكسيل، او اي عواصم ومرجعيات وخطوط تماس، او مناطق ربْط نزاع وفكّ اشتباك واخبارات بالحوار او النار.
فالانتخابات الرئاسية في لبنان واحد من اربعة استحقاقات مماثلة في الاقليم المتحرك فوق فوهة الازمات اللاهبة: في بيروت انتخابات، وفي دمشق، وكذلك في بغداد وايضاً في القاهرة... انه موسم الرئاسيات الصعبة.
فعلى وقع تدحرج الرؤوس وفوق بحر من الجماجم لن تكون الرئاسات مجرد انتخابات... لا في بيروت وقعر أزماتها المفتوح، ولا في دمشق عاصمة البلاد المنكوبة، ولا في بغداد المشلّعة الابواب، ولا في القاهرة المسكونة بألف سؤال وسؤال.
خيط واحد، لا يُعرف معه الابيض من الاسود يربط الرئاسات الاربع ومصائرها، اسمه الحرَكي الصراع الايراني - السعودي. فأيّ نتائج تلوح في افق هذه الاستحقاقات التي ترتسم في ضوئها موازين القوى في المنطقة؟
سياسي لبناني مخضرم يقف على تقاطعات مؤثرة في «اللعبة الداخلية»، قال لـ «الراي» ان الاستحقاق الرئاسي في بيروت ما زال في «المربّع الغامض» ولن ينقشع مصيره الا في ضوء الموقفين الايراني والسعودي.
بدا هذا السياسي غير مكترث كثيراً للضوضاء الداخلية في شأن الاستحقاق الرئاسي في لحظة زحمة المرشحين المعلنين او المكتومين ليقينه ان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يحتاج الى تفاهم سعودي - ايراني بالمباشر او بالواسطة.
وفي رأي السياسي الذي يعرف اكثر من غيره، لن يكون في الامكان مجيء رئيس جديد للجمهورية في لبنان بمعزل عن موافقة الرياض ورضى طهران، فللعاصمتين قدرة تأثيرية تحول دون إمرار اي اسم يتربع على حكم لبنان ست سنوات من دون «مساعدتهما».
الكلام عن الحاجة الى تفاهم اقليمي ورافعة دولية لانتخاب رئيس جديد في لبنان بالِغ الواقعية رغم كل ما يقال عن الاهمية الوطنية لـ «لبننة» هذا الاستحقاق وجعله صدى لـ «المزاج المسيحي» انسجاماً مع التركيبة اللبنانية ولا سيما في ظل تشوهاتها الحالية.
فالاصطفاف الداخلي بأبعاده الاقليمية يجعل الكلمة الفصل بيد الرياض وطهران، حليفتا معسكريْ «8 و14 آذار» اللذين يقتسمان التوازن السلبي في برلمان لن ينتج رئيساً الا بأصوات «التسوية».
اصوات التسوية تملي في جلسة الاقتراع الاولى توافقاً بين «8 و 14 آذار» المحلية والاقليمية على مرشح يحتاج لنصاب الثلثين (86 من 128) واذا تعذّر الامر فانه يحتاج الى الاصوات المرجّحة لوليد جنبلاط في الاقتراع الثاني بغالبية النصف زائد واحد (65 صوتاً).
وفي تقدير السياسي المخضرم ان ثمة صعوبة في حصول تفاهم سعودي - ايراني بالمباشر حول الرئاسة في لبنان في اللحظة الراهنة، الامر الذي قد يجعل الـ»1+5» قناة تفاوض بالواسطة مع ايران لإقناعها بحضّ حلفائها على تسهيل الاستحقاق الرئاسي من زاويتين، اجراء الانتخابات في موعدها والتفاهم على «رئيس تسوية» ترضى به «14 آذار» من دون ان يُغضِب «8 آذار» لا سيما «حزب الله».
وبدت هذه الشخصية حذرة في توقعاتها «فرغم ان الضوء الاخضر الاقليمي اتاح تشكيل حكومة جديدة بعد عشر اشهر، فان ضوءاً مماثلاً في شأن الاستحقاق الرئاسي يبدو اكثر صعوبة، فحكومة من 24 وزيراً تحتمل توزيع جوائز ترضية، على عكس الرئاسة المرتبطة بالتفاهم على اسم واحد».
وخارج هذا «التوصيف» للتقاطعات الداخلية والخارجية في صنع الرئيس اللبناني العتيد، يجهد طرفا الصراع في بيروت في ترتيب اوضاعهما استعداداً للمنازلة في ساحة النجمة (مقر البرلمان)، وسط مناورات متبادلة بالاسماء الرئيسية وبـ «لاعبي الاحتياط» في الوقت المستقطع الفاصل عن الدعوة لجلسة الانتخاب.
«14 آذار» التي تحرص على إظهار قدر كبير من الحرص على «لبننة» الانتخابات الرئاسية، بدت وكأنها تحتشد خلف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كمرشح اول، و»8 آذار» التي لا تقر بأي تأثير لـ»خارجها» على توجهاتها الداخلية تتجه للاصطفاف خلف زعيم «التيار الوطني الحر» العماد مشال عون كمرشح وحيد.
ثمة انطباع في الاندية السياسية ان المنازلة بين المرشحين الاقوياء كالدكتور جعجع والعماد عون في جلسة الاقتراع الاولى ستؤدي الى تعادل سلبي يفتح الطريق امام مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية يشبه الى حد بعيد رئيس «حكومة التسوية» تمام سلام.
في الاندية السياسية وكواليسها، على الشاشات وبرامجها، في مؤسسات الاستطلاع وخلاصاتها و... على كل شفة ولسان، قضية واحدة الآن اسمها السباق الى الرئاسة الاولى في وطنٍ يتباهى بـ «تداول السلطة» رغم أزماته العميقة.
هل ستجري الانتخابات في موعدها ام ان «فخامة» الفراغ سيتحوّل امراً واقعاً؟ ماذا عن احتمالات التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان؟ هل سيلتئم البرلمان بـ «نصاب الثلثين» لاختيار رئيس جديد؟ ومَن هم «المتسابقون»؟
اسئلة كثيرة تضجّ بها بيروت «المهجوسة» بالأمن المهزوز وبـ «النيران الصديقة» المتطايرة من الشمال والشرق، وبـ»طوفان» النازحين من سورية، وبـ»تسونامي» الازمات الزاحفة من الاقليم وبالهزات الارتدادية لتصدُّع الدولة.
غير ان السؤال الاكثر اثارة الذي يطل مرة كل ست سنوات منذ أكثر من سبعة عقود هو: مَن يصنع الرئيس في لبنان؟... الداخل ام الخارج ام كلاهما معاً؟ ايّ داخل وأيّ خارج ووفق اي توازنات؟ تختلط الاسماء في الطريق الى الكرسي الرئاسي، اسماء العَلَم واسماء الأمكنة...
اسماء العَلم: ميشال عون، سمير جعجع، امين الجميل، سليمان فرنجية، بطرس حرب، جان قهوجي، رياض سلامة، جان عبيد، روبير غانم، زياد بارود، روجيه ديب، جوزف طربية، او اي «ماروني» أباً عن جَدّ.
اسماء الامكنة: القرم، القلمون، قم، او واشنطن، موسكو، باريس، او الرياض، طهران، بروكسيل، او اي عواصم ومرجعيات وخطوط تماس، او مناطق ربْط نزاع وفكّ اشتباك واخبارات بالحوار او النار.
فالانتخابات الرئاسية في لبنان واحد من اربعة استحقاقات مماثلة في الاقليم المتحرك فوق فوهة الازمات اللاهبة: في بيروت انتخابات، وفي دمشق، وكذلك في بغداد وايضاً في القاهرة... انه موسم الرئاسيات الصعبة.
فعلى وقع تدحرج الرؤوس وفوق بحر من الجماجم لن تكون الرئاسات مجرد انتخابات... لا في بيروت وقعر أزماتها المفتوح، ولا في دمشق عاصمة البلاد المنكوبة، ولا في بغداد المشلّعة الابواب، ولا في القاهرة المسكونة بألف سؤال وسؤال.
خيط واحد، لا يُعرف معه الابيض من الاسود يربط الرئاسات الاربع ومصائرها، اسمه الحرَكي الصراع الايراني - السعودي. فأيّ نتائج تلوح في افق هذه الاستحقاقات التي ترتسم في ضوئها موازين القوى في المنطقة؟
سياسي لبناني مخضرم يقف على تقاطعات مؤثرة في «اللعبة الداخلية»، قال لـ «الراي» ان الاستحقاق الرئاسي في بيروت ما زال في «المربّع الغامض» ولن ينقشع مصيره الا في ضوء الموقفين الايراني والسعودي.
بدا هذا السياسي غير مكترث كثيراً للضوضاء الداخلية في شأن الاستحقاق الرئاسي في لحظة زحمة المرشحين المعلنين او المكتومين ليقينه ان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يحتاج الى تفاهم سعودي - ايراني بالمباشر او بالواسطة.
وفي رأي السياسي الذي يعرف اكثر من غيره، لن يكون في الامكان مجيء رئيس جديد للجمهورية في لبنان بمعزل عن موافقة الرياض ورضى طهران، فللعاصمتين قدرة تأثيرية تحول دون إمرار اي اسم يتربع على حكم لبنان ست سنوات من دون «مساعدتهما».
الكلام عن الحاجة الى تفاهم اقليمي ورافعة دولية لانتخاب رئيس جديد في لبنان بالِغ الواقعية رغم كل ما يقال عن الاهمية الوطنية لـ «لبننة» هذا الاستحقاق وجعله صدى لـ «المزاج المسيحي» انسجاماً مع التركيبة اللبنانية ولا سيما في ظل تشوهاتها الحالية.
فالاصطفاف الداخلي بأبعاده الاقليمية يجعل الكلمة الفصل بيد الرياض وطهران، حليفتا معسكريْ «8 و14 آذار» اللذين يقتسمان التوازن السلبي في برلمان لن ينتج رئيساً الا بأصوات «التسوية».
اصوات التسوية تملي في جلسة الاقتراع الاولى توافقاً بين «8 و 14 آذار» المحلية والاقليمية على مرشح يحتاج لنصاب الثلثين (86 من 128) واذا تعذّر الامر فانه يحتاج الى الاصوات المرجّحة لوليد جنبلاط في الاقتراع الثاني بغالبية النصف زائد واحد (65 صوتاً).
وفي تقدير السياسي المخضرم ان ثمة صعوبة في حصول تفاهم سعودي - ايراني بالمباشر حول الرئاسة في لبنان في اللحظة الراهنة، الامر الذي قد يجعل الـ»1+5» قناة تفاوض بالواسطة مع ايران لإقناعها بحضّ حلفائها على تسهيل الاستحقاق الرئاسي من زاويتين، اجراء الانتخابات في موعدها والتفاهم على «رئيس تسوية» ترضى به «14 آذار» من دون ان يُغضِب «8 آذار» لا سيما «حزب الله».
وبدت هذه الشخصية حذرة في توقعاتها «فرغم ان الضوء الاخضر الاقليمي اتاح تشكيل حكومة جديدة بعد عشر اشهر، فان ضوءاً مماثلاً في شأن الاستحقاق الرئاسي يبدو اكثر صعوبة، فحكومة من 24 وزيراً تحتمل توزيع جوائز ترضية، على عكس الرئاسة المرتبطة بالتفاهم على اسم واحد».
وخارج هذا «التوصيف» للتقاطعات الداخلية والخارجية في صنع الرئيس اللبناني العتيد، يجهد طرفا الصراع في بيروت في ترتيب اوضاعهما استعداداً للمنازلة في ساحة النجمة (مقر البرلمان)، وسط مناورات متبادلة بالاسماء الرئيسية وبـ «لاعبي الاحتياط» في الوقت المستقطع الفاصل عن الدعوة لجلسة الانتخاب.
«14 آذار» التي تحرص على إظهار قدر كبير من الحرص على «لبننة» الانتخابات الرئاسية، بدت وكأنها تحتشد خلف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كمرشح اول، و»8 آذار» التي لا تقر بأي تأثير لـ»خارجها» على توجهاتها الداخلية تتجه للاصطفاف خلف زعيم «التيار الوطني الحر» العماد مشال عون كمرشح وحيد.
ثمة انطباع في الاندية السياسية ان المنازلة بين المرشحين الاقوياء كالدكتور جعجع والعماد عون في جلسة الاقتراع الاولى ستؤدي الى تعادل سلبي يفتح الطريق امام مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية يشبه الى حد بعيد رئيس «حكومة التسوية» تمام سلام.